أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - السيميائية ....... و ثقافة ( الصك














المزيد.....

السيميائية ....... و ثقافة ( الصك


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 06:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



ثقافة واحدة بقيت تحكمنا لقرون عديدة ، هي ثقافة المحو والسحق والالتذاذ بالقتل باعتباره عرفاً مقدساً له طقوس وعادات مازالت لاصقة فينا مثل أسماءنا وهويتنا وتاريخنا الذي يلاحقنا أينما حللنا أو رحلنا .
ثقافة طالت أقدس الأماكن حرمة لتملئها بركاً من الدماء بأدواة مسمومة استوردناها من أماكن أكثر مدنية لتنعطف بنا وتقوم بسحق الأجساد وقطع الرؤوس لتطوف بها في المدن والأسواق ، وهدم الدور على ساكنيها ليكونوا أعمدة وأسطوانات للدور والقصور والمشاهد التاريخية والحضارية، أو الموت تحت أرجل ندماء الخليفة أسفل فراشه الملوكي في مشاهد دراماتيكية ملئت صفحات الكتب والموسوعات التاريخية .
أن ما يحصل اليوم في العراق من مآسي من قطع الرؤوس وفصلها عن الأجساد ما هي إلا عملية قفز على التاريخ أو أحياء سنّة ( ثقافة ) توارت عن الظهور لعشرات السنين ومورست على أشخاص لهم الاحترام والعمق القداسوي الكبير ذهبوا ضحايا لتلك الثقافات السائدة آنذاك، وهي رسالة واضحة بأن المصدر واحداً والعين واحده وأن تعددت المشارب الكدرة .
أن من يسمع الهتاف الهستيري لأحد الرؤوسا العرب وهو يصرخ بوحشية ( نحن شراّبين الدم )وبجانبه رئيس لدولة عربية أخرى ليعبر بصورة واضحة عن ثقافة الدم وأباحته مهما تكن سعته أو حجمه أو قداسته في درا كولية بوهيمية استشرت في الشعوب فضلاً عن طواغيتها وحكامها أو الخطاب التاريخي المهم لرئيسنا السابق وهو يشير بيديه في حركة مسرحية أمام المجلس الوطني حينما رفض بعضهم عن التطوع في جبهة الحرب : ( من أسمعه يتحدث لأحد أفراد الشعب العراقي ولو همساً أقطعه أربع ـ وصل ـ ) أمام الكاميرا ووسائل الأعلام ، فكيف إذا كان وراءها حتى وصل هذا الخطاب إلى رجال الدين وليس بعيداً عنا ، اللقاء الذي أجرته قناة الجزيرة مع الإسلامي محمد عماره وهو يصرح فيه بضرورة توجه الإرهابيين في كل العالم إلى العراق في قوله : أذبحوا أجزروا في العراق ، فإذا كان خطاب رجال الدين بهذه الشاكلة فكيف برجال السياسة وعامة الشعب .
أن ثقافة الموت التي طوعت اللغة وسايرتها منضوية تحت مفرداتها في انتقائية عجيبة حتى قال قائلهم ( أدفئوا أسراكم ) ما هي إلا إطلاق العنان لتتفشى المفردات السيميائية التي تطل مرة هنا ومرات هناك لتربك وضعاً حرجاً كظاهرة صوتية تعتمد على متحدث ومتلق بينهما أداة نقل رمزية واعية ومعروفة .
أن اللغة السيميائية التي تراكمت وتطورت وتنوعت حتى أصبح لكل عصر ومصر لهجة ورمزاً سريّا أو علنياً أتفق عليه أصحاب الثقافة الواحدة كواجه أبدية تشكلت وترابطت بشكل وثيق لتبدوا دون نهاية .
أن اكتشاف بعض الرموز والدلالات وإطلاقها لم يكن أمرا عبثياً على مدى قرون عديدة ، فظهور أسماء المسميات واختفاءها و كأنها تشكل محوراً يتناغم مع الحدث بصورة تدعوا إلى الانتماء بدون تردد في تعريفاته وأيهاماته ليوفر قناعة قد تبدوا غريبة لأول وهلة ثم يتم الاعتياد عليها تدريجياً في مخاض ترويضي من وراءه أهداف وغايات .
وتحت كل هذا الركام الهائل من الضغط اللغوي إذ ينبجس من تحت أنقاضه مصطلحاً بدأ غريباً ونشازاً على آذننا ثم بتكراره واجتراره حل محل المفهوم القديم ، (ليصبح أسماً على مسمى )في انطباقية ريالزمية تترسخ شيئاً فشيئاً في الأذهان بصورة لاتقبل النقاش والجدل.
أن مصطلح ( الصك ) معروفاً لأهل التجارة والكنيسة واللغة ، فالتجار يشترون به ما يشاءون من مواد وبضائع ، ورجال الكنيسة يعطونه لأهل الخطايا والكبائر ( كصكوك للغفران ) ، فيما ينقب اللغويون الجدد في عمق اللغة الدموي ليستخرجوا عنواناً للتصفية الجسدية لشخص ما في وقت ما لعذر ما ، لتصبح ثقافة يعتاد عليها التجار والصرافين ورجال الكنيسة بعد أن افتقدت كل المصطلحات السابقة اهدافها والتي علاها غبار (الصك ) وثقافته ورماد الأنفجارات ودخانه وزمجرته .
و( الصك ) كما يقول أهل اللغة : صكَّاه : ضربه ضرباً شديداً أو لطمه ، وأصطك القوم بالسيوف : تضاربوا بها ، والصكاك : الشديد الصك ، أو كاتب الصكوك ، والمصكوكات ما ضرب من الدراهم والدنانير ( المنجد / ص430 ) .
وانبعاث الصك في هذه الأيام وكأنها محاولة للتجديد وبعث التراث بكل سلبياته وإيجابياته وهي ثقافة قديمة ورائها أيدي خفية ، أحدى أهدافها التجهيل المفرط للشعوب والأمم بدعوى اتباع السلف والعودة إلى منابع الإسلام الأولى كأنهم يرومون إرجاع عجلة التقدم والحضارة والمدنية إلى الوراء بالقوة والقهر الغلبة حتى لو قتلوا كل الناس بسيارتهم المفخخة ، مع أنهم كان الأولى بهم بدل أن يفخخوا السيارات ( وهي من صنع الدول الكافرة ) أن يلغموا أحدى الدواب كا ( البعران مثلاً ) مجارات للطريقة السلفية ، وليخرج علينا مذيع قناة الجزيرة وهو يهز كتفيه وليقول : وفي سلسلة (البعران ) المفخخة التي تهز بغداد بين حين وأخر ، أنفجر بعيراً مفخخاً محملاً بـ ( شليف )من غاز الكلور في سوق شعبي وسط بغداد مما أدى إلى قتل الكثير من النساء والأطفال والكسبة واختناقهم ، لأنهم كانوا يضعون ( الخيار مع الطماطة ) فوق ( بسطية واحدة ) ، وقد تبنت أكبر الفصائل المجاهدة هذه العملية وسط (هوسات النصر والجهاد على طريق تحرير كل الأراضي الإسلامية من النهر إلى البحر ) .
وفي وقت أن العالم يطلق صواريخه ليغزوا الفضاء ويستكشف الكون ، يطلق أتباع الثقافات الهدامة صواريخهم لقتل الناس في المدارس والشوارع والأسواق العامة ، وكل ذلك باسم الإسلام و دعوى الجهاد وهم من أكثر الناس الذين أضروا بالإسلام وأهل والإسلام عند مختلف الشعوب والأديان وشوهوا صورته الناصعة وأحالوها إلى سوداء قاتمة ، وأصبحت كلمة الإرهاب ملاصقة ورديفة له .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماءنا بالمجان .... ولكن بعضها غير جميل !!
- الشاعر علي قاسم مهدي ....... ودفء الوطن
- لوحات تشكيلية على أبواب المستنصرية
- أنا أقرأ أذن أنا موجود
- مفهوم الإعلام الحديث ... وصناعة الخبر
- أستحضار أبليس وخطوات الشيطان
- العراق بين محطات الأستبداد والمحطات الفضائية
- الرئيس بوش و (الحجّام )
- مخيم البارد ......هل أصبح ساخناً فجأة
- الطائفية ...وتراب الصف
- نصب التحرير ......أول نصب عراقي بأيد عراقية
- البداوة والحضارة والأرهاب عند الوردي
- الطائفية .......وتراب الصف


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يحيى الشيخ زامل - السيميائية ....... و ثقافة ( الصك