أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - صفقات السياسه الرديئه تقود الى إذلال البلد الى مالانهايه














المزيد.....

صفقات السياسه الرديئه تقود الى إذلال البلد الى مالانهايه


أحمد الجُبير

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك القليل الذي يعلم بأن أمريكا كانت قد قررت في الفتره 1941ـ2194 أن تفرض على فرنسا وضع "المحًمية"، كما على باقي الدول المهزومة، أي إيطاليا وألمانيا واليابان، بإدارة حكومة عسكرية اميركية خاصة بالأراضي المحتلة. وكان من شأن هذه الحكومة أن تمتلك صفات سياديه منها، حق سك العملة وما الى ذلك.
هذا المشروع كان نابعاً من الكراهية التي كان يكنًها فرانكلين د. روزفلت"رئيس الولايات المتحد الأمريكيه في حينها"، "لشارل ديغو ل، موحًد المقاومه، ومحرر فرنسا، والرئيس الفرنسي بعد التحرير" على حد قول بعض المؤرخين لتلك الحقبه.
وحينها كانت الإداره الأمريكيه تتخوف، من سعى ديغول الى أستعادة فرنسا لسيادتها"حال تسلمه السلطه العليا فيها" من جهه، ومن أن فرنسا سترفض التخلي عن امبراطوريتها الغنية بالمواد الأولية وبالقواعد الاستراتيجية، في حين أن الولايات المتحدة كانت منذ أيلول/سبتمبر عام 1899 تطالب على لسان وزير خارجيتها جو نهاي بالاستفادة من سياسة "الباب المفتوح" في جميع الأمبراطوريات الاستعمارية، من الجهه الأخرى. وكان لهذه المخاوف أسبابها.
وعليه فقد تعاونت الولايات المتحده الأمريكيه مع القيادات العسكريه والمدنيه الفرنسيه التي كانت في بلدان شمال أفريقيا عندما كانت الأخيره "مستعمرات للأمبراطوريه الفرنسيه"، ومع الفئات المتعاونه مع المحتل الألماني في الداخل الفرنسي من أجل إبعاد ديغول عن مركز السلطه، إلا أن إلتفاف الجماهير وقوة الديغوليين أفشلت ذلك.
وبعد إصرار ديغول على سياساته بعد التحرير، حقق ماكانت تخشاه أمريكا وأجبرها على الإعتراف بالسياده الكامله للفرنسيين على أرضهم وممتلكاتهم. ونال كل المتعاونيين مع العدو،على خيانة فرنسا جزائهم القضائي.
ولإختلاف الزمان والأحوال وعزيمة الرجال، فان الصوره أصبحت بعكس ماهو مطلوب في العراق اليوم، وفي ظل غياب القيادات المنقذه والواعيه، تحقق الإنتصار للذين أذلًوا رؤسهم وحشروها تحت مظلة الإحتلال بإسم الشرعيه والديوقراطيه والحريه وما الى ذلك!
وبما إنهم بهذه الصوره، فلا قيمة لوطن ولا إحساس بشعب، والوقائع في الساحه العراقيه "بعد أكثر من أربع سنوات على إحتلال البلد" لاتشهد بغير ذلك. وليس هذا الشيء هو الوحيد الذي تمارسه هذه الفئات، وإنما الخطوره في أن تشكل هذه المجاميع اليوم طابوراً يعمًق من جراح العراقيين ويثقل كاهلهم بكل ما لايستطيعون حمله، فهم هجروا أربعة ملايين مواطن بريء في أربع سنوات، ويسعون للمزيد.
وليس بأكثر سوءاً من أن تعمل قله من هذا الطابور قي المجال السياسي لخدمة أعداء المجتمع ومحتليه، وتجعل من نفسها الجسر الذي يوصل الحوار المطلوب للجهه الثانيه لتسهيل إبرام "الصفقات السياسه الرديئه"، ليكون البلد مقيًداً والشعب ذليلاً الى إشعار آخر.
فحين حاورت الأطراف(والتي نرث بعض من أبنائها في القيادات الحاليه) الإحتلال البريطاني حين غزت القوات البريطانيه العراق في بداية القرن العشرين، فقد كلًف ذلك المجتمع العراقي لأكثر من أربعة عقود من الذل والتأخر والحرمان تحت نير الإحتلال.
وحين تحاور اليوم "الأشكال الشبيهه بأشكال الأمس"، الإحتلال من أجل المناصب والمال فأن البلد سيشهد أسوأ إحتلال على مدى التاريخ، وسيكبًل بكافة أشكال الوصايه والدمار والإستنزاف، ولن يقوى أحد على تخليص البلد من الإحتلال كما حصل عام 1958. (الجيش والشرطه أحلهما الإحتلال).
وعليه فأن قوى الإحتلال تحاور وتناور، والشركاء من الداخل والخارج لم يبخلوا بجهد ولا مال من أجل أن يتمكن المارد من السيطره على كل شيْ وليثبت أقدامه، ليتجذر الى الأعماق العميقه.
فحذار من هذه الصفقات الرديئه، فهي لاتتعدى"بحسن نيتها" كونها إمتدادا لصفقات التعاون مع أعداء الوطن، كما حصل بحجة التحرير ! وزرع اليموقراطيهّ! والتي لم نحصد بدلاً عنها سوى بذور الطائفيه والقتل على الهويه وتهجيرالملايين، والبطاله المتعمده لعموم المجتمع وفقدان الشروط الأساسيه للخدمات الأساسيه، ولإنسانية الإنسان.
وليس بالغريب، من أن نقارن هذه الوجوه بوجوه الأمس"من الفرنسيين" الذين حاوروا الأمريكيين ضد تحرير وطنهم وعزًته وكرامته لإمتلاكه كامل سيادته. فأهداف المجموعتين "وإن إختلفت جنسياتهم وزمانهم" واحده، لاتتعدى كونها تتعلق بالمطامع الشخصيه، وفلسفتهم لاتتعدى بأكثرمن الإعتناء بمنافعهم الشخصيه "وليذهب الجميع الى الجحيم".
ولنا من تاريخ العراق الحديث مثال "علينا الإقتداء به والتماثل في صوره"، إذ كان ملك العراق "بعد تكوين الدوله العراقيه الحديثه ووقوعها تحت الإحتلال البريطاني وقتذاك"، لايمثل "هو وحكومته وبرلمانه"، سوى كونهم دٌمى تحركها "مسز بيل" المسؤوله البريطانيه عن السياسه العراقيه. إذ لايكمن أن يتصرف أحد منهم دون علمها وموافقتها. وهو مايحصل في عراق اليوم إذ لايتجرأ أحد على فعل شيء مهم دون موافقة المحتل وممثليه الكبار، فالعراق تحت الإحتلال وإن أختلفت المسميات والألفاظ.
فالذي نعنيه هنا هو أن الحوار تحت مظلة الإحتلال ليس بأقل جرماً من محاورة أعداء التحرير للأرض الفرنسيه في حينها، بغض النظر عن كل المبررات التي تقدم. فليس هناك من ضروره وشروط يجب أن يُقبل بها، بأقل من:
* ترحيل المحتل.
* وإزاحة أعوانه عن مراكز القرار.
* وإعلاء صورة كل ما من شأنه أن يوًحد الكلمه ورًصْ الصفوف.
بعـدها "لكل حادث حديث، ولكل مجتهد نصيب". وبغير ذلك فإن المفاوضات التي تجري اليوم تحت شعارات"رنانه"لاتمثل سوى"صفقات سياسيه رديئه تدفع بالمجتمع العراقي الى الإذلال والمهانه بين المجتمعات.



#أحمد_الجُبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة العلاقات السياسيه الدوليه تسببها السياسات الخاطئه
- ما الجديد في المحادثات الأمريكيه / الإيرانيه في بغداد. ؟
- خيوط الترابط والمحبه بين الأديان تقًطعها السياسه والمصالح
- الإنسحاب بات وشيكاً.. وماذا بَعد ؟
- الفكر السياسي في دولة الإسلام والمواقف العدائيه للغرب
- رؤية مستقبليه لدولة الصراع السياسي في العراق
- الإحتلال يحرض على الطائفيه في العراق


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجُبير - صفقات السياسه الرديئه تقود الى إذلال البلد الى مالانهايه