أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟














المزيد.....

معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم اتفقت (18) دولة عربية مع فرنسا في العام 1980 على تأسيس هذا المعهد ، اتفق الطرفان على تحقيق اهداف ثقافية عليا في التطوير والتعاون بكل ميادين العلوم والتقنيات . وقامت المؤسسة في ظل القانون الفرنسي للتعريف بالثقافة العربية ونشرها ازاء التقدم بالمعرفة العربية وتنمية العلاقات العربية الاوربية ضمن اهداف حضارية . كّنا نرقب ما تحقق من تلك " الاهداف " لأكثر من ربع قرن ، لكن دور ذلك المعهد الذي يحتل بناية رائعة في قلب باريس باطلالته على كاتدرائية نوتردام ونهر السين لم تكن بوافية حقا .. كما لم يتحقق ما كان كل من الطرفين يبغي منه ..
وبالرغم من النداءات حول معاناته من ازمات مالية ، الا ان المعهد كان ولم يزل يعاني من اخفاقات اخرى عديدة .. يمكن ان تتمّثلها الظروف السياسية والازمات الثقافية التي تمر بها العلاقات العربية الفرنسية والاوربية معا .. وبالرغم من كثرة الزائرين للمعهد وتوضيح معالم ثقافية عربية ، الا انه غدا ضحية لانتفاضة الضواحي التي شوّهت صورة المهاجرين العرب وابنائهم لدى الرأي العام الفرنسي والاوربي .. وكما كتب ميشيل شوفالييه في اللوموند قبل اسابيع بأن الثقافة العربية التي عرضها المعهد طوال ربع قرن لا تستقيم ابدا بما نراه في الشوارع ، اذ غدت منغلقة ومبهمة ومنعزلة عنا !!
وبالرغم من مطالبات توجه للدول العربية ان تستثمر في هذا الصرح الثقافي المشترك لتحسين الصورة العربية ، فأنني اعتقد ان المشكلة سوف لن تحل بالمال ابدا ، فكل من الثقافتين اليوم العربية والفرنسية تسير باتجاه معاكس عن الاخر ! ان ميزانية المعهد لا تزيد عن 20 مليون يورو يؤمن المعهد نصفها من مداخيله الخاصة والنصف الاخر من عائدات الصندوق ومن الخارجية الفرنسية وتبرع المؤسسات .

ان مشكلة هذا " المعهد " كما نسمع دوما من قبل رؤسائه طلبهم الدعم المالي من المسؤولين العرب متمثلا ذلك بما وجهه رئيس المعهد دومينيك بوديس ، وان المساهمة العربية قد تقلصت الى الربع عما كانت عليه سابقا ، مهّددا بتغيير التوجهات العامة . لقد سمعنا منذ عام تقريبا عن اتجاه لدى اوساط فرنسية رسمية تتحدث عن الغاء للدور العربي للمؤسسة واستبداله بآخر اسلامي تعددي او متوسطي اوروبي .. وان الرئيس جاك شيراك كان يصر على ابقائه عربيا .. ولما اخذ الاخير يستعد للرحيل بدأت التصريحات تأخذ لها ابعادا جديدة !

علينا ان نعترف نحن العرب ـ وللاسف ـ بأن مرحلة جديدة قد بدأت واخذت تطغى عليها نزعات لا تعطي للثقافة العربية مكانتها السابقة ، وعلى حساب ثقافات اخرى ! فضلا عن الاخطاء التي ارتكبها مسؤولون عرب في المعهد ومنها فضيحة السطو على محتويات متحف المعهد ، وبالرغم من معالجة الموضوع ، الا ان سوء التنظيم والتسرع قد اساءا لسمعة المعهد ، وجعلته امام الرأي العام بمثابة وكر للصوصية والسرقة لآثار معارة من اكثر من دولة ! وقد استدعى ذلك وصول رئيس جديد للمعهد بذل قصارى جهده ليس لاعادة التوازن ، بل لتخفيض الانفاقات والاستغناء عن بعض العاملين ..
منذ وصول بوديس ، بدأت سياسة جديدة تقضي بالعمل على فك الارتباط الفرنسي العربي القائم على الشراكة المناصفة ، بحيث دعى الى ان تتحمل فرنسا 60 بالمئة من الدعم ، الى جانب قرارات فرنسية اعتقد انها قادمة في الطريق وسوف لن ترضي العرب ابدا ، بحيث تلغي هويته العربية ، وتدمج بدلها هوية اسلامية ومتوسطية بحيث يكون لاسرائيل جناح في المعهد .. واعتقد ان العرب يتحملون مسؤوليتهم في فقدان هذا المعهد الذي تشّكل على نوايا صادقة ، ولكن الزمن بكل انحرافاته والتبدلات الجديدة التي لم يدرك العرب كيفية ملاحقتها والسيطرة عليها للحفاظ على ما انجزوه يجعلهم اليوم من النادمين .. علما بأن كلا من التيارين الاسلامي الاقليمي او المتوسطي الاوربي اقوى منهم بكثير ! ان مشروع هذا " المعهد " ينتظر تغييرا استراتيجيا وقرارا سياسيا من قبل الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي بعد ان عاش هذا " المشروع "معززا مكرما منذ انبثاقه على يد الرؤساء فاليري جيسكار ديستان ، وحققه فرانسوا ميتران ، وساهم بتعزيزه جاك شيراك لننتظر مصيره على يد ساركوزي !
وقبل ان ندين اي قرار ، ينبغي ان نتفهم تاريخ هذه " المؤسسة " بكل اخطائها ، ونعترف بأن الاخفاقات المالية حقيقية ، ولكن مبدأ الشراكة الفرنسية العربية لم يكن ناجحا ايضا نظرا للعقلية التي ادارت المعهد من قبل الطرفين ( الرئيس الفرنسي والمدير العربي ومديرو الاقسام ) .. وما احتواه من بيروقراطية وانعدام الشفافية وتهمة اللصوصية .. وغدت الانشطة روتينية ليس الا ! مع انعدام الكفاءة والخبرة وغلبة العلاقات الشخصية والمصالح الخاصة والاجندة السياسية على الاعتبارات المهنية والثقافية .. هناك دوائر معطلة عن العمل .. لقد تراجع المعهد في السنوات الاخيرة تراجعا مذهلا وازدادت مشاكله مع جيش من الموظفين الذين لا يعرفون اي معنى للثقافة اذ يتم تعيينهم بلا كفاءات ! ناهيكم عن المستشارين الذين لا يستشارون ابدا ! مع تغير رؤساء المعهد من دون اي بارقة اصلاح !
انني انادي اليوم كل حكوماتنا العربية ان تعيد النظر بشأن شراكتها في هذا " المعهد " ، وان تأخذ زمام المبادرة كي يكون لها دور مؤثر وحقيقي اذ اصبح هذا " الدور " غائبا تماما في اي قرار سياسي او مالي .. وان يسعى العرب للحفاظ على البعد العربي للمعهد وان تعرف من الذي تختاره لشغل منصب الادارة .. فالامر مهم للغاية في مثل هذه المرحلة وفي فرنسا بالذات حيث تتأرجح المواقف من الثقافة العربية بشكل كبير . فهل سيسمع ندائي احد ؟



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس العراقي للثقافة : ملاحظات تأسيسية
- بعيدا عن الطائفية : منهج القطيعة ازاء المستقبل
- جوردن براون المؤرخ الذي سيحكم بريطانيا
- صمت مجتمعاتنا رهين سياسات بشعة !!
- من اجل أخلاقيات رفيعة في الكتابة العراقية أولا القيم المفتقد ...
- وثيقة العهد الدولي : ليست هي الحل
- ماذا فعلت أمريكا بالعراق الجديد ؟؟ التجربة والذرائع الفاشلة
- عراقيون أم غير عراقيين؟!
- افاق ستراتيجية: نصوص من كتاب البنية التكوينية للمجتمع العراق ...
- نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!
- المفكّر العراقي الدكتور سّيار الجميل في حوار جديد حول الوضع ...
- هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟
- النواب العراقيون : مشروع طبقة متميزة !!
- مدخل لفهم الاقليات في الشرق الاوسط : رؤية مستقبلية
- كارثة العراق : الصراع الاهلي .. الاقليمي .. والدولي !!
- الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !
- متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة ؟
- الديمقراطية : مشروع حضاري ام شعار سياسي ؟
- اللحظات الأخيرة : متى يتعلّمها زعماء العراق ؟؟
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟