أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد هجرس - تعليق أخير على الثقافة المحاصرة














المزيد.....

تعليق أخير على الثقافة المحاصرة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أعترف بأنى لم أتوقع أن تكون للحوار الذى شاركت فيه مع وزير الثقافة، الفنان فاروق حسنى، ردود أفعال مدوية وواسعة النطاق كتلك التى تتابعت إثر إذاعة البرنامج التليفزيونى "حالة حوار" الذى يعده ويقدمه الزميل الدكتور عمرو عبدالسميع، ثم فى أعقاب المقال الذى نشرته فى هذا المكان الأسبوع الماضى.
فقد وصلنى سيل من الرسائل التى تحمل وجهات نظر مختلفة، تتراوح بين تأييد الوزير وبين تأييد الانتقادات الموجهة إلى سياسات وزارته خلال العشرين عاماً الماضية.
ومن بين هذه الرسائل الكثيرة شدت انتباهى رسالة من الأستاذة فاطمة المعدول وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الإنتاج الثقافى.
تقول فيها بالنص:
الكاتب الحر/ سعد هجرس
تحية طيبة وبعد،،،

تابعة كغيرى من المهتمين والعاملين بالشأن الثقافى السجال الذى دار بين سيادتكم وبين الفنان / فاروق حسنى "وزير الثقافة" من خلال البرنامج التليفزيونى "حالة حوار" وأيضاً التعليق على ردود الأفعال فى مقالكم الأسبوعى الخميس الماضى بجريدة الجمهورية.
وأعترف إنى كنت من المنزعجين لاعتبار فاروق حسنى "وزير الثقافة" المسئول الأول عن تدهور الخطاب الثقافى وانتشار الخطاب الظلامى، وإن لم أكن من أصحاب نظرية المؤامرة عليه، ولذلك أود أن أوضح بعض النقاط.

أولاً: إن هذا الرد ليس دفاعاً عن فاروق حسنى بل دفاعاً عن مئات وبل آلاف الفنانين والمثقفين الشرفاء الذين أمنوا بالخطاب التنويرى والذين كافحوا وقاوموا التيار الظلامى قبل فاروق حسنى وبعد فاروق حسنى والذين قد طالهم هذا الإتهام.
ثانيا: قد تكون محقاً فى المسئولية التضامنية بين الوزراء ولكن هل توجد مسئولية تضامنية بينى وأنا أعمل مع الأطفال والشباب وأدعو لقبول الآخر المختلف والتسامح وممارسة الفنون مع خطيب جامع ينشر التعصب وازدراء الآخر بل وتكفير الفنون، وهل هناك مسئولية تضامنية بينى وبين رئيسة تليفزيون سابقة أغلقت أول استوديو أطفال فى الشرق الأوسط وأوقف بذلك أى تطور لبرامج الأطفال نعانى منه حتى الآن، وماذا أفعل أو ماذا نفعل جميعاً فى مناهج دراسية متجمدة رجعية لا تتيح أى تفكير علمى أو خيال خلاق لأطفال وشباب مصر.
ثالثاً: ماذا نفعل نحو العاملين فى الثقافة والمؤمنين بدورها التنويرى أمام خطاب ظلامى عالمى انقض علينا وعمل بدأب وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة منذ هزيمة 1967، بل و قد تبنته وشجعته الدولة فى أحيان كثيرة، حتى تغلغل وتوحش وأصبح المسيطر .. فى هذه الحقبة من تاريخ مصر.
حقاً .. لقد انهزمنا يا سيدى فى الشارع المصرى، ولكن كانت الظروف أقوى من أى وزير أو أجهزة ثقافية أو أفراد مؤمنين بالتنوير .. ولكن هل التسليم بالهزيمة يعنى الاستسلام؟ أعتقد لا .. وإلا فلماذا هذا السجال والحوار، فطالما فى مصر شرفاء ينظرون إلى المستقبل ولا يعيشون أسرى الماضى، ويؤمنون بحق الإنسان المصرى فى ثقافة ممتعة وتنويرية، تجعله يتذوق الفنون ويتابعها ويطرب لها، فليس أكثر من الفنون قدرة على أن تجعل الحياة أفضل وأجمل.
وطالما الأفكار موجودة تجد من يدافع عنها ويؤمن بها مثلك ومثلنا ويعمل من أجلها فاعتقد أن الحقبة الظلامية لابد أن لها نهاية آتية.
فاطمة المعدول

انتهت الرسالة التى تثير ملحوظة أساسية هى أن كثيرين ممن يجلسون فى موقع مثل موقع فاطمة المعدول لا يشغلون أنفسهم – فى العادة – سوى بالأمور البيروقراطية ولا يهتمون بالقضايا العامة حتى لو كانت فى نطاق صلاحيات ومسئوليات وظائفهم. وبدلاً من السعى إلى التبرير البيروقراطى و"تستيف الأوراق" دخلت فاطمة المعدول إلى صلب "الموضوع" دون لف أو دوران.
وعندما تحدثت فى الموضوع كان حديثها مستقيماً ونزيهاً، حيث اعترفت بأن هناك أزمة، وأن هناك إخفاقاً وهزيمة، وان هذا الاخفاق وتلك الهزيمة ليسا قضاء وقدراً وإن لهما أسباب داخلية وخارجية يتحمل مسئوليتها كثيرون، بدءاً من خفافيش الظلام، وممالاة الدولة لهم فى كثير من الأحيان، وفشل الحكومات المتعاقبة فى تبنى استراتيجية حاسمة وجادة ومتكاملة الأركان ضد دعاة التخلف والظلامية.
وعندما اعترفت بهزيمة تيار الثقافة التنويرية فإنها لم ترفع رايات الاستسلام كما لم تكتف بالبكاء على اللبن المكسوب.
وهذه الملحوظة الأخيرة تعيدنا إلى المربع رقم واحد، فهذا بالضبط هو هدف الحوار مع وزير الثقافة حول هذه القضية. فلم يكن الهدف هو التحامل على الوزير أو تحميله – وحده – مسئولية كل الكوارث الثقافية، أو تسجيل المواقف، أو تكسير المجاديف، وإنما كان الهدف هو دق اجراس التنبيه إلى أن ثقافة التخلف أصبحت هى السائدة فى المجتمع رغم كل المجهودات المبذولة التى لا نقلل شأنها والتى قام بها فاروق حسنى وكتيبة طويلة عريضة من المثقفين المحترمين من أمثال فاطمة المعدول وزملائها وزميلاتها داخل وخارج وزارة الثقافة.
والتنبيه إلى أن تراجع ثقافة التنوير يعنى أن هناك شيئاً غلط، وأنا هذا الغلط ينبغى تداركه وتلافى أسبابه ومحاسبة المسئولين عنه.
ومطالبة كل قوى التنوير والدفاع عن الحق والخير والجمال بإعادة حساباتها وتحالفاتها وبلورة استراتيجيات جديدة قادرة على اقتحام معاقل مؤسسة الخرافة والجهالة والغثاثة دفاعاً عن عقل الأمة ووجدانها ومستقبلها.
ومطالبة الحكومة بتشكيل مجموعة وزارية للثقافة – على غرار المجموعة الاقتصادية – وزيادة ميزانية قصور الثقافة حتى يمكنها الوقوف فى وجه التتار الجدد.
تعالوا نعمل .. ونتكاتف .. بدلاً من التلاسن الذى لا فائدة منه.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!
- الجبهة الديموقراطية.. أمل جديد
- حتى لا تكون حماية المستهلك مجرد شعار
- العِبَارة .. فى العبَّارة!
- انتبهوا أيها السادة: مؤامرة لاغتيال عقل مصر!
- تعارض المصالح .. للمرة الألف
- البيئة .. والسياسة
- نهاية الرئيس العاشر للبنك الدولى
- إلا رغيف العيش
- الدين .. والبورصة
- إنها الفتنة ! بالله عليكم.. لا تقولوا أن الوحدة الوطنية بخير
- صحة المصريين... وروشتة الجبلى (2)
- أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي!
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن!
- أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن
- (صحة المصريين .. وخطة الجبلى (1
- مسلمون بالإكراه
- نوبة دوت كوم
- .. وأخيراً تحدث أحمد عز!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد هجرس - تعليق أخير على الثقافة المحاصرة