أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟















المزيد.....

كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت النكبة وخسرنا فلسطين ، وعلى أنقاض الحلم بالعودة قامت دولة إسرائيل، وجاءت دول الصمود والتصدي ..دول القومية العربية والوحدة والاشتراكية!
حاملة لواء التحرير وشاحنة عقولنا وقلوبنا بآمال عريضة وقدرات وتحالفات وإمكانيات هائلة تنعق يومياً بأصوات وأبواق إذاعية أُتقنت برمجتها ورويت حبال أصواتها بذخيرة من خطب عصماء وزودت بكل أنواع القدرات الكلامية والصراخية الحاقدة ، والقادرة على حشد الجماهير الشعبية وإشعال حماسها الوطني من أجل دعم مسيرة التحرير للأرض الفلسطينية والعمل على هجر المخيمات وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي حرموا منها، فكم من تعاليم صدرت ومن إشارات أرسلت مع صحفيين مدججين بالكاميرات والأقلام البارعة حتى غزة ( محمد حسنين هيكل أرسله عبد الناصر )، كي تقوم بتغطية النصر المؤزرعلى إسرائيل مطلع صيف " 1967 " لتلتقط صور الفوز للجيوش العربية من ( القوات المشتركة بقيادة اللواء عبد المنعم رياض ) وهي تدحر العدو الصهيوني وتحرر فلسطين وتُخّير اليهود بين الرحيل أو البقاء تحت سيطرة القوات العربية والحكم العربي!!.
هذه الأنظمة وجيوشها...قدمت لنا نكبة جديدة أشد وطأة وألما من سابقتها، لأنها صُنعت بأيد عربية لدول مستقلة ومستعدة ومعبأة تحمل آمال وأحلام الشعوب
لكنا سميناها ( نكســـــة )...هي فعلا جعلت رؤوسنا وأعلامنا منكسة حتى اللحظة، ولم نستطع على الإطلاق أن نرفعها ولم نتعود إلا على الانحناء ، بل حولنا أصحابها وزعماؤها إلى عبيد لتكريس هزيمتهم وتكريس سلطتهم علينا من خلال هذه الهزيمة، التي قلبوها لتصبح " نصرا لإرادة الشعب وقيادته"!! .
يعتقد القادة العرب ، والذين لم يتغيروا منذ الهزيمة، وإن تغيرت وجوه بعضهم لكن نظامهم مازال مستمرا وحاضراً ، وساخراً من ذاكرة الشعب العربي، التي شهدت وتشهد على أكبر هزة نفسية يمكن لشعب أن يعيش توابعها ونتائجها ويظل أسيراً لها ومصفقاً بحبه لمستعبديه ، بالضبط كهيام العبد بسيده..
حاولت بالطبع هذه الأنظمة أن تثأر لكرامتها ..في حرب ثالثة...( حرب تشرين 1973)...لكن إسرائيل أفلحت في تقسيم وتفتيت القوى العربية وخرقها من خلال صلح منفرد مع هذا وذاك، ورغم سعي الجميع لهذا الصلح ، لكن البعض أفلح في حين خسر الرهان البعض الآخر، فاتخذ من الصمود والمواجهة والممانعة شعارا جديدا يساهم من خلاله في الإبقاء على حال اللا سلم واللا حرب، كما يضمن ولاء الشعب، وظلت معظم الأرض التي سلبت في الهزيمة الحزيرانية محتلة ، وأقامت عليها إسرائيل مستوطنات فتت كل تواصل بينها وقطعتها إلى إرب مبعثرة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، كما أقامت مستوطناتها أيضا على أرض الجولان المحتل، والذي يقبع أسراه في السجون الإسرائيلية دون أن تتم مبادلتهم أو طرح قضيتهم كرجال مقاومة لمحتل .
في المرحلة الحالية وضمن خلل التوازنات الدولية وخطورة المواقف والخطوات العسكرية ، التي اتخذتها الولايات المتحدة بالذات في المنطقة وبعد احتلالها للعراق عام 2003، وما ينتج يوميا عن هذا الاحتلال، وما قدمته لشعوب المنطقة ككل، وبعد أن خاضت سياسة بوش الأب والابن العمياء في المنطقة، وحصدت وتحصد خيبة تلو الأخرى، بدأت تعيد النظر بسياسة عسكرة القضايا وحلها بلغة القوة، خاصة بعد النتيجة التي خلصت إليها لجنة ( بيكر ــ هاملتون)، ويحاول اليوم دبلوماسيو أمريكا العودة إلى توصياتها من خلال عودة لغة الدبلوماسية في الحوار مع زعماء هذه المنطقة ، وهم يعرفون سلفاً أن مثل هذا الأمر ذو حدين ، فإما أن يساهم بتمكين هذه الأنظمة من سيطرتها وإطلاق يدها بعملية الاستبداد والفساد والقمع لشعوبهم، أو يمكنه من خلال التواصل والانفتاح عليهم غربيا أن يساهم بدفعهم باتجاه الإصلاح السياسي والاقتصادي في داخل بلدانهم والعمل على إرساء وصيانة حقوق الإنسان، بشكل تدريجي يوصل شعوب هذه البلدان للحرية والديمقراطية التي يطمحون ويحلمون بها، خاصة لو سعت الولايات المتحدة وعملت بهذا الاتجاه بعد أن بدأت تدرك علاقة كل قضايا المنطقة وتشابكها، وأن القضية الفلسطينية بالذات هي أولها ، وإن لم تحل وتسعى من خلال ممارستها لدورها كدولة عظمى بالضغط الدبلوماسي لإيجاد حل عادل بإقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش على الأرض المحتلة عام 1967 والجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل عودة الجولان ، بناء على المبادرة العربية التي طرحت في بيروت عام 2002
وتم إحياؤها في قمة الرياض هذا العام ، يتم على ضوئها دراسة كل القضايا وإن أخذت زمنا ربما يطول ، لكن من المهم أن ندرك أنه دون البداية والشروع في الأمر ستظل المنطقة برمتها عرضة للالتهاب بين فترة وأخرى، لأن النار دائما تختفي تحت رماد الحرائق السابقة واللاحقة.
وانطلاقا من هذه المقدمة، السؤال الذي يمكن طرحه على الأنظمة القائمة، سواء منها المتحالفة مع الولايات المتحدة وترى في هذا حماية ومصلحة لها أمام خوفها من الخطر الإيراني، مثل مصر ، الأردن، السعودية، ودول الخليج ..أو تلك التي تجد في مصلحتها التحالف مع إيران كما هي حال سورية وحزب الله في لبنان ، أو السلطة الفلسطينية المتصارعة فيما بينها ، والتي تحصد أرواح أهلها وتقدم بهذا خدمة جلى لإسرائيل ..

ما هو الدور الذي يمكنها أن تلعبه ؟
الدول العربية مجتمعة ومعها إسرائيل، يجب أن تضع نصب عينيها أن استمرار العداء والحرب والاقتتال لا يخدم أيا منها ولن يحقق نصرا دائما ومستمرا، ولا هدوءا لأي طرف ، بل سيزيد من حالات الصراع وسيحيي أكثر وأكثر كل الحركات الراديكالية ويجعل من المنطقة بؤرة صالحة للإرهاب، وقد خبرنا من خلال الستين عام الماضية على الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ومن ورائه الدعم الغربي الأمريكي لقوة إسرائيل وضمان أمنها وحمايتها، ورغم هذا وذاك، فإنها لم ولن تنعم بالأمن، وأن القوة والجدار العنصري لن يجعل منها دولة تعيش ضمن محيطها، كما أعطى للجانب الفلسطيني درساً بات يومياً الآن، أن قذائف القسام لا يمكنها أن تدمر دولة إسرائيل ، أو أن تحرز نصرا ولو طفيفا، ورغم الإزعاج والرعب الذي تسببه لسكان المستعمرات الجنوبية خاصة " سيدروت"، فأن الانتقام الإسرائيلي يخلف على الدوام ضحايا أكبر حجما وأشد وطأة على المجتمع الفلسطيني في مناطق تشكل الأكثر فقرا وكثافة سكانية في العالم، وأن هذا التعنت لن يخدم أيا منها..وباعتقادي أن ضعف الطرفين سواء الحكومة الإسرائيلية أو السلطة الفلسطينية، تدركان فعلا ...أن لا فرصة أمامهما سوى الحل السلمي والحوار، كما تدرك الولايات المتحدة ، أنه دون تدخلها وتبنيها ورعايتها لحل القضية العالقة ، والبدء بالحوار مع أطراف الصراع في المنطقة، وقد بات هذا جلياً واضحاً من خلال سعي غوندليزا رايس في مؤتمر بغداد ، ثم شرم الشيخ، والآن في القاهرة...وضمن مساعي مصر عربيا للتقريب بين الأخوة المتحاربين في فلسطين ، والدور السعودي والأردني من ورائه..ثم الحوار الإيراني الأمريكي ، ومن قبله السوري الأمريكي وشكوك هذين المتحالفين ببعضهما من خلال عقد أحدهما صفقة مع الولايات المتحدة على حساب الأخرى ...يطفو على السطح بعد زيارة وزير خارجية إيران لسورية مؤخرا!!.
إن الفرصة اليوم برأيي أكثر مواتية من أي فترة مضت، ويعود السبب فيها لنتائج الحرب العراقية وما خلفته من آثار نفسية واقتصادية وسياسية على الولايات المتحدة شعباً وحكومة، كما خلقت لديها لغة دبوماسية جديدة فرضتها عليها المرحلة والدرس القاسي وأدركت مدى خطورة اللعب بنار الحرب لحل بؤر الصراع أو ترتيب العالم حسب الرؤيا والمصالح الأمريكية ، وأن عليها أن تدرك أن هناك أولويات في مصالح الشعوب المحتلة أرضها بالقوة والعنف، إنما بنفس الوقت على دول المنطقة العرب وإسرائيل أولا ثم إيران والعراق ثانيا...أن تعي نقطة غالبا ما نهملها ..أو حتى لا نلقي لها بالاً ...ألا وهي أن ينصب حربنا جميعا على : ــ ثقافـــة الحقـــد، قبل أن نعتمد لغة السلام والحوار والمفاوضات...وثقافة الحقد عندنا مغروسة تربويا ومع حليب أمهاتنا...ومع تربية المدارس ، التي طرحت ثقافة البعد القومي لكن أنظمتها مارست وخلقت انتماءات جديدة للطائفية والعشائرية ولأحزاب السلطة ولشخصنة الزعماء وجميعها لا يخدم التوجه نحو السلم القادم بقرار من الهيئات العليا يُفرض على الشعب، لهذا أمامها مهمة التسوية مع شعوبها والصلح مع شعوبها ومع ثقافة انتهت مدة صلاحيتها
وعليها دراسة وقراءة الواقع من جديد، لو كانت تسعى فعلاً لتحرير أرضها المحتلة ولإقامة العدل ودولة للفلسطينيين ، وتأمين الاستقرار واستتباب الأمن وعودة العراق لوحدته وحريته سليما معافى.
بكل تأكيد أن لبنان يدخل ضمن هذه المعادلات، وقضيته جزء من قضايا المنطقة ومتعلق بها...لكن كان من الواجب قراءة الأوضاع من خلال الأصابع الغريبة والقريبة، الخفية والمرئية، التي تلعب بمصيرنا ومستقبل منطقتنا السياسي بمناسبة هزيمة حزيران.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...
- إلى سيف الحق أنور البني
- من صنع الإرهاب؟ من دعم وأسس الحركات السلفية في العالم العربي ...
- دعوة
- بغداد مدينة الأشباح
- تعال اتفرج يا سلام على الانتخابات السورية...يا حرام !
- كنت مسلماً ذات يوم!
- مؤتمرات، انتخابات = مساومات، رهانات، إحباط، ثم فشل!
- الطاعون العراقي!
- نعوة بوفاة الفنان التشكيلي السوري - صخر فرزات-
- حجاب المرأة العربية والمسلمة..هو حجاب سياسي
- يا أنور البني...سوريتك مشكوك بأمرها!!!
- إساءة لسمعة البلاد!
- كل الشكر والامتنان لكم من:


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟