أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - لعنة النفط وتمزق العراق














المزيد.....

لعنة النفط وتمزق العراق


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 05:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحروب الأهلية، كما في السودان، نيجريا وأجزاء عديدة من العالم، تُجسّد في الغالب بُعداً اقتصادياً قوياً. إن أحداث القتال وسفك الدماء ليست مدفوعة دائماً بمشاعر وطموحات وطنية أو الرغبة في حماية: إنسان، أقلية، دين أو حقوق ثقافية لجماعة معينة.
يؤكد التاريخ أن قادة الحرب الأهلية والقادة العسكريون/ لوردات الحرب warlords، يُشكلون الأكثر انتهاكاً لحقوق الإنسان، والعديد منهم ليسوا أفضل من مجرمين أو دكتاتوريين، يعملون من أجل تعظيم أنفسهم self-promotion: الثروة الشخصية والمجد. عليه، فالقتال ليس دائماً من أجل ما هو معلن في الظاهر أو ما يُعلن للعامة لتبرير الحرب الأهلية، بل- في حالات مؤكدة- من أجل ما يتم إخفائه عن المشهد الحاصل.
خلال السنوات الأربعة، سادت أخبار تصاعد الصراع في العراق العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام العالمية، وامتلأت تقاريرها بأخبار العنف في ما يُعرف بالمناطق الساخنة مثل بغداد، الفلوجة، الرمادي وديالى، في حين كانت هناك أخبار ضئيلة عن العنف في مناطق أخرى من البلاد. بينما للصراع العنيف الدائر يومياً في المدينتين الغنيتين بالنفط، كركوك والبصرة، معنى خاص لدى العراقيين وذات أهمية بالغة للدولة.
لا توجد علاقة ترابط جغرافي بين كركوك والبصرة، مفصولتان جغرافياً وعلى بعد مئات الأميال. إحداهما مدينة رئيسة في شمال العراق، والأخرى مدينة رئيسة أيضاً في الجنوب. ومع ذلك، هناك رابط مشترك بين المدينتين وتُعتبران "جواهر في التاج" jewls in the crown وتحديداً بالعلاقة مع قطاع النفطي للبلاد. عاشت المدينتان، في الواقع، حرباً أهلية على مدى السنوات الماضية لما بعد الغزو/ الاحتلال.
وفي بلد ينزلق تدريجياً نحو المزيد من الفوضى والتمزق، يبقى السؤال الحاسم التالي: مَنْ سيفرض في الأخير سيطرته على الثروة النفطية في البلاد؟ رغم أن العراق، حتى الوقت الحاضر، قادر على العمل كـ "دولة"، ولو بوجود حكومة مركزية ضعيفة. من هنا تبقى المعركة من أجل السيطرة على الثروة النفطية للبلاد- القائمة أصلاً- في حالة تصاعد، إذا لم تكن في مرحلة متقدمة.
في كركوك، ومن خلال الحزبين الكرديين الرئيسين، وبدعم مليشيات البيشمركة، ومشاركة العديد من أجهزة الأمن الكردية والكوادر الحزبية، فهي تعمل جميعاً لضمان المدينة وكامل محافظة كركوك، وتؤسس للسيطرة على موارد النفط في المحافظة. أدرك قادة الأكراد أن الوضع الحالي القائم في العراق يوفر لهم فرصة تاريخية وربما لن تتكرر لفرض السيطرة الكردية على المدينة الغنية بالنفط، وضمان القدرة الاقتصادية المستقبلية للكينونة السياسية الكردية، لتقود في آخر المطاف إلى إعلان أول دولة كردية مستقلة.
إن استراتيجية سحب كركوك وضمها للسيطرة الكردية تستند إلى تحقيق الاستفادة القصوى الكاملة من المزايا/ الأفضلية advantafes التي توفرها حالة الفوضى السائدة في العراق. ويظهر أن القوميين الأكراد حالياً يُشكلون الطرف الأقوى وأكثر مجموعة سياسية منظّمة في سياق المشهد السياسي العراقي. ويدركون أن لا الحكومة العراقية ولا الولايات المتحدة الأمريكية ستكون قادرة على إخضاعهم compel.
لضمان السيطرة على كركوك، طبّق الحزبان الكرديان استراتيجية متعددة. أولاً دفعوا مليشياتهم للسيطرة على المدينة والتمركز في أكثر المواقع الحيوية في إدارة المحافظة. وفي نفس الوقت بدئوا حملة "تطهير عرقي" لإجبار الناس غير الأكراد في المدينة ( عرب وتركمان) الخروج منها. كانوا قادرين على تطبيق المادة 140 في الدستور العراقي الجديد الداعي إلى "تسوية" normalization الوضع في المحافظة، وبالتوافق مع إجراء تطبيقات أخرى جارية على الأرض أصلاً من قبل القيادة الكردية، ومن المحتمل أنهم في طريقهم فعلاً لضمان "تكريد" kurdization كركوك وثروتها النفطية.
يختلف الوضع في البصرة قليلاً. القتال الدموي من أجل السيطرة على المدينة وثروتها النفطية الضخمة، كان مستمراً أيضاً في السنوات الماضية لما بعد الغزو/ الاحتلال، مع بقاء الوضع دون أن يصل إلى مرحلة الاستقرار. هناك قتال مستمر بين مجموعات متنافسة لطائفة (الأغلبية) ومجموعات الجريمة المنظمة للسيطرة على الساحة السياسية والأمنية في المدينة.
كانت البصرة، وعلى نحو فعال،خارج سيطرة الحكومة المركزية منذ غزو/ احتلال البلاد، ومن غير المحتمل عودة سلطة الحكومة على المدينة في المستقبل القريب. حكومة بغداد مشلولة، غير قادرة أو غير راغبة لإيقاف "التطهير" الطائفي في البصرة أو إيقاف القتال المستمر للسيطرة على المحافظة ومواردها. إن العديد من المجموعات المتنافسة لهذه الطائفة (الأغلبية)- الكبيرة منها والصغيرة- تعتمد على الدعم القادم من خارج حدود البلاد، وتعمل بكل جهدها لتأمين إطار يضمن انفصالاً جزئياً أو كلياً للبصرة عن بقية أجزاء الدولة. إن الانفصال الفعلي de- facto قائم الآن، وهذا يعني أن البصرة وثروتها النفطية الضخمة تحت رحمة وأطماع لوردات حرب قُساة ممن ليس لديهم اعتبار للتواصل مع البلاد أو مصالحها الوطنية.
وبالعلاقة مع التطورات الجارية في كلا المدينتين الرئيستين الغنيتين بالنفط، يظهر أن الذئاب الضارية vicious hyenas أقامت وليمتها، حتى قبل موت الفريسة.

Curse of Oil and Iraq s Disitegration, (By: Dr Mustafa Alani, Arab News), uruknet.info- 25 May 2007.
— Dr. Mustafa Alani is the director of the Security and Terrorism Program at the Gulf Research Center in Dubai.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون نفط العراق المُقترح.. في مرحلة انتقال!
- الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق
- عائلات مشرّدة ضحايا محتالي بيع البيوت
- المهمّة.. أُنجِزَتْ!!
- العراق: حياة مُبَعثرة!
- أفغانستان والعراق.. نفس الحرب


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - لعنة النفط وتمزق العراق