أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الهولوكست المنسيّة 3















المزيد.....

الهولوكست المنسيّة 3


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 05:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


Mark Selden -Japan Focus
خاتمة القصيدة :كوريا ،فيتنام،العراق واستخدام القوة الجوية في استهداف المدنيين.
استمر قتل المدنيين بالجملة خلال عدد لا يعد ولا يحصى من الضربات الجوية كخط احمر من القصف الجوي أثناء الحرب العالمية الثانية إلى كوريا واندونيسيا ثم حرب الخليج وافغانستان وحروب العراق
خلال 6 عقود بعد القصف الجوي والنووي لليابان لوحظ استمرار هذا القصف النيراني النابالمي للمدن وأصبح أكثر حداثة وقوة وسيطرت الطائرات والقنابل في حروب الولايات المتحدة المتعاقبة في آسيا.
لعب الجنرال LeMay مهندس القصف النيراني والنووي الأول دوراً في فيتنام وكوريا وقد قال" أرسلت رسالة من تحت الباب للبنتاجون فيها:دعونا نفعل ذلك هناك ونحرق خمساً من المدن الكورية الشمالية الكبرى (وهي ليست كبيرة) وهذا سيوقف كل شيء .وكانت الإجابة على ذلك أربع إلى خمس صرخات "أنت ستقتل الكثير من المدنيين وهذا رهيب "ولكن عبر فترة ثلاث سنوات حرقنا كل بلدة في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية أيضاً وأصبح ذلك مستساغا"
في ثلاث سنوات في كوريا الشمالية شنت القوات الجوية الأمريكية وقوات الأمم المتحدة(1040708) غارة وألقت 386037 طنا من القنابل و 32557 طنا من النابالم وبحساب القنابل العادية ومنها الصواريخ أصبح حجم المتفجرات الملقاة على كوريا الشمالية 698000 طن.
قدّر Marilyn Young عدد القتلى ومعظمهم من المدنيين في كوريا من 2-4 مليون نسمة وفي الجنوب تم تهجير أكثر من خمسة ملايين كورياً حسب تقديرات الأمم المتحدة والملفت للنظر في هذه الحروب اتساع نطاق القصف الجوي من المدن إلى المناطق القروية في كوريا وفيتنام وهذا خرق آخر للمبادئ الدولية التي ترفض القصف العشوائي للمدنيين .
ابتداء من كوريا توسع القصف الأمريكي من المدن إلى الريف مع تأثيرات مدمرة فيما وصف Bruce Cuming "آخر فعل في تلك الحرب البربرية في ربيع 1953 تم تدمير السدود الزراعية في كوريا الشمالية بعد وقت قصير من زراعة الأرز.
وهنا ننوه إلى عنصر مهم في القصف الأمريكي لفيتنام ،أعلن روزفلت عام 1943 في كلمة له "ان الأسلحة الكيماوية والبيولوجية غير قانونية بالنسبة للعالم المتحضر وان الولايات المتحدة لم تستعملها وآمل ان لا نضطر لاستعمالها واستطيع القول اننا لن نستعملها أبداً في الحروب إلا إذا استخدمها أعداؤنا وهذا المبدأ دمج في ادبيات الجيش الأمريكي عام ،1954 وفي عام 1956 اختفى هذا المبدأ منها واستبدل بالتأكيد على ان الولايات المتحدة تنادي بحظر استخدام الغازات السامة وغير السامة والميكروبات في الحروب .وكانت مؤسسة البحث العلمي الأمريكية قد بدأت في بداية الخمسينيات بتطوير هذه الأسلحة.وبلغت ذروتها في إدارة الرئيس كينيدي بداية الستينيات والنتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ضد القوات والطبيعة الفيتنامية وبالتحديد التوسع من تدمير الغابات إلى تدمير المحاصيل وكما وثق Seymour Hersh ان برنامج الولايات المتحدة (الكيماوي-البيولوجي) تسارع من مبيدات الأوراق إلى مبيدات محصول الأرز إلى الغازات المسببة للغثيان.
ما مدى انتشار الهجوم بالغازات على فيتنام؟في دراسة يابانية عام 1967 أعدتها المؤسسة العلمية اليابانية عن استخدام المبيدات الكيماوية في الحرب ان 3.8 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة تم تدميرها في فيتنام الجنوبية وأن أكثر من 1000 مزارع و 13000 من المواشي قد قتلت وفي مواجهة الادعاءات الأمريكية بأن الغازات كانت لطيفة فإن الدكتور Duc Namاخبر المحققين اليابانيين ان هجوما لثلاثة أيام قرب Da Nangمن 25-27 شباط 1966 سمم البشر والمواشي وان بعضهم قد توفي ، وأُجهضت الحوامل وماتت الماشية من اسهالات خطيرة وطفت الأسماك ميتة على سطح النهر بعد استخدام المواد الكيماوية.
وقبل الانتقال إلى العراق من المهم استعادة ملاحظات الرئيس نيكسون على قصف كمبوديا كما تم حفظه في تسجيلات لهنري كيسنجر تم نشرها عام 2004 ففي نوبة غضب في 9 ديسمبر 1970 بعد سماعه عن نجاحات باهتة للقصف في كمبوديا قال كيسنجر "إن القوات الجوية الأمريكية تم تدريبها لمعركة مع الاتحاد السوفييتي وليس لهذه الحرب "فانفجر نيكسون قائلاً " أنا أريدهم أن يضربوا كل شيء ،أن يستخدموا الطائرات الكبيرة والطائرات الصغيرة ،أن يفعلوا كل ما يستطيعون هناك ودعنا نسبب لهم (صدمة) صغيرة "وكانت هذه أول إشارة إلى الصدمة والترويع بعد جيل في العراق .ونقل كيسنجر الأمر ( ضربة عسكرية ضخمة في كمبوديا إضربوا كل شيء يطير ، كل شيء يتحرك).
وهناك رواية عن القصف العشوائي لكمبوديا ظهرت للنور بعد 36 سنة من حدوثها وتبين أن كمبوديا تعرّضت لقصف اكبر بكثير عما كان معروفاً في السابق للشعب الأمريكي والعالم ولم يبدأ هذا القصف أيام حكم نيكسون في عام 1970 بل في اكتوبر عام 1965 ففي خلال زيارة كلينتون لفيتنام في ربيع عام 2000 كشف تسجيلات عن القوة الجوية لمساعدة الفيتناميين والكمبوديين للكشف عن مصير 2000 جندي أمريكي اختفوا هناك وقدمت هذه التسجيلات بيانات دقيقة تفصيلية عن مكان وحجم القصف ،أظهرت البيانات غير المكتملة أنه خلال الفترة من اكتوبر 1965 – آب 1973 ألقت الولايات المتحدة قنابل على كمبوديا لا يمكن تصديقها (2756941) طناً من المتفجرات في 23516 غارة جوية على 113716 موقعاً، وتكمن أهمية الحدث ليس في عدد القتلى والجرحى والمخاطر الدائمة للقنابل التي لم تنفجر فقط بل في أن سخط المدنيين الجرحى أدّى إلى حدوث انقلاب فأذرع المقاومة التي كانت تحظى بدعم قليل حين بدأ القصف ارتفعت أسهمها وخاصة الخمير الحمر ،وفي النهاية الإبادة الجماعية للكمبوديين .
يتذكر الأمريكيون الحرب العالمية الثانية كقمة الانجازات للقوة الجوية وقد تحولت إلى رمز وأسطورة بالقصف النووي لهيروشيما وناجازاكي ويتذكرون التحدي بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة وتحييد السلاح النووي ويتذكرون فيتنام وكمبوديا من خلال التفوق الجوي وقصف هانوي وفيتنام الشمالية واستخدام الغاز البرتقالي لكن صورة القوة الجوية تراجعت بعد انهيارا لاتحاد السوفييتي واستبدل الهدف بالإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة .
وقد حدث تغير في صورة القوة الجوية كأداة للتدمير بشكل دراماتيكي فما يتذكره الأمريكيون بعد أحداث سبتمبر هو النيران المشتعلة في برجي التجارة وهي الصورة المحركة لصانعي قرار الحروب في الولايات المتحدة وهي التي تزيد من مخاوف الأمريكيين من المستقبل.
وبينما تستمر الولايات المتحدة في القصف الشامل للمدن العراقية وأولها تدمير الفالوجة وحتى بغداد فإنها تحيط بالصمت الحرب الجوية هناك وكذلك تفعل وسائل الإعلام الأمريكية كما لاحظ هيرش وآخرون ، رغم أن القوة الجوية ما زالت العامل الرئيس في القتل والتدمير والتهجير والتقسيم في حرب العراق التي قُتل فيها 655 ألف عراقي وهجّر حوالي مليونين خارج العراق ومثلهم داخله ، غير أن هذه الأرقام لا تظهر في وسائل الإعلام الأمريكية وهذا هو التحدي الحقيقي أمام العراقيين .فقد أنتجت الاستراتيجية الأمريكية انقسامات اجتماعية تعد بحرب أهلية في العراق والمنطقة .
لقد بيّنا هنا الأثر الحاسم للقوة الجوية الأمريكية في السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وطريقة الحرب الأمريكية التي سببت دماراً شديداً للمدنيين وأيضاً فرغم إطلاق العنان للقصف الوحشي ورغم ملايين الضحايا في العقود الستة التي تلت 1945 فإن الولايات المتحدة ما زالت تراوغ لإحراز النصر على الأعداء الآسيويين المتعاقبين .



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكست المنسيّة 2
- الهولوكست المنسيّة 1
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟
- الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة
- في مثل هذا اليوم
- مقاومة الحرب على العلم
- لماذا يكرهوننا ؟
- يوم عادي في بغداد
- لغز أجهزة قياس النفط المفقودة ( تساؤلات حول عائدات النفط الع ...
- جوقة الحرب أين هم الآن؟
- آمر سجن الفلوجة
- العراق بعد اربع سنوات :الكارثة مستمرة
- راشيل كوري شهيدة رفح
- الانتحار :الطريقة الوحيدة للخروج من العراق


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - الهولوكست المنسيّة 3