أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - متاهة الغد العراقي














المزيد.....

متاهة الغد العراقي


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 06:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الان ، وقد مرت اربع سنوات على جريمة البيت الابيض الامريكي بتدمير العراق تحت شعار تحريره ، ما الذي

تغير ؟ وهل ثمة ما ينبئ عن ان الغد سيكون احسن حالا ؟

كان صدام حسين يقيم مقابره الجماعية خارج المدن ... في الصحارى والمفازات ، تحت جنح الظلام ، بعيدا عن

الاضواء ـ ربما لانه يمتلك قطرة واحدة من نبع ماء الحياء في جبينه .... أما المحرر الامريكي المزعوم ، فإنه يقيم

مقابره الجماعية داخل المدن والاحياء السكنية الآهلة ، في النهار وعلى مرأى العالم ـ ربما إثباتا منه للضمير

الانساني الأصم ، أن سدنة " البيت الأسود " في واشنطن لا يمتلكون حتى قطرة الحياء التي كانت في جبين

الديكتاتور غير المأسوف على إعدامه " مع إدانتنا المسبقة لتوقيت وطريقة الاعدام " .


لصوص السطة اليوم ، أكثر شراهة وجشعا من لصوص الأمس القريب ، بل إن ما سرقه " مناضلو العراق

الجديد في اربعة أعوام ، قد فاق ما سرقه لصوص عراق الديكتاتور على مدى خمسة وثلاثين عاما .. وإلآ ما

تفسير مجهولية مصير نحو عشرة مليارات دولار كان من المفترض ان تكون قد صرفت لأعادة إعمار ما دمرته آلة

العدوان الأمريكية ، فإذا بلجنة النزاهة تعترف في تقريرها الرسمي ، اختلاس هذه المليارات دون التوصل الى

الايدي الخفية التي نجحت في " إعمار امبراطورياتها المالية الموزعة في الخارج تحت اسماء سرية " ؟ ... طبعا

هذه المليارات ليست ضمن المليارات الاخرى التي ابتلعها " الحوت بريمر وباقي التماسيح في العام الاول من

التحرير المزعوم والذي شهد أسوأ فترة فساد اداري في التأريخ المؤسساتي ، لدرجة تعيين شخص لا يصلح لقيادة

مفرزة شرطة وزيرا للدفاع تختفي بين يديه عشرات مئات الملايين من الدولارات الامريكية في بضعة اشهر ...

وما تفسير الثراء الفاحش الذي بات واضحا على سكنة قصور الديكتاتور ، وهم الذين كانوا حتى الأمس القريب لا

يمتلكون اكثر من بيوت طينية ، أو مجرد شقق من شقق الإيجار في المنافي ؟

كنا نأخذ على الديكتاتور تحزبه العائلي والأسروي ... فهل اختلف الأمر بالنسبة للقادة الجدد ؟ أم انهم قد انتقوا

اولادهم وأصهارهم وأفراد أسرهم وقبائلهم وعشائرهم لتسنم مواقع وظيفية لا يصلحون أن يكونوا فيها أكثر من

عمال نظافة ، أو مجرد موظفين من موظفي أولى عتبات السلم الوظيفي ...

كان في العراق " عدي " واحد ، و" قصي " واحد ... ترى ما أعدادهم في هذا العراق الجديد ؟ هل ثمة ضرورة

لذكر اسماء بعضهم ؟ اعتقد أن بمقدور المواطن العادي معرفة ذلك من خلال طواقم الحراسة والمرافقين والسيارات

المصفحة التي ترافق هؤلاء الابناء في جولاتهم التي قد لا تتعدى حدود المنطقة الخضراء ..

كان بمقدور المواطن العراقي أن يأمن على حياته في حال ابتعد عن مشاكسة النظام ونأى بنفسه عن معارضته ...

فهل يمتلك المواطن الان القدرة على تأمين حياته حتى لو انزوى في بيته ؟ وماذا عن الطاعون الطائفي الذي يتهدد

الجميع بتحويل العراق الى مقبرة على شكل وطن ؟ وعن ارخبيل " الجمهوريات المليشياوية شبه المستقلة ؟


وماذا عن تفشي الإرتشاء والفساد السياسي والاداري في هذا العراق الجديد زعما ؟ هل يعقل ان السلطة لا تعرف

ان التعيين في مؤسسات الدولة لا يتم إلآ بعد دفع حفنة " اوراق مالية خضراء " من ذات العملة التي كان يستلمها

الناضلون الذين تدربوا على اساليب النضال في اروقة البنتاغون ؟

سأفترض ان الحكومة لا تعلم ـ وهو مجرد افتراض خاطئ ـ فأقول لها : إن السعر المحدد لقبول طلبات المتقدمين

لوظيفة شرطي ، هو خمس اوراق من فئة المئة دولار ـ وقد يصل الى سبع اوراق كما هو حاصل في مدينة السماوة

وأنا أجزم ان الحكومة تعرف ذلك من خلال المظاهرات والمواجهات التي شهدتها السماوة عندما طالب المواطنون

باسترجاع مبالغهم من المسؤول " المجاهد " الذي وعدهم بالتعيين خلال أسابيع قليلة ، فإذا بالانتظار يتمدد

شهورا وسنوات ـ الأمر الذي حملهم على اللجوء الى بنادقهم ... وإذا كانت وظيفة التعيين كشرطي ، تتطلب دفع

سبع اوراق من فئة المئة دولار ، فكم يا ترى ، يدفع المتقدم للتعيين مهندسا في وزارة النفط او المالية ؟

أول من أمس ، أعلن الفوهرر الجديد " جورج بوش " أن الاسابيع والشهور القليلة القادمة ، ستشهد معارك

عنيفة فما تفسير ذلك ؟ ألا يعني هذا اعترافا صريحا باعتزام طواحين البنتاغون سفك المزيد من الدم العراقي

لتحريك بارومتر الانتخابات الامريكية او التمهيد لها ؟

صحيح ان وجه الرئيس الامريكي ، بات ملطخا بوحل الانفلات الاخلاقي ... ولكن ، ألا يوجد من سبيل ـ غير الدم

العراقي لتنظيف هذا الوجه المتسخ بقيح الجريمة ؟


كان النظام السابق قد رفع شعاره سيء الصيت " اذا قال صدام قال العراق " ... والذي الغى فيه ارادة الشعب ..

فهل النظام في هذا العراق الجديد ـ زعما ـ يصيخ السمع لأرادة الشعب ؟ إذا كان يصيخه ، فلماذا يتجاهل إرادة

ملايين العراقيين المطالبين برحيل قوات الاحتلال ؟

سيقول قائل ، ان قادة النظام في عراقنا الجديد ، لا يمتلكون الجرأة للطلب صراحة من قوات الاحتلال الرحيل


( عملا بالاخلاق العربية التي توجب على المرء مواصلة شكر المتنعم عليه بالجاه والمنصب والمال إلآ اذا رآه في

حجرة نومه ـ والوطن ليس حجرة نوم ) ... ولكن أليس بمقدورهم التحجج بمطالب ملايين العراقيين بما فيهم من

مناضلين حقيقيين ومفكرين ، بل ، ومراجع دينية صحيحي النسب عراقيا ؟

وعودا على بدء : هل ثمة ما ينبئ عن ان الغد العراقي سيكون احسن حالا مما عليه الان ؟

العقل والمنطق والسجل الاسود للسياسة الامريكية يقول لا طالما بقي العراق مرعى لخنازير البنتاغون .



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِسبَحَة ٌ من خَرَز ِ الكلمات
- القتلى لا يحييهم الاعتذار
- 4 مذكرات الجندي المرقم 195635
- جزّت ْ نواصيَها الكرامة
- تبرير ...
- - 2 -مذكرات الجندي المرقم 195635
- مذكرات الجندي المرقم 195635
- إنني أختنق ... أما من هواء ؟
- خلاصة التجربة
- كثرة السجون لا تعني تطبيق العدالة
- المدجج بالعشب والأقحوان
- إبق َ في وطنك المستعار
- حكاية مريم الناعم
- علام هذا الإحتفال ؟
- إعتذار متأخر
- أسئلة مشروعة
- لي مايبرر وحشتي
- رسالة الى العزيز سعدي يوسف
- سادن الوجع الجليل
- صبرا حتى تقوم الساعة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى السماوي - متاهة الغد العراقي