أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي














المزيد.....

نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1925 - 2007 / 5 / 24 - 13:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في ألقرن ألسادس الميلادي إحتكرت قريش تجارة ألهند وما حول ألجزيرة ألعربية بفضل مكانتها ألدينية , وبفضل زعيمها القرشي ألهاشمي مؤسس ألسلالة ألهاشمية وهو :هاشم بن عبد مناف .
وكانت طريقة هاشم بن عبد مناف قد تخطت الأنماط التجارية ألقديمة وبذلك سن لقريش سنة محببة وهي :رحلة ألشتاء والصيف .
فكان يسير بهم في فصل الصيف إلى ألحبشة وأحيانا إلى أليمن وفي فصل ألشتاء كان يسير بهم إلى ألشام .
وهذا ألنمط ألتجاري قد أضاف إلى ألعرب صبغة جديدة من ألوان تعدد أنماطهم ألإقتصادية , وهذا ما تحدث عنه ألقرآن في سورة قصيرة وهي :
لإيلاف قريش إيلافهم رحلة ألشتاء وألصيف فليعبدوا رب هذا ألبيت ألذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .
ويبدوهنا أن عملية كسب لقمة ألعيش هي بالتوكل على ألله ألذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وهذه قصة قديمة موجودة في خواتيم سورة ‘براهيم :
وإذ قال إبراهيم ربي ‘ني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ربنا :ليقيموا ألصلاة ,فاجعل أفئدة من ألناس تهوي إليهم ورزقهم من ألثمرات لعلهم يشكرون .

وكلمة تهوي هي هنا بكسر حرف ألواو وليس بفتحهه ومعنى تهوي بكسر حرف ألواو :الإنزلاق والإجبار ومعنى كلمة تهوى بفتح حرف ألواو :الحب والرغبة الناتجة عن ألحب ,وإليكم ألمثال ألتالي :
حين يقع حب مكان معين من الإنسان فإنه يزوره وحين يكرهه فإنه لا يزوره .
وحين يجعل ألله كلمة تهوي بكسر حرف ألواو فمعناه :دخول مكة بفعل إجباري .
ولذلك كان يعتقد سكان مكة أن ألناس تأتي إليهم بقصد زيارة بيت ألله ألذي جعله ألله بيته وبذلك كانت تكسب ألناس من والتجارو من ألحجيج وتجارته وكانت ألناس تعيش على حساب ألحجيج ألذين يحتاجون ‘إلى ألمأكل وألملبس وألمشرب وألسقاية.
وفي خواتيم سورة إبراهيم يبدو فيها أن ألهدف ألأسمى من وجود ألإنسان على ألأرض هو من أجل ألعبادة قبل ألعمل وهذا واضح من قوله تعالى :
-ربنا ليقيمو ا ألصلاة .
-فإجعل أفئدة من ألناس تهوي إليهم .بكسر حرف ألواو .
-ورزقهم من ألثمرات لعلهم يشكرون .
أي أن الصلاة أولا والعبادة ومن ثم يأتيهم ألرزق وهذا طبعا بفضل موسم ألحجيج .

*****************************************************************************************
فهمنا مما سبق ذكره أن ألحياة ألعامة للناس في مكة كانت ذات نمط ديني وإتكالي على ألله وكانت حياة ألناس تعتمد بألتوكل على ألله في بقعة صحراوية غير منتجة للسلع الغذائية وكانت للحياة أنماط من التواكل على ألذين يأتون من خارج مكة ويأتي ألرزق معهم وهذا ألأمر عمل على إنعاش ألحياة ألعامة وقد كسبت من ذلك مكة إسمها فيقال أن معنى إسم مكة :من إزدحام ألناس بها وقد إمتص أو إمتك الفصيل ضرع أمه إذا مصه مصا شديدا ....وقيل لأنها جذبت ألناس إليها جذبا وقيل أنها من لفظ بابلي ومعناه :مك :أي :ألبيت .
وهذا ألنوع من ألحياة عزز ألثقة بين ألخالق وألمخلوق وأصبحت ألناس تؤمن بالرزق المكتوب والموعود وجعل ألناس هنالك أن يؤمنوا من أن ألله قد رزقهم لمكانتهم ألدينية وظل هذا متوارثا بين ألناس حتى مع بزوغ فجر ألرسالة ألإسلامية وعمل هذا على خلق أزمة إقتصادية وإجتماعية لعمر بن ألخطاب ثاني خليفة بعد رسول ألله .
والقصة أن ألناس ألذين كانوا يأخذون ألعطايا وهم في مكة على حساب أنهم من ألمؤلفة قلوبهم والأنصار من غير أن يعملوا وقد راجع القبائل في ألمدينة عمر بهذا ألخصوص وقالوا له أن آباأهم وأجدادهم قد ماتوا وإنتهى ذلك ألعصر وعليك أن تقوم بتقسيم جديد للأرزاق وألعطايا ,فإستجاب عمر لرغبتهم ولما مر عام كامل على ذلك كان قد راجعه أصحاب ألعطايا ألقديمة فوعدهم أن يحل ألمشكلة في ألعام ألقادم ألذي قتل به فورث عثمان هذه ألمشكلة وكان خجولا ووقورا وضعيفا وخلوقا فهبت عليه ثورة كانت ألسبب في أول تحول في تاريخ ألدولة الإسلامية .
والمهم في ألموضوع أن ألحياة قد إختلفت عن سابقها حين كانت ألناس تكسب رزقها بلا إستثمار وظل إصحاب ألعطايا يؤمنون بأن ألرزق مكتوب ومعلوم وهو منة من ألله كان قد منها عليهم يوم ناصروا رسول ألله في ألوقت ألذي عاداه به أقرباءه .
وقد إنتشر هذا ألنوع من ألحياة بفضل ماكانت ألطبيعة تزود به ألإنسان من فقر في ألموارد السلعية ألغذائية والبشرية وإنتشر مع ذلك مفهوم :ألحظ وألصدفة كأنماط قديمة قبل تحسين ظروف الإنتاج ودخول الآلة الميكانيكية ألتي قهرت ألطبيعة وظروفها ألقاسية وطوعتها ودجنتها لمطاوعة الإنسان غصبا .
وكان لمكة وكلاء في كل من :جرش في الأردن ونجران ,وكانت ألقسطنطينية تستخدم منتجات ألشرق لإبراز مظاهر ألعظمة والجلال في البلاط البيزنطي وكانت مكة مع قادتها من قريش يتطلعون إلى ألدول ألمجاورة لعقد إتفاقيات تجارية على مبدأ الباب ألمفتوح وكانت بيزنطه ترفض ألتعامل مع ألعرب ألحفاة ألعراة على مبدأ إقتصاد ألسوق ألحديث لأنها كانت ترى في كل عين غريبة عدوا يخشى الحذر منه .
وكانت التعاملات ألتجارية تتم بين ألعرب وبيزنطه فقط على ألحدود ألسورية الحجازية والكردية وفي بصرى ألشام .
وفي الأردن لم يسمح لهم اللإقامة إلا في جرش وغزة وإيلة والقدس ,ولذلك إستفاد عبد ألله بن جدعان من تجارة الرقيق ألأبيض والأسود بفضل مكانة غزة هاشم بين الحدود المصرية والأردنية بسبب تدفق تجارة اليونان على مصر .
وهذا ماجعل الرسول يوعد صحابته بإمتلاك ووراثة بيزنطة وفارس وبفضل تجارة ألعرب وقريش ووكلائها في جرش فقد نقلوا أصناما من الأنباط مثل :أللات والعزّىومناة وذو الشرى وهبل وقد وقيل توغل الأنباط في مكة في منطقة ألعلا شمال ألحجاز .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس
- ألوعي بالتاريخ
- الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
- حياة ألناس
- تحديد النسل 2
- التاريخ والحكمة والتزوير
- لغة ألمجتمع ألمدني ألحديث
- رسالة الى ابي
- تحرير العبيد
- القيم الأجتماعية وتفسير الظواهر
- الزكاة كلمة غير عربية
- الكفار والمجانين
- العقاد من قمة رأسه الى أخمص قدميه


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي