أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل اندراوس - مداخلة في نقد الخطاب والفكر السلفي















المزيد.....

مداخلة في نقد الخطاب والفكر السلفي


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 1928 - 2007 / 5 / 27 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك من يقول "منذ ابن خلدون الذي وافته منيته في مطلع القرن الخامس عشر لم تخرج هذه الأمة مفكرا يعترف به العالم ويأخذ عنه".
وهناك من يقول "بعد عقلانية ابن رشد التي استفادت منها أوروبا في نهضتها- قتلنا العقل".
وهناك من يقول "منذ ذلك الحين تأخذ هذه الأمة عن غيرها دون أن تعطي".
تتلبس أردية الآخر بل تنتحل محتويات روحه، وشكله الخارجي، من "قصة الشعر" حتى "بنطلون الجينز" و"كريمات التجميل" و"البكيني" وكل القشور من عاداته وأفكاره.
نعيش مستجدين بل راكعين، مبجلين ومهللين ومصلين لابتكاراته ومقترحاته بل ابسط منتجاته، من البيبسي، إلى الكولا والماكدونالدز، ونستورد حتى خبز يومنا، وهذا ما تفعله معظم الدول العربية، وخاصة من يريد ان يعيد السلف ويجتر الماضي.
وزيفوا الإيمان الذي قال "ربي زدني علما" و"اطلب العلم ولو في الصين"، واختصروا فكرهم وإدراكهم ومعلوماتهم بما قيل قبل مئات السنين مكررين مقتطفات مخزولة تفسر بتغييب واقع حدوثها وقولها منقولة إلى حاضر لا تعرفه. وراح هؤلاء "خدام الشيطان" الرجعي الغربي الرأسمالي منه والشرقي المقوقع في "عباده" وتمجيد عائلات السلطة المتوارثة منذ مئات السنين، يحمدون ربهم "الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين".
ويأتي من يصدر الفتاوى بخصوص قضايا شخصية كالزواج، وينسى زواج "نكاح المتعة" و"المصلحة المتبادلة " بين أنظمة الفساد المتأسلم في شرقنا وبين البيت الأبيض وبطانته.
وهذا التأسلم له رؤية ثلاثية الأبعاد، فهي ترى صورة وحيدة لما يجب أن يكون عليه العالم كله… ألآن ومستقبلا وهي ما كان عليه المسلمون في سنوات الإسلام الأولى، والرؤية الثانية لهذا التأسلم قراءة الآيات والأحاديث قراءة نصية، والرؤية الثالثة أسلمة السياسة، أي إضفاء ستار ديني على رؤية سياسية، وهذا ما نراه في عالمنا العربي.
يقول ابن المقفع: "إن الدين يسلم بالإيمان والرأي يثبت بالخصومة، فمن جعل الدين خصومه فقد جعل الدين رأيا ، ومن جعل الرأي دينا فقد جعل رأيه شريعة".
ودعاة تسييس الدين يحاولون أن يفرضوا علينا "رأيهم" باعتباره صحيح الدين، وليس باعتباره واحدا من آراء واجتهادات شتى. مع انه لم يرد في نص ديني لا في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا اي تصريح ولا تلميح بوجود سلطة دينية.
وعبر التاريخ العربي الإسلامي تكاثرت محاولات إلباس المصلحة السياسية برداء ديني، فمعاوية رغبةً منه بان يمنح سلطته غطاء دينيا قال:
"والله ما أردت لنفسي لولا إنني سمعت رسول الله يقول: يا معاوية إن حكمت فاعدل".
وكذلك فعل العباسيون الذين جاؤوا إلى السلطة على رماح فارسية وارتكبوا أبشع الجرائم حيث قيل بأن أبا العباس كان يدوس على الجماجم، كذلك أرادوا إن يضفوا صفة دينية على فرض "فارسيتهم" على السلطة. وهكذا اصطنعوا رداء دينيا بادعاء ان رسول الله سُئل عن الآية "وان تتولوا نول قوما غيركم". ووضع يديه على منكبي سلمان الفارسي وقال: "هذا الفتى ورهطه، فوالله لو كان الإيمان منوطا بالثريا لناله قوم من فارس".
والغطاء الديني لفرض السلطة المطلقة يِستغل حتى في يومنا هذا من قبل عائلات الخيانة والعمالة والتأسلم في عالمنا العربي.
وهذا خالد محمد خالد الفيلسوف الإسلامي الشهير، الذي يتعرض لتعتيم مطلق من قبل كل الفضائيات العربية، وبدله يقدمون الشعراوي والقرضاوي وغيرهما الذين يريدون قتل مقدرة العقل على الفعل، بل يحرمون استخدامه.
بل وصلت الشعوذة عند احدهم من متأسلمي زماننا شكري مصطفى يقول: "يستحيل التوفيق بين بذل العمر في صنع هذه المدنية الرائعة والدنيا العريضة والمزخرفة وبين عبادة الله. فهذه المدينة الحديثة ليست سوى صنم معبود أقامه المكر الشيطاني لصرف الأنظار عن عبادة الله".
وهذا الدكتور محمد عمارة يرى ان "العلمانية تسلّلت إلى مصر في ركاب النفوذ الأجنبي والاستعمار الحديث". ويقول: "لقد استعان الغرب الاستعماري بنفر من أبناء الأقلية المارونية الذين تربوا في مدارس الإرساليات في لبنان في الدعوة لنموذجه الحضاري العلماني فكان فرح انطون أول دعاة العلمانية في بلادنا" (محمد عمارة مقال في مجلة الهلال عدد نيسان 2000). ولكن لنسمع ما يقول الشيخ رفاعة الطهطاوي، الذي يعتبره بعض العلمانيين المصريين، يقول داعيا الى حق المرأة في العمل: "فكل ما تطيقه النساء من العمل يباشرنه بأنفسهن وهذا من شأنه إن يشغل النساء عن البطالة، فان فراغ ايديهن عن العمل يشغل ألسنتهن بالأباطيل وقلوبهن بالاهواء وافتعال الأقاويل". ويؤكد: "إن العمل يصون المرأة عما لا يليق بها ويقربها من الفضيلة". (من كتاب تخليص الابريز ص 201).
وهذا الشيخ محمد عبده يقول: "المسلم الحق هو الذي يعتمد على العقل في شؤون الدنيا".
وعندما يئس الشيخ محمد عبده من تطوير التعليم الأزهري وتلقيحه بالعلوم الحديثة، قام بالدعوة بحماس إلى إقامة "الجامعة الأهلية" وحث المصريين على التبرع لها.
وقال وهو على فراش الموت شعرا:
ولست أبالي ان يقال محمدا أبل
أو اكتظت عليه المآتم
ولكنه دين أردت صلاحه
أحذر ان تقضي عليه العمائم
وفي عصرنا الحالي حذار حذار من الكثيرين من اصحاب العمائم ،وكذلك لابسي ثوب الكهنوت، الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وينشرون فكرهم الرجعي السلفي، لانهم بهذا لا يقضون على الإسلام فقط بل على الإنسان العربي والمسلم في كل مكان ويضعونه خارج الحضارة الإنسانية التي كان للحضارة العربية دور هام في إقامة أركانها وتطورها، وكما قال عبد الرحمن الكواكبي: "إن الأمم الحية ما أخذت في الترقي إلا بعد أن عزلت شؤون الدين عن شؤون الحياة وجعلت الدين أمرا وجدانيا محضا لا علاقة له بشؤون الحياة الجارية على نواميس الطبيعة" (الشيخ عبد الرحمن الكواكبي- كتاب أم القرى ص. 183).
وهذا قاسم أمين صديق وتلميذ محمد عبده يقول: "إن تمسكنا بالماضي هو من الأهواء التي يجب أن ننهض جميعا لمحاربتها لأنه ميل يجرنا إلى التدني والتقهقر، ولا يوجد سبب في بقاء هذا الميل في نفوسنا إلا شعورنا بأننا ضعاف وعاجزون عن إنشاء حالة خاصة بنا تليق بزماننا ويمكن ان تستقيم بها مصالحنا"، و"ليس من دواء الا ان نربي أولادنا على ان يعرفوا شؤون المدنية الغربية ويقفوا على أصلها وفرعها وآثارها" (قاسم أمين الأعمال الكاملة- ج 2- ص 204).
لذلك فرسالة كل مثقف هي الدفاع عن العقل والعلم والاستنارة والانفتاح على الفكر الآخر، والحضارات الأخرى والاستفادة من انجازات الحضارة الإنسانية من خلال فكر علمي عقلاني جدلي، يرفض الجمود والنصية والحرفية والانطلاقية والإقصائية والاستعلائية، فكر يحترم العقل ويعلي من شأنه، ويقر بالحرية، وحرية الإبداع والدمقراطية وحق المرأة، والمساواة والعدل الإجتماعي، يرفض الغوغائية، والديماغوجية، والزيف والخيالات، والأوهام، "عندها فقط نستطيع ان نصنع الزمن القادم، حيث يصبح فيه الناس معجبين بعضهم ببعض، ويتحول كل إنسان إلى كوكب أمام الآخرين وعندئذ سنحيا في الحق وفي الحرية من أجل الجمال وسيعتبر أفضلنا من يعانق العالم بقلبه عناقا أحر ومن يحبه حبا أعمق" (ميخائيل نعيمة)، من اجل بناء مملكة الحرية على الأرض.
ومن هنا ارتكازا على الفكر العلمي الجدلي علينا أن نعانق الحضارات الأخرى من منطلق المادية التاريخية والتعامل مع المنجزات العلمية والتطور الاقتصادي، من منطلق جدلي ايجابي باذلين الجهد المدروس كي يستوعب دروس الحداثة، فالقضية إما أن نكون أو لا نكون ولكي نمنع وقوعنا خارج دائرة الوعي والتطور التاريخي الانساني.
هذا هو المنظور والطريقة للنهضة العربية المرجوة والمحبطة حتى الآن، من قبل الأنظمة الرجعية العربية والفكر السلفي الرجعي كما تحددها المفاهيم الماركسية.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداخلة حول رسالة الحزب الشيوعي التاريخية .
- مداخلة حول رسالة الحزب الشيوعي التاريخية
- ألعلاقة الجدلية بين الدمقراطية والرأسمالية
- أنصار الدولة الكهنوتية الاسلامية
- عملية السلام وبسيخوزا المجتمع الاسرائيلي
- دور اليسار في مكافحة هيمنة رأس المال
- البديل الإنساني الوحيد
- ألصهيونية المسيحية - دين في خدمة العنصرية ورأسمال
- ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال
- حول الطائفية والعودة إلى السلفية
- علمنة التراث ودمقرطة العالم العربي
- إمبراطورية الشر - من وجهة نظر ماركسية
- بعض ملامح مملكة الحرية - مجتمع المستقبل


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خليل اندراوس - مداخلة في نقد الخطاب والفكر السلفي