أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعيد لحدو - -انتحابات- في سورية














المزيد.....

-انتحابات- في سورية


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 1929 - 2007 / 5 / 28 - 10:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


"انتحابات" في سورية
كلما أصر نظام شمولي على دفع الجماهير "الغفورة" (على حد تعبير الرحابنة) إلى الشارع للهتاف الممل إلى حد القرف "بالروح بالدم", كلما أدركتَ أن أزمة هذا النظام تزداد عمقاً إلى الحد الذي يضطر معه للجوء إلى دفع عشرات الآلاف من الناس كل يوم, معطلين أعمالهم, التي هي أعمال ووظائف لدى الدولة, ويجبرهم للنزول إلى الشارع في مسيرات آلية تسيَّر بالريموت كونترول مع رسم علامات سرور مصطنعة على الوجوه لإقناع الناس بأنهم سعداء. ودائماً يستطيع النظام أن يجد مناسبة لتلك المسيرات طالما أنه "يقارع ويتصدى" لأخطر وأقوى المؤامرات الإمبريالية. وطالما أنه نذر نفسه ليكون الصخرة التي ستتحطم عليها كل تلك المؤامرات, بما فيها "مؤامرات" الشعب السوري من ربيع دمشق إلى إعلان دمشق بيروت… وإلى كل ما يستجد من أولئك المتآمرين الذين "أضعفوا الشعور القومي وأوهنوا عزيمة الأمة" بحديثهم عن ضرورات الإصلاح والتغيير الديمقراطي.
والمناسبة هذه المرة للمسيرات الصاخبة إياها هي "انتخابات" رئيس الجمهورية.!!
ولا عجب. ففي ظل قيادة لم يخلق بعد من هو أحكم منها في إضعاف وعزل سورية عن المجتمع الدولي, بما فيه محيطها العربي, الذي تدعي دائماً الدفاع عنه, لا عجب أن تخرج هتافات جماهير البعث "الغفورة" تلك أقرب إلى الانتحابات. ولا عجب أن تأتي هذه الانتحابات في غمرة الأفراح التي تجتاح الوطن في إطار ما يسمى تجاوزاً "انتخابات رئيس الجمهورية" الذي "أحبته الجماهير وعشقته" على ضوء تجربتها في السنوات السبع العجاف التي سبقت. وعلى أمل أن يتكرم الخالق الذي يرعى شؤون خلقه ويحن عليهم في الملمات فيكرر تجربة فرعون مصر مع النبي يوسف ويمنح سورية سبع سنوات خيـِّرة تعـِّوض عما فات من إحباط ويأس ومعاناة.
والخير لاشك قادم بمشيئة القائد الرمز الذي بات يوزع عمائم بن لادن في كل مكان من زوايا المجتمع السوري عوضاً عن هدايا الأعياد. ولا ينسى, ومن لا ينسى جليل عظيم, أن يترك فتيل تلك العمائم في أيدٍ مخلصة أمينة, وهي الأجهزة الأمنية التي تعرف واجبها تماماً تجاه مواطنيها . (ويا غافل إلك الله).
وبالنظر إلى مظاهر الغبطة والفرح تلك باختيار القيادة القطرية لحزب البعث المغرق في الحكمة والصواب وبعد النظر, فإن هذه القيادة البعثية ومجلس شعبها معها, سهَّلا الأمر على المواطنين, كما هي الحال دائماً, ولم يختارا (ويمكن القول تجاوزاً, رشحا) سوى اسماً واحداً كي لا يلتبس الأمر على الناس الذين قد يتهورون من فرط فرحتهم واندفاعهم فيضعون الاسم الثاني عوضاً عن مرشح القيادة في صناديق الاقتراع. وللتسهيل أكثر كي لا تحتاج إلى قلم لتدوين الاسم فقد طبعوا الاسم على ورقة الاقتراع جاهزاً مجهزاً. وزيادة في التسهيل على المواطن فقد لا يحتاج المقترع حتى للذهاب إلى مركز التصويت, فهناك اللجان البعثية المشرفة على الصناديق ستتكفل بكل شيء. فالقوائم عندها, وعندها أوراق الاقتراع. ولا يحتاج الأمر لأكثر من أن يأخذ أحد أعضاء اللجنة تلك الأوراق ويملأ بها الصندوق, طالما أن مصيرها النهائي هو في ذلك الصندوق!!! ومع ذلك فإن هناك بعد من لا يصدق أن النتيجة هي 99و99%. ومن لا يزال لديه بعض شك في صحة هذه النتيجة, فليتقدم بنفسه ويحصي الأوراق في داخل الصناديق.
انتخابات أم انتحابات في سورية, لا فرق. فالنتيجة واحدة وهي هي لم تتبدل منذ تحسَّـر أول مواطن سوري على رغيف خبز ساخن في ظل حكم البعث وما زالت دائرة التحسر تتسع لتشمل الوطن بأكمله على كلمة حرة تقال حتى ولو في زنزانة. وما زالت انتحابات الشارع السوري تتعالى كلما أراد لها "القادر الرمز" ذلك.
وعلى نبض هذا الشارع ومقاييس النبض البعثية المعتمدة من صدام إلى الأسد, (وما هذا الشبل إلا من ذلك الأسد), نستطيع أن نركن إلى الصناديد من القادة حتى ولو بالأسماء, فنطمئن إلى صورة المستقبل.
وكل انتحاب والقائد المفدى بالروح والدم بألف خير.



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين لا نفتقر إلى الحكمة
- الأقليات الصغيرة في عراق ما بعد صدام والبعث -الكلدان الآشوري ...
- الخيانة خيار وطني
- اغتيال- اعتقال- انتحار:أساليب حوار للنظام في سورية
- الحكام العرب والمحاكم المؤجلة- صدام مثالاً


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعيد لحدو - -انتحابات- في سورية