أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام














المزيد.....

ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 05:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أجزم واثقاً بأن أكثر الناس سروراً بتلك الضجة التي أثيرت حول هذا الموضوع، هو النظام الحاكم، فالشعب المصري اليوم سأم قصص الفضائح الجنسية، بكل تنوعاتها، لتكرارها، و الأهم لأن هناك ما يشغله، انها لقمة العيش التي عز عليه أن يجدها بكرامة في وطنه، لهذا فإن ضجة كهذه المثارة حول رضاع الكبير، جديدة في نكهتها، فهي ترتدي مسوح الدين، حيث الشعب المصري متدين بطبعه منذ أقدم العصور، و بالتالي فإن وقعها أفضل و ضجتها أعظم، فهي كما إنها تشغل الشعب عن الإنشغال بحاله المزري، فإنها أيضا تزعزع – هكذا يتوهمون – ثقة المواطن البسيط في قيمه و دينه.
لقد جاءت تلك الضجة على الطبطاب، كما نقول في مصر، للنظام المباركي الحاكم.
عن رأيي الشخصي، فإنني أؤمن بأن الله، سبحانه و تعالى، لم يغلق باب، ليفتح بدلاً منه شباك، ليقفز منه الناس، متجاوزين ذلك الباب المغلق، بل البشر، أو بالأحرى بعضهم، هم من يستجيبون لنفوسهم الأمارة بالسوء، فينقبون سياج الفضيلة، فاتحين فيه كوات يقفز من خلالها من تسول له نفسه الأخذ بتلك الحيل، و ما أكثرها، لتنفيذ مآربهم الدنيئة، و هناك ما هو أبشع من رضاع الكبير في فقه الحيل، و في الكثير من هفوات كبار الأئمة و العلماء، لهذا فإن إستفتاء القلب، ضرورة، في مواقف كهذه المواقف، فالإسلام دين الفردية، و كل شخص مسئول عن نفسه، و بالتالي عن خيارته، و كل سيلقى جزاء ما اختار و ما سلك.
ان أكثر ما شد إنتباهي عند مطالعتي لتعليقات القراء، في أكثر من موقع على شبكة الانترنت، هو خجل البعض من القراء المسلمين من هذا الموضوع، و شعورهم بالحرج أمام أهل الأديان الأخرى، حتى ودوا لو كان الموضوع لم يثر من أساسه، أو لفه النسيان سريعاً.
و لهؤلاء القراء الكرام، أقول لهم: لا داعي من الخجل، فالإسلام ليس دين قائم على فتوى، أو حديث واحد، أو رأي إمام أو عالم مهما إشتهر أسمه، و ذاع سيطه، و قدم زمانه.
كما إنها فرصة لنا، كمسلمين غيورين على ديننا، في أن نفتح كافة كتبنا، لكي نمحص أراء من سبقونا من العلماء و الأئمة، و ألا نضفي هالة من قداسة، أو أن نسربل أحد من العلماء أو الأئمة بحصانة. فباب الإجتهاد الذي أغلق في العصور الوسطى، قابل لأن يفتح ثانية، فمثلما أغلقه بشر، يستطيع أن يفتحه بشر، فالإسلام لا يعطي قدسية أو حصانة لأي قرار بشري، لمجرد أنه قديم، أو مر عليه زمن طويل.
الإسلام يحتاج لهزة لتنفض عنه غبار ما علق به طوال تاريخه، و بخاصة في مراحل الركود التي مر بها المسلمين، و لازالوا يعيشون في ظلالها. فلتكن قضية رضاع الكبير، هي تلك الهزة، التي توقظنا من غفوتنا، و تجعلنا أكثر شجاعة في فتح كتبنا لنقرأ ما خفي عنا، و إشعال نور عقولنا لتبحث و تستنتج و تفتي، و إيقاظ قلوبنا لتزن ما أخرجته لنا عقولنا و عقول الأخرين، لأننا لو لم نفعل ذلك، فعلينا أن ننتظر قضية أخرى تنفجر، كما أنفجرت في وجوهنا قضية رضاع الكبير، فنحن أمة أصبحت بحق لا تقرأ حتى كتبها و تراثها، و تضفي حصانة على ما لا يستحق، و تخاف أن تفكر و تزن، و في نفس الوقت تخاف أن يفتح أحد أخر من خارجها تلك الكتب، ليضعها تحت الضوء، فيعيرنا بها، فأنا على ثقة من أن الكثيرين لم يكونوا على علم بمسألة رضاع الكبير قبل تلك الضجة، مثلما لا يعلمون شيئاً عما في فقه الحيل.
على المسلمين اليوم، أن يدركوا بأن الأسلوب القديم، القائم على أضفاء الحصانة على كل رأي قديم، و في ذات الوقت إخفاء تلك الأراء عن عامة المسلمين و غير المسلمين، و تخويف الأخرين من التعرض للإسلام، أصبح لا يجدي، لأن الحواجز انهارت بالإنترنت و الفضائيات، و من قبلهما بمحطات الراديو التي تبث من خارج البلاد، كما أن أسلوب إرهاب الأخرين لإسكاتهم يخالف القانون، بل و يخالف الإسلام ذاته، و يصم الإسلام و المسلمين بتهمة الإرهاب، التي غدت لصيقة بهما، في ظل دعاية مضادة مكثفة، و أخطاء كثيرة يقع فيها بعض المسلمين.
الكثير يعلم ما يحدث منذ سنوات في الجزائر، و بخاصة في منطقة القبائل، من تحول عن الإسلام، و الذي قدره منذ عدة سنوات و تحديداً في 2001، حسن لعريبي، عضو البرلمان الجزائري آنذاك، بست حالات تحول يومية، و الأخبار الحديثة، في عام 2007، تدل على إستفحال تلك الظاهرة لا إنحسارها، بما يدل على أن الأساليب القديمة، من تخويف و إرهاب رسمي، و طمر الرؤوس في الرمال، مع إمتناع عن التجديد، بإضفاء حصانة على الكثير من الإجتهادات البشرية القديمة، مع قمع عروبي بإسم العروبة و الإسلام للأقليات المسلمة غير المتحدثة بالعربية، أي مزج الإسلام بالسياسة و العروبة، كلها تؤدي لأوخم العواقب، فالقضية اليوم أصبحت لا تتعلق ببلاد تقع في أطراف العالم الإسلامي، كما في أفريقيا جنوب الصحراء، أو في أندونيسيا، بل في مناطق في قلب العالم الإسلامي، مناطق كثيراً ما كانت قلاع للزود عن الإسلام فكريا و مادياً.
أن هذا الجيل، من المسلمين، علماء و غير علماء - فقد وضع الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري، رضي الله عنه، مهمة الإجتهاد على عاتق كل مسلم و مسلمة - يتحملون مهمة إحياء الإسلام، و إخراجه من قوالبه الصماء، التي وضعها فيه الأقدمون، أي عليهم المبادرة بإسترداد الإسلام من أصحاب الأفكار المنغلقة، التي تقدس القديم فقط لقدمه، و إن تعارض مع جوهر ما ينادي به الإسلام، من قيم الفضيلة، و البساطة، و العدالة، و المسئولية الفردية، و الإنفتاح على العلم و العالم.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنون لا غزاة
- معالم النهاية تتضح
- الإنتظار لن يأتي بخير
- للأجنة الحق في أن تحيا أيضاً
- إتحاد المتوسط، حلم يكمن أن نبدأ فيه
- مؤتمر شرم شيخ المنصر، و الضحك على الذقون
- العدالة ليست فقط للأكثر عدداً أو الأعز نفراً
- عودة الوعي الباكستاني، هل بداية لإنحسار الوهابية؟
- الخلافة السعودية
- حتى لا يكون هناك زيورخ 2007، إنسوا إنكم أقليات
- شم النسيم و عيد المائدة، من وجهة نظر إسلامية
- مع حماية الملكية الخاصة بشرط
- مفهوم الإستقلال بين الماضي و الحاضر
- وداعاً سيادة المستشار المحافظ
- الإقطاعيون الجدد
- إنه إسفين بين الشعب و جيشه
- العنصرية الخليجية الإعلامية ضد المصريين
- عدالة طالبان المبصرة
- دعوا الجيش في ثكناته، و اخرجوا الشعب من لامبالاته
- مزيد من الجبروت يا آل مبارك


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - ضجة رضاع الكبير فرصة لإحياء الإسلام