أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود كرم - أطفالنا بين بشاعة العنف وثقافة الكراهية














المزيد.....

أطفالنا بين بشاعة العنف وثقافة الكراهية


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


هل شعر أحدكم بالعجز والحيرة ولم يستطع أن يحير جواباً حينما يتوجه له أحد الأطفال متسائلاً : ماذا يعني العنف المتمثّل في الحروب وعمليات الإرهاب والقتل ، ولماذا يموت فيها الأطفال ؟؟

وكيف نستطيع حينها أن نوفر للطفل الشعور المطمئن بالأمان في ظل كل هذا العنف ، وهل علينا أن نهتم بذلك ، أم يجب على الطفل هو الآخر أن يعيش الخوف لحظةً بلحظة ، لأنه واقع مثل غيره من الكبار تحت وابل الدمار والموت والإرهاب ، وربما أصبح شأنه شأن الكبار أيضاً في متابعة مشاهد العنف والقتل والإرهاب التي تبثها الفضائيات بين الحين والآخر وتتصدر صفحات بعض الصحف ..؟؟

شخصياً لا أستطيع أن أفسر لابنيّ الصغيرين ، محمد وفرح ، بشاعة العنف ، سواء تمثل ذلك العنف في المشهد السياسي أم الديني أم المذهبي أم الاجتماعي ، لأن العنف لا ينتج سوى ذاكرةٍ مشوهة ومشبعة بالقتل والكراهية عن الفعل البشري حينما ينزع بإرادته إلى تبني ثقافة الموت والدمار والقتل والخراب ، فالعنف يُسقط من حساباته العبثية الإنسان ، والإنسان الطفل بالأخص ، لأنه ليسَ لغة إنسانية وليس مشروعاً إنسانياً نبيلاً ، وليسَ بديلاً ناجحاً ، وينتمي إلى عالم الكراهية والفوضى والعبث والوحشية ..

وفي ظل الموت المجاني وعمليات الإرهاب الديني التي أصبحت تحيق بالإنسان من كل جانب ، كيف نستطيع أن نقول للطفل أن رسالة الإنسانية على مر الأزمان هي الحفاظ على قداسة الذات البشرية وإشاعة ثقافة الحب والود والتعايش ، وهو يرى أن عمليات القتل والإرهاب تستهدف الإنسان أولاً وتلقي به في هاوية الموت والفناء ، وكيف يجب أن نقول له بأن الإنسان حينما يفشل في ثقافة حب الذات والآخر والحياة ينتهج ثقافة الكراهية والعنف والقتل والإرهاب طريقاً له في الحياة ، وكيف نستطيع في مقابل ذلك أن نقول له بأن على الإنسان أن يكفّ عن صناعة العنف والموت والدمار وهو يعلم بأن الإنسان مصدر كل تلك الشرور ، وكيف نطلب من الأطفال أن عليهم أن يتخلوا عن ألعابهم ولغتهم وطريقتهم في الحياة لأن العنف والإرهاب نتيجة طبيعية لحماقات الإنسان ولنزعته التدميرية ولحساباته ومصالحه السياسية والدينية والمذهبية ..

وهل علينا أن نطلب من أطفالنا الآن ولاحقاً أن يكفوا عن أحلامهم البريئة وعن مناماتهم الحالمة وعن غدهم الجميل ، لأن عليهم واجباً مفروضاً بالصحو كل يوم على شعارات الكراهية والتكفير والنفور من الآخر المختلف ..

وكيف نستطيع أن نقول للأطفال أن الإنسان يقف عاجزاً عن وقف آلة العنف المدمرة وهو مَن يديرها ، فهل سيقبلون منا أن نتكلم نيابةً عنهم وندافع بعد ذلك عن حقهم الإنساني في حياة هانئة وسعيدة ..؟؟

وهل هناك واقع أكثر مأساوية من أن يتقصد الطفل متابعة أخبار العنف والقتل على الفضائيات ، بدلاً من انصرافه للعب واللهو واللحظات التي تجلب له المتعة والسعادة ، فأمام هذه المأساة هل يبقى الطفل طفلاً ، أم يصبح كائناً مختلفاً لا يمت للطفولة بصلة ..؟؟

الأطفال وحدهم ولا أحد غيرهم يمنحون الحياة بهجة التواصل ويمنحونها أصل البقاء وفتنة السعادة ، ويصنعون بضحكاتهم وابتساماتهم أنشودة الحياة الأجمل ، فكيف ننقذهم من ثقافة التكفير والكراهية والعنـف ..؟؟



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العُمر وبريق الغوايات
- سلطة الموروث الديني
- الهدّامون
- الإبداع .. نزعة الإنسان الجوهرية
- حوار في المشهد المعاصر 2 / 2
- حوار في المشهد المعاصر 1 / 2
- خطورة أن يهيمن الديني على المدني
- لذة المغفرة
- الداهية غارفيلد
- مَن يسرق الدهشةَ منا !؟
- إليكِ .. في يوم الحب
- الأنثى وفتنة المؤامرة
- الاستبداد صناعة عربية
- الواعظ وثقافة الوعظ الديني
- الكتابة .. وعي الإرادة وانتصار الحرية
- حياة
- الثقافة الجماعية والتعصب الأيديولوجي
- يوم في هلسنكي
- التخلف .. إرث الماضويات المهيمنة
- الهاربون إلى الأوهام


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود كرم - أطفالنا بين بشاعة العنف وثقافة الكراهية