أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - تشابك مهن














المزيد.....

تشابك مهن


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1926 - 2007 / 5 / 25 - 10:34
المحور: الادب والفن
    



أنت غريبة هنا ،،لا تعرفين واحدة منهن ،أتوا بك ظلما ، وزجوك رغما عنك ، قلت لهم مرارا انك لست المخلوقة التي تطلبين ،،
- أ أنت ممرضة ؟ ؟
لم تعملي طوال حياتك ، خارج منزلك ، كنت ربة بيت ، وأم ،، تقومين بما يتطلبه المنزل منك من أعمال ، لايمكن ان تنقضي ابدا مهما حاولت
إحداهن متهمة بسرقة ، والثانية باغتصاب ، والثالثة احتالت على زوجها ، ساطية على ما يملك ، مسجلة إياه ، باسمها ،، ورابعة تدخن بشراهة ، عارضة مفاتنها أمام الأعين الفضولية ، الناظرة إليها ، بوقاحة ، لم تكوني تعرفين انك ستتعرفين على بطلاتها
- ألم يسبق لك ان عملت ممرضة ؟؟
تقسمين لهم ، باغلظ الأيمان ، انك ربة منزل ، ولديك أربعة أولاد ، وبنت واحدة مريضة ، أتيت بها ، من مكان بعيد للعلاج ، استعصى عليكم شفاؤها ، في البلد الذي تقطنون به ، وقرر مجلس العائلة ، المنعقد لدراسة حالة المريضة التي تزداد سوءا ، يوما بعد يوم .,
تساءلت الجالسة ، قربك ، بامتعاض :
- لماذا أتوا بك إلى هنا ؟
بودك لو تعرفين ،، وجهوا لك عدة أسئلة ،، وأنت في المطار ، عن مهنتك ، وعن طبيعة نشاط زوجك ، ولماذا انتم تتخذون من خارج البلد ، مأوى لكما ، ولأبنائكما ؟ والوطن عزيز على الجميع ، مشهود له بالغنى الوفير ، وبتنوع الخيرات ، التي تجعل الغرباء ، يتوجهون إليه ، وانتم ارتأيتم البعاد عنه ، رغم المغريات ، التي منحت لكم ...
تظهر علامات الغضب واضحة ، على ملامح زميلتك ، الواقفة ، باستمرار ، وهي تنظر ، بشبق ، لا عهد لك به ، إلى الغادين والرائحين ، من موظفي المنزل الكبير ، الذي أسكنوك به
- أنت الخائبة ، المسكينة ، لماذا أتوا بك إلى هنا ؟؟
تتمنين ان تعلمي ،، أخذوا ابنتك منك في المطار ، وزعموا أنهم لها معالجين ، وإنهم يلقون عليك بعض الأسئلة ، ويرغبون ان تكوني ، صادقة في الجواب عنها ..
- أجوبة محددة نطلبها ، وتعودين الى ابنتك المريضة
لم تعرفي مهنة غير الاهتمام بزوجك الحبيب ، وأولادك الأعزاء ، وهي مهنة شاقة ، لم تتمكني من إتقانها ، مع حرصك الشديد على ذلك الإتقان ،، لابد ان تتركي بعض الأشغال دون إنجاز ، رغم انك تستيقظين قبل الجميع كل صباح ،، وتذهبين الى نومك ، بعد ان ينام آخر فرد في الأسرة التي تعشقين ...
نظرات شبقية ، تنطلق باستمرار ، وبلا هوادة ، من زميلتك في المكان ، وهي تحرص دائما على الوقوف ، لتظهر ما منحها الله من مزايا حسان ، خلعت ملابسها ، وأبقت المشد اللاصق ، على أسفل خصرها ، أخذت سيكارة ، بدأت تدخنها بشرهة ، وهي تمعن النظر ، بشكل يدعو الى الريبة ، والاستهجان ، تظهر على الرجل الموظف هنا علامات الاستحياء ، يرتبك ، وتعود نظراته منطلقة في المكان ، وتصيبه عدوى الشبق ، ولكنه يصوبها اليك ، أنت الجالسة ، التي لم تقترف إثما ، ولم تتعلمي طيلة حياتك ، كيف تبعثين بنظرات تستفز الرجال ، وتجعلهم ، يرتبكون ، مع انك متزوجة من رجل تحبينه ، وأم لأربعة أولاد وابنة مريضة ، لم يتمكنوا من إيجاد العلاج الشافي ، لمرضها اللعين ، بقيتم تنقلونها ، بين بلد الإقامة ، والبلد الأصلي ، ردحا من الزمن ، وهذه السفرة الأخيرة ، ضمن سفرات طويلة ، ومتعددة ، قمتم بها ، من أجل ان يتم شفاء الابنة العزيزة ، المصابة بمرض عضال
- كلمات قليلة ، تقولينها ، ونسمح لك باصطحاب ابنتك المريضة ، والذهاب بها الى العلاج
يضنيك إصرارهم ، بأنك ممرضة ، وان أمك اسمها خديجة ، تحاولين ، ان تثبتي لهم ، ان أمك فاطمة ، ولكن عبثا ، تذهب محاولاتك سدى
قلبك يؤلمك ، لا تعرفين ، أين وضعوا ابنتك المريضة ، هي بحاجة الى علاج
- ألم تشتغلي ممرضة في بغداد الجديدة ؟؟
لم تري تلك المدينة ،، وكنت ترغبين دائما ان تزوريها ، حدثوك انها جميلة ، دعتك صديقاتك لزيارتها ، وعدتهن ، ولم تفي بوعدك لتراكم الأعباء
- انت جاهلة ، مسكينة ، ما هي تهمتك ؟؟
يؤلمك وضعك ، يضنيك ما أنت به من تشتت وحيرة ، أفراد أسرتك بعيدون عنك ،، لم يتمكنوا من زيارتك ، هم في بلد بعيد ، وابنتك المريضة ، لم يخبروك أين وضعوها
تفكرين في حالتك الصعبة ، وتتوصلين الى قرار
- ألم تشتغلي ممرضة ؟ أليس أسم أمك خديجة ؟؟
- نعم ، اعمل ممرضة
تظهر علامات الاندهاش واضحة على محيا الرجل ، يعود مجددا الى طرح الأسئلة
- وما هو أسم أمك ؟؟
- خديجة
يقوم الرجل غاضبا ، ويسير شمال الغرفة وجنوبها ، ثم يعلن قائلا
- كاذبة أنت وملعونة ، لست ممرضة ، وأسم أمك فاطمة
اللعنة عليكم جميعا ، ماذا بمقدورك ان تفعلي لهؤلاء
يواصل الرجل كلامه
لو كنت صادقة معنا لاطلقنا ،سراحك ، ولكننا سوف نبقيك لبعض الوقت ، يومين فقط
- وحين ينتهيان يمكنك الخروج من هنا



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
- ظلم يدوم ولا أمل قريب
- أية ثقافة ؟؟
- البشر نسخ مكررة
- مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
- جارتي والحرب
- القيود المكبلة لالاف النساء
- حقوق الانسان في التقاعد
- الشاهدة : قصة قصيرة
- المصالحة في مجتمع العراق
- مجتمع مدني في العراق
- لماذا يهاجم جميعهم شخصية الرسول ؟
- الازمة التي يعيشها الاساتذة
- قراءة في المجموعة القصصية ( لائحة الاتهام تطول)
- مزاح : قصة قصيرة
- اندهاش
- تقدم المجتمع والمدارس
- الرهان : قصة قصيرة
- المراة في عام 2007
- هل لنا ان نتفاءل ؟؟


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - تشابك مهن