أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر الخميسي - رامبو الهولندي.....في بغداد















المزيد.....

رامبو الهولندي.....في بغداد


مظفر الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يدخل محتل الى ارض فانه يعرف قيمة اهلها من ردة فعل قادة هذا البلد على استهداف مواطنيهم وامتهان كرامتهم فكلما كان انتماؤهم الى وطنهم كبيرا كانت قطرات دم مواطنيهم عزيزة عليهم والعكس صحيح وكأن الاخبار تأبى الا ان تفضح ثوار المنطقة الخضراء القابعين في مراعيها فتتوالى متحدثة عن مطاردة القضاء الاسباني لضباط مارينز بتهمة قتل عمد لثلاثة اسبان وتتسارع الاستعدادات في المحاكم الايطالية لمحاكمة الضباط الامريكان المسؤولين عن استهداف ضابط المخابرات الايطالي الذي قتل برصاص امريكي اثناء مشاركته في اطلاق سراح صحفية ايطالية كانت مختطفة في بغداد ، والحكومة اليابانية ربطت مسألة بقاء القاعدة الامريكية في اليابان مقابل تسليمها جندي امريكي متهم باغتصاب فتاة وقتلها لمحاكمته في اليابان وحسب القوانين اليابانية والتي قد يؤدي العمل فيها الى ادانة الجندي واعدامه هذا يحدث في اي بلد يدعي قادتة السيادة والكرامة اما في عراق الحرية الامريكية فان قادتها لا يستطيعون النوم الا على سماع اخبار قتل العراقيين وامتهان كرامتهم .
حين كانت الطائرات البريطانية و الامريكية تقصف الناس المدنيين وكانت وسائل الاعلام العالمية تتحدث عن مجازر ترتكب بحق الابرياء كانت وسائل اعلام العملاء تهّون من الامر ( كل الامور تهون مادام الهدف هو الاطاحة بنظام صدام المجرم ) وحين كانت فضيحة ابو غريب تهز الضمير الانساني على بشاعتها واستهانة حنود الاحتلال وضباطه بالانسان كان ذاك المخلوق المسمى ( طالباني ) يستهزأ من تلك الفضيحة ويصرح قائلا " وما هو الغريب على العراقيون الم يكن صدام يعذبهم ويقتلهم في ذلك السجن ...؟" اما تصريحه الثاني فكان في قمة المسؤولية والكرامة حين وصف العراقيين الذي قتلوا على يد القوات الامريكية في مجزرة حديثة التي فاحت رائحتها الان قائلا " وما هو الغريب في هذا الخبر فهم كانوا سيموتون اولا واخيرا على ايدي ازلام صدام والبعث ....!!" .
هذه الاستهانة بالعراقيين وبكرامتهم ودمهم جعلهم لقمة اكثر من سائغة للمحتل وازلامه ومليشياته ومرتزقته الذين فتح نغروبونتي ابواب العراق على مصراعيه لهم في بلد لازال حكامه يتكلمون باسم السيادة والقانون .
هؤلاء المرتزقة لم يكتفوا بنهب اموال العراق ولم يكفهم قتل اهل العراق بل وصلت الوقاحة بهم الى البوح بمغامراتهم ونشرها بكتب تتبجح بجرائمهم ونشرها بكتب تدر عليهم اموال اكثر مما نهبوه من عراق الماكدونالد الامريكي .
الى كل الشرفاء في العالم والى اولئك الذين يتكلمون عن سيادة في العراق اليكم ترجمة لما نشرته مجلة ** ريفيو الهولندية** عن احد محرري العراق يتبجح في لقاء مع المجلة كيف قام بقتل عراقي لا لشيئ الا لانه يشبه صدام حسين انه لقاء موثق لا يحتاج الى محكمة ومدعي عام يزور ادله ولا الى شهود ولكنه يحتاج الى قادة وطن لايرون في القتلة محررين يجب اقامة نصب تذكاري لهم في بغداد كما يطالب ثوار المنطقة الخضراء .
الاحد المصادف 12ايلول -سبتمبر 2004 قاد (رامبو الهولندي ) ذو الجثة الضخمة ، ازرق العينين ،حليق الراس على شكل المارينز الامريكي عربته بسرعة هائلة في شارع حيفا حيث قلب بغداد .
الهولندي هذا الذي يعمل لدى احدى شركات الحماية الخاصة التي تملأ العراق وبغداد خاصة ركن سيارته جانبا في محيط وزارة العدل القابعة في بداية شارع حيفا حيث وضع احد المنازل تحت مراقبته على اساس معلومات وصلت اليه تفيد بان احد افراد المقاومة يتابع بعض من نشاطاته في هذا البيت،وبعد خمسة ساعات من الانتظار راى امام عينه احد الاشخاص ممن يشبهون صدام حسين يتقدم صوب ذلك البيت على اثر ذلك قام ( رامبو ) بملاحقة شبيه صدام وفي احدى ... ممن سُمح لمحرر مجلة نيو ريفيو الاطلاع عليها كتب ( رامبو ) : عندما وصل شبيه صدام الى باب البيت الرئيسي قام بادخال المفتاح في قفل الباب فتح الباب الى النصف تقريباو استدار الى الخلف فشاهدني قادما خلفه سحب مسدسه من جيب بنطاله الخلفي محاولا اطلاق النار علي حينها لم يكن لدي اي خيار آخر فقمت باطلاق النار على وجهه وبعدة ركلات على صدره دفعته الى داخل البيت وبسرعة قمت باقفال الباب خلفي وقمت بالتاكد من نبضات قلبه ..." كان ميتا ً ".
وفي مقابلة واحدة مع محرر مجلتنا اعترف رامبو الهولندي بحادثتين وقال بانه ليس خائف من ان تزج به هذه الجرائم في السجن بسبب قيامه بالقتل وقال " لقد كان دفاعا عن النفس ..!! لقد كان الموقف اما هو او انا ولم يكن لدي الاختيار ".
من غير الواضح بأي سلطة وتحت اي قانون قام ( رامبو ) بتصفية الرجل العراقي فهو ليس برجل قانون ولا حتى عسكري يملك صلاحية توقيف الناس وحسب الناطق الرسمي السيد (إيفرت بورسما ) الناطق الرسمي لدائرة النيابة العامة الهولندية فانه يمكت ملاحقة ( رامبو ) رسميا بارتكاب جريمة واشار في حديثه الى المادة الخامسة من قانون العقوبات الذي ينص على (( قانون العقوبات الهولندي يسري على الهولنديين الذين يرتكبون جرائم خارج الاراضي الهولندية ويطبق بحقهم القوانين المرعية في البلد الذي ترتكب على اراضيه الجريمة )) "واطلاق النار على شخص وقتله هو جريمة في العراق مثلما هو جريمة في هولندا "
رامبو هو واحد من هولنديين قلائل من بين آلاف الاجانب الذين يعملون في شركات الحماية الخاصة في العراق وهذه الشركات تعرض خدماتها على السياسيين ( اذا ما صدقنا ان من يحكم في العراق الان هم سياسيون المترجم ) ورجال الاعمال ويحرسون البنايات وانابيب النفط ويقومون كذلك بلعب دور البديل للجنود الامريكان الذين يتقاعسون ( قد يكون بسبب الخوف ) من اداء الاوامر العسكرية وعلى العكس من العسكريين الاجانب فان مستخدمي شركات الحماية الخاصة غير ملزمين باتباع القوانين والاوامر العسكرية !! وخاصة تلك الاوامر التي تحد من استعمال العنف غير الضروري فهم يحملون دائما اسلحة غير مرخصة ويلعبون دائما ادوار الخصم والحكم والجلاد في الوقت ذاته .
احد منتسبي وزارة الداخلية العراقية قام في شهر نوفمبر /تشرين الثاني الماضي اخبر جريدة الصاندي تايمز البريطانية الشهيرة بانه يحتفظ بادلة ل ( 60 ) حالة قتل عشوائية قام بها افراد الحمايات الاجنبية الخاصة ولم تتم ملاحقة ولا حالة من تلك الحالات الموثقة بل وتم التكتم عليها .
وفي نفس الشهر دار الحديث ايضا عن شركة ( أيجس ديفنس سيرفس ) وهي نفس الشركة التي يعمل فيها ( رامبو ) فعلى مواقع الانترنت انتشر تسجيل لفيلم يوضح فيه كيف يقوم افراد باطلاق النار من سيارة مسرعة من دون سبب واضح على المدنيين العزل، وهذا الشريط اطلق عليه اسم شريط ( قطار الفيس بريسلي السريع) نسبة الى الموسيقى التي كان يسمعها القتلة وهم يطلقون النار على الناس ولم يتم التاكد كم سقط قتلى او الجرحى في تلك العملية شركة ( ايجس ) التي ترتبط بعقد تبلغ قيمته 200 مليون دولار مع الادارة الامريكية انكرت ما جرى نشره على مواقع الانترنت جملة وتفصيلا بالرغم من كل المعلومات المؤكدة عنه .
بالنسبة الى بطل قصتنا لم يكن شبيه صدام حسين هو الضحية الوحيدة له ففي التاسع من ايار /ماي 2004 وفي عملية لثوار المقاومة ضد الفندق الذي يقيم فيه فانه قام بقتل احد من المهاجمين طبقا لاعترافاته " زحفت يمينا على بطني تحت الطابوق والحواجز الاسمنتية الى واسترقت النظر من بين الثقوب لكي استطيع تقدير المسافة واذا ما كنت في علو يسمح لي بالسيطرة على المهاجمين الرجل الذي كان في الزاوية القصوى يحمي ظهور المهاجمين جاء بالظبط امام ناظور بندقية القناص التي استعملها تموضعت جيدا واطلقت النار من بندقيتي والنتيجة ست رصاصات ثقبت جسد الرجل واردته ميتا في الحال ."
وفي هجوم للثوار على احدى القصور التي كان رامبو يقيم فيها مؤقتا كان عليه ان يجرب مهارته مرة ثانية حيث تسلق السطح وصوب مدفعه الرشاش " توقفت عن التنفس لعدة ثواني وسحبت اقسام بندقيتي ببطءوفي اللحظة التي اخذ الرجل بابدال مخزن سلاحه وقبل ان يبدأ باطلاق النار ثانية كانت الرصاصات من بندقيتي اسرع كان التصويب دقيقا واصاب الرجل في مقدمة راسه فسقط ميتا مثل حجر أصم "
طبقا للمحامية ( اليزابث زيخفيلد ) الاستاذة في هيئة محكمة جرائم الحرب فان " العنف هو لعبة مونوبولي بين العسكر والشرطة فرخصة قتل للناس في وقت الحروب تحصل عليها فقط اذا ما كنت تعمل لفريق يتعرض الى عملية حربية او اذا ما كنت تنتسب لجيش نظامي له قيادة مركزية ويكون لها احترام لقوانين الحروب ويجب عليك ان تكون معرف وترتدي ملابس تلك الجهة التي تنتمي اليها وتحمل سلاح مرخص من جهة قانونية ، الاشخاص الذين يُستأجرون لهذه المسألة تنطبق عليهم تلك الشروط ولكن الشركات الخاصة لا لذلك فان (رامبو ) في وضعه هذا لديه مشكلة كبيرة ".
رامبو هذا في متوسط الثلاثينيات من عمره تقدم في عامه الثاني والعشرين للعمل في القوات الخاصة الملكية ( المارشوسيه )وتخصص في اعمال الاستخبارات ،في عام 1995 كان يخدم في المنطقة الحدودية الواقعة بين تركيا والعراق بعد ذلك خدم في جزيرة (آروبا ) المستعمرة الهولندية وبعد ثمان سنوات من الخدمة تقدم للاستقالة من عمله واصبح احد منتسبي الامن المخصص لجرائم الحرب اليوغسلافية ولمدة عام كان هو احد الحراس المكلفين بمراقبة السجن المخصص للرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفتش " لقد كان عملا مملا ولقد كنت في غاية السرور حين تسائل رفاقي البريطانيين اذا ما كنت ارغب في ممارسة عملي في مكان آخر ..... عمل في العراق ؟؟ سيكون اكثر اثارة بالطبع ...."
بعد استقالته استطاع النجاة لمدة سنتين بعد عمل حافل بالخطورة في اكثر المناطق خطورة في العراق باجر كان يصل الى 1000 دولار يومياُ..
يقول رامبو " بعد مضي هذا الوقت الطويل كنت ا فكر ان اتوقف عن عملي هذا لقد اصبت بالاحباط من العراق ....!!!! لاتوجد هناك امكانية لانقاذ هذا البلد وانتابني شعور باني لا اريد ان ارى سكان هذا البلد مرة ثانية "
هو يعمل الان على تاليف كتابه " لابد ان يساعدني هذا الكتاب بان استعيد مهاراتي كاملة " وهو يبحث عن ناشر لكتابه المرتقب .




#مظفر_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع الساعة الاخير
- سبعة نصائح للبقاء حياّ في بغداد
- ما بعد الفلوجة
- مهام علاوي القذرة
- اسوأ من فيتنام
- عن الحقيقة والثقة نتكلم
- بوش يغرق في مستنقع العراق - الذي صنعه بنفسه
- حوارنا المتمدن
- العراق ومستقبل علاقاته الاقليمية
- العراق وعلاقاته الاقليمية المستقبلية
- علاء اللامي ....واحمد الكلبي من هو العميل ...؟؟
- لفقرة 42 من الدستور وبوكسات( انتفاض قنبر)
- لماذا نحن ضد امريكا وضد الاحتلال ؟؟
- المندائيون في هولندا يأبنون شهداء القصف الامريكي
- عن الجزيرة .. وجهة نظر .....اخرى
- من القادم..؟؟
- بئس التحرير وبئس المحرر
- هدية اخرى الى ( الشرفاء ) الذين نظّروا للغزو الامريكي
- هدية الى كل المرحبين بغزو امريكا للعراق


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر الخميسي - رامبو الهولندي.....في بغداد