أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مثنى حميد مجيد - ديمقراطية الغاب وبارانويا العداء للغرب والولايات المتحدة















المزيد.....

ديمقراطية الغاب وبارانويا العداء للغرب والولايات المتحدة


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحاول الدكتورة الفاضلة وفاء سلطان الإجابة على الأسئلة الأساسية التي تشغل أذهان الوطنيين من العرب والمسلمين من مثل ، لماذا نحن دائمآ في عداء متواصل مع الغرب والولايات المتحدة ؟ لن أتوغل بعيدآ في أحداث التاريخ منذ غزوات الإسكندر المقدوني للمنطقة ولن أناقش أسباب الحروب الصليبية .سأبدأ من النهاية بالضبط ، من نظام الغابة الحالي الذي أقامته ، بوعي وتخطيط أو دون وعي بل نتاج تتالي أخطاء ، وأقصد به نظام الجريمة وقانون الغاب الحالي في العراق فأقول إن المجتمع العراقي لم يتعرض في كل تاريخة الى مثل هذة الإستباحة البربرية لوجودة وكرامته وهويته ، لا في تاريخه القديم ولا فيما يسمى بحروب الفتح الإسلامي ولا في العصور المظلمة .لقد أصبح الان نظام صدام البشع أكثر رحمة وإنسانية في نظر الكثير من العراقيين مقارنة بنظام الغابة الديمقراطي الحالي.هذا النظام الذي يقام على أساس الإبادة الشاملة للشعب العراقي ، لأول مرة في تاريخ العراق تباد الأقليات الصغيرة من صابئة ومسيحيين وأيزيديين ، ترى هل الإرهاب حقآ هو سبب هذا الخراب الشامل ؟ لقد إنتهت الحرب العالمية الثانية بتوقيع معاهدتي إستسلام مع قيادتي المانيا واليابان ، لماذا لم يحدث هذا في العراق ؟ لماذا حل الجيش العراقي وأحرقت ونهبت الوزارات والمؤسسات وفتح المتحف العراقي للصوص تحت أنظار الجيش الأمريكي ؟ هل هذه حقآ أخطاء أم إستهانة وعدم إحترام متعمد وعنصري اري لشعبنا أعرب عن نفسه بوضوح وربما ضمن إستراتيجية كاملة لإحداث تغييرات جوهرية في البنية الإجتماعية للمنطقة تمهيدآ لفتحها للمستثمرين والمستوطنين كما هو عليه الحال في دول الخليج التي تشهد تغييرات جذرية في بنيتها السكانية وهويتها الإجتماعية فهل تقبل شعوبنا هذا الثمن بسهولة ؟ التقدم الإقتصادي مقابل تفكك الهوية والغزو الإستيطاني ؟ هذه التساؤلات أضعها تحت أنظار الدكتورة وفاء سلطان من أجل فهم أكثر عمقآ وصوابآ لما يحدث في المنطقة .
كنت أحد البسطاء الذين إكتووا بجمر نظام صدام وبغباء هللت لأمريكا حين قررت إزاحة صدام فماذا حدث بالضبط بعد ذلك ، لقد بالت الولايات المتحدة وبكل صلافة على الليبراليين ومازالت تتبول وجعلت العراق ماغنتزم ، على حد قول بوش ، لجذب الإرهابيين بكل خسة وعنصرية لا تحترم أو تقيم وزنآ للحياة الإنسانية ، لقد شجعت وأنعشت الأحزاب الإسلامية المعادية للحرية والديمقراطية ولأول مرة في التاريخ خلقت أمريكا في العراق البغاء السياسي وهو ما لم يذكره ماركس حين صنف في البيان الشيوعي البغاء العلني والمستتر.اليوم وبفضل نظام الغابة في العراق تستطيع الأخت الدكتورة وفاء سلطان أن تميز بوضوح فئة فريدة من القوادين في البرلمان العراقي يستغلون النساء في محاربة مبتذلة وجائرة ومخزية لحقوقهن الإنسانية مقابل عضويتهن وإمتيازاتهن المجزية في مجلس النواب.وهنا أقدم التهاني للدكتورة وفاء لأنها قامت بزيارة ناجحة ومسالمة لسوريا رغم كل نواقصها إذ ماذا كان سيحدث لها ولرفيقتها لو كانت هذه الزيارة للعراق وأي جهة ، إرهابية أو ديقراطية ، ستتبنى أمر إغتيالها أو إختطافها هي ورفيقتها ؟ سؤال إجابته ستكون حتمآ لصالح سوريا البعثية ونظام صدام الزائل.ففي ظل أنظمة البعث لم يفقد الأمن عقاله وتستباح الكرامة الإنسانية وتهان المرأة وتعيث الكلاب فسادآ أكثر مما يحدث الان في العراق ، أليس من الخطآ أن نعلل كل ذلك ونعزوه الى الإرهاب؟ الى البارانويا الجمعية ضد الولايات المتحدة والغرب ؟
لقد شخصت الدكتورة وبعمق مرض البارانويا الجمعي كونه مرض عربي إسلامي وأعتقد أنها أخذت في الإعتبار شمولية هذا المرض في مجتمعاتنا فهي تعرف إن الأقليات غير المسلمة هي أيضآ تحمل مشاعر العداء للولايات المتحدة والإمبريالية ، وعلية من الخطأ إعتبار إن هذا المرض الجمعي الشرقي هو نتاج وهم متأصل يتلخص بالمقولة القرانية ـ كنتم خير أمة أخرجت للناس ـ وحسب معارفي المتواضعة في علم النفس ،أعتقد أن مرض البارانويا لا ينتج فقط بسبب أوهام لا تمت الى الواقع بصلة ، بل هو نتاج عملية تراكمية من إختلا ط الأوهام بالحقائق ، الهزل بالمأساة وهو ما لا يعترف به علم النفس ـ البرجوازي ـ الذي يتعامل مع الإنسان كفأر إختبار وليس تشكيلة معقدة من العلاقات الإجتماعية والوراثية المكتسبة عبر حقب تاريخية متتالية وصراع إجتماعي وطبقي متراكم.
وكي أوضح مقصدي بدون تنظير قد يموه ويغربل الحقيقة سأقول بكل صراحة إني كمواطن عراقي صابئي وليس مسلمآ أشعر أن التاريخ الإسلامي أكثر رحمة وإنسانية مع الأقليات من صابئة ويهود ومسيحيين من التاريخ المعاصر الذي كتبه هتلر وموسوليني وتكمله اليوم عائلة بوش والسمراء المستأجرة كونداليزارايس.لأول مرة في تاريخ العراق يباد الصابئة عن بكرة أبيهم وتتوقف طقوسهم الضاربة في القدم على شاطئي دجلة والفرات ، أهذا حقآ بسبب الإرهاب أم بسبب السياسة الغربية الأمريكية المتشابكة التي تستهدف تغييرات جوهرية وبنيوية في مجتمعاتنا تمهيدآ لإخضاعها وفتح الأبواب للمستثمرين والمستوطنين على مصاريعها كما هو الأمر في إمارات الخليج ؟ لا شك أن الدكتورة وفاء سلطان محقة في نقدها العنيف لقوى التخلف والخرافة العربية المتلفعة بالإسلام لكن ذلك يجب أن لا يخفي عن ناظرنا ، مسلمين وعرب ، حقائق مازالت حية وطازجة في أذهان شعوبنا ، الهجرة اليهودانية الى فلسطين مع نمو وتراكم رأس المال في القرن التاسع عشر ، وعد بلفور في بداية القرن العشرين ومعاهدة سايكس بيكو التي قسمت المنطقة كغنائم حرب ، الى قيام إسرائيل إثر الحرب الثانية وإنتعاش الأنظمة الدكتاتورية المتخلفة في المنطقة ، الى ما يحدث الان ، والذي هو ، في المحصلة الأخيرة والإستنتاج المنطقي والعلمي ، التمهيد الحقيقي لتحقيق الخرافة التوراتية في قيام إسرائيل الكبرى ، الدولة المسخ للمسيح الدجال وليس دولة المحبة ليسوع الناصري ويوحنا المعمدان اللذان يتشرد أصحابهما من مسيحيين وصابئة ويبادون بشكل لم يسبق في التاريخ بفضل ديمقراطيته المزعومة وقيم حقوق الإنسان التي يتاجر بها من أجل مجده الدنيوي على الأرض.
ليس هذا بنقد غير مسؤول للدكتورة وفاء سلطان التي أكن لها بالغ الإحترام بل وجدتها تحوم بصدق وشفافية حول الحقيقة وكل إنسان مخلص يجب أن يحوم بصدق وتجرد حول الحقيقة ويتفاعل في أفكاره وأرائه من أجلها ، أما الحقيقة المطلقة ، الحقيقة التاريخية ، فهي شيء مختلف ، شيء اخر نقترب منه بهذه الدرجة أو تلك ، نبقى دائمآ نحوم حوله وبقدر ما يبدو لنا ننبه له ونعلن عنه من أجل الخير العام.إن أمريكا ليست الحمل الذي تحلم الشعوب بمجيئه ، وكنا نحن البسطاء وعامة الشعب ، عشية إحتلال بغداد ، نتمنى أن تكتب أمريكا صفحة جديدة من تاريخها ، غير صفحات هيروشيما واندنوسيا وفيتنام وشيلي وغيرها من الصفحات السوداء الملطخة بدماء الشعوب ، لكنها للأسف لم تسجل إلا صفحة أكثر وحشية وسوادآ تتمثل في المأساة الدموية التي يتلوع بها شعبنا في الوقت الحاضر.
إن عودة الى حقائق التاريخ تبين لنا أن الإسلام كان أكثر رحمة بالشعوب القديمة من المسيحية الغربية العنصرية وهذا ليس إستنتاجي الشخصي بل ما قرأته في كراس تفصيلي كبير ومصور ، للأسف لا أملك في هذه اللحظة توثيقه ، صادر عن مؤسسة يهودية باللغة السويدية ، يذكر الكراس ويعترف بأن اليهود لم يشهدوا مذابحآ وتقتيلآ في العالم الإسلامي ويقر بأنهم تمتعوا بحرية نسبية كبيرة في نشاطهم الإقتصادي والثقافي مقارنة بباقي مناطق العالم .ترى ما الذي حول الذئب الاري العنصري الى حمل مسيحي ولماذا أصبح المسلمون بمثل هذا العداء لليهود ولماذا يقترن هذا العداء بالغرب والإمبريالية ؟ أسئلة وجيهة لا بد من الإجابة عليها حين نتحدث عن بارانويا إسلامية عربية ضد امريكا والغرب عمومآ ، هل الإسلام حقآ هو المسؤول عن هذه البارانويا ؟ ألا توجد حقآ بارانويا إمبريالية مدمرة تهدد سلام العالم والحياة على الأرض ؟ ثم لماذا لا يحق لنا المفاخرة بجذورنا الحضارية وثقافتنا العريقة مسلمين وأقليات ؟
إن نظام ديمقراطية الغاب قد نجح في العراق وهو مسؤول عن إبادة الشعب الارامي العريق من صابئة ومسيحيين في العراق ومسلمين تربطهم بنا صلة الدم والأرض والحضارة والتاريخ لكنه لن ينجح في منعنا من أن نمتدح تاريخنا وجذورنا وهو ما يفعله الاريون أنفسهم خاصة وهم ينسبون مالنا من إنجازات حضارية الى اليونان القديمة إستكبارآ وإحتقارآ لشأننا.ومع ذلك لا يسعني ، كصابئي يشهد شعبه ينقرض من وطنه الأم ، تحت الراية الأمريكية ، وتتوقف طقوسه العريقة على شاطئي دجلة والفرات ، لا يسعني ولا أملك إلا أن أستذكر تاريخي وأصر على دوري الإنساني فيه.أن أستذكر مثلآ جدي عميد أطباء بغداد في عصر المأمون سنان بن ثابت الصابئي الحراني الذي لم يكن طبيبآ يعمل في العالم السلامي إلا بختم من خاتمه ، قبل أن تظهر اللغة الإنكليزية الى الوجود بأربعة قرون كاملة ويوم لم تكن هناك في إنكلترا غير قبائل الكلتك البدائية تغزوا بعضها.ربما يبدو هذا الإستذكار الشخصي لأجدادي نوع من الحماقة في مقالة ذات طابع سياسي لكني لا أراه كذلك.نحن مطالبون جميعآ أن نستذكر عناصر الضياء في تاريخنا وجذورنا فهي تساعدنا في فهم أفضل لما يحدث لشعوبنا من ماسي والام ، تخفف عنا جور السخرية في إبتسامة وزير الدفاع الأمريكي وهو يعلق أمام الصحفيين على موجة النهب والسلب التي أعقبت إحتلال بغداد ـ إنه شعب مضطهد وحصل فجأة على حريته ـ أجل ، لقد تبين فعلآ كذلك في السنوات الدموية السابقة ، هي حرية اللصوص ، ديمقراطية القوادين على النساء ، حرية القتل والموت والتشريد والجوع والإبادة الشاملة للشعب العراقي.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم و أصول مشتركة بين الأديان
- الدكتورة وفاء سلطان تكشف عن عمائم مخفية لبعض العلمانيين
- اللطم في ستوكهولم
- الى جلالة الملك عبد الله المحاكمة للقوي المتنفذ يوسف القرضا ...
- قراءة في مذكرات الشيخ حسن البنا ، عن الحرمان والحرام والحب ا ...
- عن المحاربة الباسلة وفاء سلطان والشيخ نهرو طنطاوي
- أيها المتملق الصغير للشاعر الكبير ، الشمس دائمآ تشرق من جبهة ...
- كلمات عن مشنقة صدام وخطاب ليوسف القرضاوي
- مات صدام ، مات الوحش وتحرر الزمن
- أسماء الله الحسنى من منظور ديالكتيكي
- الشيوعي الأول كان ذميآ ياسعدي يوسف
- أشياء منسية
- الكسندرا... ونهاية التاريخ
- اللجنة الثقافية المندائية العليا هي نتاج العشائرية والتزمت
- لا تعتبن على حاكم مشبوه في وطنيته وعراقيته
- أحكام الإعدام تتعارض مع العقيدة الصابئية وأحكام الدستور العر ...
- الشيوعي الأخير ، بين سهام السنيك والشيعيك
- فقراء الصابئة مساكين ليس لهم سوى الله
- ينقرض الطغاة ونحن الصابئة لا ننقرض
- هل يحمل الدكتور محمود المشهداني روح الفنان سلفادور دالي ؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مثنى حميد مجيد - ديمقراطية الغاب وبارانويا العداء للغرب والولايات المتحدة