أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سما اللامي - خيانه / حدادا على حبك !














المزيد.....

خيانه / حدادا على حبك !


سما اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 06:30
المحور: الادب والفن
    


ها هي تستيقظ من السهر! ، مساؤها كان ثقيلا جدا، أو إنه حتى لم يمر بعد! لكن الشمس تقول أنه قد إنقضى.
أحزانها الصغيرة ( كانت)، قد شابت اليوم، لكم حاولت أن تتذكرك جيدا، لم تستطع، لم تعد تهواك.
تذكرت خيانتك لها ، رسالتك المشحونة بشتى العواطف لزميلتك في العمل، ادعيت أنها ( إبنة) احدى زميلاتك الصغرى ، حاولت تصديقك، لكن بريق عينيها استطاع ان يخترق اكذوبتك البرئية ، تناست الأمر على مضض ، كنت لا تراها الا في الأعياد ربما، فغيابك الذي يمتد لشهر أو أكثر لم يخن ظنونها، و ها أنت تعود لها مجددا، تحمل لها أشواقك الغريبة، تجدد وعودك بالإرتباط بها، و هي ، لا تستطيع حتى النظر بعينيك، تسألها عن زميلاتك لتعرف مدى معرفتها بهن، سألتها عن صديقتها ، تبا! ليست هذه عشيقتك القادمة، تحاول أن تجعل الحديث وديا ، لا تستطيع، شئ ما تحطم في داخلها، لم تعُد أنت فارسها ، مجنونها التي كانت ستضحي بأحبائها لترضيه، بل أنت ذئبها الذي ستقضي بين أنيابه. تذكرت إنفعالاتك المبالغة تجاهها ، كانت تحدثه ببراءه و طفوله، كانت علاقتها به أخوية ، لم تكن لتعشق قريبها أبدا، فرفض والديه لها و لاهلها و نزاعاتهم التي إنعكست على علاقة ابنائهما بالسلب لم تمنحها فرصة التفكير فيه، لكنه لم يخفي حبه لها، حبه الأخوي، طالت غياباتك عنها كثيرا، صارت ذكراك الجميلة نارا تحرقها، رأت صديقتها في أحد المراكز التجارية، إختبأت خلف أكوام البضاعة كي لا تراها صديقتها، لم تشأ أن تبتسم بوجهها، أو ربما خافت أن ترى دم قلبها على شفاه صديقتها، عادت إلى المنزل مسرعة، رسالتين من قريبها و اتصالات عِده، كتب لها أن حاله سئ جدا و خطر، لم تستطع أن تصبر، اتصلت به ، ردت الآلة اللعينة بأن الهاتف مقفل، بكت بحرقة و غصت بقلبها كل الذكريات معه، جريهما في حديقة جدها، ضربها المبرح له ، حماقاته، الورد الذي كان يسرقه من المحل ليأتيها به، ألواح الشوكلاة الصغيرة ، تقاسمهما للواجبات المدرسية، ولحظة سفرها التي غطتها دموعه المريرة.
لم يقصد أن يحبها،كان قلبها ينازع بين نارك التي طالما قالت عنها- يا نار كوني بردا و سلاما على قلبي- و بين رسائل و إتصالات قريبها اليومية، تذكرت إتصاله مساءا، كان ينطق الحروف بصعوبة بالغة ، ارتبكت ، حاولت إقناعه، تذكرتك جيدا، قلبك الذي لم ترحمه أنت من النساء ، أرادت أن ترحمه هي فلم تستطع، حدثت قريبها عنك، لم يحرك ساكنا ، سمعت أنفاسه تكسر حاجر الصمت الذي بُني بينهما بذكراك. قلبها الصغير عادت له نبضاته المريضة، لم يستطع الأطباء سوى تسكينه ، لم يغسلوا هموم عينيك، و طفولتها المرّه، قالها و انقطع الإتصال. حاولت أن تُفهمه حبكما لكنه لم يجب، هاتفه المجنون لا يجيب، لا يجيب سوى خوفها عليه و على قلبك.
لكنها لم تعد تحبك!، لعنت تلك اللحظة التي جمعتك بها، لعنت إغترابك و إغترابها، و حتى عشقها المجنون لعينيك،أحرقت كل كتبها التي طرزت هوامشها باسمك، لم تعد تقرأ الآيات التي تتضمن اسمك.
تذكرت الأثمد الذي أهداها إياه أحد أصدقائها في عيد ميلادها ، وقفت أمام المراة لتضعه، لم تكن صديقتها أجمل منها، أو حتى عيني تلك أكثر شراسة و عطفا من عينيها، جسدها الصغير نُحت بعناية فائقة، لم تكن دميمة لتعشق نساءا دونها، و لم تكن غبية أو حمقاء، سوى انها أحبتك بغباء! ، كحلت عينيها بذاك الأثمد حدادا على حبك الذي قتلته بيديك.



#سما_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبرٌ ،، دمٌ ، مُتنبيٌ
- سماء ثامنه
- إمرأة هي الحياة
- أنا و سيزيف و المقل...
- روحُ أم نار مجوسية / الإهداء: إلى الأديب الراحل عبدالرحمن من ...
- صلاة لفارس الشمس
- وحدي كنتُ أعلم
- مِن مهدهِ كانَ موهوبا /الى الحوار المتمدن في عيده الخامس
- الوارد من بؤس الريح
- هذيان الفجر لََكْ.. / نصوص قصيرة
- يا مرتزقه على دم بغداد
- أيتامُ الشوارع
- ثلاثة شياطين....
- الشياطين الثلاثه
- من ذا يجعل من جرحه دِينا ..سواي!؟
- يطاردني الوطن المعاق
- أيُ وطن يا ابراهيم؟!
- أعياد شاعر
- غُراب أنا
- طويلة هي المسافات


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سما اللامي - خيانه / حدادا على حبك !