أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 4-1















المزيد.....

مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 4-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:05
المحور: القضية الكردية
    


تتلخص النتيجة التي توصلت إليها فيما يتعلق بالنقاشات الدائرة حول وجود نظام خارج عن نطاق النظام القائم، في تخطي كل المواقف المنادية بالدولة أثناء المساعي الرامية لتغيير المجتمع وإطراء التحويلات عليه. ذلك أن كل الأفكار وبنى الحركات المؤدية إلى الدولة، لن تنجو إطلاقاً من التمخض عن نتائج معاكسة، مهما كانت تنادي بالحرية والمساواة في تطلعاتها وطموحاتها. وخير مثال على ذلك هو تجربة السوفييت الأخيرة، حيث بُرهِن بما لا يقبل الجدل أنه لا يمكن وجود اشتراكية منادية بالدولة، وهنا يكمن مربض وأساس نقطة ضعف الماركسية. وكل دولة محتوم عليها أن تنتهي بالظلم والتمييز والتفريق – طبيعياً – بما فيها ديكتاتورية الطبقة المسحوقة. ذلك أن هذه الحقيقة تكمن أساساً في منطق ونسيج الدولة .

لا توجد دولة تحقق المساواة والحرية. لكن هذا لا يعني أن الدولة لا تستطيع المساهمة في الوصول إلى الهدف المراد في تكريس نسبة محدودة من المساواة والحرية، بل بامكانها التمتع بمثل هذه الخاصيات المرحلية والموقعية. لكن هذه الخاصيات ذات طابع مؤقت، لا دائم أصلي. بالتالي تقع على عاتق الفئات الاجتماعية خارج الدولة مهمة تشكيل الكيانات الذهنية والسياسية المناسبة لها. إذ من الساطع تماماً أنه لم يتم بلوغ نظام معين في هذا المضمار، رغم الكثير من الخطوات المذهبية والإثنية المخطوة طيلة التاريخ المديد. وكل حركات المسحوقين البارزة في العصور العبودية والاقطاعية والرأسمالية، لم تتمكن من الوصول إلى تحقيق تقاليد مؤسساتية انتظامية ومنظمة وقادرة على التعمق والتكاثف باستمرار وتدريجياً، رغم كل تجاربها العظيمة. أما الموجود منها فهو جزئي وكأنه تحفة نادرة. لكن، ورغم ذلك سيكون الادّعاء بأن كل الإنسانية قد ابتُلِعَتْ وقُضي عليها من قِبَل مجتمع الدولة فلم يبق أي أثر للتقاليد، ليس إلا الذاتية بحد ذاتها. أي التضخيم المبالغ فيه، وبالتالي التقزم والتشرذم. فالحقيقة مغايرة لذلك لحد ما .

ثمة حاجة ماسة وحيوية بما لا يمكن قياسها بأي وقت مضى، للبحث عن نظام موحد متكامل يشمل كل المسحوقين ويعنى بهم، بدءاً من سكان الجبال العاتية والغابات المهجورة وحتى قبائل الصحاري والبراري، ومن العبد إلى العامل، ومن المسحوقين جنسياً حتى المعنيين بشؤون البيئة، ومن الأطفال والشبيبة اليافعين، وحتى العجائز والمسنين. فكل من لم ينزلق في البنية الذهنية والأساليب السياسية – العسكرية لمجتمع الدولة، ومن لا يلهث وراء تلك الطوابق والحدود؛ يتحتم عليه تشكيل كياناته الذهنية والسياسية الملائمة لطبيعته هو. بناء عليه، يستلزم تأليف منظومات المجتمع الديمقراطي – الأيكولوجي الواسع النطاق ببذل الجهود الحثيثة في البحث والنبش في التاريخ والتقاليد، وتحقيق التعبئة والتوعية في ذلك واكتساب منطقه. ويتسم ذلك بأهمية ملحوظة كي لا يُهدَر الوقت هباءً في القوالب الكلاسيكية اليسارية والليبرالية، ولا يحصل النزوع إلى الانحرافات الجوفاء.

تتزايد أهمية وعاجلية الحركة الديمقراطية – الأيكولوجية المكوّرة (العالمية) بإضطراد بالنسبة للإنسانية، للوقوف في وجه أزمة النظام المكوّر (العالمي). ومن حيث أساليب النضال، فبقدر أهمية عدم الاصطدام بالدولة مثلما كانت عليه الحال في أيام اليسار الكلاسيكي، يتميز عدم اللهث وراء الدولة أيضاً بقيمة مبدئية واضحة. إذ لا يمكن حل المشاكل بالتصادم مع الدولة أو هدمها، ولا بها. بل على العكس، بقدر ما تكون الدولة تكون هناك المشاكل. وكلما قل عدد الدول، كلما كثرت امكانيات الحل. هذه هي المعادلة الأكثر واقعية. والوقوف بعيداً عن الدولة، بل وحتى عقد الوفاق المحدود معها إن دعت الحاجة، ضمن إطار مساعي المجتمع الديمقراطي – الأيكولوجي، يتضمن أهمية كبرى. لمواقف الدولة الدور البارز والمعيِّن في إفلاس مساعي وجهود الاشتراكية المبذولة خلال السنين المائة والخمسين الأخيرة. ولم تنجُ جهود وتضحيات الملايين من الأبطال الأشاوس الذين لقوا مصرعهم من الدخول في خدمة الامبريالية في منتهى المطاف، نتيجة هذا العمى الأيديولوجي والسياسي. هذا وتوجد العديد من الحركات القومية والطبقية المنادية باسم المسحوقين، والتي ذهبت ضحية مثل هذه المواقف. فالمسيحية، حركة المسحوقين المتحدّين والصادمين في وجه الامبراطورية الرومانية طيلة 300 عاماً، لم تتخلص من الانحلال والتردي إلى مرتبة محاكم التفتيش لدى توجهها نحو الدولة. كل أساليب ووسائل الحل، بدءاً من عهد زرادشت وحتى ماني، ومن نوح إلى ابراهيم الخليل ومحمد (ص)، لم تَتَعَدَّ حدود جعل الإنسانية - التي طالما تطلعوا إلى تخليصها وعملوا على تحريرها – لقمةً سائغة في فم الأسد، لدى هرعهم باتجاه دولة الكهنة السومريين. ومثل هذا الموقف أدى بالطراز اللينيني إلى وسيلة لهدم الدولة الامبريالية، وتأسيس ديكتاتورية البروليتاريا محلها. هذا هو الوضع نفسه الذي سقطت فيه اللينينة. علاوة على أن الماوية وشبيهاتها أيضاً قد تقاسمت التقاليد ذاتها.

لا ينطلق البحث الديمقراطي – الأيكولوجي الجديد من تصنيفات حادة في الطبقة أو الوطن أو الدولة. ولا يربط آماله بالمستقبل فقط، مثلما لا يرتكز بتاتاً إلى إيمان فظ وضيق بالماضي، وليس متحجراً. من اللازم التفكير ومعرفة التصرف حسب المبدأ العظيم القائل "ماهية التاريخ والتقاليد، تحدد نوعية الحاضر والمستبقل". إذ أنه بقدر ما يتحلى المرء بوعي سليم وصائب للتاريخ والتراث، وبقدر ما يجسد هذا التاريخ ويضيف إليه الجديد؛ سيكون بمقدوره تغييره وإطراء التحويلات عليه في الحاضر والمستقبل. يمر التغير في هذه القاعدة الذهنية للثورة من مدى تطبيق هذه المعادلة المكتوبة بأحرف كبيرة.

ومعرفة الآخر، يعد الموقف المبدئي الهام الآخر في عملية تحول الذهنية. يعتبر الطراز الفرعوني، أي وضع الذات محل الدولة والرب، مختزل كل الأمراض والآفات السياسية. وهو يؤدي بالضرورة إلى رؤية الآخر – أي المقابل – غلاماً عبداً وقزماً. وهذا المرض لا يقل شأناً واستفحالاً في يومنا الراهن عما كان عليه في عهد نمرود والفراعنة. انطلاقاً من ذلك، يتحتم رؤية الآخر والنظر إليه حسب دياليكتيك متساوٍ عادل وحر، لا كعبد أو كيان جامد بلا تأثير. بالإضافة إلى وجوب النظر إلى الطبيعة والبيئة ككيانات تحيا حسب تَطابُق القوانين الكونية، تماماً مثلما كان يقدسها إنسان العصر البدائي، لا ككائنات فارغة لا حس لها ولا شعور. هذا ويجب أن يكون الموقف الجديد المحفز على التطور، معتمداً بالأساس على الإرشادات والتصورات الذهنية نفسها حيال الأصناف الاجتماعية الأخرى كالطبقة والطرائق الدينية، وحيال المسنين والأطفال والنساء ومسائل الجنس التي وصلت بها الحضارة الدموية إلى حالة لا نفاذ منها.

لا يتم اللجوء في التنظيم والعمليات إلى العنف إلا في حالات الدفاع المشروع الضرورية، ولا يختار الانتفاضات الكبيرة أسلوباً له. ورغم عدم رفضه لذلك كلياً، إلا أنه يعتمد أساساً على أشكال معبأة بالوعي في المجتمع، والارتباط بمبدأ "بقدر وجود قوة العقل والعاطفة، تتواجد قوة المجتمع والحركة" يعد شرطاً أساسياً. ويعتبر العقل غير المرتكز إلى العاطفة والمشاعر، من رواسب مجتمع الدولة التعسفي، ويولي أهمية عظمى وقيمة تحليلية وسامية لذكاء المرأة المفعمة بالمشاعر الجياشة. ويضفي المعاني النبيلة على خيالات الطفل بقدر أفكار الحكماء العقلاء على أقل تقدير. ويكنّّ الاحترام والتقدير دوماً لتجارب وخبرات المسنّين. كما لا يتخلى أبداً في أي مرحلة من مراحل الحياة عن حماس الشبيبة وهمّتها. الحسن هو الجميل، والجميل هو الحسن الجيد. والذكاء الحاد وما يبتكره من مصطلحات جديدة، يشكل مضمون الجمال والبهاء. إنه ينتهج الموقف المبدئي أساساً، وبينما يتقرب من الحياة بالحماس والنشاط اللازمين، فهو ينظر من الجانب الآخر إلى الموت كثمن للحياة، ولا يقابله بخوف ليس في مكانه. وبقدر موالاته وانحيازه للحياة الفاضلة، فهو مناوئ ومناهض للموت الذي لا معنى له. ولا يحتضن الموت إلا عندما يكون ضرورة لأجل حياة فاضلة سامية.

يمكن صياغة الخطوط العامة لتحوُّلي من ناحية النظام الأيديولوجي على هذا المنوال. ولا شك في أن هذه النظرية المثلى (البراديغما) ستعني النظر إلى الحياة من الآن فصاعداً بعمق أكبر وعيشها مع أخذ قوانين الكون والطبيعة والمجتمع بعين الاعتبار



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في ...
- مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في ...
- مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون ...
- مرافعة اثينا الفصل الرابع تحققت مؤامرة اثينا بتهميش القانون
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثالث بضعة من المواقف الفلسفية - السياسي ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الثاني الحضارة الهيلينية علاقاتها مع الكر ...
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 2-1
- مرافعة اثينا الفصل الاول مغامرة اوربا ونهاية مرحلة 1-1
- مرافعة أثينا
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الخاتمة الثا ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - مرافعة اثينا الفصل الخامس نحو الحل ، او الرد على المؤامرة في الازمة الكردية 4-1