أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - ولا عزاء للمتضرري في مسلسل الأخطاء الطبية !!















المزيد.....

ولا عزاء للمتضرري في مسلسل الأخطاء الطبية !!


أمل زاهد

الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحفل صحفنا المحلية كل يوم بأخبار مفجعة عن أخطاء طبية فاحشة ترتكب آناء الليل وأطراف النهار، كما تمتلئ صناديق بريدنا الالكترونية بصورة شبه يومية بتلك الأخبار الصادمة الدالة على الاستهانة بالروح البشرية ، وذلك من قبل بعض من يفترض أنهم الأمناء عليها والحريصون على مداوة عللها وبرء أمراضها ! فإذا بالطبيب يتحول إلى جزار ، وتلتف اليد التي يفترض فيها الحذق والمهارة والقدرة على إزالة الآلام واجتثاث الأمراض على عنق المريض لتقضي على حياته أو لترتكب أخطاء لا يمكن إصلاحها بأي حال من الأحوال، لتتحول حياة المريض إلى كابوس مرعب ليس له نهاية ، يتمنى معه لو قضى نحبه ومات بكرامته بدلا من ذلك الإحساس الممض بالعجز وعدم القدرة على ممارسة تفاصيل حياته اليومية !
عشرات القصص التي تقشعر من هولها الأبدان وتشمئز من بشاعتها النفوس ، فهاكم قصة عبير التي أسلمت روحها وهي تهب الحياة لابنها نتيجة لأخطاء فادحة من القائمين على عملية الولادة التي قيل لوالدة عبير فجأة أنها ستكون قيصرية ! وقد تم التعتيم على طبيعة تلك الأخطاء من قبل المستشفى التي احتجزت جثة عبير في ثلاجتها لمدة 15 يوما . وقد تبين لاحقا أن طبيبة التخدير لا تملك تصريحا لممارسة المهنة ، كما أتضح أن طبيبة النساء والولادة لا تملك هي الأخرى تصريحا لممارسة المهنة ، وقد أغلقت وزارة الصحة ذلك المستشفى الخاص الكائن في حي بني مالك بجدة ، وقد أثبتت التحقيقات بعد ذلك أنه قد تم إغلاق ذات المستشفى من قبل مرتين نتيجة لأخطاء طبية جسيمة ثم أعيد فتحه ! ولا أدري لماذا يعاد فتحه دون التثبت من إمكانياته وكفاءة أطبائه ودون أن يتعرض مرتكبي تلك الأخطاء لعقوبات قاسية تردع كل من تسول له نفسه الإهمال أو التهاون بصحة عباد الله ؟ و من يضمن لنا أن ذلك المستشفى لن يعود ليشرع أبوابه لجز أعناق المرضى الأبرياء مرة أخرى ؟! كما سبق أنه أعيد فتحه من قبل مرتين وليس مرة واحدة !
لا يزال عبد الله مولود عبير يبحث بفيه عن ثدي أمه وعن دفقات حنانها ونفح عواطفها ، بينما تلهب رؤيته قلب أمها المحترق على ابنتها الشابة التي قتلت بتلك الطريقة البشعة !!
عشرات وعشرات القصص لا تحدث فقط في المستشفيات الخاصة ولكنها أيضا تحدث في المستشفيات الحكومية الكبيرة ، وأحدثها ولا أعتقد أنه سيكون آخرها قصة رجل متوسط العمر دخل إلى مستشفى الحرس الوطني بجدة لإجراء عملية قلب مفتوح وهو متفائل منشرح ، كونه سيستعيد صحته خاصة وأن عملية القلب المفتوح أضحت من السهولة بمكان كما أن نجاحها غالبا مضمون . ولكن يد الإهمال العابثة أعادت فتح قلبه فور انتهاء العملية بعد أن نسي الجراح استبدال شريان مسدود ، وأدت إعادة فتح قلبه تلك إلى فشل الكليتين في أداء وظائفهما وما لبث الرجل أن قضى نحبه تاركا زوجة مكلومة وأبناء محزونين على أبيهم الذي اقتلعته يد الإهمال والتهاون من أحضان أسرته ليوارى الثرى بين دموع أهله وفجيعة ذويه !
عشرات الحالات والجرائم التي تحدث كل يوم والتي يقرر الأهل فيها أن يلتزموا الصمت وأن يتجنبوا الشكوى والمساءلة ، ثم يزدردون ألآمهم وإحساسهم بالقهر والظلم والتهاون والإهمال ، ويمضون وهم لا يفكرون في محاسبة أو مساءلة المتسببين في تلك الأخطاء القاتلة !! يضربون كفا بكف ويمصمصون شفاههم .. وكله مقدر ومكتوب وعمر الإنسان وقدره مخطوط على جبهته !! ولذلك لا داعي للمساءلة والمحاسبة فما قدره الله قد كان ولا راد لقضاء الله وقدره ، ولن تعيد الشكوى لفقيدهم حياته كما لن تعيد لمريضهم بصره الذي فقده أو إحدى حواسه أو أجهزته التي عُبث بها نتيجة لأخطاء في العلاج .. وهلم جرا !! وتتفشى الأخطاء الطبية وتزداد حدتها وترتفع وتيرتها ، فمن أمن العقوبة زاد في الإهمال وتهاون في الأداء ، رغم قدسية المهنة وثقل الأمانة الملقاة على كاهله . ولا ينكر القضاء والقدر مسلم ولكن الإيمان بهما لا يعني ترك المهمل دون محاسبته أو التغاضي عن الأخطاء ، بل إن تعاليم الدين نفسها تقتضي أن يحاسب كل مخطئ على خطئه ، ولذلك يتوجب فك الاشتباك ما بين مفهومي المحاسبة على الأخطاء وبين الإيمان بالقضاء والقدر .
والقضية في تقديري تتبلور في أن مفردتي المساءلة والمحاسبة غير موجودة في معجمنا الثقافي ، وفلسفة المطالبة بالحقوق وتحرير الشكاوى والتعويض عن الأخطاء هي الأخرى مؤودة في ثقافتنا ، والخوف يلجم الألسنة ويكبل الأفواه عن الشكوى والمطالبة بالحقوق ! والمواطن الذي اعتاد السكوت والصمت دون أن ينبس ببنت شفة حتى في حال انتهاك حقوقه ، يستمرىء السلبية ويراقب الأخطاء ترتكب والدماء تسفك والحدود تنهار دون ردود أفعال مقاومة من قبله ! والمواطن الغارق في لجج اليأس من عقوبات رادعة للمهملين والمتجاوزين لا بد أن يفضل السكوت والصمت على تحرير الشكاوي ومحاسبة المسؤلين ، فحتى لو تجرأ وطالب بعقوبة المخطئ فغالبا لا يتساوى العقاب مع حجم الخطأ أو الجريمة المرتكبة !
والقضية خطيرة وشائكة وتتداخل فيها الكثير من الجوانب الهامة ، وتحتاج منا إلى نظرة ناقدة مشّرحة لذاتنا ولثقافتنا ولمنظومتنا السياسية والاجتماعية لنحاول الخروج من أفلاك السلبية ودوائر اللامبالاة ، وتقتضي منا أن نغرس في أبنائنا منذ نعومة أظفارهم الإحساس بالمسؤولية والشجاعة في مقارعة الظلم وأن لا يخافوا في الحق لومة لائم ، فلا يجب أن يكون هناك أحد فوق المساءلة والمحاسبة . كما يتعين علينا أن نمهد الأرض لزرع ثقافة الحقوق والواجبات ، فالمواطن الذي اعتاد على السكوت عن حقوقه بالمقابل لا يؤدي ما عليه من واجبات ، والحقوق والواجبات ليست إلا سلسلة تتضافر مع بعضها البعض لتكون منظومة يتم بها تحقيق العدالة وإعطاء كل ذي حق حقه .
وأنا أهيب بالمسئولين في وزارة الصحة من خلال هذا المنبر أن يتصدوا لمرتكبي الأخطاء الطبية ، وذلك بتنصيص عقوبات رادعة يأتي على رأسها الحرمان من ممارسة مهنة الطب نهائيا في حال إثبات الخطأ والتهاون ، وأن لا يسقط الحق العام فيما لو سقط الحق الخاص عن طريق عفو أهل المريض ومسامحتهم للطبيب المخطئ والمستشفى القائمة على العلاج ، حتى يتسنى لنا إيقاف هذا المسلسل الدامي للأخطاء الطبية !



#أمل_زاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير الزائف
- عندما يعق الوالدان ابناءهما !!
- حتى لا نحترق بنار الطائفية !!
- تمييز مستتر وعنصرية مبطنة !!
- من وراء نقاب !!
- ضرب المرأة .. أي ثقافة تلك ؟!
- كفة ترجح دائما !!
- عندما يتأبط الموت ذراعنا !!
- لابد من حلول قاطعة !!
- وارث الريح
- الثقافة فعل تمرد
- وجها لوجه أمام ظاهرة التحرش الجنسي
- هموم وشجون رمضانية
- تلك العتمة الباهرة
- فليحيا الوطن .. فليسقط الاشقاء !!
- مابين طرفي نقيضين !!
- بين الموت والخلود
- الكوني والمرأة .. عدوانية وكره أم عشق وتوق ؟
- هل هو حي يرزق ؟
- ظاهرة العنف الأسري : إلى أين نحن ذاهبون ؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمل زاهد - ولا عزاء للمتضرري في مسلسل الأخطاء الطبية !!