أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - السباحة في المياه الراكدة














المزيد.....

السباحة في المياه الراكدة


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الولايات المتحدة الاميركية قادرة على إيجاد توازن سياسي بين متطلبات كبرياء الإمبراطورية العظمى والذي دفعها في كثير من الأحيان إلى ارتكاب العديد من الأخطاء التي لم تعتذر عنها بسبب (غرورها) بقدرتها لا أكثر كحربها على العراق, وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الدولية التي تسببت في العديد من المشاكل الدولية التي لا زال العالم يعاني منها حتى يومنا هذا , وغيرها من النزاعات الأحادية الجانب والتي تبين خطأها ولا زالت الولايات المتحدة الاميركية مصرة على أنها صحيحة , كما يؤكد ذلك الإحساس رسميا الرئيس الاميركي جورج بوش الابن نقلا عن النيويورك تايمز بتاريخ 22/ 1 / 1999 عندما قال : ( سوف لن اعتذر ألبتة عما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية , ولن أعير ادني اهتمام للحقائق أيا كانت!! ) وضغوطات المجتمع الدولي وحتى المجتمع الاميركي نفسه الذين يقف أمام تلك المتطلبات في كثير من الأحيان بصرامة وتشدد في العديد من القضايا السياسية الدولية.
وهي أمام كل تلك المنعطفات البراغماتية في الفكر الدولي في حالة من التردد والضياع السياسي كمن يسبح في بركة من المياه الراكدة , ففي وقت تحس فيه بضرورة استخدام قوتها الصلبة التي لابد من ممارستها في وجه بعض التحديات التي تقف أمام قدرتها السياسية وقوتها ذات القطبية الأحادية , يمارس المجتمع الدولي عليها بعض الضغوطات التي تجعلها تتراجع عن ذلك , وبالتالي فإن حالة عدم الشعور بالقدرة على إيجاد ذلك التوازن بين متطلبات الداخل السياسي والخارج الدولي أفقدها القدرة على اتخاذ العديد من القرارات الصائبة في كثير من الأحيان وفي العديد من المواقف الدولية الحساسة مما جرها إلى الانزلاق لاتخاذ ردات فعل متسرعة وأحادية الجانب مما انعكس سلبيا على سياستها الخارجية التي أصبح العالم يضرب المثل عليها في القساوة والصلابة والتسرع السياسي.
وبالتالي فان الولايات المتحدة الاميركية مطالبة بإعطاء فرصة لمشاركة المجتمع الدولي في حل تلك القضايا الحساسة وخصوصا التي قد تؤثر على العالم بأسره من الناحيتين السياسية والعسكرية كأزمة الملف النووي الإيراني والملف العراقي , وعدم السماح لنفسها بالسير وحيدة في الظلام الذي قد يتسبب لها بصدامات غير محمودة مع الآخرين بسبب عدم قدرتها على الرؤية الصحيحة للمشاكل الدولية المعقدة , فتلك المشاركة هي الحل الوحيد الذي قد يعيد للإمبراطورية الاميركية ذلك التوازن السياسي الذي افتقدته بسبب غطرستها وأحاديتها المتصلبة في اتخاذ القرارات السياسية , فإن ( أي تراجع للتقوقع وراء تركيز سياسي تقليدي على أحادية القطب والهيمنة والسيادة ونزعة الانفراد باتخاذ قرارات من جانب واحد سوف يفشل في إعطاء المحصلات والنتائج الصحيحة كما أن الغطرسة المرافقة لهذا التقوقع ستؤدي إلى تآكل القوة الناعمة الطرية التي هي جزء من الحل على الغالب ) .
وأخيرا فإن الولايات المتحدة الاميركية مطالبة باتخاذ استراتيجية جديدة من أجل إنعاش سياستها الخارجية المصابة بالترهل والرعاش في بعض الأحيان والغطرسة والتفرد في أحيان أخرى , من أجل مزيد من التقارب العالمي المبني على المشاركة والتعايش السياسي مع الآخرين لتتمكن من قيادته والسير به إلى الطريق الآمن. كما يتعين على وزارة الخارجية الأميركية أن تتعلم كيف تقوم بهذا الدور ... وعلى بلد بهذه القوة أن يعمل يوميا من أجل ان ينقل للعالم ما يقوم به - بالشكل الصحيح.



#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوضى القادمة في السياسات العسكرية
- البروبوغاندا.. العصا السحرية للقوة الإعلامية الصهيونية
- قبل أن ينقرض الجنس البشري !
- أهمية مراكز الدراسات السياسية لمواجهة التحديات المستقبلية
- الذين يكتبون السلام بأقلام الرصاص
- الإمبراطورية الأمريكية واستراتيجية السيطرة على النفط الاسيوي
- مطاردة الظلال وفكرة صناعة الأعداء
- القوة الاميريكية ووهم السيطرة على العالم
- الشعب الفلسطيني والسلاح الديموغرافي
- أبعاد خارج النص السياسي
- مصادر الطاقة بين السياسة والبقاء الإنساني
- الدبلوماسية القائمة على الإكراه
- علم التحليل السياسي بين الإخفاق والإهمال العربي
- العالم في مواجهة الإرهاب النووي
- ظلم الديكتاتورية أم فوضى الديمقراطية؟
- إلا حق العودة للوطن الفلسطيني
- نحو سيناريو شبيه للحرب الباردة
- الحتمية التاريخية للصراع الجيو استراتيجي على العالم
- الفوضى , الاداة التي ستنهي العالم وتدمر الحضارة
- معوقات الدبلوماسية وإدارة الأزمات الدولية


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - السباحة في المياه الراكدة