أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا















المزيد.....

مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقد في الفترة بين 3 -5 من الشهر الجاري مؤتمر دولي حول العراق في شرم الشيخ في مصرشاركت فيه حوالي 60 حكومة اضافة الى العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية. لقد قيل الكثير عن هذا المؤتمر، فما هي حقيقته والاسباب التي وقفت خلف عقده وفيما اذا كان سيحدث اي تغير في الوضع العراقي والبديل عنه اذا اعتبر حدثا فاشلا؟
من الواضح ان امريكا وحلفائها قد فشلوا في العراق. هناك شعورا متزايدا بان الهزيمة النهائية في العراق اصبحت قريبة. ان الصراع داخل النخبة الحاكمة في امريكا دخل مرحلة جديدة. هناك حديث عن وضع استراتيجة للخروج من العراق بحيث ان هشيار زيباري، وزير خارجية الحكومة الكارتونية في العراق يحذر من مخاطر هروب امريكي -بريطاني مفاجئ من العراق وهناك حديث بان الجيش العراقي هو بصدد وضع خطط لملئ الفراغ اذا قررت قوات الاحتلال الانسحاب بشكل مفاجئ.
ان امريكا وحلفائها والعديد من القوى في العالم والمنطقة وفي العراق قلقين من هذه الهزيمة وسوف يقومون بكل مافي وسعهم لمنعها.
لقد جاء مؤتمر شرم الشيخ في هذا السياق، اي في سياق فشل امريكا في العراق. فعقد هذا المؤتمر على طلب من امريكا في محاولة لانهاء او التخفيف عن مأزقها السياسي في العراق وتمكينها من ترتيب خروج مشرف عن طريق اشراك قوى عالمية ومنطقية.
وقد كان محاولة لاقناع سوريا وايران لوقف نشاطاتهما في العراق او تجنيد انظمة عربية مثل مصر والسعودية والاردن ودول الخليج للتصدي لنفوذ ايران ودعم الخطة الامنية واقناع قوى الاسلام السياسي السني والقومية العربية للمشاركة في العملية السياسية.
وكان هذا المؤتمر ضروريا للادارة الامريكية للاستهلاك المحلي والبرهنة بان العالم كله قلق بصدد العراق وبانه لايزال هناك اشياء بالامكان القيام بها ولذلك على الامريكيين التحلي بالصبر.
لقد فشل هذا المؤتمر بكل المقايس. يجب ان لا ينتظر الناس اي شئ من هذا الحدث. من وجهة نظر الجماهير في العراق لقد كان هذا المؤتمر اخفاقا تاما لانه سوف لن يغير حياتهم نحو الاحسن، ولن يقلل من العنف ولن يكبح جماح الارهابيين او يساعد في اعادة الخدمات. ان مؤتمر شرم الشيخ لم يكن من اجل تلك الاهداف اصلا. لم يكن بخصوص السلام والامان والخدمات.
فشل هذا المؤتمر وسوف تفشل كل المؤتمرات المماثلة لانه لم يتعامل مع مشكلة العراق الاساسية،اي الاحتلال وعمليته السياسية. انه يفتش عن حلول ضمن نفس الاطر السياسية الحالية. ان الوضع الحالي والفوضى وعدم الامان و معظم المشاكل في العراق قد خلقت من قبل الاحتلال وحكومته الكارتونية والمليشيات المشاركة فيها. هناك مليونين عراقي في سوريا والاردن من خلفيات مختلفة يعيشون في وئام وسلام. لماذا نجد العنف الطائفي والقومي في العراق؟ انه بسبب الاحتلال وحكومته. لايمكن طلب حل من الاحتلال والقوى الطائفية والاثنية لمشاكل خلقوها هم انفسهم.
ان مؤتمر شرم الشيخ كان لانقاذ الاحتلال والحكومة الموالية له من الازمة وليس من اجل مساعدة جماهير العراق. ولكن سوف يفشل هذا المؤتمر في تحقيق هذا الهدف ايضا.



اذ فشلت امريكا في تجنيد دعم لسياساتها في العراق وفشل المؤتمر في اقناع القوى العالمية بالتدخل الفعال في العراق لصالح امريكا ومشروعها. لقد تعهد مايسمى
بالمجتمع الدولي بتقديم المساعدات المالية والقروض الى العراق على مدى خمسة سنوات قادمة، ولكن كل التعهدات مشروطة بنجاح الحكومة العراقية الكارتونية في اعادة الاستقرار الى العراق.

لقد اشترط هذا المؤتمر على الحكومة العراقية حل كل المشاكل المستعصية والمستعرة بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية وتلك التي تعاديها حتى نهاية هذه السنة لكي تحصل على المساعدات الموعودة. ان المشاكل التي ادرجت في وثيقة العهد مثل مسالة الدستور، قانون نفط العراق، قانون الاقاليم، اجتثاث البعث، حل المليشيات ، محاربة الارهاب، مشكلة كركوك والمصالحة وغيرها والمطلوب من الحكومة حلها هي مشاكل عجزت هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها في تحقيق ادنى تقدم بصددها. في الحقيقة ان تلك المشاكل هي ليست مشاكل الجماهير بل مشاكل خلقت من قبل الاحتلال و القوى المشاركة في الحكومة الكارتونية وهي مصدر ازمتها. ان الخلافات تتعمق حتى داخل الاقطاب والتحالفات الحالية بدلا من حلحلة المشاكل المذكورة بين القوى المتصارعة. وهناك مشاكل جديدة تبرز للسطح. المجاميع الاثنية والطائفية التي تسيطر على الحكومة غير قادرة على اعادة الامان والاستقرار بل ان وجودها مرهون بعدم الاستقرار والصراعات. ان التوصيات التي اتى بها المؤتمر يستحيل تحقيقها وهذا يعني ان الحكومات والمنظمات العالمية سوف لن تفي بوعودها.

والمؤتمر يؤكد على مشاركة الدول المجاورة بما فيها ايران وسوريا لوقف نزيف الدم والسيطرة على الحدود. في حين يستحيل اقناع ايران وسوريا لوقف تدخلها في العراق واستخدامه لتعميق ازمة امريكا. من المؤكد بان ايران وسوريا سوف لن ترضخا لطلبات امريكا، ولن تستسلما لرغباتها بسهولة بل على العكس انها تعرف بان اقتراب امريكا منهما هو نتيجة الضعف. ايران وسوريا تجدان نفسهما في وضع قوي وان الاستمرار في تعميق ازمة امريكا في العراق هي الطريقة الافضل لمنعها من مهاجمتهما.
من المؤكد بان ايران سوف تستمر في تسليح الملشيات الشعية والسنية لمهاجمة القوات الامريكية. وبالمقابل الدول العربية سوف تستمر في مساعدة المجاميع السنية والقومية لمواجهة ايران.
كما لم يجد المؤتمرطريقة من اجل اقناع قوى الاسلام السياسي السني والقومية العربية للمشاركة في العملية السياسية حيث انها لا تثق بالاحتلال وحكومته الطائفية. بل الاكثر من ذلك انها تستخدم العراق لاسترجاع الارضية التي فقدتها في الفترة السابقة وهي تتطلع الان الى تحقيق النصر، ولذلك لن تتنازل من اجل انجاح مشروع امريكا. وهكذا لقد فشل مؤتمر شرم الشيخ فشلا ذريعا في تحقيق الاهداف المرجوة منه.
من وجهة نظر التقدميين في العراق، لايوجد حل ولايمكن تحقيق السلام والامان دون انهاء الاحتلال وعمليته السياسية والاطاحة بحكومته الكارتونية. لن يكون تغيير دون ولوج قوة اخرى الى الميدان. هذه القوة يجب ان تكون قوة التقدميين والاحرار في العراق والعالم.
ان انهاء الفوضى وتحقيق الامان والاستقرار وانهاء الارهاب و اعادة الخدمات وتمكين الجماهير من اختيار حكومة علمانية غير قومية يعتمد على نضال جماهيري ضد الاحتلال وازالة تلك القوى من السلطة.
رغم كل الانقسامات التي خلقها الاحتلال وحلفائه الا ان عامة الجماهير بقت الى حد كبير موحدة. ان مؤتمر حرية العراق الذي يسعى الى اقامة حكومة علمانية غير قومية ويناضل على مستوى الاحياء الى اعادة الامان والسلام وطرد المليشيات هو الجواب السياسي للتقدميين والاحرار في العراق للوضع الكارثي الحالي. انه يكتسب الزخم ويتوسع بسرعة لكنه بحاجة الى جهود كل التقدميين في العراق والعالم من اجل التحول الى بديل للاحتلال وحكومته الكارتونية ومؤتمراتهم وعمليتهم السياسية.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يونادم كنا: رجل امريكا الخائب،لايمثل اتباع والمحسوبين على ال ...
- ملعون هذا الشرف ...!
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء ...
- الاحتلال ام الكحول؟!
- غناء شذى حسون ام لحايا السيستاني والضاري
- في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟
- المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
- ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
- وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
- الحجاب راية الاسلام السياسي
- المجتمع بحاجة الى حركة علمانية ملحدة وليس الى دين اخر
- يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية
- امريكا تقتل صدام على الطريقة الزرقاوية
- مؤتمر حرية العراق بحاجة الى دعمك الملموس
- انضم الى مؤتمر حرية العراق
- وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟
- انتفاضة السلطة والنفوذ بحجة الدفاع عن مشاعر المسلمين! - الجز ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا