أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - من أيامي ع مليكة مستظرف














المزيد.....

من أيامي ع مليكة مستظرف


عايدة نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


"سأتجرد منك.... "
عايدة نصرالله

مليكة.. حسبت أني سأكف عنك. لا يمر يوم إلا وتحضريني، ولا اجتمع بصديقة إلا وتحضريني.. وعلاقتي بصديق لك استجدت اثر رحلتك، تجعلنا دائما نستحضرك.

"كانت مليكة تحب كسكس الأمهات"
"مليكة كانت تحب اللون الأزرق"
التقيتما بالأزرق. وودعتيني بالأزرق.
كثيرة هي الأشياء التي حصلت ولم اقلها لك، لأني أعرف انك لا بد تشعرين بي من هناااااك..
لا بد وأنك تستحضرين وجعي.
تُرى كيف كنت تدركين في قفصك ما لم أدركه أنا في فضائي الرحب؟.
هو المرض وقسوة الآخرين من جعلك تفتحي عينيك قبل الأوان..
لمن أشكو يا مليكة. لمن أشكو النفاق والكذب؟
كذب في كل شيء، كذب سياسيينا..بعضهم جعلناهم أبطالا قوميين ليرتاحوا في قصورهم الشامخة في رامالله وفي أريحا، والشعب وحده من يدفع الثمن. مدراء مدارس لا يفقهون القراءة والكتابة نصبوهم خصيصا لكي يمحوا ذاكرة شعبنا. هيفاء وهبي وزميلاتها يسيطرن على الساحة "الثقافية"
بنات يلبسن الحجاب ويغنين "بص وشوف" أشياء كثيرة أردت أن أشكو لك منها، لكني سأنتظر عودتك من تلك الرحلة السماوية.

***

وفي أوج يأسي اسمع صوته يأتيني في الساعة الثانية والربع صباحا. تسرب صوته إلى مسام قلبي.. هذا الرجل الذي دائما أعود إليه.. أعود إليه ........وأعوووووووووووووود إليه.
زقزقة العصافير تخبرني بأنك يا مليكة فعلتيها.
الآن تأكدت انك فعلت أجمل ما كنت تستطيعينه "سلمتينا لبعض"
"ولك يا مجنونة اتصلي به"
اتصلت فحولتُ العالم لزهرة في حضني.
"كيف تحتفظين بي رغم قسوتي عليك"؟
"لأني أؤمن بك"
"إذن أنت لست عايدة أنت الغريبة".
وسأظل الغريبة.
ينساب اسمي من فمه كالحليب في فم الرضيع، شلالا ليروي عطشي.
كلمة "عايدة" بصوته تكفي لأرى عينيه، نبض قلبه، ارتجافه الصامت وهو يؤدي طقوسه.
دون شغب يلج كل معاني الروح بنظرة عينيه.
قلت لي يا مليكة "أنت مجنونة، هو كاذب..كيف لا وقت لدية لكتابة رسالة، من أين لك كل هذا الإيمان به؟
قلت لكِ
"لا أعرف. كل ما أعرفه أني أؤمن به".
وها هو يأتيني ليقول:
"هل كتبتِ مليكة يا عايدة مثلما اتفقنا"؟.
لم ينس حرفا واحدا مما قلته له.
هو غائب.
لكنه يحضر في عيني كل من اكتبهم. يحضر فيك، وأنت تحضرين فيه.
***
و.... تلفحني نسمة عابرة فأعرف إنها ما زالت تراقبني من بعيد. لكني قسوت عليها هذه المرة وقلت لها:
مليكة أرجوك غادريني
سأتجرد منك قطعة.. قطعة..
أخلع عطرك أولا.. ثم حروفك.
ومن ثم أنسخ يدك على دفتري بلون البرونز الذي أحبه. ولن أجعل نعليك صغيرين، سأجعلهما على مقاس قدمي وربما اكبر.
ومسحاتك لشعرك بزيتي سأخزنه في قارورة قديمة ، ولأجل أن لا تدمعي،سأضع فيها ملح البحر.. من بحرنا نحن.. فلدينا بحر شديد الملوحة.. كل من تشوه جلده أو نخر المرض عمق عظمه هرع لبحرنا ليشفى.
مع أن بحرنا محاصر بالبنادق والدخان وينقل الجثث من البر والبحر، ويملؤه كثير من بقايا جذور الزيتون التي اقتلعتها الجرافات عنوة، لكن البحر يظل بحرا وله امتداده مهما انغلق.
نسماتك لن تتعفن.تماما كملح جدة صديقك.وصديقي سأتفقدها من حين لآخر وأنزع عنها الغطاء، آخذ قطرات منها لأطبخ قليلا من حبري وأوفر الباقي لوقت الشدائد. تماما كما تختزن العجائز صررها الشتوية.المملوءة بالقمح والزعتر البري المجفف.
وأما صوتك... آآآآآآآه .. ماذا سأفعل بالصوت؟
هو معضلتي الكبرى. إذ لا استطيع تلحينه كما يجب.
ربما عندما أنضج وأقطع جيل الطفولة سأستطيع الغناء .. سأتعلم العزف جيدا.. عندها.. سأتقنه كما أشاء وكما أردتِ أن تسمعيه.
لحظِّك يا مليكة أني لم أر موتك، ولحظي أيضا.. إذ لو رأيته.. لانهزمتُ شر هزيمة، ولاستفحلتْ بي تلك الأمومة المتناومة عمدا. لو رأيت موتك لما استطعت تجريدكِ مني، عندها كيف كنتِ أنت أيضا ستنزعين عيونك مني؟
ما أكبر حظنا أنني لم أر موتك..
لكن إياك أن تخافي من خلعك مني.. فقد أسكنتك نصوصي رغما عن انفك.
نامي مرتاحة يا طفلتي... فلك ما تقولينه لزملاء طفولتك. لك ما تقصينه عليهم هناك في السماء وستجدي حكاية تحكيها، وستقولين:
"هناك طفلة أحبتني وأسكنتني هدبها ذات شتاء قارص"
--------
في الليل حلمت أن طفلة ترنو إلي قائلة "لا تتركيني.. لا تتخلي عني"
كانت طفلة تلبس ثوبا أزرق ذات ضفائر طويلة.
انتفضت صباحا وأرسلت لها رسالة حافية.إلا مني.

أم الفحم
5-5-2007



#عايدة_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقوال مشروخة في السياسة
- سفر وقصص أخرى
- أعينونا على الصراخ
- حلم أزرق
- عريضة لوقف إطلاق النار في لبنان
- ربطة عنق وصحن كوشري
- شهوة اللحم
- قراءة أولية في مسرحية -ليس عشاءنا الأخير لقاسم مطرود
- حيرة في فراغ الكلام
- ثلاث قصص قصيرة
- الخرامخصي - أو شيء كهذا
- قصص قصيرة جدا
- الذي سافر في غفوة
- البطل الافتراضي
- -شاعر القصيدة التي تبتلع قراؤها-
- شهقة الموت السريري
- قلبي على الحافتين
- -العطش-: استلاب الجسد المكان والصبو للعبور
- الجارزة السوداء
- أنين المقاهي


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدة نصرالله - من أيامي ع مليكة مستظرف