أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - نحن والسلطة.... والآخر















المزيد.....

نحن والسلطة.... والآخر


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برأي ابن خلدون، أن التقليد هو خضوع الضعيف للقوي.
هذه الفكرة أو المقولة صحيحة، وأكثر ما تتضح وتتجلى في حالنا كشعوب شرقية وعربية في تبعيتنا للغرب. مع أنها مفيدة وإيجابية في حال أخذنا ممن نقلدهم الأشياء الجميلة والجيدة، لنصقل بها شخصيتنا ونضيف لمعارفنا أشياء نجهلها تغذي الروح والفكر، وتجعل الحياة زمناً رائعاً غنياً بالعلوم والآداب والمعرفة.
لكن هذا التقليد ذاته مُضر، وربما قاتل، إذا استحوذنا على سلبيات من نقلده، لأنه والحال هكذا، يكون تعبيراً عن نقص في التفكير والشخصية، خصوصاً إذا اتخذ منحىً سلبياً. أيَ السعي وراء الاحتياجات الخالية من كل معنى روحي أو فكري. أو عندما يكون التابع أو المقلِد هنا لا يرى في الآخر إلاَ الكمال الذي يفتقده، دون محاولة منه في أن يكون هو الفاعل لا المنفعل، أو أن يكون المعطي لا المتلقي دائماً ولكل شيء، مغفلاً أو متناسياً دور العقل والتفكير والإبداع لديه، مستسلماً وبخمول لأية حالة تأتيه.
وللأسف، هذا هو حالنا في المجتمعات النامية والعربية، متناسين ومغفلين الدور الذي لعبه أجدادنا على مدى عصور، وفي كافة العلوم. ألم يكن أجدادنا يوماً هم شعلة الحضارة الإنسانية بكافة جوانبها وعلومها...؟ ألم يكن الشرق يوماً منارة العالم حيث ظلمة العصور الوسطى....؟
فكيف أُنير الغرب، وبدأت نجومنا تأفل رويداً رويداً، حتى انطفأت وخبا وهجها...؟؟؟
أعتقد أن للسلطات الحاكمة المتتابعة على هذه المجتمعات الدور الأساسي في ذلك.
يُعرف جان وليام لابيار السلطة قائلاً:
( السلطة هي الوظيفة الاجتماعية التي تقوم على سنَ القوانين، وحفظها، وتطبيقها، ومعاقبة من يخالفها. وهي التي تعمل على تغييرها وتطويرها كلما دعت الحاجة. إنها الوظيفة التي لا غنى عنها لوجود الجماعة ذاته لاستمرارها، ولمتابعة نشاطاتها. ومن هنا بالذات، إنها تلك الوظيفة القائمة على اتخاذ القرارات التي يتوقف عليها تحقيق الأهداف التي تتابعها الجماعة. فالتنظيم والتقرير والحكم والعقاب هي المهام التي تنتظر السلطة في أية جماعة كانت.) "1"
وبهذا التعريف يتضح لنا مدى الاستبداد الذي وقع على مجتمعاتنا ومنذ عهد الدولة الأموية والعباسية. يقول الدكتور محمد عبد الرحمن يونس في كتابه الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة :
( ومنذ أيام الدولتين الأموية والعباسية كان حكامها مستبدين، أحدثوا في مجتمعاتهم شروخاً طبقية واسعة، وسلموا مقاليد دولتهم لمجموعة من الطغاة العسكريين، والولاة الظلمة، وامتلكوا الثروات الكبيرة والقصور الفاخرة المترعة باللذائذ، وما أقاموا عدلاً في توزيع ثروات البلاد، بل غدت مدنهم مليئة بالفقراء والجياع. يُضاف إلى ذلك أن الكثير من هؤلاء الحكام كانوا فسقة وجهلة غابت عن حياتهم مظاهر الورع والعفة والاهتمامات العلمية والمعرفية.) "2"
واستطاعت تلك السلطات أن تسمو فوق مجتمعاتها بجهودها المدروسة والمكثفة، بإبقاء شعوبها جاهلة، لأنها كانت ترى في الجهل واحداً من الشروط الأساسية التي تمثل قوتها. وأيضاً كانت تعزز لدى شعوبها فكرة قبول التقاليد الدينية بحذافيرها ودون نقاش، ولم يكن مستغرباً تقيَد هذه الشعوب بتلك التقاليد، لأنها شعوب مسحوقة بعملها اليومي، محرومة من الترفيه ومن النشاط الفكري، حيث أصبحت هذه التقاليد ضرباً من العادات الذهنية والأخلاقية الأقوى في معظم الحيان من عقلها السليم الطبيعي. ويتابع د. عبد الرحمن يونس: ( إن السلطة الاستبدادية ومن خلال ممارساتها وأدوارها التاريخية، لا تفكر مطلقاً في أن يكون المجموع الإنساني الذي تحكمه مالكاً للمال، لأن الامتلاك سيدفع بهذا المجموع للتحرر الاقتصادي، وبالتالي سيندفع للتمرد وكسر عصا الطاعة المفروضة عليه، وهذا ما لا تريده السلطة الاستبدادية، لأن التحرر الاقتصادي للمجموع الإنساني مقدمة للتحرر السياسي والإنساني.) "3"
أعتقد، أننا وبحكم هذه السلطات المتتابعة وبأدوارها التي ذكرناها، وبحكم ظروف كثيرة موضوعية وذاتية، استسلمنا للركود والخنوع الفكري وحتى الروحي. حيث جثمت تركيا على أرضنا وفكرنا أربعة قرون، حملت لنا تخلفها الفكري والإنساني، وطبعتنا بطابعها بحجة الدين وحمايته، معتمدة على مسؤولين وقادة مستبدين أكثر تخلفاً وطمعاً بالمناصب والثروة. حيث طغى العامل الذاتي على الموضوعي، وتفاقم انشغال الشرق بالسلطة بشكل أكبر، وأصبح اللهاث وراءها قمة الطموح، حتى محت كل ما يمكن أن يدفع بشرقنا للسيادة العلمية والفكرية والإنسانية بدل كرسي الحكم ومؤامراته.
وهكذا جيلاً وراء جيل، غدت السلطة - الاستبدادية حكماً - سمة عامة لهذا الشرق الذي يجب أن يكون كاسمه مشرقاً دائماً كما كان.
هل ننسى كيف باع خديوي مصر- محمد سعيد- قناة السويس لفرنسا عام/1854م/ ولمدة/99/ سنة..؟؟! أليس هذا تنازلاً عن الوطن مقابل كرسي الحكم وإغراءاته...؟
وهنا، فإن الشيء بالشيء يُذكر، فقناة السويس إلى يومنا هذا ما زالت تُنسب فكرتها للغرب، في الوقت الذي فكَر فيها العرب ونفذوها قبل الغرب بكثير. فقد حُفرت أول مرة في عهد الفرعون/ سيزوستريس الثالث/ في الألف الثاني قبل الميلاد، ثمَ رُدِمت حتى جاء/عمرو بن العاص/ وفتحها باسم خليج أمير المؤمنين في عهد الخليفة/ عمر بن الخطاب/ وبقيت مستعملة حتى عام/770م/ عندما قام أبو جعفر المنصور بردمها ليعرقل هروب الثائرين في الحجاز.
وهناك العديد والعديد من الأمثلة على تفوق الشرق والعرب، والآن يُنسَب قسم كبير من هذا التفوق والاكتشافات للغرب.
فمثلاً، اختراع القلم الذي أحدث ثورة في عالم الكتابة والفكر، كان قد فكر فيه الخليفة الفاطمي/ المعز لدين الله/ وبأنه يجب أن يكون هناك قلماً يحوي مستودعاً للحبر يريح مستعمليه عناء وضع الريشة بالمحبرة، وهذا طبعاً قبل أن يخترعه الغربي
/ ريترنغ/ . وكثيرة هي العلوم والاختراعات التي خُلِقَت أصلاً في الشرق، ونُسبت فيما بعد للغرب. يكفينا أن /حمورابي/ هو أبو التشريع والقانون في العالم، ونحن الآن نستمد قوانيننا وتشريعاتنا المدنية من الغرب.
وفي مجال الرياضيات، ألم يأخذ الغرب بعلوم الخوارزمي في وضع اللغاريتمات..؟ وألم يكن العرب هم من أوجد الصفر الذي يحمل قيمة عظيمة في عالم الرياضيات والحساب...؟؟؟
الدورة الدموية الكبرى، ألم يكتشفها العالم/هارفي/ بعد أن وضع/ ابن النفيس/ أسس الدورة الدموية الصغرى...؟ وألم يكتشف/ الزهراوي/ الخيط الخاص بالعمليات الجراحية...؟ وأيضاً / ابن الهيثم/ في عالم البصريات..؟
وحتى يومنا هذا، عندما ينبغ عالم عربي يدرس في الغرب، تُبذل كل الجهود وتُقدم جميع المغريات لأجل بقائه هناك حتى لا يفيد بعلمه ودراسته( وطنه) ويبقى حكراً لهم... وحتى وطنه( بسلطته آنفة الذكر) للأسف لا يقدم له الإمكانيات اللازمة ليعمل بما نبغ فيه!!!!
وبعد كل هذا، ركن الشرق واسترخى في أحضان الغرب... فأصبح متلقياً لأيَ شيء يردنا منه، حتى لو كان تافهاً وفيه دمارنا وخراب عقول ناشئتنا. متلقون لكل ما تبثه الفضائيات، ناسين أو متناسين أن لهذه الفضائيات أهدافاً بعيدة المدى في إخماد الحس الإنساني والأخلاقي والانتماء لدينا، وإبعادنا عن كل ماله علاقة بالفكر والمعرفة، وإظهار أن القضية الأساسية في صراعنا مع الغرب على أنه صراع وجود إنساني وحضاري يوَد الغرب إزالته من الوجود. لأن هذا الشرق إن استفاق يوماً ونهض، سيجعل الغرب يعرف ماهيته وأسسه وأنه تشكل في جزء من مراحله على أكتاف شرقنا العتيد.
لذلك تعمل هذه الفضائيات جاهدة في أن تبث لنا كل ما يُغري وما هو تافه( كالصرعات الموسيقية، الأزياء، المسابقات، السباقات، والصرعات الخلاعية)والتي لا تحمل في طياتها إلاَ الفساد والاستهتار، حتى أصبح ناشئتنا يعرفون كل شيء عن مايكل جاكسون وسواه من تلك الصرعات أكثر مما يعرفون أنفسهم، منغمسون في تقليد المغني الفلاني، وقصة الشعر والملبس، و.........الخ
أتمنى لو أن بعضاً من هذا الجيل يعرف شيئاً عن العلوم والآداب الإنسانية الغربية... حكماً هو لا يعرف عنها شيئاً ، إنه يعرف فقط ما يجعله راقصاً حتى في أشد لحظات الحزن والمصيبة كما هو الآن في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها الكثير من المصائب والمحن التي قد تجتاح المجتمعات. حتى ليُصاب المرء بخيبة الأمل واليأس عندما يرى شاباً عربياً وفلسطينياً تحديداً لا يعرف أعلام أدبه ورموز ثوراته ومقاومته(فكيف له أن يعرف علوم الغرب وآدابه..؟) ولا يعرف أحداثاً هامة معاصرة تتعلق بقضيته، بينما نراه وهو مشارك في أحد برامج المسابقات في ذروة الموضة والتطور خارجيَ المظهر، متلعثماً عندما يتعلق الأمر بقضية أساسية في حياته.
أفلا يخطط الغرب من خلال فضائياته للوصول بأجيالنا لهذا الوضع الذي يفيض أسىً وضياعاً...؟؟؟ وألم تساعدها الظروف المعاشية ومنظومتنا الفكرية وغيرها مما يحيط بمجتمعاتنا في ذلك..؟؟!!!
في ذات الوقت أتساءل، ماذا يأخذ الشباب الغربي منَا، إلاَ زيَنَا ليرمز به إلى الغباء والتخلف( العقال والكوفية والجلابية) ؟؟هل درجت أزياؤنا في الغرب وارتداها شبابهم...؟؟!! هل تعلموا رقصاتنا ودبكاتنا...؟ هل عرفوا أعلام أدبنا...؟ بالطبع لا إلاَ فيما ندر، ومن الدارسين حصراً، لأنهم لا يعرفون عنَا إلاَ أننا بدو نسكن الخيام ونركب الجمل، لذا لا تهمهم مشاكلنا وقضايانا... فمن المسؤول عن كل هذا....؟ وهل صدقت مقولة ابن خلدون بأن التقليد هو شعور الضعيف تجاه القوي..؟
المسؤول هو ذاتنا الخانعة بفعل تربية سلطوية، ذاتنا المستكينة المتلقية والمنفعلة بكل ما هو آتٍ...
المسؤول هو إعلامنا بوسائله المتعددة، والذي هو أيضاً متلقي.. إعلامنا منفعل لا فاعل. فعلى الصعيد الإخباري، نجد أن هذا الإعلام ودائماً يأتي بأخباره نقلاً عن وكالات الأنباء العالمية متعددة الأغراض والأهداف، والتي بمعظمها مخصصة لخدمة الغرب، وبالأخص خدمة الصهيونية والماسونية.
نرى إعلامنا يأتينا بالخبر مُصاغاً كما تريده تلك الوكالات، ويُبَث دون التفكير بصياغة مصطلحاته أحياناً، وما تحويه هذه المصطلحات من معانٍ قد تُضِر بقضايانا، وتؤثر على فكرنا ومفهوم بعضنا لهذا الحدث أو ذاك، وكأننا لسنا معنيين بأخبارنا وكيف يجب أن نتوجه بها للعالم كي يعي ويُدرك ماهية قضايانا ومشاكلنا، مُغفلين أن الإعلام سلاح خطير في فعَاليته أكثر من أي سلاح نووي، فنتركه في أكثر خصوصياتنا بأيدي الغرب ووكالات أنبائه، يتلاعب بصياغتها كيفما يشاء، بل ونزيد على ذلك أننا نتلقف وبشغف كل ما يورده لنا من برامج وأخبار وأفلام، فنخصص من وقت محطاتنا الإذاعية والتلفزيونية لهذه البرامج والصرعات ما يفوق على ما نخصصه لثقافتنا وتراثنا وأدبنا، لنكون بذلك في قمة التطور والرقي والمتابعة لكل ما هو جديد إن كان في عالم السينما أو الأخبار أو غيرها...!!!
وتتسابق محطاتنا وقنواتنا في عرض برامج عن السينما الغربية وآخر أفلامها وتاريخها ومهرجاناتها، حتى بتنا نعرف مخرجي وممثلي ومغني الغرب أكثر مما نعرف عن سينمانا ونجومنا في كافة المجالات...!!!!!!!!
وهنا لدي تساؤل.. هل يهتم الغرب وإعلامه بتراثنا وحضارتنا وثقافتنا وفنوننا كما نحتفي نحن بهم...؟؟؟
هل تُعرض أفلامنا في صالاتهم ويتهافت عليها جمهورهم كما عندنا...؟؟
هل تدخل أفلامنا في إطار مهرجاناتهم العالمية الضخمة...؟ وإن دخلت، هل تحصل على إحدى الجوائز..؟
ماذا يعرفون عن أبي خليل القباني، جورج أبيض وغيرهما من الرواد في عالم المسرح العربي..؟ هل يعترفون بسعد الله ونوس، والذي كان مرشحاً لجائزة نوبل..؟
هل يعرفون سينمانا الجادة وأعلامها ورائديها كيوسف شاهين وعبد اللطيف عبد الحميد ونبيل المالح كما نعرف نحن شارلي شابلن ومارلين مونرو..؟
ماذا يعرفون عن أعلام أدبنا..؟ هل يُدرس توفيق الحكيم وطه حسين ومحمود درويش في مناهجهم..؟ هل يعرفون زرياب وإبراهيم الموصللي وسيد درويش كما نعرف نحن موزارت وباخ وتشايكوفسكي..؟؟ ولماذا لماذا..؟
لماذا لا نفكر نحن كشرق وكعرب كيف يمكن أن نفرض هويتنا وثقافتنا وتاريخنا على الغرب كما يفرض هو وجوده علينا وباختيارنا...؟؟؟ لماذا لا نفكر بالكيفية التي تجعل لنا تواجداً فعًلاً على الخارطة السياسية والثقافية والإنسانية العالمية...؟؟
أنا لا أومن بصراع الحضارات، هذا المشروع المطروح منذ أعوام. بل أومن بتفاعل الحضارات وامتزاجها وتفاعلها كما كان سائداً على مدى عصور البشرية. لأنه وبهذا التفاعل تكون الإنسانية أكثر جمالاً ورقة وتفاؤلاً..
فلا وجود لصراع الحضارات، وإنما الصراع هو صراع وجود وهوية، والأقوى هو المنتصر.
أنا لست ضد التطور والرقي، بل على العكس، علينا معرفة الآخر معرفة عميقة وواضحة كي نعرف كيف نتعامل معه، شريطة أن يكون هناك تكافؤاً في هذه المعرفة، بحيث يعرفني بمقدار ما أعرفه، وكما أريده أن يعرفني، لا كما يريد أن هو أن يعرفني ويُعرِف بي.
لا أستطيع أن أنفي كم أفادتنا الاكتشافات العلمية الفضائية ومعرفة النظام الكوني، ولا غيرهما من الاكتشافات العلمية الرائعة والمفيدة للإنسانية عامة. وأنا لا أنادي بأن ننغلق على ذاتنا دون تفاعل مع العلم وجديده.. لكن علينا أن نفكر بالتبادل والتفاعل، فكما هم – نحن-
وعندما يفكرون بغزونا وبكافة المجالات، علينا أيضاً أن نفكر كيف نواجه هذا الغزو على الأقل لتوضيح هويتنا وهمومنا، ولنشرح قضايانا الحساسة، وهي قضية وجودنا كأمة وشعب فعَال لا منفعل فقط. وعندنا قضايانا المصيرية والتي خلقوها هم لنا، وابتُلينا فيها( إسرائيل) والتي تستنزف كل طاقاتنا المادية والمعنوية والبشرية، وحتى الفكرية، لتجعلنا مقيدين في إطارها، ولتكون ذريعة للأنظمة حتى تمارس ما تراه ضامناً لاستمرار وجودها بحجة الهم الوطني والقضية المصيرية.
فلماذا نعطيهم الريادة والتفوق لفرض حضارتهم وثقافتهم علينا وبأموالنا نحن. أموالنا التي نضعها في بنوكهم ومصارفهم لاستثمارها بدل أن نستثمرها نحن لأجل تحسين معيشتنا لا معيشتهم هم، ورفع مستوى دخلنا لا دخلهم هم، بحيث نستطيع شراء كتاب واحد في العام، لا أن نمتنع عن ذلك لقاء لقمة العيش.
لذا، أين نحن من الآخر والذي نعرف عنه كل شيء، وهو لا يعرف ولا يريد أن يعرف عنَا إلاَ ما يهم مصلحته، ولا يعرف إلاَ أين تتركز ثرواتنا الباطنية وكيفية استغلالها، وكيفية السيطرة عليها وعلى حكوماتها. ولا يعرف إلاَ كيف يهمشنا ويجعلنا كمَاً تائهاً لا يستطيع التفكير بذاته ومشاكله.
لا يعرف هذا الآخر إلاَ كيف يخلق لنا الحجج والذرائع لاحتلالنا ومن جديد بأشكال متعددة غير تقليدية سابقاً، وتقليدية مجدداً كما في العراق، كي يغتصب خيراتنا البشرية والطبيعية والفكرية، وبذريعة العولمة. ليعود الظرف الموضوعي، ولبقى الأكثر تأثيراً على تقدمنا وتطورنا واللحاق بركب التطور العلمي والثقافي والسياسي بحرية وديموقراطية حقيقية.

المراجع:
"1" جان وليام لابيار، السلطة السياسية،مستشهد به عند : د. محمد عبد الرحمن يونس، في كتابه: الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة، الدار العربية للعلوم ـ ناشرون، بيروت ، مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الأولى 2007م، ص 20.
"2" ـ الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة، ص 25 ـ 26.
"3" د. محمد عبد الرحمن يونس، المرجع السابق، ص 21.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يكمن وراء ظاهرة الطلاق المبكر..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل يعودون للوراء.. أم نحن نتقدم للأمام في عقوق القيم الاجتما ...
- سيكولوجية المرأة العاملة
- دوافع واهية ... وراء الزواج الثاني..!!؟؟؟
- مفهوم الزواج... بين العرفي والاغتصاب
- عام آخر... والعراق مازال يتوسد الموت.. ويلتحف الدجى- ملف الع ...
- إشكاليات الزواج العصري
- هل الإنسان مجرد فرد...!!!؟؟؟
- لأجل أمومة حرة... وسعيدة
- مقالة- إلى أرضٍ لا نستطيع مغادرتها... إلى أمي...
- الحجاب.. اغتيال للعقل والأخلاق والطفولة
- آذار احتفالية أنثوية


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - نحن والسلطة.... والآخر