أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا















المزيد.....

العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((مابين السطور))

آن لنا وبعد هدوء العاصفة نسبيا,أن نلقي نظرة ثاقبة خطوة للوراء,ليس لتحديد مدى الخسائر بعلم الإحصاء,فالخاسر والخاسر هما وجهان لعملة فلسطينية واحدة, والرابح هم الأعداء الظاهرين منهم والمتقوقعين في الخفاء, ولكن لنسلط الضوء على طبيعة الأداء,ونقيم التفاصيل بعيدا عن أسباب ومسببات هي بالمجمل واضحة وباختصار, تراوحت مابين التحريض والتعبئة المسبقة , بالتكفير والتخوين, والسعي لتحقيق مكاسب سياسية على مستوى المؤسسة الفلسطينية داخليا وخارجيا,على غرار التحول الديمقراطي التشريعي,وصولا إلى أيدي خفية إقليمية ودولية بشكل مباشر وغير مباشر, ووصف التدخل بالحميد لكنهم دسوا لنا السم في العسل وابتلعنا بسذاجة طعمهم.

وإنما لتقييم مالنا وما علينا بتجرد,تجاه الدور المصري الحاضر بقوة أمنية وسياسية في الساحة الفلسطينية, وعلى كافة الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية, والاستماتة على مدار الأربع والعشرون ساعة,للعمل وسط العاصفة الدموية الهائجة, من اجل نزع فتيل التوتر, ووقف شبح الاقتتال الفلسطيني_الفلسطيني.

ولم التقط قلمي هنا, واعتصر فكري, مستعيدا الأحداث, وقراءة مابين سطور الفعل,كي ابرز بصدق حقيقة السلوك المصري,لأقول شكرا لمصر, فربما الشكر لايفي مصر حقها, وربما لايشكر المرء على واجبه القومي والوطني, بل لأسلط الضوء على حقيقة هذا الدور للأمانة التاريخية, وحرص مصر وحذرها, كي تكون قولا وعملا, طرفا نزيها, ومتزنا في التعامل مع الإخوة الفرقاء,بخطاب واضح يقدم المصلحة الفلسطينية العليا , على المصالح الفئوية الضيقة, وفي ذلك بالتأكيد مصلحة مصرية إستراتيجية,بل والتحذير من النتائج الكارثية على مصير القضية الفلسطينية برمتها.

وفي ظل الرغبة الإقليمية والإسرائيلية, في إقصاء الدور المصري وإفشال مساعيه, بالتشكيك الداخلي المفبرك, واتهامها بالتحيز لطرف دون أخر, ناهيك عن عدم الرضا الإسرائيلي_الأمريكي,عن تدخل مصري جاد يتجاوز حدود الإبقاء على الساحة الفلسطينية متوترة,تخدم مؤامراتهم الساعية لانتزاع تنازلات على مستوى الثوابت, وصولا لأيدلوجية سياسية أمريكية واضحة المعالم, بان تتجه وتنصب الاهتمامات والنشاطات السياسية المصرية,صوب القارة الإفريقية, بعيدا عن الصياغة الشرق أوسطية الأمريكية على ساحة القارة الأسيوية, وتحديدا الابتعاد عن شبهة الصراع العربي_الإسرائيلي, وإسقاط أي شبهة قومية متجددة.

الأمن القومي المصري دافع أساسي:

ففي ظل هذا السياق والتحديات التي استهدفت الحد من هامش الفعل المصري,في ظروف مصرية, فلسطينية,عربية,دولية غاية في التعقيد, لم يتقاعس المصريون عن أداء دور يتجاوز الخطاب والبيانات السياسية,ولم يعدموا الحيلة والوسيلة رغم بلوغهم حد اليأس, من هول الانفلات الدموي, فكان دورهم متواصلا ومركزا ميدانيا, وإجراء اتصالات مسئولة بحكمة وحيادية معلنة وحميدة, بين المختصمين, ومخطئ من يعتقد أن المصلحة المصرية العليا تكمن في دعم طرف سياسيا أو عسكريا على حساب الطرف الأخر,فالسياسية الخارجية المصرية أذكى من حتى ترجمة قناعاتها بشكل عاطفي ميدانيا,بعيدا عن نظرية التكتيك المتغير, والاستراتيجيات الثابتة,فعودة خطوة للوراء لدحر تفكير الغباء,حيث امتداد الأمن القومي المصري جنوبا, فقد حرصت مصر على دور متوازن وذكي في أتون عملية الصراع الدموي السوداني مابين مركزية الدولة والحركة الجنوبية الانفصالية,فمثلما كانت سفارة للسودان في القاهرة, فكان كذلك مكتب تمثيلي (لجورج جارنج) في القاهرة أيضا, رغم مطالبة هذا الأخير باستقلال الجنوب وإطفاء صبغة الادلجة الدينية المسيحية الديموغرافية كأقلية سودانية وأغلبية في الإقليم الجنوبي, كان لمصر دور ذكي متزن رغم أن الفصل كارثة إستراتيجية تهدد الأمن المصري القومي ولن نخوض هنا في التفاصيل,فقط أردت أن أوضح الحرمة السياسية للانحياز المصري المزعوم لطرف على حساب اخصم السياسي الأخر لان ذلك خطر على المصلحة العليا لمصر العربية.

وكذلك فلسطين, وتحديدا قطاع غزة, هي الامتداد الشمالي للأمن القومي المصري, وما تشكلـه هذه البوابة الشمالية من صمام أمان, أو بوابة جحيم على إستراتيجية الأمن المصـري واقتصـاده , فالحضـور المصـري الميدانـي في قطـاع غـزة, له بعده التكتيكي, المتمثل في العلاقات الطبيعية والشائكة مابين ازدواجية وتداخل السيادة الفلسطينية_الإسرائيلية, وبناء قاعدة سياسية تجعل من مصر ملاذا آمنا للطرف الفلسطيني بالشكل الرسمي, وما تمثله من رئة التنفس الحدودي الأكثر أهمية على مجمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية الفلسطينية.

احتواء حركة الإخوان المسلمين:


وكذلك البعد الاستراتيجي بعيدا عن معادلة الصراع العربي_ الإسرائيلي, وإنما في المجال الاستخباري والأمني المتركز على رصد ومتابعة الحركات الراديكالية الإسلامية وأنشطتها السياسية والعسكرية, وتفاصيل أجندتها الإقليمية والدولية,لتكون تلك الحركات تحت السيطرة في منبعها,والحرص على عدم التواصل بين الحركات الجهادية المسلحة, والتي تجاوزت أهدافها مقارعة سلطة الاحتلال, إلى أهداف إستراتيجية اخطر تتراوح مابين ضرب المصالح الأمريكية_الصهيونية في الدول المجاورة, والعمل على زعزعة استقرار الأنظمة السياسية العربية ,الفاسدة والمتساقطة في حبائل المشروع الصهيوني العالمي حسب أيدلوجيتها السرية والمعلنة, وتحديدا احتواء التواصل بين أقطاب حركة الإخوان المسلمين في ثلاثة الاتجاه(مصر, الأردن,فلسطين),والحيلولة دون انتقال ثقافة العسكرة للإخوان في مصر على غرار فلسطين.

ومعلوم أن إستراتيجية متشابهة, سحبت على الإخوان المسلمين في كل من مصر والأردن وفلسطين بنفس الاتجاه,حيث تركت لهم الأبواب السياسية مواربة من اجل إسقاط الخيارات العسكرية والتشكيلات التنظيمية السرية,وحثها على التحول إلى أحزاب سياسية تعمل في النور,فوصلت حركة الإخوان المسلمين بزحف منقطع النظير إلى البرلمان الثلاثي(مصر , الأردن,فلسطين)وتمثلوا بنسب متفاوتة, كان أخطرها بتجاوز تكتيك الاحتواء في فلسطين, حيث الزحف الديمقراطي الشامل على كل معاقل الشرعية الفلسطينية,أغلبية برلمانية وتفرد حكومي, والأخطر من ذلك هو عدم إسقاط الخيارات العسكرية,فوقعوا في كمين السياسة وأوقعوا الآخرين في شر أعمالهم,وعلى غير رغبة البعض الذين اعتقدوا أن نهاية الحركات الراديكالية(التغيير بواسطة القوة) بانكشافها وإسالة لعابها على المراكز السياسية,لجرها صوب العمل السياسي الصرف, ليتماها سلوكها مع العمل الدبلوماسي الذي يدور في فلك الممنوع والمسموح, حسب المحددات الإقليمية وموازين القوى الدولية الآنية, ففي مصر والأردن دخلوا البرلمان بقوة مسيطر عليها,أما في فلسطين كانت القنبلة , التي دعت دول الجوار إلى اللهث للأمام صوب الساحة الفلسطينية لمراقبة المنعطف عن كثب ومعالجة أي نية للامتداد في مهدها ومنبعها.

الفلتان وشبح تسرب القاعدة:

ترددت المعلومات المعلنة حول تسرب القاعدة إلى الأراضي الفلسطينية,لتصبح خلايا ميتة تترعرع وسط تضاريس ومناخ الفوضى حتى يحين موعد الانطلاقة, والبعض تحدث من واقع معلومات اختباريه وقنابل إعلامية, عن دخول أفراد من القاعدة إلى قطاع غزة عن طريق سيناء, وبالتالي حذروا من وجود هؤلاء الإرهابيين حسب زعمهم وخطر الحاضنة الفلسطينية المناسبة لنموهم حيث غياب القانون والأمن, وانتشار المليشيات وإغراق القطاع بالسلاح,في حين أن غزة لاينقصها مقاومة ولن يزيد هؤلاء ممن ينتمون للقاعدة إذا ماصدق القول؟ أي نوع من تطوير الهجوم بالمقارنة مع عمل المقاومة المتصاعد تطورا من اشتباك مباشر إلى حرب عصابات, إلى مئات الاستشهاديين,إلى القصف الصاروخي وفتح باب الجحيم على إسرائيل, فماذا سيضيف هؤلاء غير إلقاء كرة الإرهاب في فلسطين للنيل من المقاومة بهذه الحجة الواهية؟

وخشية مصر هنا والتي تأخذ هذه الأخبار الأمنية على محمل الجد وان كانت زائفة حتى تتيقن, لان مصر تعلم أن نمو القاعدة في حاضنة على حدود بوابتها الشمالية خطر يهدد أمنها, حيث بعض المصالح والأهداف الإسرائيلية الأمريكية على أرضها, وحرصا على الثروة السياحية الهامة, بل خشية تأهيل القاعدة في غزة وانطلاقها بصياغة وثوب جديد إلى مصر, لكل هذا تقتضي المصلحة الإستراتيجية المصرية استقرار الساحة الفلسطينية.

ورغم ذلك فقد انطلق الفعل السياسي المصري في مواجهة رياح التغيير الشمالية العاتية, ليتصرفوا بحكمة واتزان, وليبقى هذا الدور المصري مقبولا ولو بنسب متفاوتة على ساحة الفعل الحزبي الفلسطيني, وقد شهد الجميع أن الأشقاء المصريين, من ساسة وخبراء أمنيين, حافظوا على برود أعصابهم واتزانهم من ردات الفعل,التي قد تهدد أجندتهم الإستراتيجية, وتصرفوا بحنكة الدبلوماسية المصرية عالية المستوى في مواجهة الهجمة الشرسة, التي تعرض لها الوجود المصري, وتحديدا بعد المنعطف السياسي الذي عصف بالساحة السياسية الفلسطينية,اثر فوز حركة المقاومة الإسلامية(حماس), وفق عملية انتخابية تشريعية, هي الأكثر نزاهة وديمقراطية في المنطقة العربية, فتراوحت هجمة التشكيك,مابين اتهام الجانب المصري بالاستنفار ودعم المؤسسة الأمنية الفلسطينية بالخبراء دائمي الإقامة لدعم فتح التي تسيطر على الأجهزة الأمنية في مواجهة حركة حماس المسلحة, والتي تهدف بموجب تشكيل الحكومة ذات اللون الواحد كسابقتها إلى السيطرة على معاقل تلك الأجهزة الأمنية.

بل تجاوز التشكيك إلى أن مصر ستوفد قوات مصرية حربية إلى فلسطين,لدعم مؤسسة الرئاسة في مواجهة المؤسسة الحكومية التي تشرف عليها حركة حماس والتي تملك جيشا مدربا ومسلحا ولم يتم تفريغه بعد في نفس الأجهزة الأمنية.

فصمد الجانب المصري في مواجهة أنواء التشكيك المتصاعدة, مع عدم ثبوت تلك المزاعم التشكيكية, وعدم انعكاس تلك الادعاءات على السلوك المصري, كوسيط حريص على وأد الفتنة الفلسطينية,بجهود حثيثة بذلتها مصر ماقبل الطوفان الدموي, صمد الدور المصري رغم هجمة الإقصاء الإقليمية, والعمل على عدم تمكين مصر من امتلاك مفاتيح الاستقرار بتفرد, ناهيك عن الفعل الإسرائيلي الخبيث لتقزيم دور مصر الهادف لإرساء قواعد من الوفاق من اجل مصالح مصرية فلسطينية مشتركة.

فأثناء لقاء القمة المصري الإسرائيلي كان توقيت المجزرة الإسرائيلية في صفوف الشعب الفلسطيني, للتقليل من مصداقية الوجود المصري وحرصه على المصلحة الفلسطينية , أو ربما أرادوا القول أن الدور المصري دفن مع كامب ديفيد عام 79 فاستشاط غضب الرئيس المصري ورد عليهم بأنهم ليسوا دعاة سلام وعلى مستوى الشعار السياسي وصفت بأنها القمة التي أبرزت حقيقة وهم السلام مابين مصر وإسرائيل وإمكانية انهياره مع أي تحول سياسي في مصر.

وأكثر من ذلك فنتيجة فعالية الدور المصري في الأحداث والاستماتة في راب الصدع, واقترابه من هدف احتواء الأحداث بدبلوماسية المثابر الحكيم الصبور, شنت الصحف الإسرائيلية هجمة من ترويج الأكاذيب والإشاعات السياسية الغير مسندة والتي ترتكز على سيكولوجية ببغاوات العرب في ترديد مايسقط من سموم المكنة الإعلامية الصهيونية,وذلك لقطع الطريق أمام الوفد الأمني المصري المكلف بانتزاع التهدئة والمصالحة الفلسطينية الفلسطينية:

فتارة تتحدث الصحف الصهيونية عن عدم جدوى الدور المصري, أثناء توجه الفرقاء الفلسطينيون إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة, لإبرام اتفاقية مكة, فيرد الأشقاء المصريون بدبلوماسية تحافظ على وجودهم الاستراتيجي, فيباركون مبادرة خادم الحرمين الشريفين, ويعربون عن رضاهم بتوزيع مهمة المصالحة بين وجود مصري دائم لهذا الغرض, وبين استثمار سعودي للعلاقة الطيبة بطرفي الصراع لتكلل الجهود العربية بالنجاح.

وتارة أخرى تطلع علينا الصحف الإسرائيلية بالقول غير مسند لاعن مسئولين مصريين, بان مصر تسعى لإقصاء حماس لاستحالة تحقيق السلام بوجودهم, وبالمقابل ترد مصر بدبلوماسية , محذرة بخطاب استراتيجي مسئول إن الأحداث الدامية والتي تشرح صدور الأمريكان والإسرائيليون, إن لم تتوقف فإنها ستعصف بمصير القضية الفلسطينية برمتها.

فعمل الفريق الأمني المصري الموفد, والقنصلية المصرية بمجهدات حثيثة على مدار الساعة, وسط ظروف سياسية وأمنية واقتصادية, غاية في الانهيار والتعقيد, ورغم الإساءات المتكررة لهذه الجهود, فقد عقدوا اجتماعات مكثفة وتنقلوا بجولات مكوكية بين صناع القرار لدى أطراف الصراع, بل وحرصوا على جمع كافة الأحزاب وممثلي وحدات المقاومة على طاولة واحدة, والتوصل إلى نقاط التقاء ووفاق معلن, يعلن عنه في مؤتمرات صحفية, فيسقط الإعلان ساعات بعد الاتفاق لافتقار الأطراف إلى درجة الثقة الكافية والمصداقية الوافية,إلا أن الدور المصري يبقى محصنا ضد اليأس , فالمصلحة المصرية العليا تقتضي الصبر والمثابرة, وعدم الاعتراف بالمستحيل, ونجد الرئيس المصري من مقر الرئاسة بمصر يبارك ويثني على جهود الفريق المصري, ويحذر من حجم المؤامرة ومن مغبة الاقتتال, خاصة بعد انهيار العمل وفق اتفاق مكة, الذي طبل وهلل له العالم, قرعا لنوايا الاصطياد في المياه العكرة, والعمل باستماتة من قبل أطراف عربية ودولية لإسقاط الاتفاق وإفشال الدور المصري للوساطة والمصالحة بأي ثمن.

ومن خلال تقييم الأداء المصري بشكل مختصر, وما تعرض له من إلقاء العصي الغليظة في دواليب العمل الميداني الفعلي, نجد أن الجانب المصري حتى في اخطر المحطات عندما يتهم فريقا بالتناوب للأخر انه أطلق النار على الوفد المصري واصابة رئيس البعثة الأمنية اللواء برهان حماد, نجد الإخوة المصريين المتزنين سواء كان الخبر صادقا أو كاذبا وسط عاصفة الاشتباك , فإنهم ينبرون فورا ودون تأخير وتفكير في الدفاع عن نزاهتهم وعدم قبولهم بتحيير دورهم لحساب طرف واستعداء أخر, فيكذبون الخبر جملة وتفصيلا.
فكان الدور المصري بصدق عين ساهرة على امن الساحة الفلسطينية التي هي امتداد لأمن مصر القومي, ولا يستطيع احد كان أن ينكر هذا الدور الذي تكلل بالنجاح مؤخرا وفي ذروة الدموية المسعورة, والتمكن من نزع فتيل الانفجار الشامل وإنهاء الصدامات وحلقات الاشتباك بنسبة90 % باستثناء بعض المشاغبات هنا وهناك والتي تنم عن عدم سيطرة وخلافات داخل مؤسسة القيادات المتصارعة, فجاحد من ينكر هذا الدور المصري العظيم ورغم المصلحة المصرية فنحن كشعب فلسطيني مدينون بهذا العطاء من اجل الحفاظ على حرمة الدم الفلسطيني.

الخلاصة والمفيد:

هذا التحليل والتعليل, سواء أعجب أو اغضب البعض من منطلق عواطف وقناعات, فمن يقيسون المصلحة العربية عامة والفلسطينية خاصة انطلاقا من اجترار محطات التاريخ والتي تتوافق مع مآربهم, أو من يهللون لحاضر من منطلق علاقاتهم الثنائية الضيقة استجابة لمصالحهم الخاصة, فان الأهم من ذلك كله هو المستقبل ومواجهة الذكاء والعطاء المصري بذكاء وعطاء فلسطيني,والمصلحة المصرية العليا يقابلها مصلحة فلسطينية عليا, بإجادة لعبة المعادلة الدبلوماسية والمراهنة على التغيرات السياسية, من اجل صياغة عربية مستقبلية تكون في صالح القضية الفلسطينية في مواجهة الصياغة العربية الإسرائيلية, والأمريكية القاضية بفصل الرأس على الجسد, ومن منطلق الحفاظ على شعرة العروبة, والقبول بمواقف عربية حالية مقيدة باتفاقيات سلام سياسية لن تصمد على مدى الأجيال, والدفع باتجاه تطويرها تجاه موقف عربي فاعل, على طريق إعادة الصراع إلى أصولة العربي_ الإسرائيلي, فنكون واقفين على ارض صلبة لان فلسطين هي رحم الحلم العربي, وعرين القومية العربية المتلاشية من الخارطة الشرق أوسطية البغيضة, فمصلحة مصر هي مصلحة فلسطين, ولكل زمتن متغيراته ولكل الأزمان ثوابتها التي وان طمست بفعل الضعف العربي إلا أنها محفورة في الضمير والوعي العربي الفلسطيني.

وكلمة أخيرة للعرفان بالدور المصري في حقن الدم الفلسطيني ومحاولة البعض بزج مصر قبل انتهاء المعترك, وفق عملية تضليل مخالف للحقائق حول ترتيب وتوقيت إعادة 450 خريج من دورة عسكرية بالقاهرة, فكانت الدورة كباقي مئات الدورات التي رعتها مصر العربية, فطاب للبعض كي يضع الدور المصري على المحك أن يدعي بشبهة عودتهم في هذا الوقت بالذات من اجل الاشتراك في المعترك الدموي, وأنهم جاءوا بزيهم وعتادهم, فهذا محض افتراء, لأنني كنت ساعة وصولهم إلى منازلهم في زيارة احدهم وكان يجلس في الحضرة شقيقة القسامي والذي يعمل في القوة التنفيذية وتحدث الشاب ببساطة دون تحفظ عن تفاصيل الدورة التي انتهت بشكل طبيعي, وتحدث عند وصولهم للمعبر ونتيجة الأحداث المؤسفة وغياب الأمن ولم يكن معهم أي نوع من السلاح أو العتاد , وطلب منهم أن يتوجه كل شخص إلى منزله بطريقته الخاصة كأي مدني حرصا على حياتهم,ولم يتم نقلهم بالمواكب العسكرية إلى معركة العار كما يدعي البعض, وللعلم هم حتى وقتنا هذا في إجازة ولم يلتحقوا بأي وحدات عمل حتى تستقر الأوضاع ويذهبوا لعملهم بشكل طبيعي, والله على ما أقول شهيد.

وجميعنا يعلم أن نجاح الدور المصري والسعودي في وقف هذا الانزلاق الدموي جعل الكيان الإسرائيلي يستشيط غضبا ويسقط أكذوبته بعدم استثمار أجواء الاقتتال وعدم التدخل, وقد كشروا عن أنيابهم الدموية عندما تأكدوا أن الوفاق الحذر قد نفذ على الأرض, فارتكبوا مجازر بشكل هستيري بحجة إطلاق الصواريخ التي لم تتوقف حتى أثناء الأحداث الدموية, وقد تحولت الان نسبيا الشعارات والبنادق صوب التناقض الصهيوني الرئيسي بفضل الله, والمجهود المصري المثابر, ونوايا الشرفاء والمخلصين.




#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا دعوة نتنياهو_ قطع الكهرباء ((1))ي
- إسرائيل وسباعية اختزال الصراع
- مبادرة قبل الطوفان - جبهة إنقاذ شعبية
- الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة
- ((حرب تموز))نهج وفكر يفضي لزوال إسرائيل
- منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**
- **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا