الوصاياالشيطانية

صالج اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 06:14
المحور: كتابات ساخرة
    

في ليلة أول يوم من تقلده مقاليد الحكم، وبعد أن استسلم لمتاهات نوم عميق، حملته أفراس حلم رهيب إلى مكتبه الرئاسي.. ارتمى على المقعد الوثير وشرع في إعداد أجندة العمل وجدولة المهام ..
على حين غرة ، اقتحم عليه الشبح مكتبه وجلس قبالته .. بادره بالتحية ولاحت على وجهه البشع وهج ابتسامة مطمئنة ثم طفق في سرد الوصايا عليه :
- بادئ ذي بدء من كان معك فهو منك، ومن ليس معك فهو ضدك.. هذه وصية من وصايا أبيك الذي في السماء لابنه يسوع المسيح ...
- تذرع بالحملة على الإرهاب واقطع دابر كل من ينطق الشهادتين .. تغذاهم قبل أن يتغذوك وتعشاهم قبل أن يتعشوك ! باغثهم في ديارهم قبل أن تشتد شوكتهم، فإن هم اشتدت شوكتهم أذلوك بعد أن كان أسلافك أعزاء وأبطالا أشاوس...
- عليك بالإبقاء على ولائك لشعب الله المختار ومده بالمال والزاد والعتاد لحمايته وحماية مصالحك من جبروت أهل الجوار.. اضرب على أيدي كل من سولت له نفسه بشق عصا الطاعة...
- حافظ على حضارة المسدس والدولار.. لا تكن لينا فتعصر .. كن دوما صلبا صارما جبارا عتيا !! قوي الشكيمة، عالي الهمة .. عامل أعداءك بقبضة من حديد . فإنك إن أظهرت لهم بصيصا من لين ، عرفوا قدرك واغتنموا فرصة وهنك وأخذوك على حين غرة ، فينهار ما شاده أجدادك من قبلك ويتحول بيتك الأبيض إلى سواد قاتم ...
- كلما حمي وطيس الحرب مع أعدائك ، حصن جيوشك التي لا تقهر بالدروع والدبابات والبوارج والطائرات .. لا تدع لهم فرصة المواجهة المباشرة مع عدوك ثم ادعوهم لقصف المباني والدور والحيطان على رؤوس الشيوخ والنساء والأطفال الرضع !! .. لا تأخذك رأفة بصبيانهم .. فإن أنت أظهرت اليوم لصغارهم رحمتك حاربوك كبارا غدا .. وإذا قامت للعالم قائمة وأنحى عليك باللائمة، فقل: إنما جئت لإقرار الديموقراطية وتطهير العالم من الأوباش وأعداء الأمن والسلام !!
- كن وفيا ، ولكن بحذر، لحلفائك من الدول العظمى والشعوب العربية والإسلامية ، وغير هؤلاء وأولئك ممن يدينون لك بالطاعة والولاء ، وكل من جاءك يمشي على أربع ...
- اتخذ الأمم المتحدة مطية لقضاء مآربك .. اجعلها واجهة براقة تتحطم عليها تطلعات المتجبرين من أعدائك ومنافسيك وتنهار عليها آمال المستضعفين في الأرض ...
- اذخر ورقة نقضك لليوم الأسود وأشهرها أمام الملإ كلما رأيت في ذلك تعارضا مع مصلحتك ومصلحة شعبك .. حذار ! حذار أن تحتكم للمثل العليا والقيم النبيلة عند مواجهتك لشعب من الشعوب أو أمة من الأمم ...
- عبئ جيشك عددا وعدة ووزعه في كل البقاع برا وبحرا وجوا .. ازرع جواسيسك ومخابراتك وأقم قواعدك ودروعك الصاروخية في كل شبر من أرجاء المعمورة لدرء المخاطر عن بلدك وتحصين شعبك من عوادي الزمن المقيت ...
-عليك ألا تفرط في مثقال ذرة من مصالحك في تخوم العالم ، فقد حباك أبوك الممجد في السماء بثروات لاتنفد وكنوز لا تحصى ..فهي لك لا لغيرك .. وأنت حارس لها..
- ابدأ بالزحف على الشعوب المغلوبة على أمرها ثم ألزمها طوعا أو كرها بالولاء قبل أن تظهر ولاءها لغيرك من منافسيك أو اعدائك أو حلفائك ..
عليك أن تبدأ خطواتك الأولى من آسيا الغربية لوضع حد لطغيان الطلبة الفقهاء..رعاة الإرهاب ومخربي أنصاب بوذا...
اتجه بعد ذلك بجيوشك الصناديد إلى بلاد ما بين النهرين لحماية أبناء جلدتك واستعادة ما وهبك ربك من أقوات وأرزاق ومتاع .. ازرع الفتنة والشقاق والطائفية بين الساكنة لينشغلوا عنك ، فإن هم تعالت أصواتهم بالتنديد ، فقل إنما جئت لأحرركم من الشر الأكبر.. من ربقة الطاغية !!
واصل زحفك إلى بلاد فارس واستأصل شأفة قادتها قبل أن يدمروك في قعر دارك بأسلحة دمار فتاك كنت تحسب لها ألف حساب ...
احمل على كل من هب ودب في أرجاء الكون ويأبى إلا أن يقول : لا ! حيث لا يجب أن تقال....
- إياك ثم إياك أن تستعيذ برب السماء مني ! فإني قد جئتك منقذا من الضلال ومبشرا لك بتخليص العالم من الطاغوت .. وأنا معك أينما حللت وارتحلت ...

*ملاحظة : الجدير بالتنبيه أننا نقصد بالشيطان هنا : جملة الوساوس والإملاءات السلبية النابعة من غور الذات الفاعلة ...

#صالج_اهضير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات