أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - الشيطان يكمن في التفاصيل















المزيد.....


الشيطان يكمن في التفاصيل


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 12:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

((سأبدأ من حيث مؤشر نقمتنا ومرشد نعمتهم,وحيث أن الشيطان في التفاصيل,فهذا مثل أمريكي شائع,وهو بتفاصيله ثقافة غربية سائدة وربما ذروة سنامها في الممارسة السياسية,أتناوله كإطار وحاضنة لفرضية سياسية وتوظيفه في الصراع العربي_الإسرائيلي,وذلك لاختباره كقيمة وأيدلوجية سياسية,تنسحب على تاريخ الصراع , وأبعاده,وما لهذه الثقافة من إفرازات عملية,تجسيدا لثوابت نظرية, وما لهذه الثقافة من تداعيات مصيرية على مجمل قضايا الصراع والتسويات, وتشخيص مردودات تلك الشياطين الكامنة في التفاصيل, على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا, وهل نالت تلك الشياطين من تفاصيل إيماننا بقضايانا,وهل تحديدا هو مثل أمريكي صرف, أم هو صياغة حديثة بعد استنساخ من عمق ارث التاريخ الاستيطاني الاستعماري الغربي؟؟))

في خِضَم الجدلية السياسية,بالرفض والقبول, والحق والباطل,والثابت والمتغير,والواقع والمأمول, وتزوير معالم التاريخ, وتبرير الإخفاق كما تبرير الإقدام, وكل المتناقضات في واقع عمليات التسوية السلمية ,بمحاولات محمومة ومكثفة لتقزيم بل وأد مناخات الصراع العربي _الصهيوني, وقد حاول البعض الصعود إلى قاطرة الشراك واضحة المعالم والتفاصيل, تفاديا للوقوع في شراك مجهولة, لها من اللعنة السياسية والاقتصادية, مالا يبقي ولا يذر,خطر على المال والنفوذ والسلطان والصولجان, والبعض الأخر انكفأ على نفسه خشية أن يكون المعلوم رحلة صعود إلى قاطرة الهاوية السياسية طالما أن الخيارات طوعية,فأصبح هدف لرحلة تالية, حيث القاطرة السياسية بلونها الأرجواني الجديد, والذي يخطف الألباب قبل الأبصار مع تغييب العقول, بالمغريات الصارخة وسط صحراء, يطلق عليها بالمسمى دون التفاصيل,صحراء الصمود والتمترس على الثوابت القيم يطلق وفق نظرية الحق والأجداد والآباء,ويصفها رواد التفاصيل صحراء الجمود الجرداء,فوثب إلى القاطرة نفر من العصاة,حيث كابينة الدرجة الثانية السياسية, ولم يبقى سوى عدد محدود من المعالم الصخرية الوطنية الصلبة, والتي تصلح للعبة الشطرنج السياسية الغربية الكبرى, وهنا تكمن مقومات النجاح والفشل,بانتهاج النفس الطويل بما يتوافق مع إمكانيات مادية ومعنوية لكل من اللاعبين, والاهم من ذلك كله في صراع الشطرنج الحديث على الرقع السوداء والبيضاء,هو الأبعاد القومية والدينية, الإقليمية والدولية, فتصبح بلا شك مقارعة عبقرية شاملة بتفاصيلها,من يصمد أكثر؟؟, من يتحسس ويتعسس جيدا تفاصيل الأخر؟؟,من يكيف ويُسَخِر إمكانياته لنفس طويل؟؟
,من يُغري ويغرر ويضلل الخصم؟؟, بتضحيات تكتيكية , وإغراءات آنية, تؤدي تضحياته إلى هدف تكتيكي أخر هو التضليل والتغرير على قاعدة ((لكل شيء ثمن)) , ومن ثم اختيار نقطة الصفر للانقضاض ,والنيل من ثوابت الأخر, على طريق الهدف الاستراتيجي الأكبر وفق خيارين أحلاهما مُر , إما قبول الهزيمة والاستسلام, وإما الصمود والمكابرة والإقدام, فخيار يحفظ ماء الوجه ويكون زمام القرار بالمطلق للخصم باستثناء هامش صغير منحة الركوع, وخيار يخلفه دمار جراء إخراج اللاعب المتغطرس عن طور توازنه , ونفاذ صبره,فيقلب الرقعة الشطرنجية, ويحطم دستور العبقرية الدولية,ليُشرع قوانين جديدة جوهرها غير مظهرها, ومضمونها إخطبوطي الأذرع, وان زاد تشميرا عن أذرعته الخفية فإنها مائة كالآلهة الهندية, لكن مفادها حرمة الندية في الممارسة العملية,ووفق الاعتراف بغلبة الإمكانات المادية وإسقاط ضمانة الصمود المعنوية,فلكل كيان حجم معروف يسمى برجماتية,على خارطة موازين القوى الدولية,فشتان مابين الكبار والصغار, وشتان مابين هامش حقوقهم وفق معايير الأوزان السياسية في بورصة تعتمد أرصدة القوة الاقتصادية والعسكرية,ولا وجود في سلة عملاتها لأرصدة بشرية تغط في السبات الحضاري وتقطن كهوف الجاهلية.

وإذا ما انعطفت قليلا عن تسلسل الأفكار,وذلك لإحداث مقاربة لنفس السياق,فبعدما حطت الحرب العالمية الأولى أوزارها وبمبادرة أمريكية, انشات عصبة الأمم, وكان شعارها السياسي الكيانية الدولية في العضوية والصلاحية, يعني جزر القمر لها ما للولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا, من صوت وتأثير داخل أروقة العصبة, فكانت عصبة على هامش التاريخ, وكان مصيرها حتمية الزوال, بحكم جدلية المقبول والمرفوض, والمعقول واللا منطقي لان مابني على أخلاق وندية طوعية لايجسد الواقع ولا الطموح السياسي,فلا يعقل أن يستوي السجين والسجان ,ولا المرفه والجوعان, فسقطت العصبة على يد روادها.

ثم ما إن حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها, حتى كان البديل, هيئة الأمم المتحدة, وبمبادرة أمريكية كذلك, وفق موازين قوى جديدة ,ووفق معايير وخطوط حمراء وخضراء يقف على حدودها اللاعبين, كل حسب قدره وحجمه,فتبدلت الأسماء والعناوين, وقسمت هياكلها حسب الأصول والمقبول والمعقول, بعيدا عن مُثُل غبن العدالة, فلكل كيان حجمه ومقامه,للملوك ممالكهم وللحشم ملاجئهم, ولكل صوت وزن ونفوذ, حتى تم إنشاء عصبة أمم عنصرية سياسية داخل هيئة الأمم,قوامها الخمسة الكبار, والحشم والرعية ما يزيد عن الخمسون, ثم زادوا بفعل الانعتاق من ربقة الاستعباد الاستعماري والتنظير والتحذير لمن لايحجز مقعدة في الهيكل الاممي , حتى زاد الصغار إلى مايزيد على المائة والتسعون, وساد قانون المرحلة لاصوت يعلوا فوق صوت الشرعية الخماسية(مجلس الأمن) .

أعود إلى سياق حديثي, فما بين سماء الهيمنة الأمريكية البريطانية, وطارق المستضعفين من الرعية, مابين مطرقة العصا الغليظة الاستبدادية,وسنديان الجزرة والمؤامرة الدولية, كانت اهزولة التسويات السياسية, التي انطلقت من إستراتيجية واضحة الأيدلوجيات الصهيونية, ومعالم تصفيات القضية العربية والفلسطينية.

تفاصيلنا وشياطين الماضي:

فمنذ الثورة العربية الكبرى 1916 والحسين ابن علي, والعرب منقسمون على نفسهم,وفق مقدمة مقالتي ,ومعادلة القاطرة والشطرنج وواقع التضليل والإغراء والتغرير,فصَدق من انطلت عليه وعود الخلافة, وميلاد الحلم الكبير, ورفض من توجس,لكن القرار كان بيد من كان يملك الإمكانيات والانتشار, ومن اعتقد أن العناوين متطابقة مع التفاصيل,فكان صاحب الخيار والقرار, وثار الثوار على الباب العالي, وطعنت الحاضنة العثمانية المريضة, من الخلف وتحت الخاصرة,وانتصر الحلفاء,ولم يتردد أصحاب الوعد الكاذب ,لينكثوا عهودهم, ويستخفوا بالسذاجة العربية, فالشعار دولة عربية كبرى , والحقيقة عبرية كبرى, فكان مصير ركاب الدرجة الأولى من القاطرة النفي والإبعاد إلى قبرص,هذا هو قانون التفاصيل, وتنصيب أحفاد الكبار ارث الأجداد, وقسمت المقدرات والبلاد, واستُعبد بالحديد والنار باقي الرعية من العباد, وأُكمِل المشوار حسب تفاصيل المخطط,إلى فلسطين, انتداب بعد بلفور, فشعار ((شعب بلا ارض لأرض بلا شعب)), وانتهجت إستراتيجية تسهيل الاستيطان, كمقدمة لانبعاث طوفان الشيطان, ورغم حكمة الآباء البريطانيون, القائلة بالصبر والزحف الافعواني الهادئ الخبيث, وانتهاج خُطى السلحفاء, وعدم إثارة الدهماء من الرعية والنتيجة واحدة لهذه الإستراتيجية البريطانية, والأخرى الصهيونية, فالصبر البريطاني وصفه الشاعر العربي بقوله:

لايبلغ العقل والدنيا تُساس به *** مايبلغ الصبر في الأحداث والنوب

لكن التفاصيل تفيد طُغيان الإستراتيجية الصهيونية, على خُبث الصبر البريطاني, لاستثمار المناخ وحسم الأمور كما يوضحها((فلاديمير جابو تينسكي)) احد الآباء الروحيين للصهيونية وقد جاهر بتفاصيل تلك الإستراتيجية عام 1923(((بأنه لايمكن البحث في سلام طوعي بيننا وبين العرب...اي سكان أصليون... يعتبرون بلدهم بيت أمتهم, ولا يسمحون لا لمالك جديد, ولا لشريك جديد بالإقامة معهم. والمخرج الوحيد هو الاستيطان,هذه سياستنا حيال العرب , وصياغتها بشكل آخر لن يكون إلا نفاقا )) هذه هي التفاصيل وبيت القصيد وما سواها من مسميات وعناوين يجزل بها العطاء لسذج العرب ماهي إلا مُسكنات لنسيان التاريخ والزمن.

هكذا امتزجت الإستراتيجية الافعوانية البريطانية, بالإستراتيجية الشوفونية الدموية الصهيونية, وعند الحسم تقلب طاولة اللعب ويُعاد صياغة قواعد اللعبة حسب الإحداثيات والموازين, فالوقت يعمل في التفاصيل لصالح الشياطين الاقوياء, لا لصالح المغمورين بوعود نرجسية من طين,فمشروع كبير على عتبات الترجمة, لايعير للعواطف والأخلاق والإنسانية والحق وزنا, والحكمة والرحمة والوعود لامحل لها من الإعراب في لعبة الكبار, عندما يقرروا تغيير معالم التاريخ والوجود السياسي, ويبقى الحالم العربي الرومانسي الطيب, ينتظر بشاعرية رحمة الأوثان الذين تمردوا على الديان, فما كان لايخرج عن كونه وعود منمقة مُجملة وفق وثائق بها من الصياغة العربية الشاعرية ماتطرب له الآذان ويتحرر به خيال الكيان, وأما الشيطان فيكمن في التفاصيل.

جاء اليوم الموعود بعد أن كبر الجنين, واشتد ساعده في حاضنة بلفورد1917 وصبر خبراء الصبر الخبيث على مشروعهم , ومن ثم تفصيل أخر كان قرار التقسيم 181 لعام 1947, فشبه لنا أنهم قبلوا , فرفضنا, وحقيقة الأمر تكمن في تفاصيل الرفض والقبول, إنها جدلية المراوغة والخداع والتضليل والتغرير, وخشية أن نعود للوعي المرفوض, قتلوا (الكونت) القادم لتقسيم مالا يقبل القسمة في تفاصيلهم,ثم أعلنوا كيانهم المسخ 1948 وهب العالم من مشرقه لمغربه, من موسكو حتى واشنطن ,معترفين للشيطان بما آتاهم ,معلنين البشرى ونحن مازلنا فرحين, قابضين على الوعود والمسميات والعناوين.

وكانت النكبة 1948 وهب العالم الشرقي والغربي من نفس الأقطاب والعناوين الكبرى, ليحموا مشروعهم, لكنهم لم يحرمونا من شعارات منمقة ووعود موثقة تحت عنوان الحق ومخاطبة إستراتيجية عواطفنا ,وقد أصبحوا العارفين ببواطن عقولنا وإرادتنا,وعزفوا أنشودة السلام والوئام, وكانت الشياطين تكمن في التفاصيل, ليسموها بالهدنة , ففرح بها السذج المغمورين, وكانت أعظم هِبةٌ للكيان الغاصب,حيث الإمداد بالمال والسلاح, وعشرات آلاف المهاجرين المقاتلين, ونحن عن الحق بالباطل غافلون, حالمون, ننتظر الوعد المشئوم بالتسوية العادلة واستعادة الحقوق المغتصبة, وهذا الاعتقاد بالكفر السياسي بعينه لاوجود له إلا في عقولنا, أما الحقيقة فتكمن في بيت الشيطان في التفاصيل.

وفي ذروة هذه الجدلية العقيمة , والاستراتيجيات اللئيمة, تبلدت نخوة الحق فينا, فثار الأحرار وتمردوا على واقع الذل والمهانة العربية, واستمراء التلهف الادماني لابتلاع طُعم وهمي سطحي, جميل المظهر, قبيح الجوهر في التفاصيل, ثم مرت قاطرتهم الصاروخية, فمن يصعد على متنها تاركا ثوابته, مُسقطا وهم الحق والتاريخ, فقد نجا بنفسه ومملكته, ومن واجهها بشبهة التصدي سحقته, ومن لزِم جنباتها بتراب ريحها طمسته, وما زلنا ننتظر البديل, فكيف ونحن نفتقر لسلاح التفاصيل؟!!

حاضرنا من واقع تفاصيلهم:

وعليه يختلف جمعنا العربي, بالتأويل والتحليل, وأحيانا ينتهج أصحاب مدرسة الواقعية لغة الوهم والتدجيل,فما زلنا نعيش وسط بركان التفاصيل حيث يربض الشيطان, وأقصى آمالنا مجرد عناوين, لانعتبر ولا نريد أن نعتبر, لان في التفكر والاعتبار حق, وتبني الحق يعني مواجهة , والمواجهة تعني سقوط رؤساء وملوك وسلاطين, فالطيب أحسن... وكفى الله أولي الأمر شر المعرفة والقتال, حرصا على دماء الرعية, ليس مهم مستقبلهم , المهم أن يعيشوا, وحاشى وكلا أن يكون التخاذل من اجل , قصور وأموال وجاه ونفوذ وارث وعبيد, إنهم حكماء الواقعية السطحية, في مواجهة حكماء التفاصيل الصهيونية, وحتى هذه الواقعية العاطفية , في التفاصيل أُطلق عليها مسميات أجنبية,فأصبحت بحمد الله برجماتية, وما أدراكم ما البرجماتية, فهي جميلة المظهر, لكنها قبيحة التفاصيل, ولا علاقة لنا بغيبيات تفاصيله, فما علينا إلا محدودية التفكير وعلى شياطينهم ترجمة التفاصيل, والقناعة كنز لا يفنى, المهم أن يعيش الرعية!!!

وعليه سواء قبلنا أو رفضنا, أصبح حقنا باطلهم, وباطلهم حقنا, أصبح جهادنا إرهاب, وإرهابهم جهاد, وجاء المدد من رب العباد ليزيد من استمراء التوسل والاستجداء والمهادنة المجانية, ومساندة الأعداء, فأمطرنا بمزيد من الذلة والخزي, وزحفت إلينا العديد من المشاريع المجملة, والتسويات المتفردة, وردت الأمانة الفلسطينية إلى أهلها, فكانت أوسلو ومدريد, وارض مقابل سلام,وسلطة ووزارات وسلطان,لكنها في التفاصيل لم تخرج عن كونها مضيعة للوقت , وشعارات كاذبة, وخداع وتضليل وتغرير,فقبلنا وحلمنا بعروس فإذ بالمولودة قردة, فالتفاصيل على الإطلاق لاتعكس جوهر المسميات,وتخالف بالمطلق وثائق المواصفات.

ولم يعدم الخادع الحيلة والوسيلة, لجعل الخصم يظهر في خانة الرافض رغم القبول, لتمرير تفاصيل أدهى وأَمَرْ للمشروع الكبير, فقامت السلطة ودمروا السلطة, وقلبنا الزعيم إلى رئيس فقتلوا الرئيس, واعتنقنا ديمقراطيتهم على اعتبار أنها أيدلوجية للسلام والاستقرار, فاستهجنوا سذاجتنا, واستفزهم غبائنا, وحطموا ديمقراطية هي في التفاصيل دكتاتورية مجملة.

وحتى حركات المقاومة تم استدراجها للمشروع السياسي, فوقعت دون تسمية, وسايرت الشعار الزائف, وأعطت الهدنة تلو الأخرى, وقبلت مبدئيا ومؤقتا بالمحرمات السياسية العلمانية, دولة الوهم على حدود الرابع من حزيران 1967 , طالبونا بإفرازات ديمقراطية ففعلنا, طالبونا بهياكل سياسية مؤسساتية فقبلنا هذه هي العناوين, أما التفاصيل, اعتقال الإفرازات واغتيال النُخب , وتدمير البنية الشرعية المؤسسية, وجعلوا من عناوين أيدلوجيتنا السياسية الحديثة مهزلة وسط صمت عالم ديمقراطي من الطراز الأول!!! فلم يكن العيب فيهم, وليسوا ملزمين باللعب على المكشوف وعرض أسرار تفاصيلهم,بل العيب في فهمنا الخاطئ وسذاجتنا, ووعينا السياسي الزائف, نتفق معهم على شيء يتم تسميته, لكن في التفاصيل والممارسة يسكن الشيطان!!!!

فقانونهم عكس قانونكم, وشرعيتهم على خلاف شرعيتكم, فأبجديات باطلهم وحقهم عكس مفردات الحق والباطل لديكم ,لكنها مفردات جميلة تعني في المحصلة السطحية,عناوين قانونية, وشرعية,وحق وباطل , مظهرها مستقبلكم, وجوهرها ضياعكم, فالشيطان يسكن في التفاصيل!!!

رباعيتهم إجماع مبني على فرقتكم, وقراراتها هي النيل حتى النخاع من ثوابتكم, والتفاصيل في إعطاء من لايملك لمن لاستحق بمقياس أمثالكم!!!

شريعة التفاصيل:

هذا هو قانون المرحلة منذ الأزل السياسي عندهم, قانون غاب, وشريعة مكارثية, ومنهجية نازية, غايتهم أن تكونوا بهائم غابتهم, وفي أحسن أحوال خستكم رفعة, رعيان طرشان لرعاع عميان في حظائرهم, صاغرين طائعين,ليس لكم مالهم بل عليكم ماليس عليهم, ولكم الفتات والآمال والعناوين,أما التفاصيل حيث يقطن شياطينهم كخزائن للخير حكر عليهم!!!

وما أكثر مشاريعهم وخداعهم, وسط عالمنا الطيب الساذج, الذي يشبع جوعه الوعود ويروي ظمأه العهود, فلا عهود لهم, فجريمة أن لا تقرؤوا التجربة من التاريخ , القديم والحديث, والجريمة أعظم إن قرأتم ولم تعتبروا, فما وعودهم وعهودهم إلا لذر رمال الباطل في عيون رعية الحق!!!

مشروعهم ارض مقابل سلام؟؟!! فأي ارض وأي سلام؟؟!!

والحقيقة في التفاصيل سلام مقابل ارض , وشتان بين المصطلحين ,فلكم ارض مطموسة, المعالم مشوهة الحدود, نكرة كخيبر,لكم من بعض بورها الأكثر بور,مقطعة أوصالها بأذرع وأحزمة والسنة وأسوار استيطانية, كيانها مثل خيالكم عناوين وفتات, ويكمن في التفاصيل كل الشياطين!!!

أما السلام مقابل الأرض فهو منكم,معلوم وسقفه محدد بحده الأدنى,تطبيع, طمس ثقافات دينية ووطنية,وإسقاط دساتير وقيم إستراتيجية, وكل هذا العطاء حتى في ظل هرولتكم, يخضع لمماطلة الاختبارات, وحسن النية, ولكن حدود زمانه غير معلوم, ومهما أخلصتم العطاء, وأجزلتم الانتماء , بسلامهم المنشود, فالشياطين تكمن في تفاصيل زمانهم التي هي عكس أزمانكم, كلما قدمتم تضحية وتنازلتم عن ثابت, قالوا المزيد المزيد, ومطالب تفاصيل شياطينهم ليس لها شطئآن ولا حدود!!!

قالوا لنا دولة عربية فلسطينية؟؟!! فأي دولة وماهي ملامحها ؟؟!!

ليس لنا في محرمات التفاصيل, فمقومات وقومية دولتنا في فقههم الحديث القديم لا تخضع لبديهيات وأبجديات المقومات والقوميات,فمنذ أكذوبة الدولة القومية الكبرى1961, وحتى أكذوبة الدولة الفلسطينية الصغرى 2004 تكمن التفاصيل الشيطانية, أحيانا تسمى دولة قابلة للبقاء, أي أنها عنوان مؤقت حتميته الزوال بأسلحة تفاصيلهم المستقبلية, ولها حدود مؤقتة تفاصيلها بلا حدود,غير حدود المخيمات والمدن والكنتونات الداخلية, تحد بعضها بعض داخليا, وحدودها الخارجية على معايير الدائرة القطرية, ملامسة للحدود الدولية كبوابات وحلابات مرور الأنعام, لاصلة لأعضائها وفق معايير وحدة الإقليم, وإنما من بعضها إلى بعضها مرور يقال بالعناوين دون التفاصيل, انه آمن عبر بوابات تفاصيلهم الصهيونية حيث إشراف الشيطان!!!

مشروع منحتهم يستند إلى قرارات دولية, ومرجعية رباعية ؟؟!!استخفاف بالعقول البشرية, هذا إذا صدقوا حسب معطيات العناوين وليس التفاصيل, أنهم يتعاملون مع بشر؟؟؟!!!

فأي قرارات؟؟ نعم هي بالمسميات والأرقام والوثائق السطحية 242, 338, 194, 181, ولتبدؤوا من الصفر للمليون لا ضير في الذكر والتذكر والعد بلغة الرومانسية القانونية الدولية,لكن في معجم التفاصيل الشيطانية تصبح بفعل شيطان,الأرض أراضي, والعودة توطين وسماح بضيافة دائمة لبعض الحالات الإنسانية, والتقسيم يصبح على خارطة الترسيم تهويد, ولكم دويلة, دولة ,مملكة, حاكوره, إمبراطورية, سموها كما شئتم من المسميات والعناوين,المهم ألا تتجاوز وألا تتناقض مع الممارسات وناموس التفاصيل فلا قيمة ولا قدسية لها في شريعة التفاصيل, ولكم في الحق من الشاة أذنها !!!!

وأي رباعية تلك التي تنتظر قبولنا طوعا أو قهرا بتلك المسميات الهزيلة,حتى توثق التنازل والتفريط بوثائق ربما لو نشرت أوراقها لاحقا وسابقا حسب المشروع, فستكون اكبر من مساحة حلمنا وعنوان دويلتنا!!!

وهل تختلف رباعية اليوم أو خماسيتها, عن خماسية الأمس.فما زالت أقطابها عاجزة عن تنفيذ قرارات شرعيتها, ويكفي أن نقول أن ربيبتهم الدولة العبرية, تجاهلت تنفيذ مايزيد عن خمسون من قراراتهم. وان زعيم عصبة أو هيئة أو عصابتهم الرباعية, استخدمت سلاح الابتزاز والإرهاب السياسي(الفيتو) أكثر من أربعون مرة لمجرد منع إدانة مشروعهم المسخ.

وخرائط طرقهم وبدعهم, ماهي إلا معالم غلافية, لتفقدنا بوصلة الاتجاهات الأساسية, فالغلاف لنا دليل التيه كمصيرنا,وفي التفاصيل والمحرمات الداخلية يكمن الشيطان, وحقيقة الخارطة القادة حسب تفاصيلهم,إزالة اسم فلسطين بالمطلق كما يفعل بعض العرابين, العجم والعرب, لينفذوا شعار الصهيوني جابوتينسكي بوصية الشياطين على الأرض, وعلى الوثائق الورقية لعالم التفاصيل الجديد والناسكين من رعيته.

لهم نقول جميعا, مهما استفحلت وتجذرت بيننا ثقافة المسميات , فلنا في الغيب تفاصيل, تحملها البيارق المقاومة بالرباط إلى يوم الدين.




#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديد (( يهود أولمرت )) على مَحمَل الجَد
- دولة الرؤساء ((لا لمجزرة نهر البارد ))ا
- العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا
- احذروا دعوة نتنياهو_ قطع الكهرباء ((1))ي
- إسرائيل وسباعية اختزال الصراع
- مبادرة قبل الطوفان - جبهة إنقاذ شعبية
- الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة
- ((حرب تموز))نهج وفكر يفضي لزوال إسرائيل
- منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - الشيطان يكمن في التفاصيل