أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - فيزياء رأس الافعى















المزيد.....

فيزياء رأس الافعى


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة ليست بقصيرة أدار الجميع وجوههم عن هيئة علماء المسلمين او الخاطفين اذا جاز التعبير ، واعتقد يجوز جدا هكذا تعبير بسبب عمليات الخطف التي ارتكبتها هذه الهيئة المشبوهة بالعديد من الاجانب من صحفيين وموظفين ومقاولين ، حتى ان تقريرا اجنبياًَ ظهر قبل فترة يؤكد ان ما جمعته هذه الهيئة من ملايين الدولارات جراء فديات الدول لرعاياها قد اهلها لان تفتح مقرات ومؤوسسات كثيرة في الدول العربية اضافة الى الدعم الذي تتلقاه من دول اقليمية لضرب خصومهم من الشيعة داخل العراق ! كما وأدار الجميع وجوههم ايضاً عن تنظيم القاعدة الارهابي وفلول البعث القذرة وبعض التيارات والمليشيات التي تعمل على القتل والنهب والاختطاف والتفجيرات داخل الساحة العراقية منذ التاسع من نيسان يوم سقوط النظام العراقي وحتى الان !

الجميع أداروا الوجوه عن هذه الحثالات وظلوا يكتبون وينسبون التهم الكثيرة الى جيش المهدي التابع للتيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر .

وكأن جيش المهدي الوحيد في الساحة العراقية الذي يفتعل القتل والتفجيرات والاختطافات التي زحزحت وتزحزح الامن داخل العراق بطريقة اكثر من مؤلمة !

ومنذ سقوط النظام العراقي وحتى تفجير قبة الضريحين العسكريين في مدينة سامراء وهذه القبة الذهبية تعتبر خطاً احمرا بالنسبة للشيعة ليس في العراق فحسب انما في كل العالم واين ما يتواجد الشيعة في هذه الارض ، مما أضطر التيار الصدري وجيشه الى ردة الفعل القوية التي اذهلت القوى الارهابية داخل العاصمة بغداد ، وما شاهدناه من تدمير للمساجد والقتل على الهوية هو رد فعل طبيعي جدا للاعمال القذرة التي مارستها القوى التكفيرية ضد حسينيات الشيعة وقتلهم على الهوية باستمرار وفي اي مكان يكونوا متواجدين فيه ، لكن بالمقابل ان هذه التصرفات التي قام ويقوم بها التيار الصدري هي جرائم بشعة بحق الابرياء وغير الابرياء وهي بالتالي مختصرة من قبل ثلة من الاميين المتخلفين الذين كانوا في ايام النظام الصدامي السابق مناصرين له واليوم اصبحوا مع جيش المهدي للانتقام من الابرياء وغير الابرياء بطريقة الغابة ، وكما يدان جيش المهدي من قبل الكتاب والمثقفين العراقيين والعرب يفترض ثمة ادانة للقوى التكفيرية والبعثية والميليشيات السنية التي ارتكبت افضع واروع الجرائم في تاريخ البشرية وتفننوا بطرق القتل والذبح وقطع الروؤس ! لم اسمع يوماً ان جيش المهدي قد قطع راسا ما ، ولم اسمع يوماً انه ارتكب مجزرة مؤلمة كما فعلت من قبل القوى التكفيرية والبعثية وتنظيم القاعدة ، كما واننا لم نسمع يوماُ ان واحداً من افراد جيش المهدي قد لبس حزاماً ناسفاً ودخل بجمع من السنة العراقيين ليفجرهم في باص او مركز تطوع او اي مكان لتواجدهم ، الا ان كل هذه الاعمال القذرة الجبانة والتي لا تنم عن شجاعة ورجوله هي من تدبير القوى والتنظيمات الاسلامية المتطرفة والسنية تحديداً وليس بالضرورة ان تكون هذه الجهات عراقية ، فكل التفجيرات الاجرامية يقودها العرب من السعوديين والسوريين والسودانيين وغيرهم ، وقد استمرت وبدون توقف القوى الارهابية التابعة لفلول البعثيين وتنظيم القاعدة وقوى وتيارات اخرى بتسلم اوامرها من دول مجاورة كثيرة ، وكل دولة من هذه الدول تحاول ان تحقق مكاسبا لها داخل العراق ضمن نهج مناصرة طائفة على اخرى ، الامر الذي جعل من القوميات والطوائف العراقية ان تتلقى اوامرها من داخل وخارج العراق لتحقق النهج المطلوب الذي تصبو اليه في الوصول الى دفة الحكم على الرغم من وجود القوات المتعددة الجنسيات التي تحتل العراق بقرار من الامم المتحدة ! وقد نتج عن ذلك تقسيمات طائفية مقية ً ، وما عمله تنظيم القاعدة الارهابي من شروخ كبيرة داخل المجتمع العراقي عن طريق التفجيرات والمفخخات التي كان يذهب ضحيتها من شيعة العراق وخاصة التفجيرات التي تتم داخل المناطق الشيعية الصرفة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كربلاء والنجف والحلة وغيرها ، وداخل مناطق العاصمة ذات الاغلبية الشيعية ، ففي كل يوم يذهب الى الموت المئات من الابرياء بحجة ان الشيعة من الكفرة والمرتزقة وولائهم دائما وابدا الى ايران ! كما وصرح بذلك ليس فقط فقهاء الوهابية والتكفيرية انما قالها علناً رئيسا لاكبر دولة عربية قبل فترة !

وبهذا التصريح وغيره يكون العرب قد سحبوا البساط من كل الشيعة العراقيين ليرموا بهم الى ايران ، لكن هؤلاء الفقهاء والرؤوساء نسوا او تناسوا ان العراقيين هم اصل الشيعة والتشيع ، وهم الذين جعلوا من ايران دولة مسلمة شيعية بعد ان كان الفرس يعبدون النار والبقر !

ان ميليشيا جيش المهدي هي واحدة من الميليشيات التي تحاول ان تربك الامن في العراق ، لكنها في ذات الوقت غير متسببة بالاعمال الارهابية الخطيرة ، على الرغم من ردات الفعل القوية التي قام بها جيش المهدي في بعض المناطق داخل العاصمة بغداد !

اننا ازاء وضع متردي اكثر مما نتصور ، وبما ان الحكومة العراقية غائبة تماما عن الساحة فمن السهولة ان تسيطر الميليشيات على كل مناطق العاصمة ومدن اخرى ، خاصة وان العاصمة تفتقد لابسط مقومات الحياة منذ فترة ليست بقصيرة فلا كهرباء ولا ماء ولامواصلات ولا حصة تموينية ولا غير ذلك من مقومات الحياة البسيطة ! الامر الذي نتج استفحال وجود التجمعات الارهابية وغير الارهابية في الشارع العراقي بطريقة جنونية وخاصة هذه الايام ، كما وازدادت عمليات التفجير اكثر من سابقاتها وبنسب متفاوته !!

ويبقى السؤال فاغرا فمه من الذي سيستطيع القضاء التام على الميليشيات التي تسيطر على الساحة العراقية بالكامل ؟

ومن الذي سيقود العراق الى بر الامان ؟

انها فيزياء رأس الافعى المعقدة!

ينبغي على السياسيين والاسلاميين والمثقفين والمفكرين والمواطنين ان ينظروا بصدق الى الوطن الجريح العراق ، وان يجدوا حلولاً بديلة توقف على اقل تقدير الدماء التي تذهب يوميا خاصة جراء العنف الطائفي الذي استفحل بطريقة مرعبة !
كما وينبغي على الكتاب ان يروا الحقيقية داخل الشارع العراقي ، وان يكتبوا بصدق من دون ان يتجاهلوا في كتاباتهم رأس الافعى الحقيقية التي دبرت كل هذا الموت للعراق والعراقيين وبزمن قياسي فاق حتى حروب وجرائم النظام العراقي البائد !!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا ، ايران ، والعراق الضحية
- تفجيرات حداثوية
- قليلا من الحياء
- في صباح أليم
- كيمياء المهزلة
- ألج يوم وتفشين يمدكسنة
- فيزياء الشجاعة
- كيمياء اسبوع المدى الثقافي
- فيزياء سفر الحكومة
- كيمياء الجوازات
- سور الاعظمية
- كيمياء المسبحة
- الى كمال سبتي في ذكرى رحيله
- فيزياء شذى حسون
- فيزياء الكروش ومؤتمر القمة
- في الذكرى ال 73 للحزب الشيوعي العراقي
- حلبجة : سلاما على اهلكِ الفقراء
- فيزياء الاتجاه المعاكس
- رثاء الى شارع المتنبي
- المعلم


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - فيزياء رأس الافعى