أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم














المزيد.....

الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
سالت صديقي القادم حديثا من الوطن عن احوال البصرة، واهلها، وامورها. رد بلهجته البصرية البسيطة المحببة: يا بصرة؟! واجهش. قبلها كنت قد سالت اخرين قادمين من بغداد، والموصل، والحلة، وديالى، والديوانية، والعمارة، والناصرية، والكوت، وغيرها من مدن العراق التي كانت عامرة بالحركة، والحياة، والثقافة، والا لفة، والمحبة، والتسامح، والموسيقى، والغناء. كان الرد ياتي دائما مصحوبا بالحسرة، والالم، والتأوه، والدموع التي تنساب من عيون رجال ذوي قلوب جلدة. كلهم يصرخون: يابغداد؟! يا ديوانية؟! يا بعقوبة؟! يا موصل؟! يا كركوك؟! لم يتعرفوا على مدنهم، لم يجدوا اهلهم، لم يصادفوا اخوتهم، واصدقائهم، واحبتهم، وجيرانهم، وزملاء دراستهم، او رفاق عملهم. قتل من قتل، ورحل من رحل، وهاجر من هاجر، وهجر من هجر، واختفى من اختفى، وصمت الكثيرون، وانعزلوا، وانكفأوا كمرضى الجذام. والسؤال المحير الذي واجهوه، تلقوه كطعنة رمح: ماذا تفعل هنا، لماذا عدت؟ تعقبه توصية قاسية غريبة لا تتوقعها: امل ان تكون عاقلا، ولا تبقى هنا، واخبر كل من تعرفه في الخارج، ان لايعودوا. او يفكروا بالعودة! فلم يعد العراق عراقنا، ولا الاهل اهلنا! لقد ضيعنا هؤلاء المغول الجدد، ومسخوا كل قيمنا. عجيب امر هؤلاء الناس الذين كانوا يلومننا لاننا تركنا الوطن وكانت رسائلهم، ومكالماتهم تحث على العودة، وعدم نسيان الوطن، وعدم التاقلم، او التوطن في الخارج. هاهم اليوم يلومننا لاننا جئنا لزيارتهم، لرؤية الوطن، والاحباب، ورفاق الامس، والاهل، والاصدقاء، والجيران. ولكي يمسح علامة التعجب عن وجهك، ويزيل اثارالاستغراب من محياك يطوف بك احدهم في شوارع الامس، ويحدثك باكيا: لقد حرقوا الاخضر، واليابس لقد سرقوا كل شئ ! المدارس تحولت الى سجون، والبساتين الى معسكرات، والنوادي الى مقرات تعذيب، والمسارح الى محاكم شرعية قرقوزية، والبيوت الى مقابر، والنساء الى جواري، والرجال الى عبيد، والاطفال الى سلع، والاخلاق الى مزحة، والقيم الى شتيمة، والتسامح الى بدعة، والتعايش الى جنحة، والفرح الى رذيلة، والامل الى خطيئة. وتحول الجهلة الى قادة، ومعلمين، والاميين الى امراء، ومسؤولين. وصارالقتلة قضاة، والسفلة وعاظ، والرعاع متحكمين، وكتبة التقارير قادة احزاب، والوشاة كوادر حزبية رفيعة، والخونة الى زعماء، والسماسرة الى رجال دين!! هل ترى شارعا معبدا؟ ام مدرسة بنيت؟ ام كهرباء اعيدت؟ لقد سرقوا لعراق، كل العراق. نفطه، وزرعه، وارضه، ومائه، والجريمة الاكبر شوهوا سمعة، واخلاق اهله، وسلبوا طيبته. واذا قلت له: لا تبالغ يا صاحبي، لو خليت لقلبت! يواجهك بسؤال ادهى: وهل ترى الدنيا غير مقلوبة. والجهلة، والقتلة، والسفلة من ايران، وافغانستان، وارتريا، والصومال، واليمن، وصحارى العرب، واحراش شمال افريقيا، ومزابل اوربا جاؤوا ليحصدوا رقاب العراقيين على طريقة الحجاج. ملئوا دجلة بالكتب مثل المغول، علقوا الرؤوس، وشوهوا الجثث كالتتار سرقوا، ونهبوا واغتصبوا، واهانوا، واذلوا، وعربدوا كالبرابرة. لا ترى غير عمائم بيضاء، او سوداء، او خضراء وسيلة عبور الى الاغتناء، والجاه، والتسلط، وفرض الاحكام الجائرة، ونهب الاموال، والتمتع بالصغيرات، واعادة البشر الى الكهوف. ويدعون ان الاسلام نقل العرب من الظلام الى النور، ومن الجاهلية الى الحضارة. فلماذا ،اذن، يسحقون كل شئ حضاري، متنور، متفتح، متطور؟ لماذا يدمرون كل ماهو بشري، وكل ماينم عن طيبة، وانسانية. هؤلاء القادة المعممون، وان تنكر بعضهم بالبدلات الحديثة، احيانا، يشبهون الافلام الخيالية عن غزو وحوش فضائية اتخذت هيئة البشر، لكنها تتغذى على لحومهم. الماساة ان الافلام خيالية، ودائما ما تندحر جيوش الغزاة تلك. لكن الشعب العراقي يعاني من اكلة لحوم بشرية يعيشون بيننا ويشربون دماء ابنائنا ويمنعون الهواء، والماء، والضياء، ليمنعوا نمو أي زهرات، او نباتات جميلة نقية. ينشرون الظلام الدموي لتنموا الطحالب، والفطريات التي يتنفسون رائحتها النتنة ويتمرغون عليها كالكلاب الجرباء. ولا استثناء الا لمن تصدى، وتحدى، وقاوم، وشهر، وفضح، وناضل ضد، ووقف بوجه برابرة العصر الحديث الذين حولوا مهد الحضارات الى جحر الخرافات. فاوقفوهم باي وسيلة. امنعوا الاحزاب الدينية. اجتثوا المليشات الطائفية ابعدوا الخرافات الدينية عن كل قرار سياسي. اربعة سنوات ونيف من القتل والذبح، والفتن، والفساد، والخراب فاقت كل سنوات القمع الفاشي الصدامي بل كل ماسي الشعوب التي تتفرج مستغربة كيف لعراق المسلات ان تتحكم بامره كل هذه الحثالات؟؟!!





#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يستغل العرب ورطة امريكا لحل قضية فلسطين
- الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم
- اذا كانت كركوك عراقية فلماذا يطرد منها العراقيين؟؟
- ابو الخصيب فردوس النخيل والمياه والشعر
- تجار المواكب الحسينية ودماء الشيعة المهدورة
- ماذا يفعل عداي الحكيم في ايران والحدود مسدودة؟
- يالمهدي شجابك للزركه
- الدين جلاد الشعوب
- العملية السياسية بحاجة الى عملية جراحية
- خطة بوش لا تجلب الامن للعراق لان اهدافها امن امريكا
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية التفجيرات
- الامريكان اعدموا صدام بايدي شيعية لمصالحة بعثية
- مجلس الدواب العراقي
- محمود عباس يريد اجهاض انتفاضة الصمود متلما اجهض انتفاضة الحج ...
- جمهورية لطمستان المسلحة
- حرب الزعماء ضد الشعب
- تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ض ...
- مسيحيو العراق من التقتيل والتهجير الى التكريد
- الصداميون يذبحون العراق والطائفيون يتقاتلون على تقطيعه
- المشهد السياسي العراقي قراءة واستنتاجات


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - الاسلاميون ذبحوا العراق من الوريد الى الوريد فاوقفوهم