أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - التطاير في العواصف السياسية















المزيد.....

التطاير في العواصف السياسية


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 08:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند اشتداد العواصف تتطاير عادة كل الاشياء التي لا تقوى على مقاومة القوة الكامنة في صلب تلك العواصف . اي ليس الريش وحده او الغبار وما خف وزنه يتطاير . بل هناك من العواصف بمقدورها اقتلاع كل ما يصادفها من اشياء حنى تلك التي تبدو هي الاخرى ذات قوة وشأن لا يستهان بهما ، كالأشجار والبنايات وجدران المنازل.
وجريا على هذا ، هناك عواصف سياسية قد يعبــر عنها خيــال رواد الادب الرمزي وكأ ن شأنها شــأن عواصف الطبيعة . اما في الواقع هي اكثر عنفا واعمق جرحـا ً واشد تخريبا . لأنها تهب على كيانات اجتماعية ، يكون افرادها ذوي مصالح وآمال واهواء وافكار متباينة وبالتالي قرارات متضاربة . الامر الذي يجعل اكثر افراد المجتمع ضحية رئيسية لتلك العواصف ، حتى انهم قد يعلنون احيانا ًاستسلامهم للامر الواقع المؤلم . عدا نوع خاص من الرجال الوطنيين ممن ليس بمقدور اية عاصفة اقتلاعهم من مواقع اقدامهم وتوجهاتهم الوطنية . فهم اشد بنية ومضاء ً من العواصف مهما كان جبروتها .
وما اكثر العواصف السياسية الهوجاء التي مرت على عراقنا المعذب خلال كل تاريخه الطويل . انها عواصف كانت تجلب معها الموت والدم والدموع وتزرع بارضنا في كل مرة الخوف والرعب والضغينة والثأر والاحتراب وحتى التباعد بين الاخوة في العائلة الواحدة ناهيك عن التنافر بين الكيانات الاجتماعية وحدوث الانشقاقات السياسية . ولذا دائما نجد الغالبية العظمى من العواصف السياسية تخلف وراءها التفتت السياسي واضطهاد الوطنيين الحقيقيين المكافحين من اجل الحياة الكريمة للشعب . وليس نادرا ً كذلك ان نجــد العواصف السياسية وهـي تدفع الى استشراء الجهل والشعوذة والاعتداء على حقوق الانسان وتشديد الظلم الاجتماعي على المرأة وكيانها ومكانتها في المجتمع والعودة بها الى الوراء حسب عقلية القرون الوسطى وذلك " بمساعدة !!! " كيانات متزمتة معينة وربما مدسوسة او مأجورة ، كما نلاحظ اليوم في الواقع العراقي .
ومما يؤسف له ان امثالا ًعلى ذلك اصبحت تعج بها بلادنا . اذ ما يزال وطننا يئن اليوم تحت وطأة تلك العقليات الجاهلة و البائسة والمتخلفة التي استهدفت شخصية المرأة ايضا ً وحددت خطواتها لكي لاتتقدم الى الامام وتساهم في بناء واصلاح المجتمع . لقد انتشرت العـقليات الظلامية المستوردة واتسع وباؤ ها وتعمقت جذورها في مجتمعنا حتى تكاد تطمس ثقافـة شعبنا التي اكتسبها خلال تاريخه الحديث وحضارتنا العريقة في التاريخ .
وبالنتيجة ان بلادنا المفرطة بالغنى بدأ يعيش فيها شعبنا في فقر مدقع وتخلف اجتماعي لا يحتمل . اما التحولات الايجابية بعدكل طفرة اقتصادية فغالبا ما يستثمرها الطارئون على السياسة والبعيدون عن اخلاق الدين الحنيف والغرباء عن مجالس الادب ووالمتخلفون عن كرم العشائر . انهم في واقع الحال من رافعي لافتات القومية المزيفة التي " تمتد " من المحيط الى الخليج والانتهازييـن والسياسيين الفاشلين ...... ولم يتخلف عن هذه المجاميع اولئك المشعوذون الذين لا دين لهم بالرغم من انهم يخلطون انفسهم بالمؤمنين والاتقياء وذلك لتمرير احابيلهم على الناس و حتى على الحكومة الوطنية . ومن المفارقات انهم تتاح لهم فرص التخريب في اغلب الاحيان . و هذا ما يشجعهم على التمادي وقد يلبسون وشاح الدين ويمارسون " التعبد " كذبا وبهتانا ً بالرغم من ان الناس تعرفهم بأسـمائهم . وان سيمـاءهــم على وجوههم من اثر الخـداع !!! . ويتهيأ لنا ان موضوع التطاير في العواصف له علاقة بموضوع مواقف البعض عندما يتكلمون عن مأساة عراقنا بسبب العنف الجاري فيه اليوم!!.
وكنا ــ نحن العراقيين ــ ننتظر من اخوتنا ، المثقفين العرب ان يقفوا معنا في محنتنا ويشدوا من ازرنا ويساعدونا في تضمـيـد جراحنا . ولكن يبدو ان صمت المثقفين الوطنيين العرب وامتناعهم عن التأييد العلني لشعبنا وعدم استنكارهم للارهاب الاجرامي الموجه ضده ، ربمــا مرده انهم كانوا يخافون من انظمتهم اذا ما فعلوا ذلك !! بحيث لم يبق بجانب العراق على مدى سنين طوال غير بعض الاجانب . والواقع ان هؤلاء الاجانب بهم البركة على كل حال .
وكاعتراف بالجميل ( وهذا من المزايا الحميدة ) نقول اننا يجب ان نشكر الدول التي وقفت الى جانبنا وكذلك هيئة الامم المتحدة اضافة الى القوات التي اخذت تدك اوكار الارهاب التي تهددنا ثم ابدت استعدادها لتد ريب قواتنا المسلحة في هذه المعركة التي وقف بها العراق وحده وكأنه بدون اخوة !! . ًبالرغم من ان اللغة السياسية تقول ان مصالحهم التقت مع مصالحنا في الوقت الحاضر .وهذا امر عظيم الفائدة .واننا نذكر هذا الواقع صراحة بالرغم من انه يغيظ المتآمرين ويضايق المتفرجين .

على اننا اذ نذكر هذه الامثال البسيطة والقليلة ينبغي التأكيد على ان الاغلبية السا حقة من مواطنينا في المنافي يتبارون في الالتصاق بالوطن وبارضه الطاهرة .وهم ينشرون اعمالهم ومقالاتهم المكرسة للشأن الوطني في كافة المناسبات للتعبير عن تمسكهم بالوطن الصامد ولا يقصرون في تقديم ارائهم واقتراحاتهم للحكومة وحتى انتقاداتهم لمظاهر سلبية في نشاطها بغية مساعدتها في تلمس اراء ابنائها . علما ً ان هذا النشر غالبا ما يجعل اخواننا المثقفين العرب يتفهمون حقيقة كفاح عراقنا ، شعبا وحكومة من اجل مستقبل بلادنا .
وهنا ، نحن لا نتكلم عن العناصر السائبة في الخارج و التي تطل برؤوسها دائما من الفضائيات المأجورة وتسـتفرغ سمومها وحقدها عندما تتكلم عن العراق .


ولعل هناك من يعتبرنا مغفلين واننا لا نعرف او لم نعبأ بالاخطاء بل ولا بالخطايا التي اقترفتها ايدي الجهات الاجنبية التي ربطتنا بها المصالح المتعلقة بمكافحة الارهاب .
ولكن لماذا فقط نذكر اخطاء تلك الجهات ؟ وكأن الميليشيات وقادتها التابعـيـن بمذلة واستخذاء لسادتهم و للآباء الروحيين لهم وحماتهم الموجودين خارج الحدود على الاغلب !!!! الامر وما فيه ان السياسة لها احكامها . اننا نفهم الموضوع كما يلي : لدينا واقع معين ، وان البلاد ابتليت بمصيبة كان قد هيأ لها النظام البعثي الفاشي و با مر من الطاغية عندما قال انه لا يترك العراق الا ارضا بدون بشر . ويبدو انه هيأ لذلك عصابات واوكار وخطط ووصايا. ومن تلك الوصايا كما صدرت بمنشور تفصيلي حولها : الدخول في الكيانات السياسية والدينية ثــم القيام بالتنفيذ بواسطتها !!! . وهكذا اننا لا يجب ان نبتعد عن تصريحات العدو وتوصياته . ان الكثير من ابناء العراق حددوا حسب المنطق والاخبار المتسربة : ان التفخيخ يجري ليس بعيدا عن ساحات التفجير !!! وحسب( اللغة الدارجة ) ان معامل التفخيخ و مستودعات المتفجرات موجودة بحماية الميليشيات حصرا ًذلك ان الارهابي لا يمكن ان يقتحم الاسواق والجامعات والمحلات العامة بمفرده . بل ان الارهابيين يقومون بجرائمهم في حالة تغطية وحماية اكيدة . ( والحماية حسب المنطق الحربي تؤمن من قبل ميليشيا معينة ). و لكي تصل حمولة المتفجرات الى الهدف يجب ان يكون الهدف قريبا وخاليا من القوات المسلحة وهناك من يعطي اشارة بالبدء . واذا علمنا بان الحوادث تتكرر في مدينة الصدر والبياع والكرادة والدورة هذا يعني ان الميليشيا المسؤولة عن التفجير والقتل هي واحدة . واذا تكرر الاصطدام بين العشائر في الديوانية والعمارة والناصرية ....اذن المسؤول عنها نفس الميليشيا والتي اسمها : " جيش المهدي " وهنا ممكن الا ستمرار بالكشف وسيأتي اسم استاذ او مسؤول مقتدى وهو الحائري (الساكن في ايران) !!!!
واذا كان هناك متسللون فانهم يأتون على عناوين سرية ثم تستلمهم وتستخدمهم الميليشيات المسؤولة في المنطقة المعينة . وهذه الميليشيات هي المسؤولة عن وجود اغلب العمليات الارهابية وليس جهة خارج الكرة الارضية !!! وهكذا الامر بالنسبة الى الفضيلة في البصرة .. والمآسي في ديالى ...الخ . ومما يساعد على تكرار التخريب والقتل والسبي هو ان هذه الميليشيات موجودة في السلطة ولدى ممثليها حصانة نيابية وهم الذين وصلوا الى مجلس النواب بطرق ملتوية وعبر شعوذة دينية تكلم عنها اصحاب الخبرة بعد الانتخابات بصورة علنية في الفضائيات والصحافة العراقية .
واذا كان الامر كذلك فعلى الحكومة الغاء الميليشيات فورا والتحقيق مع قادتها واجبار عناصرها على الادلاء بمعلوماتهم عن مسـتودعات الاسلحة . ثم كشف المليشيات التي تساهم بسرقة النفط عبر البصرة وبذلك سوف يتم القضاء على الارهاب وينقـطع سيل الدماء ويتحقق السلام وتتم المحافظة على ثروتنا الوطنية . .
ـــــ ا ذ ن العلة بالميليشيات ايها الناس .
ــــ على ان البعض سيعترض على هذه الاستنتاجات وخاصة من له علاقة دينية بقادة هذه الميليشيات .
ــــ وربما سوف تتلكأ الحكومة من القبام بالحل الجذري للمشكلة لأسباب قد تكون دينية ايضا . او مجرد عدم اقتناع . او لانها مخدرة من جهات دينية عليا . او لانها ترتجف ايديها رعبا . او....
ـــ انني كمواطن عراقي ارى ان السيل وصل الزبى . لان جثث العراقيين ملأت الارض . غير ان الحكومة التي ايدناها وما نزال نؤيدها لانها حكومتنا المنتخبة منشغلة بالتصريحات والوعودفقط . والكيانات السياسية لم تعرب عن يقضتها .
فعلى الشعب اذن ان يقول للحكومة كلمته الاخيرة والتصريح بصوت عراقي جهوري ان الحكومة الضعيفة ستقضي عليها الميشيات الدموية . و ما هذا التلكؤ الا هدية للقيادات الارهابية القابعة في سوريا وايران ولممثلي الملالي في العراق . ومع كل الملاحظات السلبية لا يجب ان نقلل من اهمية نشاطات رئيس الوزراء السيد المالكي بين العشائر العراقية وتصريحاته بخصوص القضاء على الميليشيات ورموزها . واننا ننتظر مع شعبنا الصبور !!! .
30/5/2007 موسـكو
الدكتور عبد الزهرة الـعـيـفـاري



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب بالنار احرق اللاعبين والملاعب ايضا ً
- اين الاحزاب الدينية من الكارثة العراقية الجديدة ؟
- هل سنعود الى المربع الاول ؟
- هموم عراقية إلى أنظار الحكومة ! إنقاذ الدين من سلطة الدولة ...
- الارهاب ...يستهدف من ؟
- البعث السوري والحكم الاموي
- أين يقف العراق وأين يقفون ؟
- اليك ايها العراق العظيم
- العراق يخوض حربا ضد الارهاب من حقنا ان نسأل : اين الدول العر ...
- رسالة الى الاخوة المثقفين العرب
- بعد صدور وثيقة مكة انتفاض ابناء الأ نبار ضد الارهاب تحرك مقت ...
- الفيدرالية ليست غاية . انها وسيلة من وسائل تنظيم الدولة
- الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!
- لنقف كلنا مع العراق
- فيدرالية الجنوب !!!!؟
- حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب
- انتصار لبنان وموقف العراق المشرف
- المقاومة على لسان مخضرم
- المسافة بين الازدهار والدمار
- مسودة مشروع


المزيد.....




- أداة جديدة تستخدمها الشرطة الأمريكية لمواكبة التقدم.. ما هي ...
- لأول مرة منذ جراحة البطن.. مشاهدة أميرة ويلز علنا وسط تكهنات ...
- نتنياهو: الهجمات الأمريكية تستهدفني لأنني أمنع قيام دولة فلس ...
- بوتين: جميع محاولات مجموعات التخريب الأوكرانية لاختراق حدودن ...
- رئيس الموساد يغادر قطر لكن المفاوضات بشأن غزة مستمرة
- ألمانيا ـ القبض على إسلاماويين بتهمة التخطيط لشن هجوم بالسوي ...
- لقطات جديدة لِكيت برفقة الأمير وليام تبدو فيها مبتسمة
- أولويتها غزة.. رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف يقدم رؤية حكومت ...
- يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي شكل فريقا للبحث عن أنفاق با ...
- زعيم كوريا الشمالية يشرف على تدريبات مدفعية جديدة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - التطاير في العواصف السياسية