أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي















المزيد.....

حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 11:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا تمر ساعة أو يوم إلا وتمتد أيدي الابادة الإرهابية وفرق الموت والمليشيات الطائفية لتحصد المزيد من أرواح العراقيين بدون أية مساءلة لضمير أو وجدان وليس لها ارتباط بأي دين من الأديان ولا أية أيديولوجية سوى الأيديولوجية العنصرية الفاشية وأيديولوجية الظلام المتخلف المبنية على الجريمة والقتل ، أيديولوجية التطرف المعادي لأبسط حقوق الإنسان وضد تطلعات المجتمع الحضارية وتتنوع أيدي الإرهاب في شكل الجرائم المنظمة والمنفلتة وتُستغل أية فرصة سانحة لتحصد المزيد والمزيد من أرواح الناس ولا تفرق بين رجل وامرأة وطفل وشيخ ولم تسلم حتى الحيوانات من شرورها وبدون حدود وبجشع سادي وكأنه وجد فقط للقتل والتدمير وتختار الأساليب والطرق لا بل تبدع في تفننها باعتبار ما تقوم به حسبما تعلنه للرأي العام بأنه ضد جيوش الاحتلال بينما في الواقع انه عبارة عن حرب لإبادة الشعب العراقي الذي بقى يدفع فدية من دمائه تخلصه من الإرث القديم، الإرث الإرهابي البعثصدامي الذي بقى يطمح في ابادة الشعب بأشكال مختلفة من اجل استعباده أو اخاضعه ومراقبة تحركاته وتحديد مفاهيمه وتشويه وعيه بحيث يبقى بعيداً عن تجاه التخلص من الدكتاتورية حينها، وكان مشروع الابادة على الرغم من تسلسله الزمني بدأَ من تحجيم القوى السياسية العلمانية ومحاربتها بكل الوسائل إلى الاتفاقية مع الشاه للتخلص من الحركة الكردية ثم الانتقال إلى التفرد الكامل بالسلطتين الدولة والحزب من قبل صدام حسين وما تلا من حروب داخلية وخارجية هذا المشروع الذي بقى قائما حتى بعد إسقاط النظام واحتلال العراق الذي ظهر من الابادات الجماعية أثناء الحروب أو الأنفال والقبور الجماعية وغيرها.
منذ سقوط النظام واحتلال العراق بدأ العمل في إحياء المشروع وجعله هدفاً من أهداف القوى التي تريد استمرار الاضطرابات الأمنية وانفلات الوضع وعدم تطبيق القانون هذه القوى التي تتكون من
أولا : فلول النظام البعثصدامي من حزبيين ومخابرات وامن وبعض الضباط الذين كانوا مستفيدين منه.
ثانياً: من الإرهابيين التكفيريين والمليشيات المسلحة الطائفية وفرق الموت التي تدعمها إيران
ثالثاً: اختراق الشرطة و المؤسسات الأمنية بغرض التمويه لتنفيذ المهمات المعادية للاستقرار ومعاقبة الجماهير وتنفيذ عمليات الخطف الفردي والجماعي.
رابعاً: من العصابات المنظمة التي ترفع يافطات إسلامية طائفية ووطنية مزيفة .
الابادة البشرية بمفهومها الإنساني تعني الفكرة العنصرية التي تقوم على الكراهية لقومية أو عرق أو دين أو المخالفين للرأي الآخر وهي تقوم على التصفيات الجسدية والاغتيالات والتفجيرات والمفخخات في الأحياء السكنية والأسواق والمحلات الشعبية والمرافق الحيوية الصناعية والخدمية والكهرباء والماء والنفط، ويخصص القتل المنظم والعشوائي بالدرجة الأولى للمواطنين الأبرياء المسالمين لخلق حالة من الرعب والخوف لكي يتسنى إحكام السيطرة على المناطق والأحياء التي يركزون نشاطهم فيها ونجد ذلك في مدينة الثورة والعامرية والفضل وحي العامل والدورة وبعض أحياء بغداد الأخرى إضافة إلى المدن والقصبات في بعض المحافظات مثل الموصل والبصرة والانبار وديالى وكركوك، وتساهم في عملية الابادة هذه بعض القوى التي اخترقت المؤسسات الأمنية مثل الشرطة والجيش بتقديم التغطية والمساعدة الميدانية والإخبارية وفي بعض الحالات المشاركة الفعلية في عمليات الخطف والاعتقال الجماعي التي نفذتها وهي مرتدية ملابس الشرطة ووزارة الداخلية وبواسطة الآليات والسيارات التي تستخدم لهذه الأغراض وقد ثبت بالملموس بان هذه الاختراقات هي من قبل ما يسمى بجيش المهدي أو ممن يختفون تحت هذا الاسم وقد حدثت العديد من الحالات بدون إجراء تحقيقات رسمية محايدة لمعرفة قادة هذه التنظيمات الفعلية والعمل على تطبيق القانون ومعاقبة المشتركين في هذه الجرائم مما شجع على استمرارها على الرغم من الاحتجاجات والادانات الشعبية الواسعة لها.
إن عمليات الابادة المنظمة والمنفلتة التي أدت إلى هجرة ما يقارب أربعة ملايين عراقي من مناطقهم إلى خارج العراق وكذلك هجرة الآلاف منهم إلى محفظات أخرى دليل على مدى الاستهتار بحق المواطنين والعداء ضدهم بدون استثناء إن كانوا عرب أو كرد وتركمان وكلدو آشوريين أو مسلمين أو مسيحيين و صابئة وأزيديين وغيرهم واستغلال الدين والطائفية البغيضة ومحاربة جيوش الاحتلال للغرض أعلاه، ونجد أن الذين يرتكبون هذه الجرائم لا يحفلون لا بالقومية ولا الوطنية ولا بالدين الإسلامي بقدر تأجيج الطائفية والعداء للعنصر البشري للوصول إلى حرب أهلية لكي يسقط المزيد من الضحايا وبالتالي إنجاح مشروع الابادة الجماعية المخطط له سلفاً، ومجرد الرجوع إلى الأرقام التي نشرت حول عدد الضحايا من العراقيين، ضحايا الحروب السابقة والأنفال والسجون والمعتقلات والحرب الأخيرة والاحتلال منذ بدايته وحتى الساعة الراهنة وضحايا التفجيرات والاغتيالات والخطف والتصفيات الجسدية يصاب المرء بصدمة تفقده عقله للكم الهائل البشري الهائل الذي فقده العراق والذي يعتبر خسارة لا يمكن تعويضها كما هو الحال في المرافق الأخرى الصناعية والاقتصادية والخدمية.. الخ.
متى تنتهي هذه الحالة المأساوية وكيف يمكن معالجتها وكيف يفسر وجود مناطق سكنية في بغداد يسيطر عليها الارهابين من القاعدة وغيرهم أو فرق الموت بوجود الشرطة والجيش وقوات متعددة الجنسيات، هل يلتف المخلصون الذين تعز عليهم استمرار هذه الابادة البشرية والنزيف المستمر لها ويعلنون العصيان بشكل علني بالضد منها وبالضد من الساكتين عنها؟ هذه الجريمة التي تصور وكأنها مقاومة المحتلين بينما الكثير منها موجه للمواطنين الأبرياء، ألا يكفي ما قدم من دلائل مادية على مدى استهتار البعض ممن يشاركون بالعملية السياسية بالقوانين وذر الرماد في العيون لمواجهتهم بالقوانين التي تمنع الجريمة مهما كانت الأهداف المعلنة لارتكابها، ألا يكفي ما نشر وثبت بالدليل القاطع أن البعض منهم يضع قدماً في العملية السياسية والأخرى في موقع الابادة المنظمة.. لماذا لا تتحرك الحكومة وتستعمل حقها في الدفاع عن الأبرياء الذين يسقطون ضحايا العنف البربري بالمئات في كل يوم؟
قلق مشروع ومطالبة حقوقية تدعونا المطالبة بأن تتخذ الحكومة كافة التدابير من أجل خلاص الشعب واستتباب الأمن وحل المليشيات المسلحة وقطع الطريق أمام الاباداة الجماعية ومعالجة قضية المصالحة الوطنية بشكل جذري وصحيح والتخلص من المحاصصة الطائفية لأنها تهدد ليس مصير الحكومة فحسب بل مصير العراق الموحد.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية ما بين المماطلة والحلول التوفيقة والحل الع ...
- إحدى وثلاثون عاماً في بغداد والرهان الخاسرما بين الجديد والق ...
- بعض الملابسات حول إنعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للث ...
- قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان
- فاز نيكولا ساركوزي اليميني وماذا بعد؟
- ماذا في مقال نسرين عز الدين في ايلاف عن نهاية الصراع الطبقي ...
- أول أيار رمزاً وطنياً وأممياً للتضامن ضد الاستغلال وعدوانية ...
- قرار وزارة الداخلية المجحف يعد تجاوزاً على حقوق المرأة العرا ...
- الجريمة ضد العمال الأزيدين جريمة أخرى ضد الطبقة العاملة العر ...
- لينين
- الخطة الأمنية وتأمين الطرق الخارجية لحماية أرواح المواطنين
- متى يدرك أهل العراق من كل الطوائف حجم الجريمة؟
- علماء دين سعوديين!! يحرضون على قتل العراقيين
- إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية
- الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب
- هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين ...
- هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
- اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
- حدود التصريحات والتغيير الوزاري الذي طال أمده
- التميز حتى في قوانين التقاعد بالنسبة للعمال والكادحين العراق ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي