أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر أبو رصاع - المادية التاريخية : رابع عشر : النمط الإقطاعي














المزيد.....

المادية التاريخية : رابع عشر : النمط الإقطاعي


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 11:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رابع عشر : النمط الإقطاعي

(The Feudal mode)

: ملحوظة
لقراءة الحلقات الكاملة للماديتين

http://www.mi3raj.net/vb/showthread.php?t=95&page=1
أو
http://www.rezgar.com/m.asp?i=479


تعرضت الإمبراطورية الرومانية لهجوم بربري وحشي ، كان من الطبيعي أن تنجح القبائل البربرية القادمة من الشمال والتي احاطت بالإمبراطورية المتهالكة في القضاء على النمط الانتاجي الذي رسا في روما ، فقد استنفذ النمط العبودي غايته وصلت تناقضاته الداخلية كما بينا إلى مداها الأقصى.

كان أهم تطور أحدثه البرابرة يكمن في أسلوب الانتاج نفسه ، فقد طور المحراث ليشق الأرض بدلاً من الأساليب السابقة في زراعة الحبوب ، هذا التطور أدى لنمو مطرد في الغلة الزراعية .
بالهيمنة البربرية ظهرت المملكة ، وبدأ شارلمان غزواته التوسعية لتزويد جيوشه بالمؤن ، وبتأثر المناطق بالغزو المتكرر من الفايكنغز والنورمنديين ، ظهرت الحصون والقلاع الملحلية للدفاع عن الأرض ، إنها الخميرة الأولى لظهور الإقطاع المنفصل عن الملك وإيذان بالتحلل التام لنظام الرق.
لم يكن لدى ورثة شارلمان مناص إذن من قبول الوضع الجديد والتعامل معه ، لقد صار لزاماً على الملك أن يعترف بالسلطات المحلية في المناطق مقابل النصرة والسلاح ، إنه التحول المثير للإهتمام فالمناطق لم تعد تابعة مباشرة لسلطات الملك ولم تعد بعد فكرة حق الملك الإلهي كافية للحؤول دون الملكية الفردية لعنصر الانتاج الأساسي ألا وهو الأرض ، لقد أصبحت ملكية الأرض عنصر الانتاج الزراعي الرئيس ممكن لطبقة متنامية القوة من المالكين يحكمون اشبه دويلات صغيرة تتبع للملك رمزياً، فالعلاقة بين المركز الملكي للدولة وبين المقاطعات لم تعد كما كانت بل أصبحت أشبه بعلاقة فدرالية تقوم على مصالح عضوية بين الملك من ناحية والإقطاعيين من الأخرى ليشكلوا معاً الدولة وقوتها.
بالتدريج طبعاً بدأت قوة الإقطاع تتنامى على حساب الدولة المركزية التي تمثل جزء منها .
جاء هذا نتيجة جدلية ، فقد حال الإقطاعيون بين الملك والوصول إلى فائض العملية الانتاجية الذي لم يعد إليه من سبيل إلا عبر الأرستقراطية الإقطاعية التي صارت شريكا في السلطة نفسها مع الوقت.

إذن نشأ المجتمع الإقطاعي على نوع من الإلتزام العسكري آخذاً شكلاً هرمياً ، بحيث مثلت الأرستقراطية الناشئة فيه دور حلقة الوصل بين الملكية في قمة الهرم والفلاحين الأقنان في قاعه لضمان علاقة الاستغلال التي تميز التقسيم الطبقي للمجتمع بعد اختلاف تركيبه.
كان الفلاحين الأقنان يقومون بالعمل ، وكان عملاً بدون أجر مدفوع مع ذلك لم يكن الفلاحين مملوكون للوردات الأرستقراطيين ، انما يعملون في أرض اللورد لأيام معينة لقاء المسكن والمأكل.

تمكن اللوردات بواسطة سلطتهم الشرعية المشتقة من الملكية من المزاوجة بين حيازة فائض الانتاج من ناحية وبين حيازة القوة المسلحة من ناحية ثانية فمن يملك يحكم ، تلك القاعدة التي تفهمها الطبقات المستغلة جيداً.

لذا فقد أصبحت الإقطاعية ذاتها دولة داخل الدولة يتحكم فيها اللوردات بكل اشكال السلطة ويتكفلون بإقامة وضمان تنفيذ العدالة.

تميز الإقطاع على سكونه كنظام مغلق وصعب الإختراق بقدرته على مضاعفة الانتاج الزراعي عبر استصلاح الأرض فقد تحولت المناطق غير المزروعة بالكامل إلى مناطق زراعية مستصلحة ومأهولة في أوربا ، واستعمرت أوربا الشرقية بانتشار النموذج الإقطاعي فيها.

أخذ الصراع الطبقي بين الفلاح واللورد شكلاً واضحاً ، الإقطاعي يحاول تخفيض منزلة الفلاح واستغلاله لدرجة الوصول به إلى العبودية ، والفلاح كان يحاول زيادة حصته للوصول للحد الأدنى لأجره المعقول.

تحت الإقطاع بدأ يظهر تكثيف لرأس المال المنتج ، على شكل تطوير لتقنيات الزراعة ، فظهرت الطواحين الهواء والماء ، لقد طور النمط الإقطاعي الانتاج كماً ونوعاً ، واستطاع أن يبتلع تناقضه بالمزيد من التوسع للاقطاعيات في المناطق المستصلحة من ناحية وفي شرق أوربا من ناحية أخرى حتى هيمن تماماً واستقر في كامل أوربا.

إلا أن النمط الإقطاعي هو الآخر شأنه في ذلك شأن النمط العبودي استوفى شكله واتساعه الأقصى وصار عاجزاً بحكم تركيب أسلوب الانتاج عن زيادة الإنتاجية ، لم يعد لدى اللورد من بديل من أجل زيادة الإنتاج والحصول على فوائض أكبر إلا الإستيلاء على المزيد من الأرض وهذا يتطلب الدخول في الحروب البينية بين اللوردات من أجل المزيد من الأرض ولكنه في نفس الوقت يهدر القوة الآدمية التي تمثل الفلاح الزارع لهذه الأرض ويؤثر سلباً على انتاجية الهكتار من الأرض الزراعية .
هذا الضغط والطحن المتبادل انتج بدوره مجتمع جديد بعيد عن حلقة الصراع الإقطاعي في المدائن الجديدة وهو ما سنعرض له في الحلقة القادمة.


- يتبع -



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادية التاريخية : ثالث عشر :النط الإقطاعي
- مقاربة جديدة لاشكالية التعليم
- المثقف موقف وليس عارض ازياء
- المادية التاريخية : ثاني عشر : النمط العبودي : العبودية والد ...
- طاعون العرب : العرب هم ملوك الأمية في العالم
- حادي عشر : نمط الانتاج الاسيوي
- عاشراً: المادية التاريخية : المشاعة البدائية
- تاسعا : المادية التاريخية :مفهوم التشكيلة الاجتماعية الاقتصا ...
- ثامناً: المادية التاريخية : مقدمة
- سابعا: قانون المادية الجدلية الثالث : نفي النفي
- سادساً: قوانين المادية الجدلية...(2)التراكمات الكمية تؤدي إل ...
- قوانين الجدل المادي .....(1)قانون وحدة وصراع الضداد (5)
- المدخل إلى المادية الجدلية والتاريخية (4) تعريف المادية الجد ...
- المدخل إلى المادية الجدلية والمادية التاريخية (3) لمحة عن تا ...
- المدخل إلى المادية الجدلية والتاريخية (2) جوهر المسألة الفلس ...
- المدخل إلى الفلسفة المادية بشقيها الجدلية والتاريخية (1) مقد ...
- نحن نعلق الجرس: من لبنان إلى العراق تفكيك الوطن
- المقاومة و مبادئ حقوق الانسان
- هل الجماعات بريئة من دمائنا؟
- بيان إهدار دم والرد عليه


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر أبو رصاع - المادية التاريخية : رابع عشر : النمط الإقطاعي