أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاطمة الغالية الركيبي - البوليساريو تهرب باحتفالاتها بعيدا عن مخيمات تندوف














المزيد.....

البوليساريو تهرب باحتفالاتها بعيدا عن مخيمات تندوف


فاطمة الغالية الركيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 06:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تعمدت جبهة البوليساريو أن تغير هذه المرة مكان احتفالها بذكرى التأسيس الرابعة والثلاثون، فلم تذهب إلى تيفاريتي حيث خلدت الذكرى الواحدة والثلاثون لتأسيس جمهوريتها الوهمية، ولم تذهب إلى تندوف حيث مخيمات الصحراويين التي يفترض أن فيها الصحراويون المساندون لها، أو من تسميهم بالشعب الصحراوي. بل اختارت منطقة مينجك، لنفس السبب الذي اختارت لأجله منطقة تيفاريتي، وهو أن تكون بعيدة ما أمكن عن سكان المخيمات الذين تسري في أوساطهم موجة عارمة من اليأس والقنوط نتيجة الظروف المأساوية المحيطة بهم منذ عقود، وبعيدة عن الانتفاضات المتجددة التي تقمعها البوليساريو حتى لا تكبر وتتسرب إلى الخارج وتقوض الصورة التي رسمتها، علما أنه لم يعد بمستطاعها أن ترسم تلك الصورة غير الواقعية في قلب المخيمات بعد اليوم، نظرا للمتغيرات الاجتماعية والإنسانية القائمة هناك، لذلك فهي تبتعد ما أمكن عن مستنقعها الذي صنعته بفعل استغلالها لقضيتهم الإنسانية لمصالحها الخاصة كلما حلت مناسبة سياسية لتوظيفها في الخارج.

لكن هناك أكثر من رسم مضاد تماما لرسومات البوليساريو الفاشلة، وأحد هذه الرسومات وقعته زوجة محمد عبد العزيز زعيم الجبهة ورئيس الدولة الوهمية، يكشف أسباب هروب الجبهة باحتفالاتها من "عقر الدار" التي توجب الأعراف أن يكون أهلها أحق بالاحتفال، ودارهم أولى كذلك. لقد رسمت خديجة حمدي، وهي بالمناسبة جزائرية الأصل، في تصريح لصحيفة إسبانية صورة المخيمات الراهنة بهذه العبارات: "إن الشباب في مخيمات تندوف ليست لديهم نفس أهداف آبائهم ولا نفس انشغالاتهم" وأن هذا الشباب " بدأ يضيق ذرعا بالحياة في المخيمات... التي تنقصها عدة أشياء". ( ليفانتي عدد ثامن يناير 2007
)www.corcas.com انظر أيضا موقع الكوركاس
ومن المعقول جدا أن تهرب الجبهة وحفنة قيادييها وأعوانها بعيدا عن مثل هذا الشباب الذي لا يشاطرها الموقف والممارسة والأهداف، بل يهددها بالتشظي والتلاشي ومواجهة صورتها الحقيقية في المرآة أمام العالم، بأنها أضحت معزولة ميدانيا عن محيطها المباشر. وكانت إشارات التشظي هذه قوية جدا، وأعلنت عن نفسها على مشارف الاحتفالات التي كانت ستنطلق بداية العام الجاري، حيث عمت المخيمات الأربع مظاهرات واحتجاجات عارمة نهاية العام 2006 على الأوضاع القائمة، وتزامن ذلك مع فيضانات كبيرة اجتاحت المخيمات وزادت معاناة الصحراويين اشتدادا، وكانت نقمة السكان كبيرة على الفئة التي زجت بهم في وضع هش غير إنساني، يسترزق منه البعض من خلال المساعدات الإنسانية التي تمول احتفالات ما يسمى بالتأسيس والاستعراضات العسكرية ودعوات الوفود على حساب اقتطاع النفقات الموجهة إليهم. وقد تعرضت تلك الانتفاضات للإخماد بواسطة الآلة القمعية للبوليساريو، لكن الثورة لم تخمد، واليأس تزايد وأصبح يهدد وجود الجبهة نفسها

لكن البوليساريو تتخفى وراء الاحتفالات وذكريات البدايات التي إن كان لها من مسوغ في ذلك التاريخ البعيد، فإنه تراجع مع مرور الوقت محاولة أن تشحذ الهمم المحبطة وتوحد الصفوف، أية صفوف وأين؟ صفوف تقصي السكان، اللهم حفنة الأتباع والعسكر، وفي مناطق غير مأهولة تدعي أنها " أراضي محررة"، لتواري فضائحها الإنسانية في المخيمات، وتحاول إقناع العالم بأن لها وجودا ترابيا فعليا، فهل تقنعه بوجود غير واقعي؟؟؟ سواء في تندوف التي توجد في الأراضي الجزائرية، أو في تيفاريتي ومنجك، وهما لا بأراضي محررة ولا هم يحزنون، بل هما جزءان من المنطقة العازلة منزوعة السلاح، تابعة للتراب المغربي، تخضع للمراقبة الأممية من قبل بعثة المينورسو الأممية، تطبيقا لاتفاق الهدنة الموقع بين الطرفين في سنة 1991

إن السؤال الجوهري الذي يطارد البوليساريو وسيظل يقض مضجع قيادييها هو أين هي المخيمات من احتفالات التأسيس في المرحلة الراهنة؟

لقد قامت البوليساريو باقتياد الصحراويين إلى تندوف باستخدام التحايل والكذب، وكان ذلك عقب استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية في 1975، حيث استدعت جزءا من السكان لحضور تجمع في كلتة زمور، وحين حضروا، غيرت مكان التجمع، وطالبتهم بالانتقال إلى مكان آخر ببئر لحلو، وهي تجرهم رويدا رويدا نحو المخيمات التي كانت قد أعدتها بمساعدة الجزائر. ولما وصلوا إلى بئر لحلو، نادوا عليهم بالالتحاق بتدوف، وهناك " وقعت الفأس في الرأس" كما نقول، ووقع في الفخ الآلاف الذين لم تكن لهم نية التخلي عن وطنهم والاستقرار في مخيمات على الأراضي الجزائرية.
وعقدا وراء عقد، كان الرافضون للوضع الذي أقحموا فيه، أو تبين لهم خطأه يتزايد عددهم، ومحاولات الفرار من الاحتجاز تتناسل، وقبضة البوليساريو والمخابرات ت تشتد، حنى إن الجزائر عمدت في العام الماضي إلى الإشراف العسكري والمخابراتي المباشر على أحد المخيمات الذي يحمل اسم الداخلة، نسبة إلى مدينة الداخلة في الصحراء الغربية.
وقد رأى مراقبون في هذا الموقف إشارة إلى فقدان الثقة التي كانت تضعها السلطات الجزائرية في ميليشيات البوليساريو، في ارتباط أيضا مع مختلف أنواع التهريب التي يتعاطى لها الانفصاليون، بما في ذلك تحويل المساعدات الدولية والمتاجرة في السلاح والبشر.

ولهذه الأسباب ستظل المخيمات مقصاة من كل شيء، من الحياة الكريمة، ومن المشاركة في صنع مصيرها، وأمام سكانها خياران فقط، أن يتتبعوا التطورات الإيجابية الراهنة التي لم تعد في صالح الجبهة والجزائر، والتي تبشرهم بالفرج في ظل وطنهم الأم في المغرب، أو أن يواصلوا محاولاتهم الالتحاق بالوطن فرارا ما استطاعوا إلى الفرار سبيلا.




#فاطمة_الغالية_الركيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب التأويلات حول قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية
- صراع النوايا في نزاع الصحراء الغربية
- المبادرة المغربية بشأن التفاوض لتخويل الصحراء حكما ذاتيا
- البوليساريو والديمقراطية في الصحراء الغربية...فاقد الشيء لا ...
- جزائريون ضد الموقف الجزائري في الصحراء الغربية
- الحل المغربي لنزاع الصحراء في مجلس الأمن
- ادعاءات واهية لعرقلة مشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاطمة الغالية الركيبي - البوليساريو تهرب باحتفالاتها بعيدا عن مخيمات تندوف