أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - سياسة الفوضى الخلاقة تضرب من جديد في لبنان















المزيد.....

سياسة الفوضى الخلاقة تضرب من جديد في لبنان


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هو جزء من نظرية الفوضى الخلاقة ذاك الذي يجري على الأراضي اللبنانية..؟؟ وهل يمكننا ان نستوعب ان مجريات ما يجري بالشمال اللبناني قد جاء بمحض الصدفة..؟؟ وما الذي استدعى ويستدعي هذه الهبة الإمريكية السريعة لدعم واسناد الجيش اللبناني في مواجهته مع ما يسمى بتنظيم فتح الإسلام ..؟؟ اعتقد ان ثمة الكثير من الملاحظات التي تلقي بظلالها حول ماهية هذه المواجهات وطبيعة وحقيقة مواقيتها.. وما هي الأسباب الفعلية الكامنة وراء اشتعالها بالظرف الراهن.. وكيف اتوا هؤلاء البشر والعناصر المسلحة في بلد يعتبر بالمقياس الأمني مضبوط من الناحية الجغرافية ومن الناحية الفعلية للأمن اذا ما ارادت السلطة بالفعل الأمساك بهكذا أمن... على اعتبار انه اولا بلدا صغير الحجم ومتعدد الطوائف والمذاهب الأمر الذي يعني ان اختفاء عناصر متشددة بين ظهرانيه يصبح امرا صعب المنال الا اذا كان هناك من يوفر الغطاء والرعاية لهؤلاء العناصر... اما وقد انكشف اللثام فعليا عن تنظيم فتح الإسلام واصبح من المعلوم انه جزء من حركة فعل القاعدة العابرة للحدود وللمناطق فلابد من اعادة القراءة من جديد لما يجري بلبنان خصوصا ولما يجري بالمنطقة على وجه العموم... فلا يمكن ان نتصور ان تنظيم القاعدة ينمو ويترعرع في بلدان المنطقة دون ان تستند هذه الرعاية الى تغطية سياسية بالأساس توفر الكثير من متطلبات النمو لعل اهمها وابرزها امكانية التحرك والاتصال والإمساك بزمام المبادرة...وامكانية جذبهم نحو بلد ما وفتح الطرق امامهم وتسهيل الفعل اللوجستي على الأرض لهم لهذا الهدف وتوفير كل الأسباب والوسائل والعوامل لتحقيق فعل الجذب هذا على قاعدة خلق بؤر للصراع مع عدو امريكا القديم الجديد (الإرهاب الأصولي) والمتمثل بطبيعة الحال (بالقاعدة) الفزاعة الإمريكية الجديدة ليُصار بالتالي الى تدخل امريكي فاضح وواضح بالسياسات الداخلية للدول ولشعوب المنطقة وحتى يكون الأمر اكثر جذبا فلابد من البحث عن عناوين قد تكون عريضة وبارزة بالشكل والمضمون لخلق حالة الرعب المطلوبة ليصبح التدخل الإمريكي مطلوبا... واذا ما تتبعنا حقيقة ما يجري في المتطقة عموما فإننا نلاحظ ان ثمة جذب لتنظيم القاعدة نحو بلدان بعينها لها تأثيرها الواضح على السياسة الإمريكة في المنطقة ولعل ابرز تلك البلدان العراق فبعد الإحتلال الأمريكي الأطلسي له كان من المطلوب ان تعم الفوضى فيه وان تُجتذب فلول القاعدة من كل حدب وصوب ليُصار بالتالي لخلق المبرر الإمريكي لمواجهة ما يسمى بالإرهاب الأصولي في المنطقة وهو الأمر الذي عملت عليه ادارة بوش بل وسعت اليه ايضا وذلك بهدف تحقيق الكثير من الأهداف لتصب بالنهاية في خدمة السياسات والإستراتيجيات الإمريكية في المنطقة بشكل عام على قاعدة اعادة رسم الخارطة السياسية لهذه المنطقة بما يتواءم ومصالح المحافظين الجدد المرتبطين بشركات النفط العملاقة سيما اذا ما علمنا ان اولوية ابقاء السيطرة الإمريكية على المنطقة واقتصادياتها تشكل الهدف الأساسي والرئيسي لإدارة البيت الأبيض... خصوصا ان الدراسات العلمية تؤكد ان العراق يتمتع بأكبر مخزون نفطي في العالم قد يمتد الى أكثر من مائة عام.. وبالتالي فإن السيطرة على العراق لا يمكن ان يتأتى الا من خلال اضعاف العراق وإبقاءه في حالة شحن مذهبي وطائفي وبالتالي بقاء قوات الإحتلال فيه بصرف النظر عن طبيعة وشكل هذا التواجد... وحيث ان هذا التواجد لابد له من مبرر فلابد اذن من خلق العدو الرئيسي والأساسي لوحدة العراق العربي القادر على النهوض وذلك من خلال إستقدام تنظيم وفلول القاعدة والمباشرة بإشعال النيران الطائفية وهو على الأقل ما نشهده بالظرف الراهن في العراق.... ولما كان العراق متأثر بالضرورة ومؤثر ايضا بالمنطقة فقد كان السيناريو الإمريكي وما زال يقوم على اساس خلخلة الوقائع الإقليمية بشتى السبل والوسائل المتاحة.
اعتقد ان مسار الأحداث يؤكد على ان السياسات الإمريكية تعتمد ما بات يعرف بسياسة الفوضى الخلاقة وهي تشكل حجر الزاوية للفعل الإمريكي في المنطقة العربية بأدواتها المعلومة والمعروفة والمتمثلة بإشعال الحروب الأهلية في بلدان المنطقة الأمر الذي يستدعي جذب فلول وعناصر تنظيم القاعدة الى المنطقة عبر الكثير من الأساليب والوسائل... ولما كان إذكاء نار الفتنة المذهبية والطائفية في المنطقة واحدة من اساسات ودعامات ومتطلبات سياسة الفوضى الخلاقة كان لابد من خلق الأحداث المتوافقة هذه الأهداف... وعلى هذا الأساس وحسب المعلومات فإن الفعل المليشيوي القائم على الإنتماء المذهبي والطائفي كان واحد من اولويات ادارة بوش ووكلاءها بالمنطقة وذلك بالتسهيل وتهيئة مسارح الفعل المليشيوي هذا... وبالمعلومات ايضا فقد كان المخطط وما بعد فشل عدوان حرب تموز على لبنان يقضي بتحويل لبنان الى واحدة من ساحات الحرب الأهلية في المنطقة وذلك عبر تجييش وتجنيد البعد الطائفي وخاصة الشيعي السني كإستمرار للفعل المليشيوي الطائفي في العراق وكل ذلك يأتي في سياق خدمة الهدف الإستراتيجي والمتمثل ببلقتة المنطقة من جديد من خلال البوابة اللبنانية والعراقية... ليُصار الى المناداة بالحل الإمريكي والإستنجاد بالفعل الأطلسي بشكل او بأخر... وهذا ما تؤكده الأحداث هذه الأيام... هذا من جانب اما من الجانب الأخر فأعتقد ان ما يجري بالشمال اللبناني ربما يهدف الى اعادة فتح الملف الفلسطيني وامكانية الدفع باتجاه فعل التوطين سواء أكان من خلال استيعاب لبنان جزء او من خلال التوطين خارج الأراضي اللبنانية وذلك عبر فتح اتون الحرب الداخلية الفلسطينية اللبنانية من جهة والحرب الطائفية المذهبية من جهة اخرى وذلك لتفجير الوضع اللبناني الداخلي من خلال هكذا بوابات وعلى هذا الأساس من الممكن تفهم موقف حزب الله االذي جاء على لسان امينه العام السيد نصر الله والذي اشار بشكل واضح ان الجيش اللبناني والمخيمات الفلسطينية خطوط حمراء ولم يدخل في معركة فقهية او كلامية حول تنظيم فتح الإسلام كون اي طرح من هذا القبيل من الممكن ان يؤدي الى اثارة الفتن المذهبية وهو ما حاولت وتحاول بعض القيادات اللبنانية دفع حزب الله لإتخاذه واعتقد ان تفويت هذه الفرصة قد تجلت بشكل واضح بموقف حزب الله .... وبات واضحا ان هناك شبه اجماع بين الاوساط اللبنانية والفلسطينية علي ضرورة ادانة جماعة فتح الاسلام واعتدائها علي مواقع للجيش اللبناني، وسطو عناصر تابعة لها علي بعض البنوك والمؤسسات الاقتصادية، ولكن الخلاف يدور حول كيفية التعامل مع هذه الازمة، واخراج هذه المنظمة من المخيم الفلسطيني المستهدف.فالاعتداء علي الجيش اللبناني بالطريقة التي اقدمت عليها هذه المنظمة هو اعتداء علي لبنان وسيادته، ومشروع فتنة، الهدف منه تفجير الحرب الاهلية اللبنانية، وتحويل لبنان الي دولة فاشلة معدومة الامن والاستقرار، علي غرار ما يحدث حاليا في العراق وافغانستان....وبالمجمل وبعد هذا السرد وهذا التحليل اعتقد ان الجيش اللبناني لم يكن موفقا في ادارته للازمة، عندما وجه مدفعيته الثقيلة باتجاه المخيم لترويع المدنيين وارهابهم، وقتل واصابة العشرات منهم، الامر الذي ادي الي تبخر التعاطف معه في اوساط الغالبية من الفلسطينيين داخل لبنان او خارجه....كان باستطاعة الجيش تطويق المخيم، والعمل علي حصر المنظمة المطلوبة واعضائها في مساحة معينة وتخييرهم بين الاستسلام للعدالة او مواجهة القصف، ولكن هذا لم يحدث علي الاطلاق، حيث جري التركيز علي الحل العسكري واللجوء الي القصف العشوائي، دون الاخذ في الاعتبار الآثار الكارثية التي يمكن ان تترتب عليه....وتتحمل الحكومة اللبنانية واجهزتها الامنية نصيبا كبيرا من اللوم، عندما تركت هذه المجموعة تنمو وتتكاثر وتعزز مواقعها في مخيم نهر البارد، دون ان تبادر مبكرا لعزلها، وحرمانها من الاستقرار والتحول الي قوة مهددة للجيش، بل للبنان بأسره....فهناك اتفاق علي معالجة اي ازمة تقع في المخيمات الفلسطينية بالتنسيق مع الطرف الفلسطيني، ولكن هذا التنسيق لم يتم، واتخذ الجيش اللبناني قرار قصف مخيم نهر البارد دون الرجوع الي اي مرجعية فلسطينية داخل لبنان او خارجه، وهذه سابقة خطيرة هزت الثقة بين الجانبين، وخلقت نوعا من التوتر والنفور بينهما في مثل هذا الظرف الحرج الذي يمر فيه لبنان.... ويبقى السؤال الأكبر ماذا بعد هذه المواجهات وما هو السيناريو القادم للبنان في ظل انكشاف المخطط الإمريكي وفي ظل تحول لبنان الى ساحة مواجهة جديدة مع تنظيم القاعدة ..؟؟



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم ...
- هل نملك جرأة تسمية الأشياء بمسمياتها...؟
- وثيقة اختبارت التنفيذ الأمريكية والأمن الأقليمي المفقود
- لماذا لا يعترفون بنصر حزب الله..؟؟
- في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...
- اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يونس العموري - سياسة الفوضى الخلاقة تضرب من جديد في لبنان