باب النسيان_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 10:04
المحور: الادب والفن
    

في عوالم النسيان_ثرثرة

أتذكّر...,تشغلني الأحداث الشخصية,ثمّ تستغرقني وأنسى ما عداها.فكّرت مرات...لو أني أتحرّر من الذاكرة والعواطف, كيف تقطع مع التعلّق,بالأشياء والأشخاص والذكريات؟! التجريب والخطأ المتكرر يوصل إلى بوذا,لا تتعلّق بما أحببت لا تكره....لا سبيل إلى تجنّب المعاناة سوى إخماد الرغبة. ماذا عن النسيان,انزلاق الواقع وتشتّته خارج الحواس والإدراك؟
خلف باب النسيان تنحسر تجارب الحياة الأساسية,الخطوة الأولى الكلمة الأولى القبلة الأولى الصفعة الأولى الكذبة الأولى الضحكة الأولى الجائزة الأولى,......واللعنة الأولى لا تنسى.
.
.
حينها...
كان كل شيء
كما هو الآن
ونحن نعلم جيدا
أنه لم يختلف شيء سوانا
الريح_ذاتها
مازالت تهزّ جدائل أشجارنا القديمة
الدكاكين_ذاتها
ما زالت تبيعنا سكاكر الضحكات والنجوم
المدفأة_ذاتها
ما زالت تتمتم بلهب الأمان العسليّ
لكنها البيوت
_البيوت ذاتها_
لم تعد تسكن أعماقنا.
....بعدها سأكمل قراءة(قبل غزالة النوم) لمازن اكثم سليمان, مع التثاؤب والضجر والنسيان.
*
كنت أقرأ في الجزء الثالث من المعجم الموسوعي في علم النفس:سوسّور(فرديناند دو), يمكننا أن نستخلص من حياته مرحلتين كبيرتين: المرحلة الباريسية والمرحلة الجنيفية(.....), تتميز المرحلة الثانية,على العكس, بالعزلة والخرس شبه الكلّي الذي سجن نفسه فيه حتى موته.
وضعت خطوطا كثيرة تحت العبارة, وأغلقت الكتاب وغيّمت مع الذكريات..., المفارقة أني بعد تذكّر النسيان, نسياني الشخصي لمفاصل وأحداث وربما الأكثر أهمية في حياتي, رغبت في تسجيل وإعادة التفكير,بما يفعله النسيان وما يتركه خلفه. شجن عذب يشبه الخدر.
تذكّرت عزلة أبو العلاء المعرّي, وكم أثارت خيالي وعقلي...كيف ولماذا, وماذا حدث خلال المحبسين الطويلين!؟
مجموعة مازن أكثم سليمان, وبالأصح القصيدة المتميّزة على الغلاف,أسعفتني....
شعريّتها,مساحات النسيان الشفيف فيها, العمق الوجداني وجمع حياة ممتدة,عبر بضعة أسطر, لكن,الإنشاء الكثير خلال عشرات الصفحات,لا ينقذه شهادات أدونيس أو غيره ولا محبتي .
هل يقيم الشعر في العوالم المنسية فقط؟ بالأحرى هل يحتمل ضجيج السطوح والنزاعات؟
ألا يوجد شعر للفرح, وللسعداء والناجحين؟ ربما...لا اعرف لم التقيه بتلك الصيغة بعد.
*
لا أعرف إلى أين ستقودني ثرثرتي.
_ساعدتني على العيش واكتساب مهارات جديدة؟
دفعتني إلى التفاهة وتدوير الكلام وتزويقه.
_تملأ حيّز من الفراغ في حياتي؟
لماذا لا أمحو هذه العبارات أيضا!
النسيان. النسيان. النسيان الكبير,الممتد, الوحشي, يدي على مقبض بابه في الثرثرة والصمت.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات