أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احسان جواد كاظم - اسماء المحافظات... والشهيد فارس الأعسم














المزيد.....

اسماء المحافظات... والشهيد فارس الأعسم


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 05:32
المحور: المجتمع المدني
    


منذ اليوم الاول لسقوط نظام الدكتاتورية في بغداد, شرعت القوى الدينية اطلاق تسمياتها الخاصة على الشوارع والساحات والمستشفيات...حتى وصل حد تغيير اسماء مدن مليونية بما يحلو لهم, بدون الالتفات الى الرمزية التاريخية لهذه التسميات وموقعها العاطفي لدى ملايين العراقيين, في تقليد ساذج لرأس النظام البائد الذي أطلق اسمه على مستشفيات ومدن واحياء وجوامع... فمدينة الثورة اصبحت مدينة صدام وظهرت صدامية الكرخ وصدامية العامرية وجامع صدام الكبير ومستشفى صدام المركزي... حتى حلبجة اسماها صدامية حلبجة ليكون تدنيسها تاما, وكأنه لم يكفها قتل سكانها الابرياء بسلاحه الكيمياوي.
والآن تجري مناقشات في بعض مجالس المحافظات لأعادة النظر في تسمياتها وبموافقة من مجلس الوزراء بحجة ان النظام السابق هو من اطلق هذه التسميات, بدون النظر الى تطابق هذه التسميات مع تأريخية المكان , الذي اكدته كتابات واخبار الاولين والاخرين. وان من اقترح هذه التسميات كبابل وذي قار وميسان وواسط ودهوك...هم اساتذة وعلماء ومثقفين وليس عفلق او صدام او ناظم كزار.
ان حكومة المالكي لم تحل القضايا المهمة ولكنها تفتح كل يوم ابوابا جديدة عليها , تثير عواصف جدل ومشاكل هي في غنى عنها. فالسماح لمجالس المحافظات تغيير اسماء محافظاتها, لابد وان يكون قد تم بضغط سياسي من قبل قوى التسلط التي تستعجل الحصول على امتيازات, مادية او معنوية, جديدة لاحزابها الطائفية على حساب عموم المواطنين وتؤدي الى تراجع الثقة بحكومته. فلا يمكن ان تخضع تغيير تسميات المحافظات والمدن والشوارع لرغبات فردية لجهات مسيطرة على مجلس هذه المحافظة او تلك بل يجب ان يسن قانون ينظم ذلك, فهي مسألة تخص كل العراقيين. فليس من المعقول تغيير اسم محافظة ما كلما تغير الفائزين في الانتخابات البلدية فيها.
وقد شهدنا قتال ميليشيات شيعية في مدينة الشعلة في بغداد بسبب اختلافهم على تسمية احدى مستشفياتها او فرض ارهابيي القاعدة تسميات كريهة على مدن عراقية مثل قندهار ويثرب. ان غياب القانون وضعف السلطة هو مايشجع هذه القوى على تحدي ارادة العراقيين.
ان مهام بلديات المدن لاتنحصر في شق الطرق ورصفها وتشجيرها وتوصيل خدمات الماء والكهرباء بل ان عليها تخطيطها وتسمية شوارعها فقط وتثبيت لوحات الدلالة لاسماء المدن والشوارع والساحات على الطرق الداخلية والخارجية لتسهيل تنقل المواطنين. وان تهيئة هذه اللوحات وتحديد اماكن وضعها ودفع تكاليفها العالية مهمة مؤسسات الدولة وليست اية جهة اخرى.وقد لايفقه البعض من الداعين لتغيير التسميات, التكاليف الاخرى الغير ظاهرة التي تدفعها اجهزة ودوائر الدولة واصحاب المصالح الخاصة... فان عليها تغيير عناوينها على اعلاناتها وعلى اوراقها الرسمية واختامها...الخ.
ولحسن الحظ ربما, ان النظام البائد منع طبع خرائط للمدن العراقية باعتبارها سر من اسرار الدولة وليس كما هو معمول به في العالم المتحضر, والا لكنا امام معضلة جديدة ؛ اي تسمية نختار لهذا الشارع وتلك الساحة, وهل ينبغي علينا حلها ايضا محاصصة ؟
اتذكر في سبعينيات القرن الماضي, كان صديقي فارس الأعسم يأتي من بغداد الجديدة حيث يسكن لزيارة عمه وجارنا, استاذنا الكبير عبد المنعم الأعسم في مدينة الحرية. وكنا نتحدث عن الاوضاع السياسية وكان كلانا عضوين عاملين في اتحاد الطلبة العام السري. فسرد علي حادثة طريفة له مع اعضاء اتحاد حزب السلطة, اضحكني بها , فقد استدعوه للاستجواب في غرفة الاتحاد الوطني في ثانويته لمعرفة سبب رفضه المستمر للانتماء لاتحادهم... وبعد نقاش طويل سأله احدهم : ماهي برأيك اهم انجازات البعث ؟ وكان يتوقع ان يجيبه, قانون النفط او الحكم الذاتي لكردستان, لكنه اجابه : ان اهم انجازات البعث هي تغيير اسم الالوية الى محافظات في,
تهكم واضح منهم.
بعد سقوط النظام. سمعت بأن فارس الأعسم كان من انشط وأكفأ مهندسي امانة العاصمة. فقد كان في سباق مع الزمن لبناء بغداده الحبيبة, لكن يد الغدر لم تمهله فقد كانت لأحلامه بالمرصاد, فسقط شهيدا.
- انما يملك التراب شهيده. ( الزبيري).



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما آن لهذا الطفل ان يتبسم ؟ ! !
- G-8جهاز الشتازي الالماني القديم وعولميو ال
- سباق السيف والعذل في رومانيا
- بين صأصأة العقارب وفحيح الافاعي
- الابقاء على تسمية الحزب الشيوعي العراقي - موقف صائب
- تمسيد القنفذ
- الحب هو الضحية... الدين هو الجاني
- أنسنة الدين !
- الاول من آيار, ثلج ...خزامى احمر...تضامن
- هل -رهبوت خير من رحموت-؟
- سعادة الطفل العراقي...اولوية !
- اين نحن من مازوشية هؤلاء وسادية اولئك؟!!
- الحجاب يباب
- قانون ديمقراطي للاحزاب لتقويض الطائفية السياسية


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احسان جواد كاظم - اسماء المحافظات... والشهيد فارس الأعسم