أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - فوبيا الديمقراطية















المزيد.....

فوبيا الديمقراطية


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير المنطقة العربية منذ فترة طويلة جدا بمسيرة سياسية وفكرية متقلبة ومضطربة ولاسباب عديدة اهمها على الاطلاق غياب الافق والممارسات الديمقراطية من قبل انظمتها السياسية ولذلك ان مسألة ضرورة انتهاج النهج الديمقراطي فكرا وممارسة من قبل السلطات السياسية والمجتمع معا في العالم العربي لما في هذه المنظومة من قيم حضارية ان تم انتهاجها بتوجه صادق وحقيقي من قبل القائمين على القرار السياسي في هذه الدول والانظمة ونتيجة للتكلس الاستبدادي الطويل الذي تعاني منه المنطقة وايضا ان نسق الديمقراطية اليوم هو لغة العصر ومفتاح لاي تغيير يمكن ان يساعد المجتمع على بناء الذات الفردية والجمعية لهذا وهي ضرورة سياسية واجتماعية للمجتمعات كحاجتنا الى الخبز بل اكثر من ذلك لاننا لسنا كائنات بايلوجية تاكل وتنام بل ان الانسان كائن مفكر ولهذا راينا الكثير من الدول في العالم اجمع حتى التي كانت او تعد من ضمن الدول المتأخرة في العالم كالدول الافريقية تقوم بانتهاج هذا النهج الحضاري في هيكليتها وتطبيقاتها اذا ان الديمقراطية اليوم نسقا وقيما هي الفيصل بين عالمين استبدادي آفل وحضاري قائم ولان المسألة لم تعد كمافي السابق بين ايا من هذين النسقين نفاضل بل ايا من هذين النسقين نختار ونعتمد وهكذابدأنا في تجربتنا العراقية بافتتاح هذا الكرنفال الكبير في منطقتنا العربية التي تعبت من الكبت والاستبداد ورأينا رد الفعل المضاد العنيف من قبل الاستبدادين بكل الوانهم السياسيسة والاجتماعية والطائفية لهذا انهج الوليد وان كان لايخلو من اخطاء انه المخاض التاريخي لاي تجربةوامام رؤية الاخرين لتجليات التجربة الديمقراطية وانعكاس الكثير من تاثيراتها في دول الجوار وقيام الكثيرين من مجتمعات وشعوب المنطقة بمطالبة مسؤوليها والسلطات بمطالب عديدة منها حق الشعوب في ان تعرف وممارسة الشفافية السياسية التي غابت طويلا عن هذه الانظمة و فتح مجال المشاركة اكثر واتاحة حريةالتعبير بشكل اكثر بل وتعديل الكثير من فقرات الدستور في هذه الدول لازالة القيود على ترشيح اخرين لانتخابات رئاسية وامام رؤية السلطات العربية الذكورية والمستأثرة بالسلطة هناك منذ زمن طويل وخلقت فساد سياسي واقتصادي كبير عبر مسيرتها السلطوية الطويلة بدأت الالة الاعلامية السلطوية لهذه الانظمة في اثارة الريبة ومخاوف الاخرين من الديمقراطية بل تصاعد فضاء هذا الخطاب السلطوي الى درجة اثارة هلع وذعر الاخرين من فكرة الديمقراطية ذاتها وانها بضاعة مستوردة ولاتصلح لبلداننا لخصوصيتها القومية او الدينية واشترك في هذا الخطاب بالاضافة الى السلطة الجهات المتطرفة المتشددة في المجتمع والتي يعاني الكثير من منتسبيها من عصاب نفسي حيث قاسمت السلطات هذا التبني في الخوف الشديد (الفوبيا)من الديمقراطية وصورتها لافراد المجتمعات هناك انها تعني الانحلال والتخلي عن أي اعتبار اخلاقي وهذا بالطبع مجافي للحقيقة وغير صحيح بالمرة وطبعا ولان في اي خطاب حسب رؤية المفكر الفرنسي التوسير مايسمى بالمسكوت عنه وهو الغايات الحقيقية لانطلاق هذا الخطاب من هذه الجهات الماضيوية الرؤية والفعل فالمسكوت عنه في خطاب هذه الجهات السلطوية والمحافظة المتشددة هو رفض هذه الديمقراطية لانها تتقاطع مع بنية وتركيبة هذه الجهات معا لانها تشترك في الكثير من القواسم المشتركة مع امراض السلطة العربية فكلاهما تسلطي الافكار واستأثاري السلطة ولايعرف الطريق السلمي والتعددي في المشاركة واشاعة الحرية الفكرية والاجتماعية ومن هنا رأينا الخوف الشديد من هذا القادم الذي عند انتشاره في الفضاء كفيل بازالة كل من ماشأنه طرد الافكار والانساق التي لم تعد تلائم الزمن ولم تعد قادرة على تنظيم حركة الواقع الاخذة في الاتساع بفعل سيادة نسق الديمقراطية الذي هو خير من يستطيع ان يقوم بهذه المهمة الحضارية ونقل المجتمع الى مراحل اكثر تقدم و سلام وحضارة والدخول الى العالم الحر ان اثارة الخوف من الديمقراطية من قبل هذه الجهات الرجعية هو امر ضار بذات الفرد والمجتمع معا وهو عرقلة لبناء تقاليد وممارسات ذات نسق ديمقراطي وايضا عامل تاخير زمني وحضاري يساهم في تأبيد قيم التخلف والكسل ومن هنا يتصاعد بشكل مريع الخطاب الذي يطلقه هؤلاء الذين يشعرون بفوبيا شديدة وذان حساسية من أي ذكر للديمقراطية وفي الحقيقة ان هذه الفوبيا الشديدة من اليمقراطية ليست بغريبة على هذه التشكيلات الاستبدادية والاخرى ثيوقراطية لانهما اصلا قائمين على هرمية سلطوية من اعلى الى اسفل ويفتقدان أي ديمقراطية او تعددية في بنيتهما الفكرية والتنظيمية يمكن ان تصلح كنسق مقبول للعلاقة بين الحاكم والمحكومين ونتيجة لهذه العلامات والسمات التي يتسمون بها تعمل هذه السيمائيات والتي تمثل مجمل الافكار التي تشكل مجمل التوجهات ذات الطابع الماضيوي لهذه السلطات السياسية والاجتماعية على عرقلة النسق الحضاري لهذا ان مسالة تبني الديمقراطية للانظمة السياسية والمجتمعات هي امر اصبح يمثل ضرورة شديدة للمجتمعات لمعالجة الملفات الكثيرة والتي تمثل واجبات السلطة تجاه افراد المجتمع بالاضافة الى ان الديمقراطية خطابا وممارسة اصبحت هي المحك الحقيقي لمصداقية أي نظام سياسي ولهذا يجب ان يستفاد العرب من نزعة الديمقراطية ذات الطابع العالمي وان المناخ الدولي يشجع على دعم وتبني الديمقراطية بدون اي خصوصية قومية او دينية او عرقية التي هي غالبا مع ماتصبح مصد ومصدرللانغلاق الداخلي كما حصل من تجارب استبدادية ماضيوية والاحتفاظ بالاطر القديمة التسلطية والاستغلالية وبالتالي بقاء الحال على ماهو عليه اذا ان الديمقراطية فكرا وممارسة لاتمثل فوبيا الا لمن يقوم فكره وسلوكياته على رفض للاخر والاستئثار السلطوي والذي يحرم الاخرين من أي مشاركة حقيقية يتيح لهم فرص المشاركة في بناء الوطن والمجتمع لانها من حق الجميع ولذلك يجب ان يفتح الباب لكل الافكار للاستنارة بها كما عبر يوما العظيم غاندي الذي قثا افتحوا النوافذ ودعوا كل الافكار تتفاعل وذلك لايتم ذلك الا بالاطر الديمقراطية التي تتيح الحرية للجميع وبشكل حقيقي وان في سيادة وانتشار الديمقراطية وقيمها الحضارية الانسانية هو انجاز كبير لاي مجتمع يساهم في هذه المسيرة ويجب تفهم اننا بلدان اخذت بعضها بالديمقراطية وليست لنا ممارسة طويلة في هذا الجانب ولهذا ان مسألة حصول بعض التعثرات في هذه المسيرة امر جائز الحدوث وهو امرطبيعي لحداثة الفكرة والممارسة لديناولايمنعنا هذا من مواصلة الممارسة الديمقراطية لانها امر مشرف ولان حتى الدول التي لها باع طويل في هذا المضمار تحصل فيها بعض التعثرات احيانا فكيف بمجتمعاتنا التي مازالت تحبو في هذا الجانب الا ان مايميزنا عن غيرنا هو اننا خطونا بشجاعة خطوة السير وفق الفلسفة الديمقراطية بدون أي فوبيا او خصوصية قومية او عرقية او دينية لان الديمقراطية والياتها يمكن ان تنسجم مع كل الافكار والانساق اذا صدق التجاوب معها من قبل الذين ينوون تطبيقها في مجتمعاتهم بشكل يشمل كل الفضاء وليس انتقاء شئ ينسجم مع منافعهم ويصرفون النظر عن الذي لاينسجم مع هذه المنافع غير المشروعة في اغلب الاحيان لان نسق الديمقراطية هو نسق مرتبط الاهداف والنتائج وعبرالتخطيط الذي يعتمد على المتغيرات التي تحدث في المجتمع وتمثل الحراك السياسي والثقافي القائم0



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة المرأة في الفضائيات العربية
- الاعلام والمبدعين العراقيين والحاجة الى اهتمام أكبر
- الشاعر سعدي يوسف (العراق لم يعد وطني) ويعلن براءته من الانتم ...
- لاجئون ام ضيوف ام مقيميين تعددت المعاناة والغربة واحدة
- نحو تكريم النخب المثقفة العربية المتعاطفة مع القضية العراقية ...
- نقل المواجهة الاعلامية وتعرية انظمة دول الجوار في العالم الع ...
- ثقافة التعصب والكراهية من جريمة حرق الكتب في العهود الاستبدا ...
- لماذا نحن أمة تخلو من فقهاء للديمقراطية
- هل يمكن لزوم الادب ذاته حقا؟
- المركزية الغربية والتحيز المعرفي في زمن العولمة
- عصر نهضة عربية ام عصر تنوير عربي؟
- النسق الديمقراطي العراقي وبعض تأثيراته الايجابية في المنطقة ...
- الديكتاتورية الصدامية ونظامها الاستبدادي تحت مجهر العدالة وا ...
- النظام الفاشي والدكتاتور صدام المقبور واغتيال الرموز والمورو ...
- المثقفون الشوفينيين العرب وعاظ للسلاطين وخيانة الكهان
- المصالحة الوطنية فكرياً وسياسياً ضرورةآنية واستراتيجية بعدغي ...
- محاكمة الطاغية صدام ونظامه محاكمة للانظمة العربية السلطوية ا ...
- الديمقراطية وتغيير الواقع القهري
- نحو ارساء دولة المواطنة في العراق الديمقراطي الجديد ونهاية د ...
- جريمة تهجير الأهالي على الهوية سياسة عنصرية بدأها النظام الب ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - فوبيا الديمقراطية