أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة















المزيد.....

هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكاد يجمع مراقبو الشأن الأوروبي على أن نجاح السيد ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية ماهو الا بداية لاحداث انعطافة عميقة ليس في واقع ومستقبل سياسة بلاده الداخلية فحسب وخاصة بشأن اعادة تعريف الوطنية الفرنسية على غرار ما حصل في ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش ومعضلة المهاجرين والانفتاح على معارضيه من الحزب الاشتراكي وغيرهم وتحديث أسس وآليات الديموقراطية في بلدها الأم بل تجاه القضايا الدولية وبؤر التوتر والأزمات والصراعات في مختلف أنحاء العالم وبسبب الثقل الفرنسي ودورها التاريخي المؤثر فان الاتحاد الأوروبي سينال قسطه قبل الجميع من متغيرات باريس المرتقبة بعد أن كسب ابن المهاجر المجري الرهان الرئاسي ليدشن مرحلة جديدة حسب برنامجه المعلن الذي هو بمثابة استراتيجية بديلة قد لا تتوافق الى درجة كبيرة في كثير من الأمور المفصلية مع من سبقه في سدة الرئاسة وبالخصوص أتباع النهج اليميني الديغولي الذين شكل الرئيس – شيراك – خاتمة عهدهم رغم أن الرئيس الجديد ينتمي الى المعسكر ذاته .
واذا كانت أوروبا " العجوزة " حسب وصف وزير الدفاع الأمريكي السابق منشغلة في مهمة البحث عن ذاتها على شكل هوية جديدة بعد خطواتتها الاتحادية بين مللها وشعوبها ودولها المتباينة اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وثقافيا وغارقة حتى الأذنين في هموم صياغة دستورها ناهيك عن الأزمات الاقتصادية وتحديات العملة الموحدة وخطط التنمية البشرية والعلمية والمعيشية ومواجهة الارهاب الأصولي وموجات المهاجرين غير الشرعيين والجريمة والتباينات السياسية مع الحليف الأكبر – الولايات المتحدة الأمريكية – والاشكاليات بخصوص الموقف من أحداث الشرق الأوسط في العراق ولبنان وتجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي – الاسرائيلي والدور الايراني ودورها في حلف الناتو وخاصة على الصعيد العسكري فان قدوم الرئيس ساركوزي وكما يستشف من برنامجه وخططه ومواقفه المعلنة قبل الانتخابات وخلال المعركة وبعدها سيعيد ترميم البيت الأوروبي ويعيد صياغة أجندة الاتحاد بالتنسيق والتوافق مع الحليف الأمريكي بل في ظل زعامته التاريخية للمعسكر الغربي كما كان منذ أكثر من نصف قرن بعد أن زعزعت الاختلافات في المواقف والرؤا حول حرب العراق والقضية الفلسطينية والتنافس بخصوص المصالح التحالف الغربي الى درجة الافتراق في بعض الحالات مع بروز النزعة الذاتية الأوروبية الاستقلالية والتي قادتها فرنسا أساسا منذ بداية صعود شارل ديغول بالتعاون مع ألمانيا وتعاطف من دول أخرى أقل شأنا وكل ذلك باتجاه تصعيدي ضد سياسات الادارة الأمريكية وخاصة في عهد الرئيس بوش الابن .
تزامن فوز الرئيس – ساركوزي – وما يحمله من توجهات سياسية ومن ضمنها التزامه المعلن منذ أمد بعلاقات الصداقة الفرنسية – الأمريكية مع بروز مؤشرات على امكانية حدوث تبدلات في أكثر من بلد أوروبي – ألمانيا على سبيل المثال - لمصلحة نهجه في التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية وازالة آثار الصراعات السابقة والتوحد من جديد في مواجهة الارهاب والأصولية الاسلامية على وجه الخصوص والانفتاح النهائي على الوضع الجديد في العراق والمساهمة الايجابية في الدعم والاعمار والمصالحة الوطنية والعملية السياسية ومساعدة الحكومة العراقية المنتخبة في دحر الارهاب وكذلك اتخاذ الموقف الموحد تجاه المسألة اللبنانية باسناد الحكومة الشرعية وتنفيذ قرار قيام المحكمة ذات الطابع الدولي بخصوص محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري والوقوف الى جانب وحدة واستقلال لبنان والتصدي لتدخلات النظام السوري في شؤونه ومخططاته في اشعال الفتن والاقتتال الداخلي بين طوائفه ومكوناته الوطنية والتنسيق بخصوص الموقف من نظام ايران وبرنامجه النووي ودوره الاقليمي الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط برمته بدء بالخليج ومرورا بالعراق وانتهاء بلبنان وفلسطين .
في أول حديث لزعيم حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية بعد أن انتخب رئيسا لفرنسا لخمس سنوات قادمة مع المجلة الأمريكية الفصلية " سياسة دولية " ووزعته وزارة الخارجية الفرنسية شدد على عدد من الثوابت السياسية تجاه الخارج التي تلخص استراتيجيته القادمة منها رفضه لمواقف وممارسات – حزب الله – اللبناني ومساعدة اللبنانيين بالدفاع عن سيادتهم ووحدة أراضي بلدهم وكذلك الدفاع عن أمن اسرائيل غير الخاضع للتفاوض وفي الشأن العراقي شدد على أن الحل لايمكن الا أن يكون سياسيا ويجب ابتكار عقد جديد بين العراقيين يضمن لكل عراقي وطائفة وعنصر من مكونات المجتمع العراقي حصة منصفة في المؤسسات وفي موارد البلاد مع عزل الارهابيين معتبرا أن أي انسحاب متعجل لقوات التحالف من هذا البلد قد يثير الفوضى في الوقت ذاته وأن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الاسرائيلي يمر عبر سلام عادل ودائم تفاوضي مع اقامة دولتين قابلتين للحياة وديموقراطيتين تعيشان بأمن جنبا الى جنب وضمن حدود آمنة معترف بها وأكد أنه لن يتراجع شعب تحت الاحتلال ابدا مهما عانى .
دشن الرئيس ساركوزي عهده بلقائين منفصلين يرمزان الى معاني ودلالات سياسية مع شخصيتين شرق أوسطيتين الأول كان رئيس اقليم كردستان العراق الفدرالي السيد مسعود بارزاني والثاني كان الشيخ سعد الحريري رئيس الكتلة الأغلبية في البرلمان اللبناني المشكلة للحكومة ونجل الشهيد رفيق الحريري الذي يتهم النظام السوري باغتياله واذا علمنا أن الرئيس بارزاني يمثل رمزا تاريخيا في أعرق حركة تحرر قومي لأكبر شعب محروم من حقوقه في المنطقة ينشد حق شعبه في تقرير مصيره ويقود نضاله من أجل التحرر والديموقراطية والاستقرار والسلم ويساهم في عملية الحرب على الارهاب وأن الشيخ الحريري يتزعم حركة الاستقلال والتغيير الديموقراطي في بلده لبنان ويواجه مع حلفائه ارهاب الأصولية الطائفية – الدينية المحلية فسنتوصل الى نتيجة واضحة حول مغزى واشارات – وهي ايجابية على أي حال - افتتاح الرئيس الفرنسي الجديد نشاطه الدبلوماسي بشخصيتين – مع فوارق تاريخية وموضوعية بين الحالتين - حائزتين على ثقة الأغلبية الشعبية في بلديهما منوطتين بمهام التحرر الوطني والتغيير الديموقراطي السلمي والحوار بين مكونات المجتمع القومية والدينية والمذهبية في بلدين مهمين بالشرق الأوسط ابتليا بالاستبداد والارهاب وتدخلات نظامي دمشق وطهران , واذا كان مفهوما أن فرنسا التي انتدبت لبنان في المرحلة الكولونيالية وتركت بعد الاستقلال ارثا ثقافيا وحنينا الى درجة تسميتها من جانب اللبنانيين بالأم الحنون فان المفارقة تكمن في الحالة الكردية حيث كانت حكومات اليمين الديغولي المتعاقبة وبحكم مصالحها قريبة من نظام صدام حسين المقبور الى درجة الانسحاب العسكري من قوات الحماية الدولية في كردستان العراق ابان الهجرة المليونية من بطش نظام بغداد كتطبيق عملي حينذاك لمبدأ التدخل الانساني هذا المبدأ الذي ساهم بتثبيته بقسط كبير مؤسس منظمة أطباء بلا حدود وصديق الكرد ألذي أقام في مناطقهم لسنوات الاشتراكي برنار كوشنر الذي أصبح الآن وزيرا للخارجية في حكومة الرئيس ساركوزي .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى أنور البني ...... ضمير سورية الجديدة
- موقع الكرد في الانتخابات السورية
- اتفاقية - حلب - والتصعيد التركي
- بيلوزي : رحلة في الظلام
- قراءة في تحولات السياسة الامريكية
- تحية وفاء للشيوعيين العراقيين
- هل ستكون قمة الانفتاح الأولى على الكرد
- بارزاني يمدد جسور الصداقة مع العرب
- لمن نتوجه في ذكرى - هبة - آذار المجيدة ؟
- واذا حكمتم فاعدلوا بالتوازن بين الانتمائين
- ألا تستحق قضية المعارضة السورية لقاء للمصالحة الوطنية ؟
- الحركة القومية التحررية الكردية الى أين ؟
- البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 2 - 2
- البعد الكردستاني للشرق الأوسط الجديد 1 - 2
- بصراحة مع صلاح بدرالدين
- حزب يحمل بذور الفاشية منذ الولادة
- انتهى - صدام - لتتواصل عملية التغيير
- موجة - مشايخ الشوارع -
- صراع بين - القرار والتقرير -
- ومن الحل ما قتل


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة