أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل أحمد - أعراس الحقيقة














المزيد.....

أعراس الحقيقة


إسماعيل أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 08:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


فيما كان النظام السوري وأبواقه يحتفلون بإنجازهم الديمقراطي الذين دفنوه سويا، ومفرقعات القوات المسلحة وألعابها النارية تضج فوق سماء قاسيون، كان هناك في بيروت ذات المظاهر الاحتفالية، وذات الألعاب النارية التي حرصت حكومة لبنان ولأسباب أمنية وسياسية على الحد منها تجنبا لاستفزاز أولئك القابعين في ساحات النصرة لنظام القتلة في دمشق!

نيويورك أيضا كانت في عرس آخر، لسبب لا يخرج عن احتفالات بيروت، غير أن مفرقعات نيويورك لم تكن ألعابا نارية كتلك التي أضاءت سماء دمشق وبيروت، وإنما قرارا دوليا ملزما ينتصف للحقيقة من القتلة، ويلوح بالفصل السابع في وجه نظام طالما نعم بدلال ذات الدول التي انقلبت عليه بعد أن أعياها زحلقة وطيشا وسفاهة!



ومع إصرار أبواق النظام السوري على أن دمشق غير معنية بالقرار 1757 غير أن المجتمع الدولي بأسره يعلم بأن القرار ما نضد تحت الفصل السابع إلا لأن المحكمة ستتجاوز يقينا في المتهمين والشهود حدود الوطن اللبناني، ولولا أن القضية تجاوزت الحدود لكان القضاء اللبناني وحده المخول بكشف الحقيقة دون الحاجة لتحقيق وقضاء دوليين...

النظام السوري الذي حاول أن يتمالك أعصابه ساعة النطق بالحكم، حتى كان لسان حال إعلامه: اليوم خمر وغدا أمر، لم يخف قلقه وثورة غضبه في غمرة ما كانت يظهره من بهجة تجديد البيعة المزعومة! ومن هنا فقد كان تعليق وكالة الأنباء السورية أسبق من تعليق الحريري والسنيورة والشعب اللبناني المعني بالقرار، ليزعم المتسلطون في الحكومة السورية حرصهم على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وكأن متوالية جرائم جيشهم ومخابراتهم قبل الخروج من لبنان وبعده تشهد بعكس ما كان شاخصا أمام المجتمع الدولي بلا مرية!

أبواق النظام في سكرة الاحتفالات كانوا بين قانوني حالم وبرلماني واهم ..

أما القانوني الأكاديمي فيزعم أن المحكمة الدولية لا يسعها محاكمة السوريين المتورطين لأن القضاء السوري قادر على ذلك، ولأن قرار المحكمة الدولية بحسب فهم الدكتور إبراهيم الدراجي مكمل للقضاء السوري لا مستقل عنه، ولأن القرار الدولي يفصل في غير اختصاصه، فالفصل السابع بحسب فهم الدراجي لا يختص بالوضع اللبناني حيث توجد سلطة شرعية! ولا أدري أي شرعية يتكلم عنها الدراجي وهو يعلم بأن البرلمان معطل، والرئاسة منكفئة على ذاتها، والحكومة مقاطعة من طائفة بعينها بقصد وضعها في صورة تتناقض مع الدستور اللبناني والطائف الذين يدعوان لتوافق كل الطوائف في القرار الحكومي! لماذا علينا أن نقول بأن السلطة تمارس صلاحياتها في معرض الممانعة لقرار العدالة الدولية، بينما المعتصمون في ساحتي الصلح والشهداء يزعمون منذ أشهر بأن السلطة التنفيذية فاقدة لشرعيتها!!

وأما البرلماني المفوه، فقد ترك مركز دراساته الإسلامية، ودعواته المتكررة لعزل الإسلام عن السياسة، ليكون بوق النظام الممجوج الذي يسوق لكل قضية بما في جعبته من مزاودات دينية ووطنية وقومية...

في هذه المرة لم تكن قضية التسويق متعلقة بحزب الله التي ما برح يسوق له (ولحماس) متجاهلا صدى دعوته المتناقض مع دعوته السورية الداخلية لمنع الأحزاب الإسلامية! هذه المرة كان التسويق قوميا، عبر المتاجرة بقانا والعمال السوريين والمجازر الإسرائيلية..

وعلى ذات خطى كل الفاشلين المهزومين من لدن عبد الناصر وانتهاء بصدام، فإن شماعة إسرائيل (التي لا يدافع عنها أحد منا) جاهزة دائما وأبدا لتبرير جرائم كل الطاغين المفسدين الذين ينكلون بشعوبهم وقومهم، ويتجاوزن حدود القانون الدولي!

صدام حين تحدى المجتمع الدولي باحتلال الكويت راح يحدثنا هو الآخر عن سكوت العالم عن إسرائيل، وكأن الجريمة تبرر الجريمة، وها هو حبش وأضرابه ينكرون على المجتمع الدولي تصديه للعدالة في قضية الحريري، بينما هو يسكت عن جرائم العدو الصهيوني!

الجريمة ليست مبررا للجريمة يا دكتور حبش، وانتصار المجتمع الدولي لقضية عادلة يستحق التقدير، والصواب لك ولأمثالك ممن يسوقون لمن عينهم في مجلس الدمى أن تطالبوا المجتمع الدولي بأن يحذو في قانا وجنين حذو ما أبرمه من قرار في قضية الحريري، لا أن تطالبوه بأن يحذو في قضية الحريري ذات التفريط الذي عالج به تلك المجازر المدانة إنسانيا سواء اعترف بها المجتمع الدولي أو تجاوزها..

ويبقى أن الشعب السوري الصابر على عبث النظام منذ بضع وأربعين سنة هو المحتفل الأول بكشف جرائم المتسلطين عليه، فقد عانى منهم بيقين أكثر مما عانى اللبنانيين، ولعل إسهاماته في كشف طبيعة النظام الإجرامية، تعجل من إدانة المجرمين بجرائمهم، فالملف السوري اللبناني ملف واحد مهما بدا متمايزا، ومن يدري فلعل الله أن ينعم بفضله ومنّته على المستضعفين من أبناء هذا الشعب بما صبروا كما من على الأولين، {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ}الأعراف137



#إسماعيل_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر الله المقاومة ونصر الله الحزب
- من حرك الشارع السوري واللبناني؟ أهو الانتصار للرسول صلى الله ...
- الانتخابات الفلسطينية دروس وعبر
- السبب الافتراضي الذي يصلح تفسيرا لكل أزمة ويريحنا من جهد الت ...
- عولمة القيم
- بعبع الإخوان المسلمين لا زال يقض مضجع السلطات السورية بعد رب ...
- الخارطة السياسية السورية 9
- الخارطة السياسية السورية8
- الخارطة السياسية السورية 7
- الخارطة السياسية السورية 6
- الخارطة السياسية السورية 5
- الخارطة السياسية السورية 4
- الخارطة السياسية السورية3
- الخارطة السياسية السورية(2)
- (1)الخارطة السياسية السورية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل أحمد - أعراس الحقيقة