أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.















المزيد.....

مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أربع سنوات عن العمليات الإرهابية التي حدثت بالدار البيضاء ليلة 16 مايو 2003 ، ورغم تزايد أخطار الإرهاب وكثرة خلاياه النشطة والنائمة ، ظلت المجالس العلمية خارج حركية الواقع ودون تطلعات المجتمع . ذلك أن الجماعات الإرهابية تتغذى أساسا على فقه الغلو والتشدد لتحوله إلى عقائد تحرض على التكفير والقتل والتدمير . وعلى امتداد هذه الفترة الطويلة لم تتصد ، هذه المجالس ، للغزو الفقهي والمذهبي الذي ينخر المجتمع ويفسد عقيدة أبنائه ، كما لم تجعل مهمة تحصين وحدة المذهب وإشاعة سماحة الإسلام من أولى المهام وأعظم المسئوليات . ولم يُكتَب للمجالس إياها التململ إلا مؤخرا عقب التفجيرات الإرهابية التي حدثت يومي 10 و 14 أبريل الماضي . وهكذا قرر المجلس العلمي الأعلى تنظيم ندوة يوم 19 مايو المنصرم في موضوع "حكم الشرع في دعاوى الإرهاب" . ورغم القرارات والمبادرات الهامة التي اتخذها جلالة الملك ، باعتباره رئيس المجلس العلمي الأعلى ، فإن العلماء أعضاء هذا المجلس وفروعه لم يتفاعلوا بالشكل المطلوب مع توجهات الملك ومبادراته التي يمكن التذكير ببعضها كالتالي : أ ـ تأطير المواطنين وتحصين عقيدتهم كما نص الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية الإقليمية في 15 دجنبر 2000 ) إذ جاء فيه ( إننا نريد من مجالسنا العلمية أن تكون مجالا رحبا يتيح للعلماء أن يؤدوا رسالتهم الدينية والوطنية بدءا بتأطير المواطنين والمواطنات أينما كانوا لتحصين عقيدتهم وحماية فكرهم وإنارة عقولهم وقلوبهم بما يجعلهم مؤمنين بدينهم ومقدساتهم غير مهددين بتيارات التشويه والتحريف) . لهذه الغاية ، حدد الملك أهداف المجالس والأسس التي على وزير الأوقاف مراعاتها عند تنصيب أعضائها ( لتقوم من خلال انتشارها عبر التراب الوطني، بتدبير الشأن الديني عن قرب، وذلك بتشكيلها من علماء، مشهود لهم بالإخلاص لثوابت الأمة ومقدساتها، والجمع بين فقه الدين والانفتاح على قضايا العصر، حاثين إياهم على الإصغاء إلى المواطنين، ولاسيما الشباب منهم، بما يحمي عقيدتهم وعقولهم من الضالين المضلين )( خطاب 30 أبريل 2004 ) . ب ـ التصدي لتيارات التطرف التي تنشر فقه القتل وفتاوى التكفير قصد إشاعة الفتنة والزج بالمجتمع في دوامة العنف والتشرذم المذهبي . وهذه أولوية حيوية ومستعجلة كما حددها الخطاب الملكي( فهل يقبل المغاربة ، المتشبثون بهذه المقومات الحضارية والدستورية الراسخة ، أن تأتي شرذمة من الخوارج عن الشرع والقانون لتضليلهم باسم الدين . كلا بل أقول بلسانك ، شعبي العزيز ، إننا لن نقبل أبدا اتخاذ الإسلام مطية للزعامة باسم الدين ، أو القيام بأعمال الإرهاب ، وتمزيق الوحدة المذهبية للأمة ، والتكفير وسفك الدماء ) . ج ـ تفعيل الاجتهاد الديني ( وإنـنـا لنـنـتـظـر مـنـكـم ، أن تـجـعـلـوا مـن هـيـئـة الـفـتـوى ، آلـيـة لـتـفـعـيـل الاجـتـهـاد الـديـنـي، الـذي تـمـيـز بـه الـمـغـرب عـلـى مـر الـعـصـور، فـي اعـتـمـاده عـلـى أصـول الـمـذهـب الـمـالـكـي، ولاسـيـمـا قـاعـدة المـصـالـح المـرسـلـة، وقـيـامـه عـلـى المـزاوجـة الخـلاقـة، بـيـن الأنظـار الفـقـهـيـة والخـبـرة المـيـدانـيـة. وبـذلـكـم نـقـوم بـتـحـصـيـن الـفـتـوى، الـتـي هـي أحـد مـقـومـات الـشـأن الـديـنـي، بـجـعـلـهـا عـمـلا مـؤسـسـيـا، واجـتـهـادا جـمـاعـيـا، لا مـجـال فـيـه لأدعـيـاء الـمـعـرفـة بـالـديـن، ولـتـطـاول الـسـفـهـاء والمـشـعـوذيـن ، ولا للـمـزاعـم الافـتـرائـيـة الـفـرديـة) . د ـ دعم مشاريع الإصلاح ببلورة اجتهادات منفتحة على الواقع ومتشبعة بثقافة العصر ومتصالحة مع القيم الإنسانية والمكتسبات الحضارية . لهذه الغاية كانت توجيهات الملك صريحة وواضحة خلال افتتاح الدورة الأولى لأعمال المجلس العلمي الأعلى بفاس يوم 08/07/2005 كالتالي( فـإنـنـا نـدعـوكـم وكـافـة العـلـمـاء المـسـتـنـيـريـن، رجـالا ونـسـاء عـلـى حـد سـواء، إلـى الـنـهـوض بـالـمـسـؤولـيـات الـجـسـيـمـة الـمـلـقـاة عـلـى عاتـقـكـم، والانـخـراط فـي حـركـة الإصـلاح الـشـامـل الـذي نـقـوده.وإنـنـا لـنـعـول عـلـيـكـم فـي الإسـهـام الـفـاعـل، لتـجـسـيـد المـواطـنـة الإيجـابـيـة، بالاجـتـهـاد المـنـفتـح عـلـى الـتـطـور والـتـقـدم) . هـ ـ تصحيح صورة الإسلام التي شوهها شيوخ التطرف وأمراء الدم حين جمعوا بين القرآن والسيف والقنبلة فأحلوا دماء الأبرياء وأعراضهم . لذا فواجب العلماء ، كما جاء في الخطاب الملكي ( ليس فقط تمكين بلادنا من إستراتيجية متناسقة ، كفيلة بتأهيلها لرفع كل التحديات ، في مجال الحقل الديني ، بقيادة إمارة المؤمنين ، باعتبارها موحدة للأمة ورائدة لتقدمها ، بل أيضا بالإسهام العقلاني الهادف لتصحيح صورة الإسلام ، مما لحقها من تشويه مغرض وحملات شرسة ، بفعل تطرف الأوغاد الضالين وإرهاب المعتدين ، الذي لا وطن ولا دين له ) خطاب 30 أبريل 2004 . إن القصد ، من هذه المقالة ، هو تذكير كل الهيئات العلمية الموقرة بواجبات العلماء الأفاضل الدينية والوطنية . وهذه الواجبات هي كل لا يتجزأ . وإذا كانت الأجهزة الأمنية أثبتت فعلا نجاعتها وتحملها لمسئولية حماية أمن الوطن وسلامة المواطنين ، فإن مواجهة التطرف والإرهاب تقتضي التصدي لجذورهما الفكرية والعقائدية التي يتم على أساسها التأثير على عقول الشباب وتجنيدهم ضد الوطن والمجتمع . ومن ثم ، فإن المهمة الأساس التي ينبغي أن يضطلع بها العلماء ، كما أوضحها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في مداخلته أثناء الندوة ( إن الذي يسهر عليه العلماء بحكم عقيدتهم، هو سلامة جسم الأمة، بمعنى مناعة جسم الأمة، بمعنى أن يعلموا للأمة ما يجعلها في اطمئنان، قادرة على مواجهة كل تخويفات المخوفين، وإرهاب المرهبين. وإلا في عالمنا هذا، هنالك برامج كثيرة، لزرع أمور كثيرة، تُقضى فيها أغراض كثيرة لا يعلمها كثير من الناس. المقصود هو أن يحمي العلماء هذا الجسد بإعطائه المناعة الضرورية ) . فهل فعلا قام العلماء بواجبهم الديني والوطني وأكسبوا المجتمع المناعة الضرورية ؟ سؤال تعالجه المقالة القادمة بحول الله .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيب في ثقافة البداوة وليس في بول الإبل
- الجزائر نيوز تحاور الباحث والكاتب المتخصص في الجماعات الإسلا ...
- المراجعة فضيلة لم تنضج بعد شروطها لدى شيوخ التطرف
- أحداث 16ماي الإرهابية بين النجاح الأمني والفشل الثقافي
- حتى لا تفلح القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا
- هل سيفلح تنظيم القاعدة في أفغنة شمال إفريقيا ؟
- لن ينتهي الإرهاب إلا بتجفيف منابع التكفير وتشجيع منابر التنو ...
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/2
- وزارة الأوقاف ومسئولية التصدي للتطرف والإرهاب 2/1
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/3
- حوار مع سعيد الكحل
- الإرهاب عقائد تكفيرية قبل أن يكون عبوات تدميرية 3/2
- الإرهاب قبل أن يصير عبوات متفجرة كان معتقدات متطرفة 1 .
- سيد القمني تعال نحب الوطن فإن الغربان لا تنهش إلا الجيف .
- الملك أكبر سند لمطالب النساء
- هل تفجيرات الجزائر تنذر باتسونامي الإرهاب ؟
- !!بئس الكرسي لما يصير هو العقيدة والقضية
- جماعة العدل والإحسان بين بهتان الرؤى وارتباك القيادة .
- بهتان رؤى جماعة العدل والإحسان
- مناصرة الإرهابيين قاعدة توحد بين مواقف الإسلاميين


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الكحل - مواجهة الإرهاب قضية خارج دائرة اهتمام المجالس العلمية.