أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - المستنقع الآسن














المزيد.....

المستنقع الآسن


حسن عماشا

الحوار المتمدن-العدد: 1926 - 2007 / 5 / 25 - 07:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من قعر المستنقع يخرجون إلى صومعاتهم الحديثة, المكيّفة, وحواسيبهم المتصلة بالعالم. يتربعون ويستطلعون الأخبار, في الوكالات والصحف الألكترونية. ومن ثم يخرجون علينا بدعوة إلى رحاب أذهانهم, يرسمون لنا اللوحات الزاهية لمستقبلنا. فلا علم ولا تاريخ ولا كينونة؟!!. تولد الظواهر عندهم كل يوم بيوم. تسقط الخصائص الاجتماعية والتاريخية, للأمم والشعوب, من الحساب. وكل صراع هو عبث يعكر مزاجهم؛ ويصبح الإنسان عندهم واحدا رغم اختلاف الزمان والمكان. وما عليه إلا أن يصغي لمواعظهم ونظرياتهم حول " قبول الآخر" الفارغة من أي مضمون. وحلّ التناقضات، "بالحوار الديموقراطي"!!.
وسقطت من قواميسهم ومفاهيمهم مقولات :"الصراع الطبقي"، والاستعمار حتى بأبشع صوره المتمثلة, ب"الاستعمار الاستيطاني". لتحل محلها مفردة واحدة هي: "الديمقراطية"؛ بسحرها تختفي كل التناقضات؛ هي أيديولوجية العصر – بل الدّين الجديد -، وكل محاولة لتوصيفها أو تحديد قواعدها كفرا بها ومساس بقداستها.
ب"الديمقراطية" يتساوى كل شيء، بكل شيء؟. الجزء هو كل، يتساوى بالوزن والقيمة. الحبر كالدم، التضحية القسرية بيوم عمل، كالتضحية بالنفس بوجه غازي.
عذرا عودوا إلى مستنقعكم وأخرجونا من أذهانكم, نعيش في الواقع الموضوعي وإن كان المستنقع جزا منه، وفي ضوء الشمس التي تهربون منها نرى:
منذ تأسيسها كانت، "الدولة" في لبـنان بما تعنيه: أرض وشعب ومؤسسات, انعكاس لموازين مركبة تترجم المصالح الإقليمية – الدولية وكان استقرار هذه "الدولة " رهن استقرار تلك المصالح. والفرق المكونة للنظام السياسي للدولة، المسماة "طوائف" هي تعبير عن تلك المصالح وتتحدد قوة وحصة أي من هذه الطوائف (الفرق) بقدر الأثر الذي تمثله القوة الدولية أو الإقليمية التي ترتبط بها.
لأن مجتمعنا مجتمع بدائي يعتمد على الاقتصاد الريعي والزراعة المحدودة والحرف المتخلفة وطابعها الفردي العائلي. وتنحصر روابطه الاجتماعية في حدودها الضيقة: العائلة، القرية، المنطقة, أو نخب معزولة تخرج من جلدها. وفي ظل ضيق سبل العيش كان لابد من التجاوز والبحث عن مجالات أرحب. إن توافرت كانت محكومة بالمرور عبر إقطاع يسمى: ديني، طائفي، سياسي. المحدود في القدرة أصلا على تلبية الحاجة - هذا إن توفرت النية لذلك -.فكانت الهجرة إلى ما وراء البحار تصدّر جزءا من الفائض البشري الذي يؤخر الانفجار دون أن يلغيه – بسبب النمو المطرّد لهذا الفائض – ومع استمرار التراكم والاحتقان كان يقع (الانفجار) وحجمه يحدد ما إذا كانت إزالة آثاره تتم عبر بعض التجميل أو استدعاء المراجع الإقليمية – الدولية لوضع صيغة معدلة يضاف عبرها أعضاء جدد إلى نادي النظام ويمر عقد ونعود من جديد: أزمات، هجرة، احتقان, ثم الانفجار. وهنا ينفتح الداخل اللبناني على الخارج الإقليمي – الدولي. الذي يجد فيه الأرض الخصبة لتحقيق مآربه (مصالحه). الذي بدوره يعطي للأزمة أبعادا مفتوحة تتيح له المقايضة لدوره في المنطقة.
يضاف إلى ذلك عاملا جديدا أنتجته الحرب الأهلية في العام 1975-1990 حيث, ولدت في ظلها كتلة اجتماعية جديدة, موزعة في كافة المناطق وعلى كل الطوائف. وتمثل القوة السائدة في الحركة السياسية. موحدة من حيث نمط عيشها وموزعة بين زعماء المناطق والطوائف. وتميل أجزائها تبعا لميول زعمائها, قطيع له عقل واحد هو عقل الزعيم. رغم المناصب التي احتلوها بعد الحرب؛ وزراء, ونواب, ومديرين, هم أعضاء مكاتب سياسية, ولجان مركزية في أحزابهم وتنظيماتهم. لم تسجل حالة واحدة من هؤلاء, منذ نهاية الحرب حتى يومنا هذا, بان يكون الوزير وزيرا لكل لبنان, أو النائب نائبا لكل لبنان. ولا حتى معبرا عن كتلة اجتماعية طبقية معينة. من توهم منهم وحاول أن يلعب خارج الدائرة المرسومة من قبل الزعيم طواه النسيان بين ليلة وضحاها. ومن هم دون ذلك موظفون على اللوائح المالية وحسب ولا يعرفون الإدارات التي ينتسبون إليها.
شكل اغتيال رئيس حكومات "الطائف"، رفيق الحريري، العبوة الناسفة لصيغة التفاهمات الإقليمية – الدولية، حول المنطقة ومن ضمنها لبـنان. والتي دامت ما يقارب العشرين عاما. تلك الصيغة التي قامت على أساس استراتيجية أمريكية هدفت إلى "تسوية" الصراع العربي – الصهيوني؛ في إطار المفاوضات والتي إنطلقت من مدريد، وأنتجت سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات بين "إسرائيل" و منظمة التحرير الفلسطينية وعدد من الدول العربية. أبرزها "اتفاقات أوسلو" و" وادي عربة"، كانت جميعها تتسم بالتنازلات العربية لصالح العدو الصهيوني؛ بحجة الاختلال في موازين القوى لصالح العدو، على كل الصعد وفي كافة المجالات. وكان الاتجاه السائد بين الأطراف المعنية يتوزع على مستويات ثلاث: الأول: متحمس ومندفع لتحقيق التسوية بأي ثمن؛ في مقدمته الراحل ياسر عرفات. الثاني: متردد ينتظر ما يتحقق وينسج علاقات مع "إسرائيل" على ضوءه؛ وهذا حال دول الخليج. أما الثالث: متحفظ ومتمسك بما تبقى له من حقوق.
غير أن مسارا آخر كان ينمو ويتوسع من قوى ترفض التسوية وعملت على مقاومة الاحتلال الصهيوني واتسعت فعالياتها بما يفوق بدرجات كبيرة الفعالية التي كانت تتمتع بها القوى التي انخرطت بالتسوية.
فتخرج علينا طحالب المستنقع لتقنعنا ب"أن لبنان يمر الآن في مرحلة تأسيس الدولة من جديد".؟!!
و"تحقيق السيادة والاستقلال". عبر التحالف الشباطي المكون أساسا من ثلاثي الانعزالية التاريخية، والمذهبية القبلية، والرأسمالية المافياوية.
حسن عماشا





#حسن_عماشا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكيان اللبناني : أزمة تكوين
- ما بعد 12 تموز هل يجوز استمرار خطاب ما قبله؟
- مبروك زواج الانعزالية
- حركة 14 اذار تجمع قوى الانعزال ورموز الافلاس الوطني-القومي
- -في مناسبة العيد الرابع لانطلاق موقع -الحوار المتمدن
- خلوة مع النفس
- مساهمة في تصور اولي
- برسم الثوريون المفترضون
- بصدد المسألة التنظيمية
- حزب ام حركة؟..اشكالية، الاطارالناظم
- نداء الى الشيوعيين اللبنانيين
- الموت في التيه...¨سقط جورج حاوي شهيدا..
- أزمة اليسار العربي: اللبناني نموذجاً وضرورة ولادة جديدة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن عماشا - المستنقع الآسن