أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية














المزيد.....

أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أسست اتفاقيات الفصل على جبهة الجولان عام 1975 لحالة اللاحرب واللاسلم بين إسرائيل والنظام السوري, ونحن نعيش ذيول هذه الحالة واستطالاتها. والتي ساهمت في تأسيس نسق إقليمي من نوع خاص و متجذر في الحالة الداخلية لكل من إسرائيل وسورية, بعد ثلاثة عقود على التأسيس الممنهج والارتجالي لهذه الحالة بات لها مصالح قوية في كلا البلدين. و خاصةاً في سورية حيث أهم دعائم السلطة هي استمرار حالة اللاحرب واللاسلم ! في إسرائيل الدولة يمكننا الحديث عن مراكز قوى داخلها تمركزت مجمل رؤيتها ومصالحها على استمرار هذه الحالة على جبهة الجولان, أما في سورية فإن هيكلية السلطة انبنت على البنية العلائقية التي خلقتها هذه الحالة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أو السوري. فهذه الحالة التي أسس لها الراحل بقوة وأمسكها بقوة أيضا خلقت وضعا مريحا له في مناخ عالمي مقسوم الحرب الباردة و ما كان لهذه الحالة أن تستمر لولا وجود هذا المناخ العالمي أيضا والميل بين الطرفين إلى تهدئة بؤر التوتر قدر الإمكان, والتعامل معها وفق أولويات بيروقراطية سوفييتة بطيئة ولها رهاناتها من جهة ومن جهة أخرى تعامل معها الغرب بطريقة عملية مباشرة وهو يؤسس في هذا السياق لهزيمة السوفيات في المنطقة والعالم. وهذا أيضا أراح الغرب من هذه الحالة على الجبهة السورية. والتي انعكست في الداخل الإسرائيلي قبولا مشوبا بالحذر لاستمرارية هذه الحالة لما توفره لدولة إسرائيل من حرية في الحركة على الجبهة الفلسطينية بشكل أساسي وقضمت من الأراضي ما قضمت وشردت من الأهالي ما شردت, ولقد اتضح بعد اتفاقيات اوسلو أن فضاء السلام مع الفلسطينيين ضعيف ومحكوم بميزان القوة العارية من جهة والثقافة الدينية العصبوية لدى اليمين الإسرائيلي الحاكم. وهو وإن لم يكن في فترات في الحكومة ولكنه كان يمتلك القوة على إسقاط أية حكومة في حال تجاوزت خطوطه الحمر. هذه الخطوط التي تكونت أيضا في ظل هذه الحالة من اللاحرب واللاسلم. خصوصا أنها تحت الضغط الأميركي تتوجت باتفاقيات كامب ديفيد على الجبهة المصرية. فلم يبق في الميدان غير الشعب الفلسطيني الأعزل, هذا الشعب الذي اكتشف مؤخراً مدى مرهونية نخبه للوضع الإقليمي السلطوي العربي, وإن هذه النخب مستعدة لأن تتقاتل في الشارع وتبيح الدم الفلسطيني على أرضية هذا الارتهان ¯ خصوصا بعد استشهاد عرفات ¯ بمحصلة الموضوع إن حالة اللاحرب واللاسلم على الجبهة السورية باتت تحتاج إلى سلطة مختلفة وعلاقات داخلية سواء في سورية أو في إسرائيل لتجاوزها نحو السلام. وبعد هذه الصيرورة باتت إسرائيل بقواها السياسية المتورمة والمتوزعة على تيارات عدة وأحزاب كثيرة غير قادرة على التضحية بالجولان من أجل السلام. وفي الوقت نفسه السلطة السورية لم ولن تستطيع حل هذه المعضلة وإلا فقدت مبررا وأهم مبرر من مبررات حركيتها على كافة الصعد الداخلية والإقليمية والدولية. لهذا باتت الآن تلعب اللعبة الإسرائيلية الداخلية نفسها وهي الهجوم الإعلامي نحو السلام والابتعاد الفعلي عنه. فأولمرت يصرح عن استعداده للتخلي عن الجولان. ويخرج نتنياهو ليقول إن الأسد الراحل قد تخلى له عن قمة جبل الشيخ كما فهمت أنا من التصريح. ومن جهة أخرى يتحفنا بشكل يومي إعلام السلطة في سورية بأنه مستعد للسلام ويرسل مفاوضين سريين وعلنيين من أجل ذلك ! والإسرائيليون يدركون مناورة السلطة هذه من جهة وعدم قدرتهم على اتخاذ مثل هذا القرار الذي يغير الحالة على الجبهة السورية كما أسلفنا.
و»حماس« ومعها بعض الفصائل التي تقاطع وجود أمراء الحرب فيها مع بعض المصالح الإقليمية من جهة ونتيجة للعنف الإسرائيلي من جهة أخرى نمت هذه الثقافة الإسلاموية التي تنضح بالعنف ليس كوسيلة, بل أحياناً كغاية بحد ذاتها وهي في ذلك تتراقص على أنغام الأجندات الإقليمية, فهل يمكن لحركة »حماس« أن تفسر لنا علاقتها بالسلطة السورية والإيرانية والقطرية من جهة وعلاقتها بالسلطة المصرية من جهة أخرى? بات الأمر أكثر من واضح ومازلنا لا نعرف في الحقيقة من أين لحركة »حماس« كل هذا السلاح? إنها لم تعد قضية مهارة لمهربي السلاح خصوصا بعد الحادي عشر من سبتمبر ,2000 إنها حركية سلطات قادرة على ذلك.هل وصول السلاح يتم عن طريق الأردن أم مصر أم سورية? لأن وصول السلاح عن طريق لبنان شبه مستحيل, أو عن طريق مافيات السلاح اليهودية الموجودة في إسرائيل كما يقول بعضهم. في هذه الحالة نجد أن هذا الهجوم الإعلامي نحو السلام من قبل السلطة في سورية أو من قبل حكومة أولمرت ليس سوى التأكيد على أنه مازال السلام بعيداً عن شعوب المنطقة وسيبقى لبنان والفلسطينيون والشعب السوري تحت نيران حالة اللاحرب واللاسلم التي أسس لها الراحل مع كيسنجر بامتياز.
لو نظرنا الآن إلى اللوحة السورية ما الذي لديها لتجبر إسرائيل على إعادة الجولان? نظام في الداخل تعرف إسرائيل أكثر من غيرها كيف يدير الفساد السوري عموما وتعرف أكثر ما أولويات الجيش السوري? وبالتالي ما أولويات السلطة السورية حجم الضغوط الإقليمية والدولية التي ترزح تحتها. وكذلك الرئيس الأسد يعرف أيضا عدم قدرة حكومة إسرائيل على اتخاذ قرار سلام تاريخي يعيد الجولان من دون ترتيب بقية أوضاع المنطقة ! فكما فهمت من تسريبات بعض الوسطاء للإعلام سويسريين وغيرهم : أن الطرفين غير مستعدين حتى هذه اللحظة للسلام. من إذن سيبقى يدفع فاتورة هذا الوضع اللقيط?



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال الأمريكي في ضوء 5 حزيران
- المجتمع السياسي السوري بعد القرار 1757
- من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة
- القرار 1757 المحكمة الدولية وانقاذ لبنان
- الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثالثة
- الوضع الشاذ لدينا جميعا
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثانية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة
- اللقاء في شرم الشيخ، مناورة أمريكية أم سورية؟
- كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية