أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الدكتور..














المزيد.....

الدكتور..


بولس ادم

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 04:59
المحور: الادب والفن
    


في تلك الأيام الخوالي قرا الدكتور قصة كتبتها عن دكتور مثله حوصر بعشيرة احد رجالها ، طالب ثار تلقى رصاصة في الحالوب ، تلك العملية استغرقت من حياته العشر ساعات من القلق في ان نجاته شخصيا هي جزء من نجاة الشخص المصاب في حالوبه تحت مصابيح صالة العمليات ! .. ثم توقف قلبه .. وتلقى الطبيب رصاصة ليس في حالوبه بل في راسه .. كانت قصة واقعية سمعتها مشوش التفكير ايام كنت جنديا ..

طبعا ، قال الدكتور يومها :

- انا ايضا احب القصص الخيالية ، لكنها لتقضية الوقت في المرحاض ربما ، فقط !
- نعم يادكتور القصة حقيقية ، لكن لتكون قصة مؤثرة وحكيمة فقد وضعت لها نهاية درامية .
- حسنا ، شكرا ، ولكن قل لي هلا تفضلت عندنا للغذاء قبل مغادرتك الى الجبهة ؟ .....

الا اننا افترقنا لدرجة انني وصلت الى قناعة ما بانه سيموت هناك وهناك بقوة الأخلاص فقط ..

نعم ، عاش خادما لأنقاذ قلوب الجميع من التوقف في المستشفى الجمهوري هناك ، تزوج وانجب ونام تحت ضوء
المصباح المنضدي على موسوعات طبية و عملية جدا فقط ..

عندما اقسم مع نفسه الا يغادر المدينة ، اعتقد الجراح الموهوب بان خدماته ستشفع له يوما ما !

وعندما طالبه الأقرباء دوما بضرورة المغادرة .. فكر بان ابنه سيرث مكانه في المستشفى فهو طالب الطبية !

الا ان التخمين في الموضوع لايصيب دوما ..

من سبب له مراجعة كل قناعات العمر ، لم يكن غير ذلك المبتلي برصاصة في الحالوب !

وهو يدخل الى المستشفى سمع صوته بعد عشرون عاما !

- نحن نقتل منهم وانت تعالج جرحاهم
- هم اهل لي و لكم !
- اخرس يانصراني .

هذا الحوار رسم فورة الحقد ضد الدكتور و هد حياته التي اصبحت تعني ميتا يتمرد على تابوته !
.. اخفى سيارته المتعبة في الغابة قرب بيته وتنقل في المدينة مستقلا الباصات لعل الجموع تحميه من
فردية الفرصة المتاحة للملثمين لتهديده .. لكنه لم يتوقع ابدا ان يتلقى صفعة من رجل فوق نقالة على
حافة القبر :
- لن ننساها لك ايها الصليبي الكلب !
- شكرا لك ، هذا ارحم من قول جماعتك ،
- الصليبي الكافر !
.. الدكتور المبتسم ، اصبح التهديد كالمزحة التي يتلقاها من رجال يودون قتله ويؤجلون التنفيذ فقط .
.. وفي صالة العمليات تعود على ارهاق الجراحة التي امست كالعمل اليدوي لنحات ، بعد اندثار الأدوات
اللازمة طبيا ، اصابعه الخبيرة هي المشرط والمقص وقلبه هو جهاز افتراضي يستضيف قلوب مرضاه الواهنة،
به وحده عاش الجميع في الحروب ، المرضى والدكتور .
.. رن جرس هاتفه فجرا :
- لن انسى وانا تحت الموت في غرفة العمليات قبل التخدير بانك تحدثت مع دكتور اخر بالأنكليزية ،
في المرة القادمة تكلم معه بلغة القران يا قواد !
يبتسم الدكتور ويجيب بهدوء
- رفقا بنفسك ، حاضر سنعرب لغة الأختصاص في المرة القادمة ، هذا ان لم تنقل جثتك الى القبر مباشرة
في المرة القادمة ، اتركنا بسلام الله يخليك ..
- انت تتحدانا يا ...
يا ...... تعود الدكتور على الشتائم ، الى درجة اصبح يعتبرها هذيان الفاشلين .. لكنهم الآن يحاصرون
عنقه ويحفرون له قبره ..

يحكى حاليا ، بانه وشكرا للرب كما يرددون ، لم يقتل وتلك معجزة ،
وهو الآن يتوسل الآخرين عون دفع نفقات المغادرة تاتيه كصدقة من الخارج ،
و .. جاره الدكتور جمال الصفار .. يفكر حاليا بتجديد جواز سفره ايضا ..
اما موعد اولادهم النوابغ في لقاء كله وهم فهو غير مؤكد :
.. وفي حالة عدم الهجوم علينا ليلا بالقنابل اليدوية والرشاشات ،
ربما ذاك او لا ، ربما .. ربما
- سنلتقي خارج الوطن مجددا
سنلتقي غدا .. ربما !



#بولس_ادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهداء الأربعة
- طاووس في حدائق الجحيم ..
- قصيدة مشتركة .. الف عام في الرماد
- الف عام في الرماد
- حِِلاقة داخلية !
- الحملان الوردية
- أصوات جديدة لمطحنة قديمة
- عزلة ممثل
- هيثم بردى .. الخواء يفضي الى اخر اكثر كثافة
- مهزلة ابدية !
- عودة الفلاح الى قلب التفاحة
- العراق تحت لعنة الألفيات
- مهزلة ابدية ..
- نحات ارهابي
- الدعوة الى تشكيل حزب الكتروني !!
- انزع عن نفسي ماكان للأفعى ، جلد الحرب
- حجر الأساس
- تصالح في المجتمع العراقي ، هل يصلح زيد ماافسده عمر ؟!
- ليلى كوركيس .. قيثارة في عين الشمس
- امراة تبيع سكر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس ادم - الدكتور..