أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس العموري - قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم نهر البارد















المزيد.....

قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم نهر البارد


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اولا ثمة ملاحظة لابد من ابرزها ووضعها في سياقها الصحيح قبل تناول التحليل السياسي هذا لما يجري في لبنان هذه الأيام. وتحديدا اتجاه ما جرى وما يجري في مخيم نهر البادر، وهذه الملاحظة قد اضحت حقيقة اعتقد وان كانت مكررة الا انه لابد لنا من اظهارها في سياقها العام وهي تلك المتمثلة بما يسمى بفتح الإسلام....فمرة اخرى يعود اسم (فتح) الى التدوال في اعمال اقل ما يمكن ان يقال عنها انها لا تمت بصله لطبيعة وادبيات واصالة ومسار حركة فتح... هذه الحركة الذي بات فعل التشويه يطالها من كل حدب وصوب... والتي ظلت ممانعة عصية على الإنكسار حتى الأمس القريب وقبل ان يستولي عليها الكثير ممن يدعون انتماءهم لها والحريصين عليها وعلى اصالة مسيرتها... وعلى حقيقة مواقفها ... فقد باتت فتح اليوم عنوان لسيطرة الفعل المليشوي على اسمها وتاريخها... وباتت بنفس الوقت حاضنة لكل من برتهن لأجندات الأخر والغريب عن الأجندة الوطنية الفلسطينية واصبحت بنظر الكثيرين مجرد حزب او حركة تهدف اولا واخرا للسيطرة على نظام الحكم بصرف النظر عن الأثمان جراء هكذا سيطرة.. بل انها باتت ولا نجافي الحقيقة هنا هلامية الشكل والتوجه... تمارس الفعل الفوضوي المبرمج خدمة للبعض ممن يعتدون على تاريخها وشهداءها وممن يأتمرون بأمراء الفعل المليشوي والمناطقي وحتى امراء الفعل الإقليمي ذاته... وفتح الأسلام قد جاءت لتكمل المشهد في ظل ضياح حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح....
اردت ابراز هذه الملاحظة اولا قبل الولوج والعبور بالتحليل السياسي المستند للرؤية الإقليمية والدولية لمجريات ما يجري على الساحة اللبنانية وذلك بهدف ربط الأمور ببعضها ومحاولة كشف حقيقة خبايا وخفايا الأمور...
فبلا شك فقد تحولت حركة "فتح الإسلام" إلى قضية محورية في ملف الأمن اللبناني الداخلي مؤخراً، واكتسبت أهمية متزايدة في البعد السياسي - باعتبار الأمن اللبناني أمناً سياسياً في المقام الأول - حيث اعتبرتها أطراف السلطة اللبنانية دليلاً على التورط السوري في الشأن الداخلي، من باب زعزعة الأمن على حد تعبير الأكثرية اللبنانية وهو الأمر الذي يعكس حقيقة اجندة هكذا أكثرية والتي غالبا ما تسارع الى القاء التهم بشكل تلقائي بالإتجاه السوري .في حين تعتبرها المعارضة دليلاً على وجود تطرف سني في لبنان مرتبط بتنظيم "القاعدة"، ازدادت قوته مع حالة "الشحن المذهبي" الذي تعيشه هذه الطائفة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتراخي القبضة الأمنية المركزية للدولة تجاه تلك الظواهر. ويعود تاريخ ظهور هذا التنظيم إلى حوالي عام، حين صدر بيان يحمل اسم "فتح الإسلام" شرح فيه (التنظيم) الأطر العامة لحركته، والتي تقوم على "الجهاد لتحرير فلسطين" من منطلقات إسلامية، شاء وضعها في مواجهة الفكر التقليدي لسائر الفصائل الفلسطينية التي اتهمها بالفساد أو العلمانية، على تعبيره. وعزز من تلك الشبهات لجوء التنظيم إلى استخدام أدبيات القاعدة وشعاراتها وأساليبها الإعلامية، وقد دأب على بث بياناته باستخدام مواقع إلكترونية، غالباً ما تبث بيانات وأشرطة لتنظيمات متشددة، بالتزامن مع تحذير القائد السابق للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان من إمكانية قيام "القاعدة" باستهداف قواته. وكانت التقديرات الأولية ترجح أن عدد عناصر التنظيم لا يتجاوز 150 مقاتلاً، غير أن قدرتهم على المناورة ضمن منطقة واسعة نسبيا،ً مثل قضاء طرابلس، الأمر الذي أوحى لإحتمال أن عددهم أكبر بكثير مما هو مقدّر، أو أنهم تلقوا دعم من شبكة التنظيمات المتشددة المحلية، التي سبق وخاضت مواجهات دامية مع الجيش اللبناني عام 2000.
التقارير تفيد أن تلك المجموعة انشقت في بادئ الأمر عن تنظيم فتح - الانتفاضة، الذي يقوده أبو موسى وأبو خالد العملة من دمشق، وهو تنظيم مقرب من النظام السوري، سبق له وأنشق بدوره عن حركة فتح في أواسط العقد الثامن من القرن الماضي، على خلفية النزاع بين دمشق ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وقاد انشقاق فتح الإسلام، شاكر العبسي، وهو عضو سابق في حركة فتح، أرسلته الحركة في السبعينات إلى ليبيا للتدرب على الطيران، وعاد بعدها ليظهر في الأردن عام 2002، حيث يُنسب إليه الضلوع باغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي، وقد صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام في هذه القضية. ولا يعرف على وجه التحديد طبيعة العلاقة التي ربطت العبسي بسائر المتهمين في هذه القضية، وعلى رأسهم الزعيم السابق لتنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" أبو مصعب الزرقاوي.
بعد ذلك ظهر العبسي في دمشق، حيث صدر بحقه حكماً بالسجن بتهمة محاولة إدخال أسلحة إلى الأردن لضرب أهداف إسرائيلية عام 2002، وأطلق سراحه بعد عامين فقط، ليعود فيظهر فجأة في معسكر تابع لتنظيم "فتح الانتفاضة" في بلدة حلوة اللبنانية، الواقعة على الحدود السورية لجهة البقاع الغربي.
وقد غادر العبسي المعسكر مع عدد مع أنصاره بعد اشتباك مع عناصر من الجيش اللبناني، ليستقر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان، وخاصة في مخيمي البداوي والنهر البارد، حيث أخذ من موقع مؤسسة "صامد" التابع لـ"فتح الانتفاضة" مركزاً له، قبل أن تدّعي تلك الأخيرة أنه استولى عليه بالقوة.
وطرح اسم فتح الإسلام بقوة في 12 مارس/آذار الماضي، لأتهامه في تنفيذ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق، ذهب ضحيتها ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى ، حيث تم توقيف بعض المشتبهين، واتهم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع صراحة الاستخبارات السورية برعاية التنظيم، قائلاً " إن "الجميع يعرف من هي الجهة التي تقف وراء ما يسمى بـ فتح الإسلام أو فتح الانتفاضة ، التي هي جزء من الجهاز الاستخباراتي السوري."
أما سوريا، فقد نفت بحزم هذه الإتهامات، مؤكدة أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة، حيث قال وزير الداخلية السوري، اللواء بسام عبد المجيد، إن فتح الإسلام "أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط لأعمال إرهابية في سورية."
وبرز في تحقيقات قضية عين علق وجود أربعة موقوفين سوريين وثلاثة سعوديين على الأقل، حيث تردد أنهم أوقفوا في مطار بيروت الدولي، وبينهم عبد الله بيشي، وهو مطلوب في السعودية، قيل إنه دخل لبنان من سوريا قادماً إليها عبر إيران.
غير أن المصادر الأمنية المتابعة عزت وجود السعوديين في هذه المجموعة إلى وقوعهم في شرك الخداع، حيث كانوا يرغبون بالذهاب إلى العراق، وقد تم إيهامهم بذلك، غير أنهم اكتشفوا أن المجموعة ترغب بتنفيذ عمليات في لبنان، مما دفعهم إلى محاولة المغادرة، لتوقفهم القوى الأمنية اللبنانية في مطار بيروت.
وامام هكذا وقائع لما يسمى بفتح الإسلام لابد من طرح سؤال اعتقد ان الإجابة عليه تشكل واحدة من المعابر الفعلية والحقيقية لمحاولة فهم خفايا تفجير الوضع الداخلي في لبنان.. لماذا جاء هذا التصعيد في هذا الوقت بالذات، وبالتزامن مع طرح ما يسمى بالمحكمة الدولية على مجلس الأمن الدولي ليُصار الى اتخاذ قرار أممي فيها تحت الفصل السابع الأمر الذي يفقد لبنان سيادته ويجيز للقوى الدولية وعلى رأسها طبعا الإدارة الإمريكية بالتدخل بالشأن اللبناني الداخلي ...؟؟ وهل من الممكن اعتبار ان المواجهات في مخيم نهر البارد بعيدة عن جرائم استهداف العمق اللبناني من خلال التفجيرات والتي كانت اخرها تفجير الأشرفية والفردان...؟؟ اعتقد ان زج الجيش اللبناني في مواحهات نهر البارد لها اكثر من دلالالة وبأكثر من بعد على اعتبار ان قدرات وامكانيات الجيش اللبناني معلومة ومعروفة ولا تقوى على مواجهة هكذا مواقف الا اذا كان المطلوب تفجير الوضع الداخلي بعناوين جديدة وزج قوة الجيش في معركة خاسرة لا يقوى على حسمها عسكريا والدليل على ذلك التعمد في اعطاء قيادة الجيش معلومات خاطئة وغير صحيحة من قبل فرع المعلومات والأمن التابع للأكثرية الموالية للحكومة اللبنانية... كما ان السيد ديفيد ولتش كان قد قال لحكومة السنيورة ان الأوضاع الداخلية في لبنان على شفى الإنفجار وهو ما يؤكد اجندة الفعل الإمريكي في لبنان بالعنوان الجديد والمتمثل هذه المرة بفزاعة فتح الإسلام لأهذاف متعددة لعل ابرزها:
• اضعاف الوضع الداخلي اللبناني اكثر وحشر المعارضة الوطنية على خلفية مواجهة الجيش الرسمي قوة متطرفة كقوة فتح الاسلام.
• اظهار عجز الجيش اللبناني ذاته وبالتالي البدء بالمطالبة بالتدخل الدولي ونشر قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية بهدف خنق وعزل المقاومة.
• اقرار نظام المحكمة الدولية في مجلس الأمن تحت الفصل السابع على اعتبار ان لبنان الرسمي غير قادر على اتخاذ قراره.
• محاولة فتح الملف الفلسطيني في لبنان من جديد على قاعدة التخلص من البؤر الأمنية (المخيمات).
ان ما يجري في لبنان لا يمكن عزله بالمطلق عما جرى ويجري بالأراضي الفلسطينية ذاتها... على اعتبار ان فعل الإقتتال الداخلي ايضا يحمل بصمات تحريكية اقليمية لها اجنداتها الخاصة الهادفة الى توتير الواقع الفلسطيني الداخلي من خلال زج اسم فتح في اتون هذا الصراع وذلك بأدوات فتحاوية وحمساوية لها اجنداتها المتضاربة على الأرض.. باضافة الى التصعيد العسكري الإسرائيلي ليُصار بالتالي الى المناداة بالحل الإقليمي المستند الى الطرح الدولي والذي اعتقد انه ربما مجهزا لدى الإدارة الإمريكية والأنظمة الإقليمية في المنطقة وبالتالي ايجاد اي من المعادلات التي قد تضمن سيطرة الفهم الإمريكي الإسرائيلي العربي الرسمي لشكل الحل المطروح والذي قد يكون اردني الطابع. في فلسطين وفرض الوصاية الدولية بشكل او بأخر في لبنان وعزل المقاومة ومحاولته انهاءها من على هذه الساحة كمقدمة لأنهيار الممانعة العربية ككل.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نملك جرأة تسمية الأشياء بمسمياتها...؟
- وثيقة اختبارت التنفيذ الأمريكية والأمن الأقليمي المفقود
- لماذا لا يعترفون بنصر حزب الله..؟؟
- في وقائع اطروحة الدكتور عزمي بشاره وفبركة الملفات الأمنية...
- اولمرت والكلام السياسي وازماته الداخلية....
- صراع المفاهيم وحرب المدركات والواقعيون العرب الجدد....
- في تصريحات بولتون ودلالاتها
- قراءة في الدبلوماسية الاسرائيلية هذه الأيام ....
- رأي في موقف الجبهة الشعبية اتجاه حكومة الوحدة الوطنية...
- ألمشهد السياسي الفلسطيني في زمن البلطجة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس العموري - قراءة سياسية اقليمية لخبايا وخفايا المواجهات الدامية في مخيم نهر البارد