أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري والحريق الكبير..(1)














المزيد.....

النظام السوري والحريق الكبير..(1)


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الحقيقة الأساسية الوحيدة المعروفة التي تحكم آلية عمل النظام السوري هي بنيته وطبيعته الأمنية التي تتشعب منها كل ممارساته على كافة المحاور الداخلية والإقليمية والدولية ,الآلية الأمنية البحتة التي يعتبر أنها الوسيلة الوحيدة لضمان استمراره في السلطة على أرضية امتلاكه أجهزة ضخمة وإمكانيات تخريبية كبيرة تراكمت لديها خبرة عالية عبر سنوات من سياسة القمع والتخريب في داخل سورية وخارجها وفي لبنان على وجه التحديد بحكم وصايته عليه لربع قرن , وعليه يتصرف النظام على هذا الأساس بقوة إرث موازين الأجهزة الأمنية وبفلتان ضمن مملكته الأمنية التي يعتبر لبنان جزءاً أساسياً فيها .
وعليه يدرك النظام الأمني في سورية بأن استمرار بقاؤه معني مباشرةً بقدرته على امتلاك الأوراق الإقليمية والتلاعب بها وهي على وجه التحديد الورقة اللبنانية والورقة الفلسطينية والورقة العراقية تحت قبعة واحدة هي "الإرهاب " ولايخدم أحداً في المنطقة سوى خدمة استراتيجية "الفوضى الخلاقة" وركب موجة الحرب على الإرهاب , ويدرك النظام السوري بأن فعاليته الإقليمية تكمن في الربط بين الأرواق بخيط واحد يملك طرفيه ليتلاعب باستقرار المنطقة كما يريد ,ليثبت للقوى الإقليمية والدولية أنه هو الفاعل في الأحداث ويضعهم أمام أمر واقع وهو أنه قادراً على زعزعة الإستقرار في المنطقة وحتى ضبطها إذا اراد !,باختصار يتصرف على أساس " إما أنا أو الفوضى"يعني الدخول على خط التطرف الذي أخذ صفة" الإرهاب"والذي تعج المنطقة بمظاهره الفعلية والمصطنعة وحتى الوهمية.
ضمن هذا الإطار وعلى خلفية الحرب على الإرهاب وساحة عملياتها الرئيسة في الشرق الأوسط واحتلال العراق الذي وسع عمليا ً من تمدد وجود التنظيمات المتطرفة وأعطاهاً خطأً أو عمداً مساحة جغرافية ومذهبية كانت بشكل غير مباشر ضروريةً لثبيت وجودها وشكلت حاضنة أصولية فرخت بشكل سرطاني انقسامي العديد من التنظيمات المحلية والإقليمية المرتبطة سياسيا ً وأمنياً ولوجستياً بأنظمة ودوائر خفية متعددة لها هدف واحد هو اللعب بهذه الورقة التي تستمد منها دورها ومبررات وجودها.
والنظام السوري الذي حكم لبنان و سورية بالحديد والنار وضمن وضع دولي قائم على توازنات الحرب الباردة التي وفرت له عوامل الإستمرار لفترة طويلة وجد نفسه بدون غطاء بل وبدون عمل بعد انهيار الإتحاد السوفياتي الذي انهارت معه التوافقات الأمنية الإقليمية والدولية وخاصةً في منطقة الشرق الأوسط الغارقة بالصراعات والحروب والتوترات وغياب الحلول السياسية للصراع العربي الإسرائيلي وتدهور الوضع في العراق وما أنتجه كل هذا من عوامل جديدة لإستمرار عدم الإستقرار وأخطر مافي هذا الجديد هو تلك الحملة الرهيبة لإنعاش التطرف في المنطقة ليأخذ أبعاد حروب أهلية ومذهبية تفتت المفتت وتجزأ المجزأ لتغوص المنطقة في صراعات مذهبية لها أول وليس لها آخر.
والنظام السوري أيضاً الذي دخل على خط الأوضاع المتدهورة في العراق على حامل إيراني مذهبي بشكل أمني مغذياً الطائفية التي أغرقت العراق بالدم والخراب والتمزق ليزيدها تدهوراًواستقطاباً مذهبياً وطائفياً ليثبت للقوى الدولية أنه موجود كمخرب ومساوم على أشلاء العراقيين ووحدة العراق وسيادته , ونفس الدور مارسه على الساحة الفلسطينية بإشاعة الفتنة بين الأطراف المختلفة ودفعها للإقتتال الداخلي , لكن دوره في فلسطين والعراق محكوم بقوى داخلية وعربية ودولية لاتسمح له باستخدام كامل سلاحه وكل صنوفه للوصول إلى هدفه وهو الإمساك بالخيوط التي تشد الصراع الداخلي وترخيه حسب مصالح القوى الإقليمية التي تملك القرار في الكثير مما يجري على الأرض في العراق وفلسطين ومابينهما .
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري والرقص على مطرقة المحكمة الدولية !
- من شرم الشيخ إلى شرخ بيروت وزكزاك الحلول
- كيف ستتعامل المعارضة السورية مع تزوير الإنتخابات؟
- ماذا عساك فاعلا ً ..يامجلس بدون شعب ؟!
- لازال النظام السوري يغني على ليلاه!
- النظام السوري وماراثون - السلام الموعود-!
- عن أي عرس ديموقراطي ...وعن أية شرعيةفي سورية يتحدثون ؟!
- الحوار ...هل هو وعي حاجة , أم سجال البيضة والدجاجة؟!
- مباحثات النظام السور ي في الكنيست الإسرائيلي ..وماذا بعد؟!
- الفصل التاسع من مسرحية الإنتخابات في سورية !
- النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1
- قمة القمم العربية في الرياض إلى أين ؟!
- حتى لاتكون خريف القمم العربية
- جبهة الخلاص الوطني في سنتها الأولى
- قمة الرياض وتغميد الجراح
- مؤتمر بغداد ..من ربح ومن خسر
- دمشق وطهران : تنسيق أم تطويق المجابهة ؟!
- بيروت في غياب الشهيد رفيق الحريري ..عامان على الزلزال
- الصفحات البيضاء في سورية من يفتحها؟!
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة (4-4)


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - النظام السوري والحريق الكبير..(1)