أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - اللهّم عجّرم نساءنا !














المزيد.....

اللهّم عجّرم نساءنا !


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من ألطف ما يمتاز به الشارع المصري أنه مبتكر ذكي للنكتة الساخرة . و ( اللهّم عجرم نساءنا ) واحدة من أحدث نكاته، وفحواها أن الرجل المصري يدعو ربه بأن يجعل زوجته مثل ( نانسي عجرم ) : طريه، ناعمه، بشفتين نصف دائريتين حمراوين مثل تويجي ورده.... تتلوى أمامه بغنج وتؤدي له الرقصة المغرية لتوصله الى الحالة التي بلغها المرحوم فريد الاطرش ( أكلك منين يابطه !).
والذي أوصل الشارع المصري أن يطلق هذه النكتة، أنه امتلأ باشرطة (( مثيرة وموحية )) لموجة من مغنيات الفديو كليب بقيادة : نانسي عجرم وهيفاء وهبي وأليسا من لبنان، وروبي وبوسي سمير والراقصة لوسي من مصر، ونجلاء من تونس، وخلفهن فصيل من الواعدات بتكسير ما تبقى من الدنيا ... دنيا الحشمة طبعا.
ولأن لكل موجة جديدة بركات، فقد كان من بركات المحروسة (عجرم ) وفريقها الذي سجل باسمه إزاحة نقطة الخجل قبل الأخيرة من على جبين الحياء، أن نسبة الطلاق قد زادت في المجتمع المصري، وأن الشجار بين الأزواج صار افتتاحية الصباح وختام المساء . وأن الشباب المأزوم نفسيا واقتصاديا وجد حلا لأزمته بأن أقبل على المخدرات ليعالج بها حالات الإحباط والبطالة والفراغ وهو يتفرج على هذه الأشرطة . وأن العنوسة وجدت لها حلولا بالزواج : سّرا ..وعرفا، ومتعة، وصحبة . وأن الزوجات اللواتي ساوى الشحم تضاريسهن، هرعن الى نوادي التخسيس .. وربما تدربّن – في طريقهن - على الرقص ( العجرمي ) للتسرية عن أزواجهن في الليل مما أصابهم من تعب النهار . وأن المراهقات أفرغن محلات التجميل من الشامبوات ( والذي منه ) وافرغن جيوب آبائهن في خزانات الشركات المنتجة للعطور . و ......أفبعد هذه البركات من بركات اجمل وأتم ، والشكر كل الشكر لبنت (عجرم)!.
وطبيعي أن أشرطة ( نانسي عجرم ) وقواتها غزت الشارع العراقي واحتلت ساحة الأخلاق مع القوات التي احتلت ساحات المدن . لكن ( بركاتها ) يبدو انها مؤجلة لحين عودة الأمن والآمان . وقد يكون بيننا من يدعو ربه قائلا :
( اللهّم أدم علينا الانفجارات ، فهذه أرحم من مفخخات عجرم وروبي وهيفاء ولوسي، وباقي العبوات الناسفة . فتدمير شارع وإزهاق روح أهون علينا من نسف البيوت والدين وكشف المستور والبوح بالمحظور وما يقّرّب قيام الساعة من أمور)!.
والحق أقول، إن هنالك قوة إسناد مدرّعة لقوة ( عجرم ) الصاروخية الضاربة، تضم مذيعات ومقدمات برامج في الفضائيات العربية . فباستثناء قلّة منهن ترفع يدك بالتحية احتراما لهن واعجابا بحضورهن الثقافي ومظهرهن الأنيق من دون تكّلف، فان الغالبية منهن أقرب الى عارضات أزياء وموديلات مكياج وأكسسوارات ..وفواكه ترضي كل الأذواق .
وتعجب من أمر العربي بشأن المرأة . فمن جهة يستنكف كثير من السياسيين والقادة، أو يستحرمون مصافحة المرأة، لأنها – في عرفهم – شيطان أو عورة " ويجيزون النظرة الأولى للتي تأسر قلوبهم..بساعة !" . ومن جهة ينادون بمساواة المرأة في كل شيء . ومن جهة، فان الرمز الأنثوي في الفضائيات العربية يجعلك تستنتج بأن العربي مصاب – على وجه اليقين – بالهوس الجنسي!.
بالمقابل، هنالك مفارقة أن إحدى البرلمانيات في الجمعية الوطنية العراقية ( السابقة )، محجّبة الرأس والوجه واليدين، صرحت لصحيفة أجنبية بأن من حق الرجل أن يضرب زوجته ولكن ( باللمس! ) . وأن يتزوج أربعا . وأن على المرأة أن تتحجب( وجوبا ) . واظنها اذا سمعت بأن الرجال سيؤلفون جمعا يحمل شعار : (اللهّم عجرم نساءنا )، فإنها ستؤلف جمعا يحملون شعار (اللهّم حجّب نساءنا من فوق الى تحت ).
ومن يدري، فليس بعيدا أن يأتي يوم يلتقي فيه الجمعان في : القاهرة أو بغداد أو طنجة أو عمان .....أحدهما يلبس( حته حمراء قد كده ) والآخر ملفوف بجبب سوداء . ولكم أن تتصوروا كوميديا المشهد، و
...يا سلام على أمّة صارت (عجرم ) تهزها .. بوسطها !



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطرابات التفكير
- أحول عقل !
- وعلى الحب ...السلام !
- في سيكولوجية الشيخوخة
- فنتازيا
- مذيعون ولكن ....مصيبة !
- ثقافتنا الجنسية
- الأوهام
- الشهيد قاسم حسين صالح!
- مزاجنا... ومزاجهم
- شيزوفرينيا العقل العربي
- بارنويا
- في مكتبي .. إرهابي !
- العنف.. والشخصية العراقية
- دماغ العراقي
- اسلامفوبيا
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه
- أسرار النساء
- المأزق الثقافي العراقي- تحليل سيكوسوسيولوجي لحالة الثقافة وا ...
- السياسيون أصحاء .... أم مرضى نفسيا


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - اللهّم عجّرم نساءنا !