أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بركات محي الدين - تاريخ التفخيخ ..من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة .. الاقسام من 1-5















المزيد.....



تاريخ التفخيخ ..من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة .. الاقسام من 1-5


بركات محي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



[[ عندما تُقرأ الآيات القرآنية بصورة مقلوبة فأنها
تتحول إلى سحر اسود , وعندما يُقرأ التأريخ بالمقلوب
فانه يتحول إلى دعارة وخرافة ]] **

دائما ما ترددون ... أن مايحدث في العراق ليس حرباً أهلية .. أغبياء ومنافقون , مئات الجثث لعليين ( جمع علي) في هذه المزبلة . ومئات مثلها لعمرين (جمع عمر) في مقلع القمامة ذاك , عشرات المساجد وما يساويها من الحسينيات تبكي زخارفها المبعثرة وجدرانها المنهارة ، ليست حربا أهلية .. ها ...
ماذا تكون إذن أيها السفلة ؟
وحدهم المجرمون يحبون أن تظهر جرائمهم كخبر ثانوي في نشرات الأخبار اليومية حتى تصبح سيكارة مابعد الإفطار أهم منه لدى المستمع , لنستمع الآن إلى تفسيركم لما يجري في مدن العراق المنكوبة وطرقها الخارجية والداخلية المستباحة . ستقولون إنها أعمال لخطط خارجية لعصابات مدفوعة الأجر من الخارج , وتقولون إن هؤلاء الوافدين من أقطار الأرض أصبحوا أكثر دراية ومعرفة بأزقة بغداد وشوارعها من أبنائها , وإنهم صاروا يعرفون عبد الحسين من لهجته حتى وان اظهر لهم بطاقة أحوال مدنية أخرى تحمل اسم عثمان أو مروان الدليمي أو الغريري أو إنهم يعرفون عمر من لهجته المتميزة بضم الحرف الأخير من كلماته (كما يفعل أبناء المنطقة الغربية ) حتى وان اظهر لهم هو الآخر بطاقة مزورة تقول إن لقبه موسوي أو ساعدي , فيقومون بنحر هؤلاء المساكين كالخراف في أزقة مظلمة أحيانا وعلى قارعة الطرق العامة غالبا , ولا نعلم كيف أصبح هؤلاء الغرباء خبراء في الأعراق واللهجات العراقية في هذه الفترة القصيرة من الزمن .. دعونا نصدق روايتكم المتواترة هذه والمنقولة بسلسلة سند مرموق تبدأ من الصحابي مستشار الأمن القومي ( من صحابة زلماي زاد طبعا) وتنتهي بالتابعي الناطق بأسم الحكومة وهو من أفضل تابعيِّ الاحتلال وحكوماته المتعاقبة بعد أن كان يعمل خبيرا في شؤون المرجعية في احدى الفضائيات !! ، ولكن اسمحوا لنا أن نسألكم عمّا يفعله حشّاشة المهدي وصعاليك السنّة وعمّا يقوم به الحثالة من فيليقي بدر وعمر أو نسألكم عن مساجدكم وحسينياتكم التي تحولت إلى زنزانات للتعذيب ومقاصل لقطع الرؤوس بعد أن كانت تكايا للدروشة أو حمامات للّطم والنياحة
... لم يكن العراق طائفياً في يوم من الأيام ... ياأبناء الساقطات , هل قرأتم تأريخ العراق . لقد كان طائفيا وبامتياز في كل سنينه , هل تعرفون إن أول حرب أهلية في تأريخ أهل الإسلام كانت على أرضكم في سنة 36 هجرية في تلك المدينة القريبة من الماء والبعيدة عن السماء كما وصفها احد أقطاب الحرب العظماء آنذاك ولقد كانت حربا شرسة راح ضحيتها أكثر من عشرة الآف مغفل وشاركت فيها ذوات الفروج وركبن لها السروج , وسميت بأسم احد حيوانات الصحراء الأليفة ..ياحيوانات , فذهب أجدادكم حطباً لها وربما سيكونون جميعاً حطب جهنم . من يدري ؟ إذا كان الزبير وقاتل الزبير في النار كما نقلت كتب تأريخكم الأرعن .
نعم كان هذا القطر طائفياً في كل سنينه عندما يصل الأمر إلى قضية الحكم والسلطة , ومن المحزن والمؤسف انه لم يكن بغير هذا الوصف الاّ في سني الاستبداد والحكم المطلق الذي نمقته جميعا , ليس لأن المستبد غير طائفي بطبعه بل لأنه عندما يستبد فأنه يحوز جميع المنابع والمكاسب الفعلية لذلك الشيء العزيز على نفوسنا الذي نتطلع إليه دوما والذي نسميه ( السلطة ) فيقمع في نفوسنا الحلم بالوصول إليها , ويصبح الجميع يائسين من الاستحواذ عليها لان المستبد الغشوم قد أعلن زواجه الدائم منها فهي على ذمة رجل قوي مهاب . أما إذا كانت السلطة عاهرا لعوباً سائبة في الشوارع وليست على ذمة احد من الرجال كما يحدث الآن في العراق فأن جميع المتطلعين سينظرون إليها باشتهاء وسيبذلون في سبيل استمالة هواها والتمتع بمفاتنها مايبذله الحشاشة والصعاليك في شوارع بغداد ومدن العراق الآن .. الملك عضوض أليس كذلك ؟ [ ولو نافستني عليه لأخذت الذي فيه عيناك ] تلك المقولة لم تكن حكرا على الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عندما صرّح بهذه الحقيقة لابنه يوما ما . إنها مقولتكم أيضا أيها المتنافسون , ألا ترون أن من الغريب النافع أيضا إن المستبد الغشوم عندما يوقع ظلمه على شريحة معينة من المجتمع على أساس طائفي فان عدوى هذا المرض الخبيث لا تسرى إلى صفوف العامة , وتبقى الطائفة التي ينتمي إليها المستبد بريئة بنظر الطوائف المظلومة ويبقى الشعب ينظر إلى ذلك الجبار العنيد على انه غطريس يظلم رعيته بدافع حب السلطة , لا على انه عرّاب منافح يذود عن طائفته الخاصة وان فعل ذلك .. فجميع العراقيين من الشيعة الذين ظُلموا من قبل صدام لكونهم شيعة فقط لم يقوموا بتحميل مسؤولية أفعاله للسنة أو القصاص منهم بجريرة أعماله آنذاك . حتى الأكراد الذين ظُلموا كثيرا من قبل الطاغية لم يتسرب حقدهم عليه وعلى نظامه إلى علاقتهم اليومية مع المواطنين العرب , لان الجميع كانوا عاجزين حتى من مجرد التفكير بذلك أو الانجرار إليه مع وجود السلطة المطلقة الواحدة التي كانت بدورها تحرص على إظهار المجتمع ككتلة واحدة متجانسة ومطيعة ولا انشطار في توجهاتها , في حين إننا نجد اليوم إن الأبرياء والمساكين من الشيعة والسنة والكرد يدفعون فواتير ما تقوم به عصابات عبد العزيز ومقتدى والضاري والد ليمي والبر زاني والطلباني .. فهل يكون السلطان الغشوم خير من الفتن التي تدوم كما قال الخبير علي بن أبي طالب (ع)
ذلك وغيره ما سنعرض إليه في القسم الثاني بأذن الله

تاريخ التفخيخ .. من مدوّنات اللعن حتى البهائم المفخخة / القسم الثاني



... (( اللهم خصّ أنت أوّل ظالمٍ باللعن مني ، وابدأ به أولا ثم العن الثاني والثالث والرابع ...))
لا تظن وأنت تقرأ هذه الفقرة المليئة بالحقد أنها من مدونات اللعن والحرمان التي كان يتلوها رجال الاكليروس وكهنة الكنيسة على الفيلسوف سبينوزا وغيره من مفكري عصر التنوير والنهضة في أوربا , إنها ببساطة نتفةٌ من مطولات اللعن و صكوك الحرمان التي يغص بها كتاب مفاتيح الجنان العزيز على قلوب المسلمين الشيعة والذي لايخلو منه بيت من بيوتهم وان خلا من كتاب الله , هذه لعنات يرددها المسلمون في زياراتهم الجماعية الهائجة ( نص اللعن وارد في زيارة عاشوراء المشهورة) . والملعونون هنا ليسوا من الكفار والمشركين الذين حاربوا الله ورسوله..
أتعرفون من هو الأول ؟ بالتأكيد هو أبو بكر أول خليفة إسلامي , والثاني هو عمر , والثالث هو عثمان , والعجيب إنكم تقفزون إلى معاوية وتجعلونه رابعا مع إن الرابع في التسلسل الزمني هو علي , إنكم لستم أغبياء ومخادعين في قراءة التاريخ فقط وإنما مخادعون في كل شيء حتى الحساب والرياضيات . . تتلاعنون بينكم وتجعلونها قربى إلى الله , وبعد كل هذا تقولون لا طائفية بيننا .. ياأبناء الناقضات لغزلهِّن ..
لاتغضبوا فلستم وحدكم أبناءهن , وأنما أبناؤهن أيضا زملاؤكم في الدين الذين يكفِّرونكم كل يوم لأنكم لاتوافقونهم على ما نـقلوه عن الإمام الشافعي قوله: من ابغض أحمد بن حنبل فهو كافر , فقيل له أَتطلق عليه أسم الكفر ؟ فقال :نعم , من أبغض احمد عاند السنة , ومن عاند السنة قصد الصحابة , ومن قصد الصحابة أبغض النبي , ومن أبغض النبي كفر بالله العظيم ( طبقات الحنابلة ج 1 ص13 ) !!! , وما نقلوه كذلك عن أبي حاتم بن جاموس الرازي قوله : من لم يكن حنبلياً فليس بمسلم !! , ولانكم لا توافقونهم أيضا على ما جاء به الحنفية من حديث مرسل عن النبي (ص) انه قال : إن آدم افتخر بي وأنا افتخر برجل من أمتي اسمه النعمان , من أحبه فقد أحبني ومن ابغضه فقد ابغضني ( الدر المختار في شرح تنوير الأبصار ج1 ص53 ) !!.. وهكذا فان الله تعالى عند هؤلاء الزملاء قام بتجزئة الإسلام إلى خمسة أجزاء أعطى محمداً (ص) جزءً واحداً منها وادّخر الأربعة الباقية لأئمة المذاهب فلا أكمال للدين ولا إتمام للنعمة الاّ بتقليد هؤلاء العباقرة الشركاء في النبوّة وان تأخروا عن زمنها , والحقيقة إن هؤلاء الأئمة الأبرياء لو قُدِّر لهم أن يُبعثوا قبل يوم القيامة لكان أول عملٍ يقومون به هو أن يقيموا حد الافتراء والقذف على أتباعهم ومقلديهم المفترين عليهم والمغالين في قداستهم , فهم طالما نبَّهوا إلى إنهم بشرٌ يصيبون ويخطئون وأن آراءهم هي اجتهادات بشرية لاتستوجب من الملايين اللاهثة وراء هالات القداسة الموهومة أي هوس وشغف .. وكذلك يفعل علي وأبناؤه العشرة لو قُدّر لهم أن يقوموا من أجداثهم المزينة بالذهب والفضة الآن وهم يرون أتباعهم – أو من يدَّعون ذلك – يسردون ومنذ مئات السنين قصص البطولة والأنفة والثبات على الحق ويرددون شعارات أطلقها الحسين رمز الحرية. تصدح بوجوه الطغاة ( هيهات منا الذلة ) في الوقت الذي يتدافعون فيه لتقديم الفسنجون ( أكلة نجفية ثمينة) والمرطبات لآية الله ( بريمر ) كما نقل هو في مذكراته , فلا ذلة في شرعكم في خدمة القادمين من وراء الأطلسي والعمالة لهم والانخراط في مشروعهم الأهوج وان كانوا من أهل الكتاب كما تقولون,
إنما الذلة عندكم أن تنظروا بعين الإخوة والإنسانية إلى شركائكم في الوطن وتتفاهموا جميعا على العيش فيه كبشر لا كدواب ينزو بعضكم على بعض .
لقد كففتم منذ قرون أن تكونوا مسلمين ولكنكم لم تكفوا لحد الآن أن تكونوا سنّة أو شيعة , أنكم بحق مسلمون سيئون ولكنكم شيعة وسنة من الطراز الأول , وإلا فما علاقة قتل الأبرياء من الرجال والأطفال والنساء بالوعد في الحصول على مائدة دسمة من موائد الجنة مع الرسول وأصحابه ,لكي يقوم أحد البهائم المفخخة بتفجير جسده العاطل وأفكاره المنقرضة بين حشود الأبرياء ,

وما علاقة ضلع الزهرة المكسور – إن كان قد كُسر فعلا- بحفلات اللواط السياسي وجلسات تعاطي الترياق التي تقام في المنطقة الخضراء , لكي يقوم أحد اللطّامة من أصحاب الحزن السرمدي على مصيبة أبي عبد الله – بلبسه للزى الأسود صيفا وشتاءً- بنحر المئات من العراقيين الذين لم يدرجوا على توزيع القيمة والهريسة أيام عاشوراء , ويتم نحرهم بتلاوة الصلاة على محمد وآل محمد فأن ذلك ادعى للبركة وأجلب للأجر , يُنحرون في مكان في أطراف بغداد يسمى ( السدة ) وبعد أن كان هذا الاسم يذكرنا بالقيمر اللذيذ أصبح يذكرنا بأخبار الصكّاكة ( مصطلح شعبي للقتلة المارقين ) ..
إنكم الآن نهمون لكل سفالة ومشتاقون لكل انحطاط فقد عَبَرتُم حتى التضاريس الطائفية في حروبكم , وها أنتم الآن تتقاتلون داخل طوائفكم أيضا , فهل هو امتياز جديد يسجل لكم ؟ أم أن أسلافكم المؤسسين كانوا أصحاب هذا الامتياز أيضا ؟ إنما سعيكم كسعيهم, وإنما انتم أبناؤهم الأوفياء .. يا أبناء المستفرمات بعجم الزبيب ( شتيمة إسلامية وعربية قديمة تشير إلى المرأة التي تفرك شيئها المترهل بعجم – نوى- الزبيب لغرض تضييقه) ...
وسنلتقي في القسم الثالث من الفضيحة بأذن الله



تأريخ التفخيخ .. من مدونات اللّعن حتى البهائم المفخخة / القسم الثالث


هاكم بعضاً من إرثكم المجيد الذي تفتخرون به دوما ..
قال محمد بن موسى الحنفي قاضي دمشق المتوفى سنة 506 (( لو كان لي من الأمر شيء لأخذت على الشافعية الجزية )) , وقال أبو حامد الطوسي الحنفي المتوفى سنة 567 هـ
(( لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية )) , وقالت المالكية بحق الشافعية مايشبه هذه الأقوال وهكذا كانت عجلة الفكر المسعور تدور سريعا لتسحق أي رغبة ولو خابية بالرضا بالتنوّع ،
فأصبح المجتمع برمته مسعورا يلهث وراء خرافة تافهة أسس لها الحديث القائل ( تختلف أمتي إلى اثنين وسبعين فرقة كلها في النار الاّ فرقة واحدة ) ليكون محمد (ص) إن صح هذا الحديث عنه عرّاب الطائفية الأول -وحاشاه أن يفعل ذلك -, ولتجتهد طوائف أمته من بعده في الاصطراع الهائج لاحتلال هذه المرتبة الذهبية في قائمة ترتيب المخلوقات , هستيريا الفرقة الناجية لم تجعل الشيعة والسنة يتقاتلون كخصمين مزمنين فقط , بل امتدت تلك الحمى لتصنع أشباه الطوائف داخل هذين الكيانين الكبيرين , ولا حاجة للتمثيل على حملات التكفير وما رافقها من موجات عنف دامية على ماحدث بين السنة أنفسهم في تاريخهم التليد أو في حاضرهم العقور , ولعل ماحدث ويحدث في الجزائر ومصر ودولة آل سعود وأفغانستان خير مثال عليه , ولم تكن الانقسامات الداخلية لدى الشيعة اقل منها لدى السنة , ولكنها كانت أقل ظهورا بسبب رزوح الطائفة برمتها تحت كلكل الظلم الشامل , فالمشاركة في المظلومية تجعل الواقعين تحتها أكثر نزوعاً للتوحد وأقل جنوحاً نحو الانقسام , فالشيعة كاليهود تماما ما كان يمكن أن يظهروا كأمةٍ مخلصة لطقوسها ومتمسكة بشعائرها لولا الظلم الواقع عليهم وإلا لرأيناهم يتفرقون أيادي سبأ ويندمجون في بقية مكونات الأمة , وما أن يتنفس الشيعة بعض الصعداء ويمسكوا ببعض خيوط السلطة حتى يدب بين صفوفهم من الاحتراب والاقتتال مايشبه الذي يحدث الآن بين أحزاب اليعقوبي والسيستاني والصدر في تلك المدينة التي شهدت أول حرب أهلية بين المسلمين وفي غيرها من مدن الجنوب الرابضة على بحيرات الزيت الأسود , أو يشبه ماحدث في الماضي القريب من تقسيم تعبوي للمؤسسة الدينية الشيعية إلى حوزتين : ناطقة وساكتة , أو ماحدث قبله من تقسيم فقهي لفقهاء الطائفة إلى إخباريين وأصوليين , وأصبح شائعا جدا بين الشيعة الآن أن لايكتفي السائل بجواب المرء عن مذهبه إذا ما قال له انه شيعي فالسائل يريد أن يعرف ما إذا كان هذا الشيعي صدرياً ام سيستانيا ام شيرازيا ام يعقوبيا أم صرخياً وهلم جراً .. ولعل المجزرة التي حدثت في منطقة الزركَة بين ما يسمى بجند السماء وبين قوات حكومة النجف التابعة لتنظيم الحكيم ، و مايحدث من مواجهات متكررة بين جماعة الصدر وبين جماعة بدر خير دليل على ذلك , ويكفي أن تعرف إن العبوات الناسفة التي يزرعها الشيعة بعضهم لبعض قد لاتقل عن تلك التي يزرعها لهم السنة , والمتوقع أنها ستزيد عليها إذا ما تركت لهم أمريكا الحبل على الغارب وسلمتهم المزيد من السلطة ,
والآن نعود لشيءٍ من سفالتكم ياأبناء المحروثات أنّى شاء آباؤكم – لا تحسبوها شتيمة فأنتم تجيزون ذلك-
تنقلون في الكافي والبحار ومن لايحضره الفقيه عن غير واحد من أئمتكم انه ( لو أن عبداً صام وصلى وعبد الله مخلصا بين الركن والمقام كذا ألف سنة ثم لم يأت الله بولايتنا أهل البيت لكان حقيقا على الله أن يكبّه على منخريه في نار جهنم)) , والله إنكم لتختصرون الطريق على مليارات المسلمين من عصر صدر التفخيخ ولحد الآن وتريحونهم من عناء الصوم والصلاة وتبذير الأموال على الزكاة والصدقات وأعمال البر الأخرى فلا فائدة من كل ذلك ما دام المصير المحتوم هو جهنم !! ليس هذا فقط وإنما تنقلون أيضا في مجلدات التلفيق ودفاتر قراءة الكف وفتح الفأل التي سطّرها الكليني ورفاقه ( إن احد الموالين سأل الباقر أو الصادق – السؤال يتكرر مع أكثر من إمام – عن الشيعي المذنب الفاسق هل يدخل النار ؟ فيجيب الأمام : إن النار محرمة على من والانا , فيستفهم السائل مستغرباً – مثلنا- وان زنى يامولاي ؟, قال وان زنى , فيقول السائل وان سرق يامولاي ؟ قال : وان سرق , فيعلن السائل فرحته وإعجابه ويقول : الله اعلم حيث يجعل رسالته , ذريةٌ بعضها من بعض !! ياايها الفاسقون , لا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون ... هل بعد دعوتكم الصريحة للفجور والنذالة هذه من دعوة ؟! وهل بعد جرأتكم على الله وعباده الطيبين من جرأة ؟!
أردتم تسويغ أفعالكم الخسيسة فلم تجدوا من وسيلة لذلك أفضل من القول إنها كانت سنة أئمتكم المعصومين ، فلبئس تلك الوسيلة . يا دعاة الفضيلة كيف تتوقعون من أتباعكم ومقلديكم إتيانها إذا كنتم تقولون لهم إن زيارة الحسين في يوم عاشوراء أو في يوم الأربعين تغسل عار دهر من الزنا والفجور والرذيلة !! لا تحزنوا فلستم وحدكم المتهمين بهذا التلاعب , فلقد سبقكم إليه البخاري وإخوانه أصحاب الصحاح عندما نقلوا في صحاحهم صورا بلا رتوش للنبي الأعظم (ص) وهو يرقص ويهز كتفيه مع زوجته الحميراء في حشد من السودان !! لقد قدّس السنة صحيح البخاري وعدّوه اصح كتاب بعد كتاب الله وقالوا إن البيت الذي فيه ذلك الصحيح لاتحرقه النار , ووصل شغف العثمانيين به إن قاموا بتعيين موظف خاص لقراءته على متون سفنهم وبواخرهم لأغراض الحفظ والبركة , فرحم الله الشاعر العراقي جميل الزهاوي عندما سخر من ذلك قائلا : على الناس أن يعرفوا إن البواخر لكي تسير تحتاج إلى البخار لا إلى البخاري .. تنكرون على إخوتكم الأعداء ثقافة الانتحار , فهل ضرب الرأس بالسكاكين والسيوف أيام عاشوراء إلا شروعاً فعلياً بالانتحار , وأذكركم أيضا أن تقنية الانتحار كانت اختراعاً شيعيا لبنانياً ابتدعها حزب الله أثناء صراعه مع إسرائيل ثم قلده وهابية فلسطين كما تقلد حيوانات القطيع بعضها , وقبلها كان الإيرانيون يدفعون العشرات من جنودهم لتفجير حقول الألغام العراقية بأجسادهم أثناء الحرب بينهما أملا بالحصول على مفتاح من مفاتيح الجنّة , ولطالما رأيناكم تقلدون بعضكم بعضا فالتطبير لديكم ناظره ضرب الدرباشة لدى الجماعة وقرع الطبول في مواكب العزاء لايختلف كثيراً عن دق الدفوف في حلقات الذكر والمناقب , وتبقى ثيابكم عاجزة عن ستر عوراتكم الفكرية والسلوكية طالت أم قصُرت ..
وفي القسم الرابع سنتعرض للمزيد من فصول السيرة الجماعية للطوائف المفخخة ...

تأريخ التفخيخ .. من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة / القسم الرابع
النصارى أيضا !!

في مطلع هذا القسم أجد من واجبي أن أنبه إلى إن تبيين وكشف سفاهة وانحطاط إتباع دين ما أو الإشارة إلى الأدران التي لحقت بأي ديانة لا يعني بالضرورة معاداة أصل ذلك الدين أو الحقد عليه أو السعي للانتقاص من مؤسسه الأول ، فمن الواضح لمتتبعي تاريخ الأمم المتدينة التي ظلت تنافح طويلا عن انتمائها الديني , إن مسيرة أبنائها المتدينين كانت في كثير من الأحيان سلسلة من الخيانات الكبرى لروح الرسالة الأصلية ومبادئ صاحبها الأول ( أفئن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم .. الآية ) ..
قبل أيام وبعد نشر القسم الأول من تاريخ التفخيخ بعث إلي احد القراء الأعزاء برسالة مطولة اجتهد فيها بإيراد كم كبير من الآيات القرآنية التي يعتقد أنها أسست لثقافة التفخيخ في الإسلام
وقد جاءت تلك الرسالة على خلفية قيام بعض عتاة السنّة بتهديد بعض النصارى في بغداد بدفع الجزية عن يد وهم صاغرون أو الدخول في الإسلام وإلا فمواجهة الموت أو التهجير ..
لا أريد الآن مناقشة تلك الآيات أو تفسيرها لغرض تبرئة ساحة الإسلام من ذلك الظن , فانا لم اجعل ذلك من مهماتي العاجلة في هذه الحلقات , وإنما الذي أردت أن أقوله هو أن التطاحن والاحتراب الطائفي هو بضاعة مُزجاة لبعض الخبثاء المجاذيب الذين يعيدون تسويقها للدهماء بعد دمغها بماركات تجارية إلهية أو سماوية أو أخروية – سمها ماشئت – تماما كما تفعل فتيات الإعلان في الإعلانات التلفازية التجارية , لكن الفارق فيها إن خسائرنا من الإعلان التجاري حفنة من دنانير أو بضعة من دولارات , بينما تكون خسائرنا من الإعلان الديني الملايين من الأرواح البريئة والعقول الغافلة , وفيما نحظى بتعويض مقبول عن خسائرنا في النوع الأول بالحصول على بعض الأشياء وان كانت غير جيدة وكذلك بالتمتع برؤية تلك الوجوه الجميلة لتلك الفتيات , فأن خسائرنا مع فقهاء الطوائف لايعقبها سوى المزيد من الخراب والخواء ,
وإذا كانت الطائفية دويبة دؤوبة تنخر في جسد المجتمع المحلي وتحيله إلى ركام بعد حين , فأن المذهبية والدينية هي آفةٌ عظيمة تهدد بالتهام البناء الحضاري للمجتمع الإنساني بأكمله , وذلك ماحدث أثناء الهيجان الجماعي الذي جمع أوربا المبعثرة وجعلها تندّك متوحدة وتنطلق كحيوانات هائجة تحمل الصلبان فوق ظهورها , ولو تيسر لها قميص عيسى لحملته رايةً لها كما حمل المسلمون قميص عثمان يوما ما ,
بدأت قصة الحروب الصليبية التي استغرقت قرنين من الزمان عندما لبّى العالم المسيحي الغارق في التخلف نبوءة مجذوب ارعن اسمه بطرس , ذلك الجندي القديم الذي ترهب بعد أن طرأ على حياته الروحية شيء من المس جراء ما لاقاه من سوء المعاملة من قبل بعض المسلمين عندما كان حاجّا إلى بيت المقدس , فحلم بأنه مرسل لدعوة أوربا إلى تحرير الأرض المقدسة , وقبل هذا كان رجال الاكليروس قد أوجبوا الحج إلى تلك الديار وجعلوه فريضة مكفِّرة لأسوء الجرائم وأبشع الرذائل , فكان عدد الحجيج يزداد كل يوم بازدياد السفلة والمجرمين المتطلعين لغفران الذنوب ودخول الجنة بغير حساب , يحفزهم على ذلك أيضا الصعوبات الجمة والمضايقات الكثيرة التي تكتنف هذه الزيارة , مما جعلهم يعتقدون إن مجرد اجتهاد أعدائهم في عرقلة زيارتهم وصدهم عنها هو اكبر دليل على قداسة هذه الشعيرة وحقانيتها , فكلما زادت المخاطر والعراقيل التي تحف بأي عمل ديني زاد اندفاع الناس نحوه والنظر إليه بقداسة فـ (( الأجر على قدر المشقة)) كما يقولون , وهذا أمر مألوف يتكرر لدى إتباع جميع الأديان والطوائف وديارنا العراقية تشهد مثل هذه الحماسة الدينية في مواسم معينة من كل عام , على كل حال التقت هلوسات بطرس الذي سمي بــ ( الناسك) مع رغبات البابا أوربان ومصالح القيصر الروماني الكسيس كومنين وبقية سنيورات أوربا , فعُقد في ايطاليا مؤتمر ديني سنة 1095م لهذا الغرض برعاية الحبر الأعظم ورددت جموع الغوغاء (( الرب يريد ذلك )) مطالبة بالزحف نحو فلسطين , وتألف جيش ابتدائي من العصابات قوامه 130 ألف رجل كان على رأسه بطرس الناسك فزحف بحركة شاملة مابين بحر الشمال ونهر التيبر , وقد أكرمت البلدان الاوربية جيش الرب هذا بتوفير الأرزاق والدعم في بادئ الأمر , وما إن وصل إلى بلغاريا التي كان سكانها قليلي الحماسة لمثل هذه الهستريا الجماعية فأبوا أن يضيفوا هذه العصابات مجاناً مما اغضب الصليبين فاخذوا في نهب قرى تلك البلاد وذبح أهليها وارتكبوا أبشع الجرائم بحق السكان المحليين مثل تقطيع الأطفال إربا إربا وشيّهم كالخراف وقد اضطر الأتراك المسلمين في آسيا الصغرى لمقابلة جيش الوحوش هذا بقسوة وصلابة ولم يلبث هذا الجمع أن أُبيد , ثم توالت بعده الحملات الصليبية وكان بعضها يتألف من مليون مقاتل وكانت جميعها قائمة على بعض المنامات وقصص الدجل , وقد تميز الصليبيون في جميع حملاتهم بأنهم اشد الوحوش نذالة وخسة فقد كانوا لايفرقون بين الحلفاء والأعداء. والمحاربين والعزل , يقول المؤرخ الراهب روبرت عن دخول الصليبيين للقدس :(( وكان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت ليرووا غليلهم من التقتيل وذلك كاللبؤات التي خُطفت صغارها , وكانوا يذبحون الأولاد والشيوخ , وكانوا لايستبقون إنسانا ، وكان قومنا يقبضون على كل شيء يجدونه فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعاً ذهبية , فيا للشره وحب الذهب , وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث , فيا لتلك الشعوب العمي المعدة للقتل , ثم احضر بوهيموند جميع الذين اعتقلهم في برج القصر وأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم , وسوق فتيانهم وكهولهم إلى أنطاكية ليباعوا فيها )) وقد كان سلوك الصليبين عند دخولهم القدس مناقضا تماما لسلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب عندما دخلها قبل قرون , يقول الكاهن ريموند داجيل كاهن مدينة لوبوي عندما روى خبر ذبح عشرة آلاف مسلم في مسجد عمر : (( لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان , وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك وكانت الأيدي والأذرع تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها , وكان الجنود الذين أحدثوا تلك الملحمة لا يطيقون رائحة البخار المنبعث من ذلك إلا بمشقة )) ويقول أسقف عكا الصليبي جاك دوفتري واصفا هؤلاء الجنود (( خرج من الصليبين الأولين الأتقياء المتدينين جيل من الفجرة الأشرار الفاسدين المنحلين الفاسقين كما يخرج الثفل من السلاف ....)) لكن ابلغ ما قيل في أولئك القاذورات هو ما قاله المؤرخ الراهب غليوم كبير أساقفة صور الذي كان احد المحرضين لتلك الحملات في البداية (( تلك هي رذائلهم التي لو أراد الكاتب أن يصفها لخرج من طور المؤرخ ليدخل في طور القادح الهاجي )) وقد شمل الانحطاط والسفالة جميع المشتركين في الجهد الصليبي المسعور , حتى من يفتخر به المسيحيون ويسمونه قلب الأسد فقد ذبح ريكاردوس ملك انكلترا هذا ثلاثة الآف أسير مسلم أمام معسكر المسلمين ,كانوا قد سلموا أنفسهم إليه بعدما قطع لهم عهداً بحقن دمائهم ليثبت انه ابعد الناس عن قيم النبل والفروسية التي كان يتمتع بها أمير الجيش الإسلامي آنذاك الناصر صلاح الدين الذي لم يبخل عليه بالطعام والمرطبات و بطبيبه الخاص أثناء مرضه , ومع إن الحملات الصليبية الست الكبرى استمرت لقرنين من الزمن فأنها فشلت في أن تحتل القدس أو تحتفظ بها فعلا لأكثر من عشرين سنة لأنها كانت منطلقة من نزوة دينية رعناء وساعية لنشر الخراب , لكنها نجحت في التأسيس للحقد والصراع المزمن بين أبناء الحضارتين الإسلامية والمسيحية , هذا الصراع الذي يجعل المسلمين يشكّون بأي جهد سياسي أو عسكري صادر من الغرب تجاههم , وهو الذي يجعلهم يحسبون هفوة لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش في بداية حملته العسكرية على العراق التي وصف فيها حملته تلك بالحملة الصليبية , يحسبونها حلماً مقيماً وخطة متأصلة في قلوب المسيحيين ، لا زلة لسان كما ادعّى الناطق باسم البيت الأبيض , والحق أقول لو أن بوش ( الناسك) طلب من العراقيين دفع الجزية كما يفعل مع الكثير من محمياته النفطية لكان أهون شراً عليهم من احتلال بلادهم ونشر الخراب والدمار فيها .. بعد هذا هل يحق لنا أن نشتط فنقول إن عيسى وإنجيله المترع بالسلام والمحبة كانا مسئولَين عن برامج القتل وخطط الفساد التي ينفذها أتباعه المحسوبين على ديانته , لاشك إنهما بريئان كبراءة محمد وقرآنه من صفاقة بعض المسلمين وانحطاطهم والتي سنعود إليها في القسم الخامس بأذن الله ... تاريخ التفخيخ .. من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة / القسم الخامس

الفتنة نائمة ملعون من أيقضها .. من هو الشقي الذي يريد ايقاض العربيد من دورة سباته العتيقة ؟
من هو البهلوان الذي يضع في فمه الرهيب حبّات الإغراء ليلفظها ناراً شمطاء في وجوهنا المتعبة ؟ من الذي يُرقِّص حروف الجلالة على قرع طبول النذالة ؟ ....
تباً لإضلاع أمهاتكم المكسورة , ولقمصان آبائكم المنشورة , قال لكم احد الآيات يوماَ –و اسمه فضل الله - : إن الضلع جسرٌ من وهْمٍ يَعبر بكم إلى الأرض اليباب , وأن القميص انشوطةٌ للشيطان يلفها حول أعناقكم الطرية , فكذّبتموه وارتجزتم بحماستكم المعهودة (( آية الله شلون آيه ... يروح فدوه للمطايا )) ,, هوسات الغوغاء وهوس سماسرة الدين القوّادين سلّمتكم لغلمان فقهاء الأرصفة وروّاد ابن جبرين وابن عثيمين , فأنتجت لكم واقعاً مفخخاً لن تفلح زيارة الأولياء وأدعية مفاتيح الجنان في طرد شره المستطير .. ما شأنكم بعلي لكي تطالبوا بإرثه ؟ الم يتنازل ابنه الذي من صلبه عن ذلك في عام لمِّ الشمل والجماعة ؟ وما علاقتكم بعثمان لكي ترشّوا الدم الصناعي على قميصه ؟ الم تطوهِ التي نشرته أول مرة وتعود أدراجها نادمة على نشره ؟ .. لا سِترَ لكم اليوم وقد كشفتم عوراتكم إلى جيرانكم الطامعين , تخرِّبون بيوتكم بأيديكم وأيدي الفاسقين ..
لن يرأف بكم أبناء الري وقم الذين استحدثوا فيها قبراً لأبي لؤلؤة قاتل الخليفة وكتبوا على رخامته البيضاء بخطٍ فارسي عبارة (( لا شُلَّت يمينك )) , لا عجب مادام المقتول هو الذي اسقط وللأبد إمبراطورية ساسان التي لم تكن النار والدعارة تغيب عن مستعمراتها المترامية الأطراف , فأعياد زرادشت القديمة لازالت هي الأعياد القومية والوطنية الأولى في تلك البلاد , لايغرنكم لبسهم للسواد فأنه زِي بني العباس أيضا ، ولم يفعل بنو أُمية معشار ما فعل بنو العباس كما تقولون !!
لن يرأفوا بكم , لاهُم ولا العربان من أبناء نجد والحجاز , فهؤلاء لن يغفروا لأميركم بن أبي طالب تجرؤه على نقل عاصمة الإسلام من ارض الوحي إلى قريةٍ رضيعةٍ اسمها الكوفة , نقلها أبو تراب لأنه غير مهووس بقدسية الأماكن والأتربة , كيف لا يحقدون عليه وقد جعل من يثرب وأم القرى حاجتين قديمتين لا يتذكرهما العرب والمسلمون إلا في عشرة أيام من السنة , وامتد هذا الحال لقرون متطاولة لعبت فيها العواصم البديلة في الكوفة وبغداد ودمشق ادوار البطولة في الملك والحضارة والرقي فيما بقيت تينك القريتين تسفو عليهما رمال الإهمال والنسيان حتى من قبل الفاتحين والمستعمرين إلا ما ندر , إلى حين اكتشاف النفط في بواطن أرضهما , ادخروا له ذلك الصنيع وبعثوا فلول (الإخوان) لهدم قبره وقبور أولاده في النجف وكربلاء في بداية نشوء مملكتهم الحديثة في أواسط القرن التاسع عشر ، إنهم الآن يزفون إليكم بهائمهم المفخخة كما تُزف العروس إلى مخدع زوجها , إنهم الآن يجمعون الزكوات والصدقات في مساجد ضرار التي أسسها ابن عبد الوهاب فرخ آل سعود وعراّب دولتهم الأعرابية , يجمعون الأموال لشراء البارود الذي يتحزَّم به عرسان الدم ورسل الموت في مدن العراق المفجوعة , لا ضير فهم ينصرون الدين ويحاربون المحتل لأنه من غير أرضهم وقواعدهم دخل , وبغير دعوتهم ورضاهم جاء ,ومن دون أموالهم ونفوطهم تمكَّن !!! .... يا أبناء الرعابيب ، يتلاعب بكم الأعراب والموالي لتكونوا حطب حربهم وجزل اوارهم ، متى أخبركم القرآن أن الأعراب سيكونون اقلَّ نفاقاً وكفرا ومتى سمعتم نبيكم يخبر أن الأعاجم سيحنون عليكم ، بالأمس أكلتكم ثمانٍ عجاف في حربكم الضروس بل حربهما بكم , ليسوا إخوانكم , فرضاعة الكبير لا تورث الحرمة , ورميتهم ليس فيها سهم طائش فأينما تقع سهامهم فهو فتح لهم , لأنكم في شرعتم روافض أو نواصب , ونساؤكم وأطفالكم ترس يجوز قتله إذا تمترس الكفّار به !!
ضلعٌ وقميص , هذه هي أسطورتكم المزمنة , تسكنون ناطحات السحاب والشقق المكيفة لكن عقولكم لازالت تسكن في سقيفة بني ساعدة وتحن إلى هجيرها المغبَّر , تركبون المرسيدس والشفروليت لكن مؤخراتكم لا ترتاح إلا على ظهر جمل الفتنة , ..
أصحاب الضلع اخترعوا مصطلح الشيطان الأكبر لكنهم لم يترددوا في حث عملائهم من أللطّامة والحشاشة على خدمة ذلك الشيطان وتنفيذ مشروعه !! فهم متضلعون في السياسة أيضا , لا في ولاية الفقيه وحدها ,
وأصحاب القميص يبعثون كنوز بيت المال المتجمعة من سقاية الحاج ورفادة المسجد الحرام إلى بنوك اليهود وصالات القمار في أمريكا وأوربا , أو يجعلونها عطاءً مباركا لفتى من فتيان الحرمين لينشىء بها روتانا كليب وأخواتها للتكفير عن بعض ذنوب خادم الحرمين الشريفين ...
نلتقيكم في القسم السادس إذا أبقى أحدكم الآخر لقراءته ..

بركات محي الدين
مفكر وباحث عراقي
[email protected]



#بركات_محي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الديمقرا-ديني.. تطلع خفي نحو الديكتاتورية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بركات محي الدين - تاريخ التفخيخ ..من مدونات اللعن حتى البهائم المفخخة .. الاقسام من 1-5