أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي















المزيد.....

انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما كان متوقعا، لم ينجح حزب "العمل" الإسرائيلي في حسم الانتخابات لرئاسة الحزب، التي جرت يوم الإثنين الأخير، منذ الجولة الأولى، وهذا ليس فقط بسبب كثرة المرشحين في هذه الانتخابات المصيرية، وإنما انعكاس جديد لأزمة القيادة التي يعاني هذا الحزب التاريخي، "المؤسس" لإسرائيل منذ سنوات.
فهذه النتيجة تؤكد غياب الشخصية "النجم" القادرة على قيادة الحزب، وتقنع الجماهير الواسعة بذلك لتعيد للحزب مركز الصدارة في الحلبة السياسية، كما كان على مدى عقود، ويشكل بديلا، ولو نسبيا محدودا، لليمين في إسرائيل.
لقد أظهرت النتائج توزيع الأصوات بين ثلاث مراكز قوى أساسية، وبتفاوت قليل نسبيا بينها، فقد حصل رئيس الحكومة الأسبق، إيهود براك على قرابة 36%، والرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العامة، "الشاباك"، النائب عامي أيالون، على قرابة 31%، فيما حصل الرئيس الحالي للحزب، وزير الحزب عمير بيرتس حصل على أكثر من 22%، إضافة إلى 8% للنائب أوفير بينيس، وقرابة 3% للنائب داني يتوم.
وستنقل نتائج الانتخابات عامي أيالون وإيهود براك، إلى الجولة الثانية من هذه الانتخابات، التي من المفترض ان تجري في الثاني عشر من حزيران (يونيو).
وهذا الشكل لتوزيع الأصوات بين المتنافسين، يُنبئ بأن رئيس الحزب الجديد، بعد الجولة الثانية للانتخابات، لن يكون مختلفا عن سابقيه في السنوات الإثنتي عشرة الأخيرة، إذ سيواجه هو الآخر معارضة داخلية، تكون عائقا أمام تحركه بحرية في داخل الحزب، لتستمر أزمة القيادة، التي هي أحد أسباب تراجع قوة الحزب.
فمنذ العام 1996 وحتى الآن تعاقب على الحزب ثمانية رؤساء، من بينها ثلاث فترات لعجوز السياسة الإسرائيلية شمعون بيرس، ومن بين هؤلاء الرؤساء من لم يصمد في مقعده لأكثر من شهرين، وآخر لبضعة شهور.
أما الرئيس الأخير، الذي أطاحت به هذه الانتخابات، وزير الحرب، عمير بيرتس، فقد "نجح" في البقاء في منصبه الحزبي عام ونصف العام، وهو لم يتفاجأ بنتيجته، لعدة أسباب يعرفها هو أيضا، ومن بينها سلسلة الأخطاء السياسية والتنظيمية الحزبية التي إرتكبها منذ اليوم التالي لتوليه رئاسة الحزب، وحتى توليه حقيبة الحرب، التي بنظر الشارع الإسرائيلي لا يفقه منها شيئا، وورط نفسه فيها، وهذا موضوع معالجة قادمة نظرا لأهمية تجربة بيرتس على الساحة السياسية الإسرائيلية.
ولكن الشخص المقرر في الجولة الثانية للانتخابات، سيكون الخاسر الأكبر في الجولة الأولى، عمير بيرتس، لأن من سيفوز بالجولة الثانية من بين الإثنين، أيالون وبراك، سيكون بحاجة إلى تأييد جارف من بيرتس، والسياق الطبيعي لسلسلة تصريحات بيرتس خلال الحملة الانتخابية، يعني ان بيرتس من المفترض أن يدعم أيالون، وهذا ما سيحصل على الأغلب، ولكن في السياسة الإسرائيلية، حيث المصالح الذاتية تنتصر على اكبر المعتقدات والبرامج السياسية، فإن كل شيء وارد.
كذلك وحسب استطلاعات الرأي فإن أيالون هو صاحب الإمكانيات الأكبر للفوز برئاسة الحزب في الجولة الثانية، ولكن الاحتمال الآخر، أي فوز براك، وإن كان ضئيلا، فإنه وارد في هذا المجال.
وسيكون تأثير مباشر للشخص الفائز على مستقبل حكومة إيهود أولمرت، فقد أعلن أيالون، قبل أسبوعين، أنه يرفض استمرار الشراكة في الحكومة الحالية برئاسة إيهود أولمرت، وأنه مستعد لاستمرار هذه الشراكة شرط استبدال أولمرت بشخصية أخرى من حزب "كديما" الحاكم، وقد جاء إعلان أيالون متسرعا جدا، متأثرا من الضجة التي كانت في إسرائيل، في أعقاب ظهور التقرير المرحلي للجنة الفحص لمجريات الحرب على لبنان، التي وجهت انتقادات شديدة لأولمرت وبيرتس.
إذ لم ينتبه أيالون إلى أنه مرشح لتولي رئاسة حزب ليس مستعدا وليس قادرا، في هذه المرحلة، على خوض انتخابات برلمانية مبكرة، تنقذه من تدهور جديد كما تتنبأ له استطلاعات الرأي، فإذا ما أصر أيالون على موقفه، وفي المقابل رفض أولمرت الاستقالة، فقد تؤدي هذه الحالة إلى انهيار الائتلاف الحكومي القائم، ويفسح المجال، "نظرياً" لانتخابات مبكرة.
وقد استدرك أيالون تسرّعه، لا بل تورطه في هذا الالتزام، وهذا ما يثبته تصريحه في اليومين الأخيرين قبل الانتخابات، حين قال إنه لن يتخذ أي قرار يتعلق بالشراكة في الحكومة من دون التشاور مع قيادات الحزب والتوصل إلى قرار توافقي في ما بينهم.
أما التزام إيهود براك فإنه أقل عبئا على الحزب، إذ أعلن موافقته على البقاء في حكومة أولمرت، شرط تعيين موعد للانتخابات البرلمانية المبكرة في غضون ستة أشهر، وهذا على الأغلب لن يحصل، لأن استبدال أولمرت المتوقع، في الصيف القادم، قد يغير المشهد الحزبي بصورة كبيرة.
ولكن السؤال المركزي في "موسم الانتخابات" هذا، هو مصير هذا الحزب على المدى الأبعد، ومدى احتمال عودته إلى مركزه السابق في الخارطة السياسية الإسرائيلية، حينما كان يتناوب على السلطة أمام حزب "الليكود"، الذي تهاوى في الانتخابات الماضية، وتتنبأ له استطلاعات الرأي عودة قوية، وحتى مركز الصدارة، في أي انتخابات برلمانية قادمة، وفق الظروف الراهنة.
إن المشكلة الأساسية التي تقف من خلف تهاوي حزب "العمل"، هو التناقض الداخلي الحاصل لديه على المستوى الايديولوجي الصهيوني، بين ضرورة إخراج إسرائيل من دائرة الصراع الدائم في المنطقة، وبين عدم التخلي عن الحلم الصهيوني الأكبر، أو الاعتقاد بأن الحل المطروح دوليا سيكون بداية النهاية لإسرائيل، كما الكثير من الإسرائيليين.
وهذا صراع موجود في الشارع الإسرائيلي ككل، منذ أن اصطدمت إسرائيل بواقع انهيار "بقراتها المقدسة" التي قامت عليها، مثل "عدم وجود شعب فلسطيني"، والاحتفاظ بما يسمى "كل أرض إسرائيل" (فلسطين التاريخية)، و"التأقلم في الأسرة الدولية بصورة طبيعية من دون حل الصراع"، وينضم إلى كل هذا الهاجس الإسرائيلي الصهيوني من "الخطر الديمغرافي" وتراجع الأغلبية اليهودية في مناطق 1948، ناهيك عن فلسطين التاريخية.
فعلى الرغم من أن حكومة حزب "العمل" قادت في العام 1993 المفاوضات التاريخية مع منظمة التحرير الفلسطينية، في مسار اتفاقيات اوسلو، وما تبع ذلك من اتفاقيات وانفراجات إقليمية مرحلية، إلا أنه في النصف الثاني من سنوات التسعين، تراجع الحزب وغيّب برنامجه السياسي كبرنامج مستقل، غير خاضع لاملاءات اليمين الإسرائيلي، وبالتالي تحول إلى حزب ظل في الساحة السياسية، وهذه حالة لا تزال قائمة حتى اليوم.
فحتى عندما عاد "العمل" إلى الحكم في العام 1999 برئاسة إيهود براك، لم ينجح الحزب في إثبات وجوده على الساحة السياسية كحزب قوي، وظهر مجددا كحزب تابع لتوجهات اليمين، وتعمقت لديه ظاهرة عدم وضوح الرؤية، فقد كان يظهر وكأنه معني بدفع العملية السياسية، ولكنه لم يُقدم على أي من الخطوات الفعلية التي من شأنها دفع عملية السلام.
على المدى المنظور لا يوجد ما يمهد لانقلاب حقيقي في حزب "العمل" ليكون بديلا بشكل نسبي لسياسية اليمين الصهيونية، وهذا أمر ملموس في الشارع الإسرائيلي، الذي لم يعد يمنح الثقة لهذا الحزب، كالحزب القادر على قيادة السلطة، وإنما كحزب من الدرجة الثانية، وعلى الرغم من هذا فإنه من السابق لأوانه القول إن حزب "العمل" بات أقرب للغياب الكلي عن الخارطة السياسية الإسرائيلية.
المتوقع الآن، ووفق هذه النتائج، أن تبقي هذه الانتخابات على أزمة القيادة التي يعاني منها حزب "العمل" منذ سنوات، وبالتالي استمرار الغوص في حالة الشلل السياسي، وتغيير هذا الوضع، هو ظهور الرئيس المنتخب بحلة جديدة، تستطيع إقناع الجمهور بإمكانية التحول الجذري المعاكس لتوجهات اليمين المتطرف، التي تسيطر بشكل مباشر وغير مباشرة على رأس الهرم في سدة الحكم الإسرائيلي.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيلان بابي نصير فوق العادة لحق العودة
- قبضايات في غزة
- مدن فلسطين الساحلية تعيش النكبة من جديد
- فترة حاسمة لمصير -العمل- و-كديما-
- دورة برلمانية إسرائيلية مصيرية
- إسرائيل: عاصفة مع وقف التنفيذ
- عام على حكومة أولمرت: حروب وفساد وثبات
- ارتفاع قيمة الشيكل أمام الدولار يخلق جدلا اقتصاديا في إسرائي ...
- فلسطينيو 48 مسيرة وتاريخ
- هجمة متصاعدة على فلسطينيي 48
- عن -انهيار اسرائيل الوشيك-
- الكنيست الإسرائيلي بين دورة شتوية -باردة- ودورة صيفية -ساخنة ...
- أولمرت وثرثرة السلام
- الإعلام الإسرائيلي والرجل القوي
- المشهد الحزبي الإسرائيلي عشية فينوغراد
- الانتخابات الإسرائيلية المبكرة: الواقع والبديل
- اسرائيل في مشهد عنصري
- أزمة القيادة في إسرائيل
- السباق على الرئاسة الإسرائيلية
- مشهد جانبي في إسرائيل


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - برهوم جرايسي - انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي