أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجبير - مابين الإنسحاب واللا إنسحاب















المزيد.....

مابين الإنسحاب واللا إنسحاب


أحمد الجبير

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 04:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لابد للأمريكان من رؤيه واضحه لمعالم الطريق في العراق، ولابد لعقلاء السياسه من الجزم بالشيء. فحين يقرر الديموقراطيون قطع سبيل إستمرار قواتهم في العراق، "وهي رغبة أغلبية الشعب الأمريكي اليوم"، كان عليهم التشبث بهذا الهدف، "والذي به تم حصولهم على أغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي، وبه يطمحون للحصول على أغلبية مجلس الشيوخ أيضاً". فما الذي حصل فجأه وغُيًر هذا التوجه؟،فهل هناك من مستجدات في الأمر، مما يدعوا الديموقراطيون للموافقه لما يطلبه الرئيس؟ وهل أن مانشرته وسائل الإعلام عن البيت الأبيض والتخويف بمعلومات عن القاعده في العراق وعن دورها القادم في هذا البلد كان كافيا لأن يستسلم المعارضون لإستمرار بقاء القوات الأمريكيه في العراق؟ أم إن هناك في النفق ضوءاً آخر أضاءته الأداره الأمريكيه لمعارضيها للحصول على موافقتها؟
الجميع يعلم أن المعلومات التي تقدمها الإداره الأمريكيه ليس بالضروره أن يقتنع بها الطرف الآخر. وهذه الظاهره ليست بالجديده، إذ أن المعلومات التي قدمتها الإداره الأمريكيه كأسباب تدعو لغزو العراق، كانت كلها غير معتمده على حقائق تدعوا الى إتخاذ قرار "الحرب والسلم"، والذي عَرًضَ البلد لمخاطر أمنيه خطيره. ناهيك عن الكلفه الماديه "والتي أرقامها تصل الى المليارات"، وتعريض سمعة السياسه الخارجيه لبلد عملاق كأمريكا لعلامات إستفهام من حيث المصداقيه.
فلو إعتمدنا هذه المعلومات ووضعناها موضع القبول، فهل هذه المعلومات وحدها كافيه لإستمرار بقاء القوات الأمريكيه في العراق وإستمرار إحتلال البلد، "وإستمرار عناء شعبه على كل الجبهات"، إضافه الى تحمل إمريكا كل هذه الخسائر البشريه والماديه الكبيره؟ أم إن هناك ماتخفيه الإداره الأمريكيه خوفاً على سرية معلومات أهدافها غير المعلنه والمرغوب تطبيقها في العراق؟ وهل هناك تصًورات يمكن تلمسها لتوضيح مابين القرارين"الإنسحاب واللا إنسحاب". نعم، ويمكننا قراءة الآتي:
أولاً: حين غزت القوات الأمريكيه العراق صًرح وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفليد بأن أمريكا ستجعل من العراق"كوريا جنوبيه ثانيه"، وستزرع الديمقراطيه الأمريكيه لتكون نواة لجميع بلدان المنطقه كما هي الديقراطيه الآن في كوريا الجنوبيه، وستكون القوات الأمريكيه حاميه لهكذا نظام "سياسي وإقتصادي". وحين عمًت الفوضى والدمار وفقدان الأمن والأمان في ذلك البلد ضاعت هذه الأفكار وأخفتى الرجل القوي الذي كان يبشر بها"رامسفيلد". ولكنها عادت اليوم ليطلقها البيت الأبيض من جديد ويبشر ببقاء القوات الأمريكيه الى أجل غير مسمى، على أمل أن تجعل الولايات المتحده الأمريكيه من العراق صوره مطابقه لكوريا الجنوبيه. فهل هذه دعوه جديده لبقاء القوات المحتله الى ما لانهايه في العراق؟. ومن هي الجهه التي يمكنها أن تقرر سحب هذ القوات؟ هل هي:
المعارضه الأمريكيه"الديموقراطيون"؟
الشعب الأمريكي؟
أم الضغط الدولي؟
نعتقد أن أيً من هذه الجهات قادر على إضطرار الإداره الأمريكيه لسحب قواتها"وفق شروط" إذا إستُخدم بشكل ضاغط وبإستمراريه. ولكن ضغط الميدان سيجبرهم للخروج من البلد كما هي الحاله في فيتنام. وسيكون لهم درس جديد وبنفس القساوه السابقه، وهذا ماتخافه أمريكا اليوم وتعمل من أجل تفاديه بكل الوسائل الممكنه.
ثانياً: إن الخسائر الميدانيه، والإعلام الذي كشف جانباً من الإنتقادات الحاده لسياسة الرئيس بوش من قبل وجوه بارزه في الحياة السياسيه والإجتماعيه الأمريكيه، والمعارضه الديموقراطيه في البرلمان، والشارع الأمريكي الداعي لخروج القوات الأمريكيه، كلها عوامل ضغط لسحب القوات الأمريكيه من العراق.
إلا أن الأسباب الحقيقيه(الإستراتيجيه)، كالتغيير في منطقة الشرق الأوسط، والبناء الأمبراطوري الذي تطمح اليه الأداره الأمريكيه، والعوامل الإقتصاديه(النفط)، يضاف لها عوامل الوضع الدولي والمنطقه"الشرق الأوسط"، كلها أسباب حاسمه للوجود المستمر ليس في العراق فقط، وإنما في المنطقه كلها.
ثالثاً: لعبة التوازنات والتوازنات المضاده خلقت وتخلق إرباكات على السياسات الموضوعه سلفاً، لأسباب عديده منها، بروز عوامل لم تكن في الحسبان، فحين غزت القوات الأجنبيه بقيادة الولايات المتحده الأمريكيه أراضي العراق ، لم يخامرالأمريكان الشك في أنهم حققوا إنتصاراً سهلاً وسينفذون كل ما خططوا له، دون إدراك من أنهم حفروا ليجدوا أنفسهم موحلين بفيتنام جديده، وبمواجهة أشد أعدائهم "من القاعده والأصوليين وكل الحاقدين على السياسات الأمريكيه في الساحه العربيه، ناهيك عن العراقيين الذين يحاربونهم قصد تحرير البلد من إحتلالهم".
رابعاً: يصف"كيسنجر" وزير الخارجيه الأمريكيه السابق قرار الإداره الأمريكيه بالإنسحاب من العراق، بالحالة التي كانت عليها الأداره السابقه"إدارة الرئيس السابق نيكسون" زمن الحرب الفيتناميه حين فكَرًت بالأنسحاب" إذ كانت الإداره السابقه تناقش موضوع الأنسحاب من الجوانب التاليه:
هل هو إنسحاب من أجل تسليم فيتنام الى الشيوعيين؟ أم انه إنسحاب من أجل أن يجعل الفيتناميون أحراراً؟. فإذا كانت الإداره الأمريكيه السابقه تفكر بالإنسحاب من فيتنام لجعل الفيتناميون أحراراً، فبأعتقادي أن الإداره الحاليه لاتفكر مطلقاً بنفس الأسلوب، إذ أن آخر ماتفكر فيه هو تحرير العراقيون!. إذ أن ماتوحي به الإداره الأمريكيه اليوم عكس ماتصًوره الجميع من أنها تنوى الإنسحاب من البلد قريباً.
خامساً: حالة عدم الأنسحاب مردها عوامل داخليه منها:
* الإعتقاد بالسيطره النسبيه على الأمن، بسبب تزايد أعداد القوات الأمريكيه في المناطق الساخنه.
* التمسك المستمر لأطراف حكوميه محسوبه على الأمريكان بعدم الإنسحاب.
* إقرار جهات "ذات ميول كسب مادي وعلى حساب الوطن والمواطنين"، بالموافقه على قوانين إقتسام الثروه والمشاركه السياسيه. وهي قوانين بتدبير أمريكي لإغراء أكبر قدر ممكن من معارضين السلطه الحاليه للموافقه على مايطمح به الأمريكان وللأنظواء تحت مظلتهم.
* تراجع الديموقراطيون عن المطالبه بجدولة الإنسحاب من العراق على الأقل في الوقت الحاضر.
أما العوامل الخارجيه فتتعلق بعاملين هما:
* الإيحاءات الأيرانيه بالمساعده على التهدئه مقابل التهدئه المقابله وحلحلة الوضع المعادي لأيران.
* الحشود العسكريه التركيه ومايترتب عليها من وجوب وجود القوات الأمريكيه لتفادي تدخل تركيا في الوضع الداخلي العراقي المعًقد أصلاً.
والنتيجه التي يمكننا القبول بها "إنسحاب أو لا إنسحاب"، هي التي سيحسمها الميدان إن آجلاً أو عاجلاً. والذين يفكرون بإنسحاب حاسم للقوات الأجنبيه من العراق، لايمكنهم التمًني به إلا عن طريق الضغط الميداني، إذ أنه الطريقه الوحيده لتخليص الشعوب من الإذلال، والطريق الوحيد للتحرير التام.



#أحمد_الجبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجبير - مابين الإنسحاب واللا إنسحاب