أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!



الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1926 - 2007 / 5 / 25 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخذ الفلاحون في جنوب العراق، لأول مرة، بزراعة نبات الخشخاش poppy (نبات مخدر يُصنَع منه الأفيون) في حقولهم، مُثيراً القلق والخوف من أن العراق قد يصبح منتجاً رئيساً للمخدرات في سياق نفس الخط مع أفغانستان!
مزارعي الشلب (الرز العراقي/ العنبر) على جانبي نهر الفرات- غرب مدينة الديوانية- جنوب بغداد أوقفوا زراعة وإنتاج الرز، حيث تشتهر المنطقة بهذه الزراعة، لصالح زراعة الخشخاش، حسب قول مصادر عراقية حسنة الاطلاع في المنطقة لصحيفة الاندبندنت The Independent.
إن التحول إلى زراعة الخشخاش لا زال في مراحله الأولى، لكن هناك القليل مما يمكن أن تفعله حكومة الاحتلال في بغداد لإيقاف هذا الوباء (إذا كانت تُريد فعل ذلك أصلا!) لأن مليشيات طائفة (الأغلبية) ووكلاؤها في قوات الأمن تُسيطر على الديوانية وضواحيها.
بدأ التحول نحو إنتاج خشخاش الأفيون يأخذ مكانه بديلاً عن الرز في مناطق الري الجيدة غرب وجنوب الديوانية حول مدن: الشامية، الجمّاس والشنافية. وفي ظروف خطورة توجه الصحفيين الأجانب إلى تلك المناطق فإن بدء زراعة خشخاش الأفيون كان محل اطلاع وشهادة اثنين من الطلاب في تلك المنطقة، علاوة على مصدر في بغداد على اطلاع بتجارة الأفيون في العراق.
استخدم مهربو المخدرات العراق كنقطة عبور لمخدراتهم المنتجة من الأفيون في مختبرات بأفغانستان مُرسلة عن طريق إيران إلى الأسواق الغنية في السعودية والخليج عموماً.
لم تكن لزراعة الخشخاش من وجود في العراق حتى الآن. والمعروف أن أجهزة النظام العراقي السابق كانت تتعامل بشدة مع هذه التجارة المحظورة في القوانين العراقية مع عقوبات مشددة.
إن حقيقة توجه هذه الزراعة السامة نحو الانتشار في الجنوب، يُشكّل مقياساً لانتشار العنف والفوضى في المنطقة، كما هو حال العراق، بعامة. ومن غير المحتمل أن قرارات الفلاحين بزراعة الخشخاش جاءت عفوية ذاتية، بل هناك، في الواقع، عصابات تقوم بتمويلهم. ويُقال أن رجال هذه العصابات "مجهزون وبمستوى رفيع بعربات وأسلحة جيدة، ويمارسون مهمتهم في سياق تنظيم جيد."
لا يوجد سبب موضوعي متأصل يمنع هذه الزراعة في جنوب العراق التي تتصف بالحرارة ووفرة مياه الري. ويُقال أن زراعة الأفيون كانت قائمة في العراق في زمن مبكر- العهد السومري/ 2400 ق.م. وعُرفتْ باسم Hul Gil، وتعني زراعة البهجة/ السعادة joly plant. وتُشير بعض الكتابات المرجعية المبكرة إلى أن خشخاش الأفيون وردت في الكتابات السومرية (ألواح طينية) واكتشفت في مدينة (دولة المدينة) نيبور Nippur السومرية- قرب الديوانية باتجاه الشرق.
حصل تصاعد مفاجئ للعنف في الأيام القليلة الماضية، ليس في الديوانية، حسب، بل أيضاً في البصرة، الناصرية، الكوت وبقية مدن الجنوب، لكنها أثارت القليل من الانتباه في الخارج بالعلاقة مع الحملة العسكرية للمحتل في وسط العراق، بخاصة بغداد، وتصاعد هجمات المقاومة ضدها، إضافة إلى ممارسات فرق الموت ودورها في "الحرب الأهلية". كما أن انفجار العنف في الديوانية قبل شهرين بين مليشيات طائفة (الأغلبية)، وحسب أحد التقارير، يرتبط بمحاولة هذه المليشيات بناء قواعدها واستكمال سيطرتها (وتوجهها نحو التحول إلى عصابات الجريمة لتحقق الربح الوفير من سرقة النفط وممارسة تجارة المخدرات).
وكما في أفغانستان بعد سقوط الطالبان 2001، تُشكل ظروف الفوضى القائمة أرضية مثالية لعصابات الجريمة ومهربي المخدرات (الفوضى الخلاقة!)، مع عدم إهمال دور المحتل ذاته1. الاختلاف هو أن أفغانستان تُعتبر، ومنذ فترة طويلة، المنتجة والمصدّرة الرئيسة للأفيون في العالم وتمتلك المختبرات اللازمة لتحويل الأفيون إلى هيرويين. ومع مجيء الطالبان أوقفوا ومنعوا هذه الزراعة في الأجزاء الواقعة تحت سيطرتهم من البلاد. لكن الفلاحين عادوا إلى هذه الزراعة بعد الاحتلال الأمريكي مباشرة2.
كانت قبضة الجيش البريطاني على المحافظات الجنوبية، الخاضعة لاحتلاله، ضعيفة، وهي تقترب من نهايتها حالياً. كما أن حكومة الاحتلال في بغداد تتحدث عن خطط لنقل الأمن في المحافظات من القوات المحتلة الأمريكية والبريطانية إلى سيطرتها بصورة تدريجية. وعموماً يظهر أن الرابحين الفعليين من العراق الجديد هم المليشيات، غالباً الإجرامية التي فرضت سيطرتها colonised على قوات الأمن الحكومية.
إن العامل الرئيس الحافز لعصابات ومليشيات زراعة خشخاش الأفيون، تتمثل في قدرتها على تحقيق أرباح وفيرة من تهريب المخدرات من إيران حالياَ، وربما بدرجة أكبر عند زراعتها في العراق، رغم أن العراقيين ليسوا مستهلكين ذات أهمية للهيرويين وبقية المخدرات. وفي مثل هذه الظروف السائدة تتصاعد احتمالات انضمام المزيد من الفلاحين العراقيين لزراعة خشخاش الأفيون.
مممممممممممممممممممممممـ
Opium: Iraq s deadly new export, By Patrick Cockburn in Babhdad, The Independent, 23 May 2007.
1، 2: لمزيد من الفصيل، أنظر للباحث (مواقع متعددة):
.. لمنْ تذهب أرباح تجارة الأفيون الأفغانية؟، أكتوبر/ ت1 2006 ..، المزيد من الهيرويين الأفغاني في شوارع الولايات المتحدة، يناير/ ك2 2007.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق- عندما لا يوجد مسئول عرضة للمحاسبة!
- السفارة الأمريكية في بغداد: مدينة داخل مدينة
- موسوعة الرعب: دولة الإرهاب والولايات المتحدة
- القوات الأمريكية تُحوّل سامراء إلى.. مدينة موتى
- اقتل كل شخص: جندي أمريكي يفضح سياسة القوات المحتلة في العراق
- العراق: المزيد من القوات الأمريكية.. المزيد من ضحايا فرق الم ...
- مشاهد لأحداث جارية في محيط الإمبراطورية
- التأييد القوي للتعذيب في العراق بين الجنود الأمريكان.. نتيجة ...
- العراق: استمرار تصاعد انتشار المخدرات بين الأطفال
- دجلة الخير.. تتحول إلى مقبرة لجثث الضحايا
- تصاعد سريع لوفيات الأطفال .. والناشئة تدفع ثمن جرائم الحرب/ ...
- استطلاع: هبوط شعبية بوش إلى الحضيض
- تضاؤل صبر الأمريكان تجاه الحرب في العراق
- على أمريكا وبريطانيا الاعتراف بالهزيمة وترك العراق
- عائلات مشرّدة ضحايا محتالي بيع البيوت
- المهمّة.. أُنجِزَتْ!!
- العراق: حياة مُبَعثرة!
- أفغانستان والعراق.. نفس الحرب
- الأمم المتحدة: نقد لاذع لسجل حقوق الإنسان في العراق
- استمرار مأزق اللاجئين العراقيين


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الأفيون: الصادرات القاتلة للعراق الجديد!