أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - صائب خليل - ضيف المنطقة الخضراء – 1 من 2















المزيد.....

ضيف المنطقة الخضراء – 1 من 2


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:14
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    


"انه انفجارك ايها النائب!". اوضح الشاب الأمريكي "الجميل" لضيفه المصاب بالدوار.
ماذا يقصد هذا المعتوه بـ "انفجاري"؟ شاهد النائب في التلفزيون لدهشته زوجته واولاده يبكون مقتله فطار النوم والصداع فوراً وقفز من فراشه.
"انهم يبكونك...لقد متّ...ولكن لحسن الحظ لديك حياة ثانية..حياة ستسعد بها اكثر من حياتك الأولى, ستكون هنا معنا", قال جيم.
- "معكم؟ اين معكم"
- انت يا سيدي "ضيف المنطقة الخضراء" لبقية حياتك اليس رائعاً؟ مد يده واضاف "أنا جيم. "

في الساعة التالية شرح جيم لضيفه المذهول عملية اختطافه لحاجة الجيش الأمريكي له ثم قال:
- "تعال, سنشاهد عرضاً جميلاً سيبدأ الآن"
اقتاد جيم ضيفه الى قاعة سينما فيها حوالي المئة مشاهد, وادرك النائب فوراً ان ما يعرض هو جلسة لرفاقه في البرلمان العراقي.
- "انه عرض حي...الجلسة تعقد الآن" قال جيم وهو يجلس ويشير الى النائب بالجلوس الى جانبه. انتبه النائب الى المشاهدين واثار اهتمامه حماسهم البالغ لأنهم كانوا كلما تحدث نائب هتف احد المشاهدين فرحاً او ضرب اخر بقبضته اسفاً. كانوا اقرب الى مشاهدي سباق الخيل من جلسة برلمان. كذلك اثار اهتمامه الأشارات الضوئية الخضراء والصفراء واحياناً الحمراء التي كانت تظهر على وجوه النواب بين الحين والآخر, وكان يصحب الأخيرة صوت منبه خفيف. في اسفل الشاشة كان هناك سطران بلونين مختلفين من تعليقات لم يتمكن من ملاحقتها, لكنه لاحظ انها كثرما تكون متشابهة, وانها تكون مختلفة عندما تظهر العلامات الحمراء. في نهاية البرنامج عرضت صور البرلمانيين في خط افقي وتحت كل منها كان هناك رقم بشكل نسبة مئوية وفي نهاية الخط نسبة مئوية اخرى يبدو انها كانت تمثل المعدل.

نظر جيم الى ضيفه باهتمام وتركيز وقال باسماً: "هذا هو الموضوع الذي اردناك من اجله, تعال معي."
مشى النائب خلف مضيفه حتى دخلا غرفة يجلس فيها رجل امام حاسبة ذات شاشة كبيرة يتحدث بإتصال فيديو كما يبدو مع اخر. عرف النائب المتحدثين, فعلى الشاشة كان وزير النفط, واما الجالس فلم يكن غير السيد السفير!
- انه ليس اتصالاً حقيقياً.."السيد السفير يتمرن على المفاوضات بواسطة الحاسبة التي تمثل هنا دور وزير النفط"
همس جيم الذي شرح للنائب كيف ان برنامجهم يتيح للمفاوض الأمريكي توقع ردود فعل المقابل وتهيئة الجواب الأنسب لها, بل وحتى استقصاء رد فعل المقابل على بعض التعليقات المرحة المناسبة.
- "الحقيقة ان استعداداتنا لاتقتصر على الجواب الكلامي المناسب, فاحياناً لايكون هناك جواب مناسب فنلجأ الى اجراءت فعلية مثل تجنب فتح ذلك التفريع من النقاش, او حتى الغاء المقابلة او عرقلتها لنحصل على بديل انسب لنا من المحاور الأصلي."
- مدهش فعلاً...لكن ..لماذا انتم بحاجة لي...؟
- نعم نحن بحاجة لك هنا بالضبط. حاسباتنا تقوم بعمل رائع لكنها لم تنجح هنا مثل نجاحها في اوروبا مثلاً, و السبب هو شده اختلاف العادات والتقاليد عما نعرفه, وهذه لايمكن لأحد ان يعلمنا اياها خير من واحد من اهل البلد, ويفضل ان يكون من الطبقة السياسية نفسها... لذا تقرر استضافتك كما ترى.". صمت النائب طويلاً ثم قال:
- "وإذا رفضتُ؟"
- "هذا احتمال متوقع ولكن عندها لاخيار لنا سوى تحقيق ما رأيته في الأخبار...اي تموت, وان قبلت فانك ستعيش هنا بشكل نهائي..المؤكد انك لن تعود الى حياتك السابقة في جميع الأحوال, وسيكون عليك ان تختار قبول حياتك الجديدة او رفضها, ولكن لا داع للعجلة الآن..امنح نفسك الوقت لترى خياراتك بهدوء".

بقي النائب مطرقاً كأنه نصف نائم, وفجأة قال:
- "هل هذا كله ضروري؟ اليس لديكم خيارات اسهل؟"
- "ليس لدينا وفرة من الخيارات كما قد تتصور"
اجاب الرجل دون ان يفقد حيويته, ثم حدثه طويلاً عن محدودية امكانية تزوير الإنتخابات وكيف انهم اخذوا بضعة كراسي من الفائزين الكبار لكن هؤلاء لم يحتجوا كثيراً لأنهم لن يغامروا بخسارة فوزهم بالإلحاح بالتشكيك بالإنتخابات, كذلك حدثه عن طرق استفادتهم واصدقائهم من العراقيين من احتكارهم معرفة نتائج الإنتخابات قبل اعلانها.
- "لكن ماذا تريدون من هذه الحكومة اكثر؟ انها تكاد تنزع لباسها امامكم" قال النائب ببعض الغضب.
- "الحقيقة انها قدمت تنازلات اكثر من المتوقع..لكن مشكلتنا معها مستقبلية. نحن نريد في السلطة من يضمن مصالحنا بشكل ثابت وهذه مشكلة في الديمقراطية, فما ان تنجح بزراعة رجالك في القيادة حتى يتم تغييرهم في الدورة التالية فيضيع جهدك ومالك... الديمقراطية لايمكن توقعها, لذا يجب ان نضع رجالنا في الأماكن البعيدة عن يد الديمقراطية: المال والصحافة....وايضاً الأمن. يجب احتكار العنف.. وهذا ما لم نتمكن منه بما يكفي لحد الآن".
أثارت صراحة الشاب الأمريكي الوقحة النائب فقال فجأة:
- "انتم لا تعلمون كم تتحمل هذه الحكومة من احراج لأجل ارضائكم..الا تشعرون بذلك؟ الا تقدمون لها بالمقابل بعض ما يمكنها ان تقدمه لشعبها, بعض ما يوحي باستقلالها عنكم"
- "هذا ما نفعله عادة مع حكوماتنا المفضلة, خاصة عندما تكون سمعتنا سيئة لدى شعب البلاد.. وهذا ينطبق حتى على اوروبا. اننا نوصي اتباعنا في الحكومة احياناً بمخالفتنا والإصرار على تغيير مشاريعنا قبل قبولها. والحقيقة ان تلك المشاريع تتضمن غالباً بضعة نقاط اعدت مسبقاً لكي يرفضها توابعنا لإعطاء انطباع مزيف عن استقلالهم." صمت الشاب ثم قهقه وقال:
- "اقول لك...اننا نفعل ذلك حتى لدى الحكومة الأمريكية نفسها, فيجب اقناع الناس احياناً ان الكونغرس قد دافع عن مصالحهم. لكننا لسنا متحمسين لهذه الحكومة, لذا لايهمنا احراجها, بل نحن حريصين على زيادة احتقار الشعب لها, لأننا ان تمكنا من منع الحكومة من الإقتراب من الشعب بقراراتها لم تجد حلاً لضعفها غير اللجؤء لنا اكثر وتنازلت اكثر فابتعدت عن الشعب اكثر وقلت خياراتها فنزيد الضغط اكثر..وهكذا في دائرة تبعد الحكومة والشعب عن بعضهما. وبانتظار السقوط النهائي لمثل هذه الحكومة فاننا نحقق الكثير من المكاسب, لنا وللحكومة القادمة التابعة لنا حيث تجد هذه ان من سبقها قام باهم القرارات القذرة فلا تكون هي محرجة كثيراً"
"خذ مثلاً في موضوع جدار الأعظمية وموضوع منظمة مجاهدي خلق. لقد كان من مكاسبها ان اظهرت للجميع ان الحكومة عاجزة ومشلولة تماماً وحصلت على احتقار الناس واصابت بضربة اضافية ثقتهم بالمستقبل وزادت احساسهم باليأس وهي امور ذات فائدة كبيرة لنا."
- "ولكن هذه المنظمة...اليست على قائمة الإرهاب في بلادكم؟"
- "لكنهم الآن من اهم مساندنا, ولقد اعتمدنا عليهم كثيراً حتى بالغنا احياناً في استعمالهم وكدنا نكشف عدة مرات في المناطق التي يعملون بها اكثر...اقصد منطقة سكناهم, في ديالى وحولها."
- "انتم من اشرتم عليهم بهذه القائمة من العملاء لأيران طبعاً"
- "امرناهم!"
- "لماذا لا ترفعونهم من قائمة الإرهاب إذن؟"
- "ولماذا نفعل؟ بقاؤهم في القائمة يجعلهم تحت التهديد بشكل مستمر, كما يغلق عليهم الأبواب للإفلات, وهذه كلها ضرورية لإقناعهم حين يكون المطلوب منهم صعباً فعلاً. لقد وعدناهم بذلك كثيراً لكني لا اتخيل تنفيذ مثل هذا الوعد لأنه سيكون حماقة كبرى لا مبرر لها"

تشجع النائب ليسأل في امر اخر حيره طويلاً قبل ان تزول موجة صراحة وانفتاح محدثه:
- "اخبرني ارجوك لماذا اصررتم على اسقاط المرشح السابق لرئاسة الحكومة؟ هذا لايختلف عنه كثيراً اليس كذلك؟ ...لاتقل انه كان طائفياً او متزمتاً برأيه او مثل خرافات سفيركم التي برر بها الموقف فأنا..."
ضحك الشاب بعمق وقد بدا عليه التمتع بالحديث ثم قال: " الطائفية؟ انها صديقتنا المفضلة... لا طبعاً يا صاحبي..لاعلاقة للطائفية بالأمر ولا اضن ان هذا الإدعاء قد خدع اغبى شخص هنا....المسألة هي ان رئيسكم حكومتكم الحالي يشعر انه لولانا لما جاء الى الحكم, بخلاف المرشح السابق, وهذه نقطة هامة...وقد فهم هذا الدرس ايضاً كل شخص في الحكومة ايضاً....من ناحية اخرى فان موضوع الطائفية جعل من الرئيس الحالي في موقف الدفاع عن نفسه..لقد كان مهموماً باثبات بعده عن الطائفية اكثر من مهماته كرئيس حكومة, وهذا يجعله اكثر نعومة تجاهنا. عملياً, نحن من كان يقرر ان كان طائفياً ام لا."
قام الشاب من كرسيه كانه يستعد لقول مهم واضاف: " ثم ان رجالنا سمعوا المرشح الأول يتحدث الى مرشدكم الديني الكبير بامر اقلقهم...."
سأل النائب مكملاً "وكنتم قد وضعتم اللاقطات في منزل السيد الكبير..."
" لم يكن ذلك ممكناً... لكننا زرعنا اللاقطات في السيد الكبير نفسه!" لم ينطق النائب بكلمة لكن الشاب لم يخدع بتظاهره باللامبالاة فاكمل: "اتذكر عندما مرض الشيخ...وذهب لإجراء عملية في الخارج؟"
"اتقصد انكم...."
" ليس هو الوحيد..هناك اثنان في القمة سيتم زرعهما قريباً جداً باللاقطات. انها عملية سهلة جداً وتعطي نتائج عظيمة للغاية...فاضافة الى المعلومات الخطيرة فاننا نتابع بهذه الأجهزة حتى الحالة الصحية والنفسية للشخص وان كان يكذب ام لا... بدرجة ممتازة من الدقة ...بل لن اخف عنك سراً نستطيع بواسطة هذا التكنيك ان نجعله يشعر بالمرض وان اردنا في الحالات الضرورية..نستطيع قتله وبشكل لايثير اية شكوك" اخذ الرجل نفساً ثم استأنف كلامه: "...اننا نزرعها ايضاً في جميع رجالنا المهمين او حين يذهبون في مهمات خطرة. غالباً ما تكون حشوة سن او حتى قطعة صغيرة جداً تلصق بالإسنان من الداخل. لقد حصلت انت على واحدة منها بالمناسبة.

- "لابد لي ان اسألك الآن: لماذا تخبرني كل هذه الأسرار الخطيرة؟"
- " لنكسب ثقتك ...ها ها ها...ولأنك لن تخرج من هنا حياً ابداً, حتى لو خرجت باعجوبة فاننا سنعرف مكانك بالضبط ويسجل كل تأريخ تحركك. كيف تضن اننا عرفنا مكان الجنديين البريطانيين الذين اعتقلتهم الشرطة العراقية في البصرة, بدقة كافية لكي تحطم الدبابات غرفة سجنهما؟"
- ""لكن مع ذلك خاطرتم بذلك بحياتهما بتقديري..."
- "صحيح تماماً...كان هناك خطر شديد ان يعترفا بمعلومات خطيرة تحت التعذيب لذلك لم يكن هناك مجال للتردد, لم تكن الحملة لإنقاذ الجنديين بل لمعلوماتهما"
- "لاتنزعج لكن يبدو لي انكم تلجأون الى اساليب معقدة للمتعة والتباهي فقط...جو الإرهاب هذا..الا يوفر لكم فرصة قتل كل من تشاؤون بسهولة؟ تستطيعون حتىان تجعلوا الأمر يبدو كأن اعدائكم هم القتلة, فتضربوا عصفورين بحجر..."
"القتل يا صاحبي دواء سيء للغاية..ولأسباب كثيرة..اننا نسخر دائماً ممن يضطر لقتل من يتولى امرهم. حين تقتل احداً من اعدائك فان الناس تنتبه... وستحتاج لوقت طويل تمتنع فيه عن قتل اخر حتى ينسى الناس الأول. المشكلة في القتل هو انك تخسره كسلاح لفترة طويلة بعد ان تستعمله كل مرة. هل تعرف العاب الكومبيوتر حين لايمكنك ان تطلق اكثر من اطلاقة واحدة كل عشرة ثوان؟ حينها تتردد في اطلاق ذخيرتك لأنك ستكون محرجاً ان احتجتها لذا تتركها كآخر احتياط. والقتل يعاني من احتمال كشفه دائماً, بسبب خطأ ما مثلاً.. ولكن هذا ليس اصعب ما في الأمر...فحتى عندما لاتخطئ اطلاقاً فسوف يكشفك الإحصاء مستقبلاً حين يتكرر الأمر بشكل يثير الإنتباه. "

- "لم اكن اتصور انكم تشعرون بالتهديد رغم قوتكم الهائلة...خاصة بعد ان اسقطتم منافسكم الأول في العالم"
- "لقد كان اسقاطه مغامرة كبرى, وربما ستعتبر يوماً الحماقة الكبرى...المغامرة الكبيرة الأخرى هي اختراع الإنترنيت! لم يسبق للناس ان تحررت من مصادر معلومتنا بهذا الشكل. ولكن بالمقابل تمنحنا الإنترنيت امكانية التجسس الشامل بشكل مذهل يشمل تقريباً كل فرد في العالم, وخاصة جماعتنا. انه سباق خطير للغاية ونتيجته ستقرر ان كان اختراع الإنترنيت والقضاء على السوفيت حماقة كبرى ام خطوة عظيمة".
بدا على النائب دون ان يعي, بعض علامات العطف على محدثه الذي لاحظ الجدية المتزايدة في الحديث وكثرة المخاوف التي اثارت قلق النائب وربما هددت بفشل المشروع فاستعاد مرحه قائلاً:
- "لكن الوضع ليس بهذه الصعوبة فلدينا اسلحتنا وخبرتنا الطويلة لمواجهة اصعب الظروف, ولدينا قواعد عامة تقلل من الأخطاء والفضائح الى حد كبير للغاية. فمثلاً عندما تهدد شخصية ما او تقدم لها اغراء معيناً فاننا نفعل ذلك بطريقة - القابلية على الإنكار - ومع ذلك ففي الحالات الخاصة لجأنا مباشرة ومن خلال السفير مباشرة الى التهديد والرشوة, وفي هذه الحالة يجب ان يكون التهديد خطيراً جداً اوالرشوة كبيرة جداً فلا يمكن المخاطرة بالفشل في هذه الحالة. لقد فضحنا احد سياسييكم يوماً فاعلن في فترة مفاوضات الدستور: كلما اختلف احد مع الأمريكان طلبوا منه التحدث على انفراد معهم ليعود مقتنعاً. كانت حماقة من جماعتنا لكن ربما يبررها ضيق الوقت وقلة الخيارات."

حرك النائب رأسه علامة التفهم فأكمل الشاب:
- "في النهاية يجب ان يبدو كل شيء هادئاً..ان تضع بعض الإغنام ترعى هنا وهناك, ولكن يجب الا يكون هدوءً بالغاً يبعث على الريبة, لذا فان بعض القلاقل المتناثرة الصغيرة تزيد الشكل طبيعية وقدرة على الإيهام
يجب ان يخلق الجو العام الذي يلعب دور المخمد لإنتشار اية حقيقة غريبة غير مناسبة.
ورغم كل ذلك فلايمكن في عملنا ضمان الفضائح القاتلة فكثرما اضطر رجالنا الى التدخل المكشوف لحماية مأجورينا او قتل مطارديهم, كذلك اكثرنا مؤخراً من القاء القبض على رجالنا بأنفسنا حماية لهم لإطلاق سراحهم فيما بعد. ولعل اخطر تلك الحالات كانت قصة البريطانيين في البصرة وكذلك قصة مدير السجن الذي اكتشف تعاونه مع الإرهابيين, من رجالنا طبعاً. لقد امسكه البعض يسلم هؤلاء اجهزة اتصال لا تستطيع اجهزة الجيش التقاطها لأن الجيش, رغم وجود تنسيق ما, فهو مؤسسة اخرى من اناس اعتياديين كما تعلم واكثرهم بالطبع يعتقد فعلاً اننا جئنا من اجل الديمقراطية فيجب حماية رجالنا حتى منهم. لم نتمكن من تغطية الموضوع الا بانكار علاقتنا واجراء تمثيلية لمحاكمته كخائن. وهذا ما يسمى لدينا سياسة "احتواء الأزمة", ولكن هذه قصة اخرى طويلة."
- "كيف مؤسسة اخرى اعتيادية؟ الم يكلف مثلاً بقتل رجل الإستخبارات الإيطالي والرهينة التي كان قد انقذها عند نقطة تفتيش اعتيادية للجيش؟ لاتقل لي ان الأمر كان صدفة وخطأ؟"
- "ها ها ها...لا ليس خطأ ولا صدفة, لكن الم تنتبه الى ان نقطة التفتيش تلك كانت من النقاط الآنية التي تخلق وتختفي بسرعة؟"

لقد تأخر الوقت واصابنا التعب..اقترح عليك النوم فغداً يوم جديد وعمل جديد.
لكن النائب قال انه لن يستطيع النوم الآن وفضل ان يأخذ حمام سونا ثم ان يسبح بعض الوقت ليجهد فيتمكن من النوم. انتبه النائب المشدوه الى ان مثلاً عراقياً كان يرن في اذنه فلا يستطيع منه خلاصاً: "عرب وين..طنبورة وين!"



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد ان يكون هناك...من يوقد الشموس
- أشواك القنفذ: فكرة لحماية الصحفيين
- السوق, القائد الضرورة الجديد: تعليقات على نص وثيقة -العهد ال ...
- المهدي المنتظر الجديد: الإستثمار
- على ماذا يفاوض فريق الأسود الأرنب؟
- نائب ما شافش حاجه
- -الرنين الإعلامي-: كيف يجعلونا نقبل اخباراً غير معقولة؟
- هدية مشاغبة للشيوعي العراقي: النقد -المغرض- كفرصة ذهبية لعرض ...
- المسلمون والعلمانيون – اضطهاد متبادل
- -لواكن- العراق الذين لانراهم..
- االعلمانية والديمقراطية الإسلامية – الجزء 2 - غض النظر عن ال ...
- إنتخابات حكومات المحافظات الهولندية غداً
- العلمانيين والديمقراطية في عالم اسلامي
- الفرق بين ازعاج عمار الحكيم و دماء المواطن العراقي
- شيعة العراق صفويين ومجاهدي خلق عرب اقحاح
- إعدام المدن بلا محاكمة
- الهنود الحمر يجيبون وفاء سلطان
- وفاء سلطان: -عدنان القيسي- العلمانيين
- أرهاب بريء من الطائفية
- البحث عن راحة الإستسلام: رد على هجوم زهير المخ على مبدأ السي ...


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - صائب خليل - ضيف المنطقة الخضراء – 1 من 2